عنوان الموضوع : الغيبة ... تأكل الحسنات
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

الغيبة ... تأكل الحسنات


1- تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من آفات اللسان عموماً:
عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) .
قال ابن حجر: الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية . . . فالمعنى: من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه أو الصمت عما لا يعنيه.
وقال الداودي: المراد بما بين اللحيين: الفم ، قال : فيتناول الأقوال والأكل والشرب وسائر ما يتأتى بالفم من الفعل.
قال ابن بطال: دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه ، فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر .
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق)) . وفي رواية له: ((يهوي بها في نار جهنم)) .
قال ابن حجر: ((بالكلمة)): أي الكلام. . . . ((ما يتبين فيها)) أي لا يتطلب معناها، أي لا يثبتها بفكره ولا يتأملها حتى يتثبت فيها . . .وقال بعض الشراح: المعنى أنه لا يبينها بعبارة واضحة.
وفي الكلمة التي يزل بها العبد قال ابن عبد البر : هي التي يقولها عند السلطان الجائر ، وزاد ابن بطال: بالبغي أو بالسعي على المسلم فتكون سبباً لهلاكه ، ونقل عن ابن وهب أنها التلفظ بالسوء والفحش.
وقال القاضي عياض: يحتمل أن تكون تلك الكلمة من الخنى والرفث ، وأن تكون في التعريض بالمسلم بكبيرة أو مجون أو استخفاف بحق النبوة.
قال النووي: في هذا الحديث حث على حفظ اللسان ، فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق ، فإن ظهرت مصلحة تكلم، وإلا أمسك .
وفي حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت: بلى يا نبي الله ، فأخذ بلسانه ، قال : كف عليك هذا ، فقلت: يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) .
وفي حديث الترمذي أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: ((الفم والفرج)) .
قال المباركفوري: ((ملاك ذلك كله)) : الملاك ما به إحكام الشيء وتقويته . . أي ما تقوم به تلك العبادات جميعها.
((كف عليك هذا)) : لا تكلم بما لا يعنيك ، فإن من كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه.
((ثكلتك)) هو دعاء عليه بالموت على ظاهره ، ولا يراد وقوعه ، بل هو تأديب وتنبيه من الغفلة وتعجيب وتعظيم للأمر.
((يكب الناس)) أي يلقيهم ويسقطهم ويصرعهم.
(على وجوههم أو على مناخرهم) شك من الراوي.
((إلا حصائد ألسنتهم)) لا يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم من الكفر والقذف والشتم والغيبة والنميمة والبهتان .
قال ابن رجب: هذا يدل على أن كف اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله ، وأن من ملك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه وضبطه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)) .
قال ابن القيم: قولها: ((إنما نحن بك)) أي نجاتنا بك ، وهلاكنا بك ، ولهذا قالت ((فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا)) .
قال الغزالي مبينا معنى الحديث: إن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان ، فاللسان أشد الأعضاء جماحاً وطغياناً ، وأكثرها فساداً وعدواناً .
قال ابن حبان: اللسان إذا صلح تبين ذلك على الأعضاء ، وإذا فسد كذلك .

2 ـ الغيبة في اللغة والاصطلاح، وصورها:
الغيبة لغة: من الغَيْب "وهو كل ما غاب عنك" , وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور حين ذكره الآخرون.
قال ابن منظور: "الغيبة من الاغتياب... أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء" .
والغيبة في الاصطلاح: قد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((ذكرك أخاك بما يكره)) .
ولم يرد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم تقييده بغَيبة المذكور, لكنه مستفاد من المعني اللغوي للكلمة.
قال النووي: "الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره" .

صور الغيبة وما يدخل فيها :

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الغيبة إنما تقع فيما يكرهه الإنسان ويؤذيه فقال: ((بما يكره)).
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: ومنه قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت... ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له وما ثم له.. .

الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك:
بّين النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث "قيل: أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)) , وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اغتبتموه)) فقالوا: يا رسول الله: إنما حدثنا بما فيه قال: ((حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه)) .
والبهتان إنما يكون في الباطل كما قال الله : {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} [الأحزاب:58].
والبهت قد يكون غيبة، وقد يكون حضوراً ، قال النووي : "وأصل البهت أن يقال له الباطل في وجه" .
قال الحسن: الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله : الغيبة والإفك والبهتان.
فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه ، وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه ، وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.

