الافراط في العقاب كثيرا ما نشاهده في البيئات المتأخرة , وأعني به معاقبة الطفل
على كل خطأ كبيرا كان أو صغيرا , وبشدة لاتتناسب مع درجة الخطأ بل قد يكون
الخطأ نتيجة عدم نضج الطفل وعدم ادراكه لنتيجة تصرفاته.
وفي هذا الحال لاتجوز المعاقبة , بل الواجب تنبيه الطفل وارشاده الى طريق الصواب
أما في حال تكرار الخطأ وتعمده رغم التنبيه الكافي ورغم نضج الطفل وتمييزه
فيجب المعاقبة لكن بشروط معينه , فالعقاب يجب أن يكون مناسبا مع درجة تطور
الطفل وأن يكون المقصود منه واضحا للطفل وأن يتوقع منه أن يكون مجديا
وان لايتارفق بالانفعالات الشديدة وأن يكون هدفه الواضح للطفل هو مصلحته
لا حب الانتقام والانتقاد أو التشفي او التفريغ عن الكبت او التعبير عن الحقد
والكراهية حتى ولو من جهة نظر الطفل.
إن استجابة الطفل لكثرة العقاب هي الشعور بالخوف والتردد والشعور بالنقص
وسلوك السلوك المستدعي للعقاب.
وأقصد بذلك توقع الفشل الدائم من الطفل وعدم قدرته على تحقيق النجاح في
الاعمال المختلفة التي يقوم بها . سواء كانت سلوكية أو ذكائية
وقد يستعمل الأهل غير المثقفين تعبيرات نابية أو بذيئة أو غير لائقة , أما غيرهم
من المثقفين فقد يلجأون للأسف الى كلمات مؤدبة لكنها في حقيقتها أشد ايلاما
ولذعا كقولهم: أنت خائب طوال عمرك , وأنت لاتحسن شيئا أو انت قليل الفهم
أو انت ليس عندك ادراك ولاذكاء أو انت لاتحسن التصرف في شيء..
واستجابة الطفل لهذا الموقف اذا استمر وأزمن تجعله يميل الى سلوك السلوك
الذي يؤنبه عليه أهله فيبدو وكأنه يتعمد أن يظهر بمظهر الشخص غير الكفء
لتكال له عبارات الانتقاد .
