أسعد الله صباح و مساء جميع الفراشات ..
لم أتخيل يوماً أن أضع موضوعاً في هذا القسم بالذات ، ولكن تمنيت ذلك بعد أن أحببت الكثير من فراشاته و تمنياتي لهم بالخير ..!
فوجئت بتعليقي على أحد التعليقات برد علي من نوعية [ الله يرزقكِ و كل محرومة ] .. مع تقديري لصاحبة الدعوة ونيتها الطيبة إلا أنها أصابتني بإحساس لا يمكنني وصفه .. محرومة ..!
ولاحظت أن نظام القسم كاملاً يسير بهذه الطريقة ،، كل يواسي الآخر بتذكيره بأنه [ محروم ] وأننا [ محرومين ] و [ هي محرومة الله يرزقها ] و [ فلان محروم ] ..
وماأقول إلا الله يرحمنا برحمته ..!
ليه هاليأس واللقب المحبط اليائس ..!
[ لستِ محرومة ..! ]
مالمحروم إلا المحروم من رحمة الله عليه بالدنيا والآخرة ،،
ولو جلسنا نتفكر في نعم الله علينا بما سوى الأولاد لوجدنا خيراً كثيراً ،،
و الله يحب أن يرى أثر نِعمه على عبده ،،
الله سبحانه وتعالى حينما قال : [( ادعوني استجب لكم )] لم يقل ادعوني بيأس استجب لكم .. ولم يقل استجدوا الناس الدعاء لكم لأستجب لكم ..!
وكل من أطلقت على نفسها لقب [ محرومة ] ضاع عليها الكثير والكثير من وقتها بالانتظار وهي لا تتذكر سوى مالم يحصل ..
وأفنت الساعات الطوال بعبارات محبطة يائسة وبدموع لا نهاية لها لن تكون هي السبيل لتحقيق مالم يرد الله له أن يحصل الآن ..
وأرجوكِ ، لا تدعي بهذه الصيغة اليائسة لغيرك ..!
/
\
[ كل تأخيرة فيها خيرة ..! ]
كلمة لو وعيناها جيداً لعلمنا فيها خيراً ولحلت بركة الله على أيامنا ورزقنا الخير في كل مانتمنى ..
لربما أراد الله خيراً بتأخير حملكِ ليكون بوقت أنسب مالياً لعائلتك ويحيى حياة أكرم من غيره من الأطفال ..
لربما كانت صحتك لا تتحمل الحمل بهذا الفترة ولرحمة الله بكِ قُدر لك بوقت آخر ..
لربما كان بزوجك عيباً لم يمكنك تحمله و المعيشة معه ولذلك لم يكتب لك أن تحملي منه ..
لربما كانت الخيرة بعدم امتلاكك لأطفال و تعويض الله لك بالخير بجوانب أخرى بحياتك لا يطالها غيرك ..
لربما بصبرك على الابتلاء نلتِ درجة بجنان الفردوس تمنى غيرك أن ينالها و لو بلا أطفال ..
لربما و ربما وربما .. الأسباب كثيرة منها مانفترضه ومنها الكثير مما يقع بعلم من يعلم الغيب لا إله إلا هو ..
و لا أفترض بالطبع عدم الرغبة بالإنجاب ،،
فهي فطرة بشرية نمتلكها جميعاً ومنذ طفولتنا وألعابنا البريئة ،، والله عز وجل قال : [( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )] ..
وهم زينة الدنيا التي نتمنى من الله عزوجل أن يكرمنا بها بخير وقت لنا وأن يرزقنا فيهم الصحة والعافية والصلاح وأن يرزقهم البر والتقوى و حسن العمل ..
ولكن يجب أن لاننسى الأهم من ذلك وهو [ أن يكتب لنا الخير فيهم ] [ بخير وقت يكتبه لنا ] أيا كان وقته ..!
/
\
[ تجمعات اليأس ] ..
أعذروني غالياتي على هذه الجملة .. ولكن لنكن صريحين ،، مالذي دفعكِ لدخول تجمعات دردشة لمن هم في حالتكِ ؟
يفترض أن الجانب الرئيسي لهذا الإنضمام هو الفائدة والإستفادة ،، إلا أنني أجد أغلبها يأتي بمفعول عكسي تماماً ،،
عبارات يأس وإحباط ،، دموع وتوسلات ،، هذه تنتظر دورتها ،، وهذه ذاهبة لمراجعة سبقتها برد مليء بالدموع ،، وهذه تقدم استشارة طبية من خبرة شخصية ! و غيرها الكثير مما لا أحسبه ينضم تحت الفائدة والإستفادة !
حتى دعاء [( ربِ لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين )] أصبح مبتذلاً كـ عبارة يائسة تطلق بتذييل كل رد بل ربما بروتين يائس لا يفترض أن يكون هذا موضعه ..
أنا لا أعارض التجمعات على الإطلاق ..
وكانت أول مشاركتي بهذا القسم لرغبتي بالاستفادة لا أكثر فأنا لم أتجاوز الـ 7 أشهر على زواجي و لم أحمّل نفسي هذا اللقب الثقيل على النفس [ محرومة ! ] ،،
ولم أرض أن أضم تحت دائرته ..
إلا أنني وجدت نفسي لُقبت به وسط دوامة كم أشفقت على من هم بدائرتها ،، ولم أحب أن يكون وجودي كضيف عابر لا يفيد كلمة علها تنفع أذن سامع فيدعوا لي بخيري الدنيا والآخرة ،،
نقطة أتمنى أن تهتم بها عضوات مواضيع التجمعات ليكون تجمعاً خيّراً ،،
لنتشارك يومياتنا بل حتى آمالنا و احباطاتنا ولكن ليكن معاونتنا لبعضنا بأساليب تفاعلية أرقى وأكثر نفعاً من بث عبارات التعاطف اليائسة ،،
/
\
[ انتظار الحمل ] ..