3- حكم الغيبة، وأدلة تحريمها في القرآن والسنة، وأقوال السلف في ذلك:
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي .
واختلف العلماء في عدها من الكبائر أو الصغائر ، وقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها من الكبائر لما جاء فيها من الوعيد الشديد في القرآن والسنة ولم يعتد رحمه الله بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر .
والقول بأنها من الكبائر هو قول جماهير أهل العلم صاحب كتاب العدة والخلاف في ذلك منقول عن الغزالي .
وقد فصل ابن حجر محاولاً الجمع بين الرأيين فقال: فمن اغتاب ولياً لله أو عالماً ليس كمن اغتاب مجهول الحالة مثلاً.
وقد قالوا: ضابطها ذكر الشخص بما يكره ، وهذا يختلف باختلاف ما يقال فيه ، وقد يشتد تأذيه بذلك .

أدلة تحريم الغيبة من القرآن الكريم:
أ‌- قال تعالى: { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} [الحجرات:12].
قال ابن عباس: حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة.
قال القاضي أبو يعلى عن تمثيل الغيبة بأكل الميت: وهذا تأكيد لتحريم الغيبة ، لأن أكل لحم المسلم محظور ، ولأن النفوس تعافه من طريق الطبع ، فينبغي أن تكون الغيبة بمنزلته في الكراهة.
قوله ((فكرهتموه)) قال الفراء: أي فقد بغِّض إليكم . وقال الزجاج: والمعنى كما تكرهون أكل لحم ميتاً ، فكذلك تجنبوا ذكره بالسوء غائباً .
ب‌- قال تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} [الحجرات:11].
قال ابن عباس في تفسير اللمز: لا يطعن بعضكم على بعض ، ونقل مثله عن مجاهد وسعيد وقتادة ومقاتل بن حيان .
قال ابن كثير {لا تلمزوا أنفسكم}: أي لا تلمزوا الناس ، والهماز واللماز من الرجال مذموم ملعون كما قال الله {ويل لكل همزة لمزة} [الهمزة:1].
فالهمز بالفعل، واللمز بالقول .
قال الشنقيطي: الهمز يكون بالفعل كالغمز بالعين احتقاراً أو ازدراءً، واللمز باللسان ، وتدخل فيه الغيبة .
ج- {ويل لكل همزة لمزة} [الهمزة:1].
وقد تقدم معنى الهمز واللمز وأن كليهما من الغيبة.
وقال قتادة في تفسيرها : يأكل لحوم الناس ويطعن عليهم.
وقال الزجاج: الهمزة اللمزة الذي يغتاب الناس ويغضهم.
وأما قوله {ويل} فقد ذكر له المفسرون معنيان:
1- أنها كلمة زجر ووعيد بمعنى: الخزي والعذاب والهلكة.
2- أنها واد في جهنم.
والآية نزلت في المشركين لكنها كما قال المفسرون عامة، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
قال السعدي: وهذه الآيات إن كانت نزلت في بعض المشركين فإنها عامة في كل من اتصف بهذا الوصف لأن القرآن نزل لهداية الخلق كلهم، ويدخل فيه أول الأمة وآخرهم .
د- {ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم} [القلم:10-11].
قال الشوكاني : الهماز: المغتاب للناس .
قال شيخ الإسلام في تفسيرها: {فلا تطع المكذبين} الآيات ، فتضمن أصلين:
أحدهما: أنه نهاه عن طاعة هذين الضربين فكان فيه فوائد.
منها: أن النهي عن طاعة المرء نهي عن التشبه به بالأولى ، فلا يطاع المكذب والحلاف ، ولا يعمل بمثل عملهما . . . فإن النهي عن قبول قول من يأمر بالخلق بالناقص أبلغ في الزجر من النهي عن التخلق به. . . إلى آخر كلامه رحمه الله .

أدلة تحريم الغيبة من السنة:
أ‌- قال صلى الله عليه وسلم : (( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) .
قال ابن المنذر: قد حرم النبي الغيبة مودعاً بذلك أمته، وقرن تحريمها إلى تحريم الدماء والأموال ثم زاد تحريم ذلك تأكيداً بإعلامه بأن تحريم ذلك كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام .
قال النووي في شرحه على مسلم: المراد بذلك كله بيان توكيد غلظ تحريم الأموال والدماء والأعراض والتحذير من ذلك .
ب‌- وعن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أربى الربى الاستطالة في عرض المسلم بغير حق)) .
وفي رواية لأبي داود : (( إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق)) .
قال أبو الطيب العظيم أبادي في شرحه لأبي داود: ((الاستطالة)) أي إطالة اللسان.
((في عرض المسلم)) أي احتقاره والترفع عليه والوقيعة فيه.
((بغير حق)) فيه تنبيه على أن العرض ربما تجوز استباحته في بعض الأحوال .
ج- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية أنها قصيرة ، فقال : ((لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)) .
((لو مزج)) أي لو خلط بها أي على فرض تجسيدها وكونها مائعاً.
((لمزجته)) أي غلبته وغيرته وأفسدته .
قال المباركفوري: المعنى أن الغيبة لو كانت مما يمزج بالبحر لغيرته عن حاله مع كثرته وغزارته فكيف بأعمال نزرة خلطت بها .
د- ولما رجم الصحابة ماعزاً رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهما لصاحبه: ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رُجم رَجم الكلب.
فسار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر بجيفة حمار فقال: أين فلان وفلان؟ انزلا ، فكلا من جيفة هذا الحمار.
فقالا: يا نبي الله من يأكل هذا؟ قال: ما نلتماه من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه)) .
قال أبو الطيب في شرحه لأبي داود : (( فلما نلتما من عرض أخيكما)) قال في القاموس: نال من عرضه سبه.
(أشد من أكل منه) أي من الحمار .


5- جزاء الغيبة:
1- الفضيحة في الدنيا:
عن ابن عر قال : صعد رسول الله المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله)) .
وفي رواية للحديث في مسند أحمد ((لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم)) .
قال المباركفوري في قوله: ((ومن تتبع الله عورته)) قال : يكشف مساويه . . . لو كان في وسط منزله مخفياً من الناس .
قال أبو الطيب: أي يكشف عيوبه، وهذا في الآخرة، وقيل : معناه يجازيه بسوء صنيعه . . . أي يكشف مساويه . . . ولو كان في بيته مخفياً من الناس .

2- العذاب في القبر:
عن أبي بكرة رضي الله عهما قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فيعذب البول ، وأما الآخر فيعذب بالغيبة)) .
قال قتادة : عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من الغيبة ، وآخر من النميمة ، وآخر من البول .
وقوله : ((ما يعذبان في كبير)) قال الخطابي: معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر عليهما أو يشق فعله لو أرادوا أن يفعلاه .

3- العذاب في النار:
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) .
قال الطيبي: لما كان خمش الوجه والصدر من صفات النساء النائحات جعلهما جزاء من يغتاب ويفري في أعراض المسلمين ، إشعاراً بأنهما ليستا من صفات الرجال، بل هما من صفات النساء في أقبح حلة وأشوه صورة .
وعن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( من أكل لحم أخيه في الدنيا قرِّب إليه يوم القيامة فيقال له: كُله ميتاً كما أكلته حياً فيأكله ويكلح ويصيح)) .

6- كفارة الغيبة:
الغيبة كغيرها من الكبائر فرض الله التوبة منها:
قال تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31].
والتوبة النصوح هي التي تحقق شروط التوبة وهي:
أ‌- الندم: قال صلى الله عليه وسلم : ((الندم توبة)) . قال أبو الجوزاء : والذي نفس محمد بيده إن كفارة الذنب للندامة.
ب‌- أن يقلع عن الذنب قال ابن القيم : "لأن التوبة مستحيلة مع مباشرة الذنب" .
ج- العزم على أن لا يعود إليها: فعن النعمان بن بشير قال : سمعت عمر يقول : { توبوا إلى الله توبة نصوحاً} [التحريم: 8]. قال : هو الرجل يعمل الذنب ثم يتوب ولا يريد أن يعمل به ولا يعود .
وهذه الشروط مطلوبة في سائر المعاصي ومنها التوبة.
شرط الاستحلال من الغيبة
وأضاف جمهور الفقهاء شرطاً وهو أن يستحل من اغتابه.
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن تؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم ، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له أخذ من سيئاته فجعلت عليه)) .
نسال الله ان يبعدنا عن الغيبة ويرحمنا برحمته