فترات طويلة قد تصل لها الكثيرات دون أن يرزقوا بطفل .. أشهر و سنوات .. فماذا وجدناها فعلت في هذه الفترة ؟
لن أبالغ لو قلت أن نسبة 90% على الأقل يقتصر وقتها على النت وقرائاتها الثقافية عن حلول للحمل لا أكثر !
رغم أن أيام التبويض 4 أيام بالشهر تقريباً ،، إلا أن الكثير يفني كامل شهره ، وأشهره ، وسنواته بنفس الموضوع دون أن يتقدم من مكانه قيد أنملة !
ولم يزد ذلك من الموضوع إلا أن يكون مدعاة للاحباط وإحساس النقص والحرمان لا أكثر ..
/
\
[ همسات أخيرة ]
- لن يكون لدعاء غيركِ لكِ استجابة عند الله عزوجل إن لم يكن قد اقتضت حكمته أن ترزقي بأطفال .. أصدق الدعاء من القلب ،، وأقرب لحظات استجابة الدعاء السجود ،، و أفضل وقت الثلث الأخير من الليل ،، فلتكن دموع أمنياتك وصادق ابتهالاتك لله عز وجل ليس بينك وبينه حجاب هي مايتعلق قلبك به .. وليس استجداء دعاء الآخرين ..
- لنغير فكرتنا من التجمعات لنجعلها تجمعات محبة وتعارف و تعاون على الخير .. لنحاول جعل ردودنا متفائلة وجميلة وباحثة عن حياة جميلة .. لا أن تكون مفعمة ومغلفة بروح اليأس هدفها أن تنتظر طفلاً فقط ..!
- إن كنتِ تتابعين حالتك طبياً .. فلا تشغلي بالك بالتفكير اليائس والمتوتر بالحمل .. فهذا يؤثر على افرازات هرمونات الغدة النخامية للتوتر والاكتئاب والتي تصبح مانعاً للحمل حتى وإن لم يكن لديك مانع طبي حقيقي ! وهذه حقيقة طبية أخبرتني بها طبيبتي .. ودوما نجدها بعبارات البعض [ لما طنشت الحمل حملت ! ] وهي حقيقة وليست وهماً .. التبويض والهرمونات وكل أجسادنا تتأثر بالحالة النفسية ..
- لا مانع من استعانتك بحلول أخرى متوافرة إلى جانب علاجك من علاجات طبيعية وعشبية مثلاً إلا أنك يجب ألا تأخذيها إلا بعد أن تبحثي عن معلوماتها بوفرة ومن مصادر موثوقة وليس مجرد منتديات فما قد يناسب غيرك لا يناسب حالتك أو لربما هو يسبب لها مزيد ضرر .. واستشارة الطبيب في ذلك أفضل اقتراح ..
وفي حال أخذك لعلاج تنشيطي أو هرموني .. فمن غير الصحيح طبياً لك الاستعانة بأمور مساندة حتى لو طبيعية في ذات فترة كورس العلاج حيث أن خير الأمور في ذلك الوسط و زيادة الحد بالعلاج قد ينقلب عكسياً حتى لا يفيد وقتها لا العلاج الطبي ولا الطبيعي !
- استفيدي من وقتك .. و ليكن استثمارك لنقاشاتك أكبر من مجرد [ من متى تنتظرين الحمل ] أو [ ماذا استخدمتي من حلول ] و من جربت الخلطة الفلانية والعشبة العلانية ،، حاولي الرقي بنفسك بتعلم مهارات تفيدك مستقبلاً و لن يتنسى لك التفرغ لها إن رُزقتي بالذرية .. أو بتوسيع دخلك أو بإكمال تعليمك أو بعمل الخير وحفظ القرآن أو بأنشطة تطوعية أو أي مما تميل له نفسكِ ويثري أيامك ..
ليكن هدفك باستخدام الانترنت أولاً ،، وهذا القسم ثانياً ،، و التجمعات ثالثاً ،، هدفاً لتسلية وقتك و استثماره بفائدة تعود عليكِ وعلى من حولك ،،
هدفاً برسم ابتسامة على وجهك تسعدك وتزيدك تفاؤلاً وسعادة بأيامك ،،
هدفاً برسم ابتسامة على وجه غيرك وإنتشالها لحياة أجمل ،،
نبصر بذلك طريق الخير الي كتبه الله لنا و نعدد آلاءه ونعمه علينا لنحمده حمداً كبيراً ونشكره على ماآتانا من فضله ،،
وتدعوه أن يتمم فرحتنا بتحقيق أمنياتنا بأسرة متكاملة سعيدة وأبناء يملون علينا حياتنا حباً و سعادة ،،
أعتذر كثيراً عن الإطالة ، و أنا لست بعالمة ولست بشيخة دين ،، و ماأنا إلا واحدة لديها قناعة بخيرة الله لنا بكل الأحوال .. واحدة أحبت أن تفيد بكلمة تسعد من حولي فيكتب لي الله السعادة بها ..
لا أمانع بنقل موضوعي تحت أيّ اسم كان .. ولا بمشاركة التوقيع لمن أحب أن يدعم فكرتي .. لنشر التفاؤل والخير ..
ماأصبت به فمن الله وماأخطأت فمن نفسي .. وأرحب بآرائكم وإضافتكم وكل ماقد يفيد وينفع ..
لكم كل الحب ،،