منقول

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
جزاك الله خيرا نقل موفق
وازيد على موضوعك هذا النقل،،،
الحسد مرض نفسي اجتماعي

أم عبدالرحمن:

الحسد يفتك بصاحبه ويرديه إلى المهلك

أم محمد:

الحسد نوعان: محرم وجائز

الابتعاد عن الدين من أسباب الوقوع في الحسد

من علاج الحسد علاجات شرعية والإحسان إلى الحاسد

إعداد: ميثاء الشامسي

الحسد مرض اجتماعي فتاك ينخر في المجتمعات نخرا، لذلك من الواجب علينا محاولة تخليص المجتمع من ذلك، والأولى في ذلك تخليص أنفسنا أولا وتهذيبها، وبذلك نتقي شر ذلك الحسد فقد يوجهه الإنسان إلى معاداة الأخريين، وأن ينصب بينه وبينهم شباكا ويوقعهم في فخه والعياذ بالله، فهي قضية يجب الاهتمام بها وينبغي على كل من يحسد الناس أن يراجع نفسه، وأن يضع لها من الوسائل والعلاجات الشرعية ليحجب هذا الحسد عن عقله وقلبه وفكره.

لذلك رأى الملحق أن يعالج هذه القضية من خلال هذا التحقيق فهيا نقرأ التحقيق:

الطمع والجشع صفتان مذمومتان في الإنسان

تقول أم عبدالرحمن: هناك نفوس لا تزال تتطلع إلى أكثر من حقها، بل وتنظر إلى حق غيرها ذلك هو الطمع والجشع، وهما صفتان مذمومتان في الإنسان، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) متفق عليه، هكذا هو ابن آدم يعيش في كمد وكبد، من أجل الحياة الدنيا، فيكون نتيجة الطمع والجشع حسد للغير، وإساءة للمسلمين، ثم يموت ولم يحصل من الدنيا إلا ما كتب الله له، وقالت: (إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)، والحسد ربيب الكبرياء، ووالد الكراهية والبغضاء، ومثير الفتن والشحناء، وربما كان الحسد سببا لإزهاق الأنفس البريئة، قال صلى الله عليه وسلم : (علام يقتل أحدكم أخاه، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة..).

الحسد يضر صاحبه قبل الناس

وتقول نهال الخروبي: (الحسد من الأمراض التي تضر صابحها قبل أن تضر الناس، فالحسود عندما يتمنى زوال نعمة عند شخص آخر فإنما هو يعترض على أقدار الله فمن الذي أعطى هذا وحرم ذلك؟ إنه الله! وإنما هذا لحكمة منه جل وعلا، والحسد داء عضال يفتك بصاحبه ويرديه إلى المهالك فربما انتقل الحسد من كونه عملا قلبيا إلى الجوارح فيحاول الحاسد البطش بمن حسده بأي نوع من أنواع الأذى يلحقه به ويعمل على الضرر به بشتى الوسائل والأساليب والحاسد دائما في شقاء ونكد لما يلحقه به الحسد من الاشتغال بالناس والنظر الدائم إلى ما عندهم مما يجعله لا يشكر نعمة الله عليه، بل ويقارن دائما بين ما عنده وعند الناس.

فيا أيها الحاسد من أعطى غيرك قادر على أن يعطيك فأرفع أكف الضراعة إلى مولاك أن يمن عليك بأحسن مما عند غيرك وكف عن الحسد فهو شر ولا يأت بخير.

الحسد نوعان

وتقول أم محمد: (ليس كل الحسد مذموما، فالحسد نوعان، حسد محرم، وحسد جائز، أما الحسد المحرم، فهو تمني زوال النعمة عن المحسود، وإلحاق الضرر به، وأما الحسد الجائز، فهو الغبطة وتمني مثل ما عند الغير من غير رغبة في زوالها، قال صلى الله عليه وسلم : (لا حسد إلا في اثنين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل) أخرجه البخاري.

فالإسلام حذر من الحسد المحرم الذي يلحق الأذى بالمسلمين.

تعريف الحسد

إن الله عندما شرع الأخلاق الإسلامية فإنه ربطها بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ما هذا الربط إلا لتكون الأخلاق هي ثمرة حقيقية للإيمان بالله سبحانه وتعالى ولتكون كذلك مرتبطة برضى الله سبحانه وتعالى الذي يسعى إليه كل أحد من المسلمين.

لذلك فإن الله سبحانه وتعالى حين أمرنا بالأخلاق الفاضلة فإنه قد حذرنا من ضدها فما شرع خلقا مذموما إلا شرع له خلقا محمودا حث الناس عليه فوعدهم بالجزاء الجزيل والأجر العظيم عليه.

أسباب تحريم الحسد

فالله حرم الحسد ومنعه بين الناس لأن فيه:

1- سوء الظن بالله سبحانه وتعالى.

2- وفيه عدم ثقة بما قسم الله سبحانه وتعالى بين الناس.

3- وفي مقابل ذلك فإن الله حث الناس على التنافس وحثهم على محبة الخير لأنفسهم ولذويهم.

فالحسد هو: أن يكره الإنسان الخير لغيره ويتألم أن يرى الفضائل عند غيره.

الحسد ثلاث مراحل

المرحلة الأولى: التأمل في القلب عند كثير من الناس ويسمى الغبطة أو المنافسة وهي تعظيم الأمر عند صاحبه وتمني أن يكون لصاحبه هذه النعمة دون زوالها عن صاحبه.

المرحلة الثانية: وهي التي تكون فيها الخطورة وهو أن يتمنى الإنسان زوال النعمة عند الآخريين وهو حسد بغيض ولا ينجو منه أحد إلا بتدريب نفسه وتعويدها على الأخلاق الكريمة.

المرحلة الثالثة: هي أصعب المراحل لأنها تدخل الإنسان في دوامة لم يخرج منها سالما معافى ألا وهي أن يسعى في زوال النعمة عند الآخريين وهي أصعب مراحل الحسد، وهذه أخطر من الأمور التي يقع الإنسان وينشغل بها ويخسر الدنيا والدين، فلا بحسده ينال شيئا من أمر الدنيا، بل سينشغل عن الدنيا إذا كان من الذين يسعون لشيء من التحصيل منها ولا ينال عند الله شيئا من الثواب على حسده.

وكما هو معروف الحسد باب من أبواب الوقوع في القبائح والجرائم وفي الكثير من الرذائل، ومن القصص التاريخية والحوادث تظهر لنا في النهاية كيف أن الحاسد يأكل نفسه أو يسئ لنفسه أو يقتل نفسه وتتنوع الآيات الكريمة والسنة في قضية الحسد وخطورته لتعالج هذه القضية في نفوس الناس وفي قصة بني آدم أشار أول ما أشار إلى قصة بني أدم فقال سبحانه وتعالى: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك} [المائدة: 27] ، فهذا الأخ وهو أول أخ على وجه الأرض لآدم وهذا الأخ لما رأى أن الله سبحانه وتعالى تقبل من أخيه دخل في نفسه ما دخل من الحسد فسعى ليشفي غليله بقتل شقيقه فكان الشقيق عاقلا فقال له: {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك} [المائدة: 28]. ومع ذلك حمله الحسد على قتل أخيه الشقيق فكانت أول جريمة حصلت على وجه الأرض وذكرها القرآن الكريم وسببها الحسد.

قصة يوسف عليه السلام

وكذلك لما قص الله علينا قصة أخوة يوسف أخبر الله تعالى يعقوب عليه السلام بما علمه الله تعالى من النبوة إنه قال لابنه يوسف عندما قص عليه القصة قال: {قال يا بني لا تقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا} [يوسف: 5]، فحذره ألا يظهر ما عنده من الرؤية المبشرة له بالملك والمنزلة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى حتى لا يسعى إخوانه في الكيد له حسدا ليوسف عليه السلام وكذلك أخبرنا الله سبحانه وتعالى إن من الأمم وهم اليهود ممن يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله فقال عز شأنه: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} [النساء: 54]. فلقد حسدوا ما خصه الله به هذه الأمة والنبي صلى الله عليه وسلم من البعثة فقد كانوا يرجون أن يكون النبي الخاتم منهم فلما جعله الله سبحانه وتعالى من بني إسماعيل حسدوا هذه الأمة لذلك فهؤلاء يحسدون أهل الإسلام منذ بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وإلى أن تقوم القيامة.

وكذلك في سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء: لا أنها الحالقة لا أقول أنها تحلق الشعر وإنما تحلق الدين)، وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا)، وورد عنه صلى الله عليه وسلم : (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)، وقال صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا ينطق عن الهوى: (ثلاثة لا ينجو منها أحد وقل من ينجو منها الظن والطيرة والحسد)، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قائد الأمة ومربيها على الخير والفضيلة.

أسباب الوقوع في الحسد

1- منها ابتعاد الناس عن تعاليم الدين:

وأصبحوا يخضعون لأهوائهم وشهواتهم ورغباتهم دون تحكيم الشرع لحياتهم ومن هذه الأسباب التي يقع فيها الحسد سبب رئيس ألا وهو: سوء الظن بالله سبحانه وتعالى وعدم حسن الظن بالله والثقة به والتوكل عليه، فهذا مما أورث الكثير عند الناس الحسد، فأصبح الناس ينظرون فيما أيدي بعضهم البعض فما أصبحوا يحسنون الظن بالله تعالى فإذا كان الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان هذه النعمة فلا شك إن الله أعطاني نعم أخرى كثيرة فإذا منع مني هذه النعمة فذلك لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى. وكل ذلك يصب أن لو كان الناس يحسنون الظن بالله سبحانه وتعالى وبعيدين عن سوء الظن به فسيكونون أبعد ما يكونون عن الحسد.

2- مظاهر الدنيا:

مثل حب الرياسة والجاه والمنصب والسلطان وهي تقع في نفوس كل الناس وكل يسعى إليها ولكن في حدود طاقات الفرد وقدراته وفي حدود ما يجيز له الشرع أن يأخذ من الأسباب للوصول إلى تلك الأمور وما تعرف عليه الناس في هذا الشأن فإذا كان الإنسان طول حياته ينظر إلى من أنعم الله عليه هذه النعم نظرة حسد وغل وحقد فهذا فلا شك لن يفيد بشيء، بل سيدمر نفسه وحياته. والبعض يرى في النعمة مظاهر الكدر أكثر من مظاهر الفرح فقد يتضجر الإنسان من كثرة الأولاد وكثرة نفقاتهم ومصاريفهم وما يعلم لو أنه حرم من الرزق منهم لكان أكثر الناس كدرا ولكان أكثر الناس سعيا ليحقق هذه النعمة.

والإنسان دائما ينظر إلى نفسه من الجانب المظلم وينظر للآخرين الذين أنعم الله عليهم بالنعم نظرة مشرقة وقد تكون هذه النعم نوع من الابتلاء.

كيف يتم مواجهة هذا الداء الذي أصبح ينخر المجتمعات ويدمرها، وكيف التصدي له ومواجهته؟

1- من العلاجات القرآنية الحكيمة:

أن الله سبحانه وتعالى يوجه الناس بالتنافس فيما عنده عز شأنه، إذ إن هذه الدنيا مهما تنافس عليها الناس فهي قليلة وحقيرة جدا، لذلك لما ذكر الله سبحانه وتعالى الجنة فقال: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} [المطففين: 26]، أجعل نفسك تتطلع فيما عند الله من خير وما تراه في أيدي الناس قليل وزائل فتنافس على الباقي الذي عند الله سبحانه وتعالى، لذلك المؤمن عندما يرى الناس وما عندهم من النعم يتطلع إلى ما عند الله جل شأنه وهنا يقول الحسن البصري - رحمه الله -: (إذا رأيت من ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة فأجعل تعلق قلبك وحرصك على الباقي).

لذلك كثير من السلف رضوان الله عليهم أتتهم الدنيا التي يتنافس فيها الناس راغمة فلم يلتفتوا إليها قال الصديق - رضي الله عنه - أعطاه الله ما أعطاه من الدنيا فضحى بذلك في سبيل الله، وهذا الفاروق ملك ما ملك من مشارق الدنيا ومغاربها فكان يلبس اللباس البسيط ويتطلع إلى ما عند الله، ونقول للإنسان الذي يتطلع إلى ما في أيدي الناس فليطمع إلى ما عند الله من الخير الكثير والعظيم الذي جعله الله لعباده في الجنة، وكذلك نقول لمن يحسد الناس فقد أساء الأدب مع الله وأساء الظن في حكمته.

وهنالك أبيات تقول:

قل من بات لي حاسدا

أتدري على من أسأت الأدب

على الله الذي لم ترض

لي منه ما وهب

فالحاسد أساء الأدب لنفسه وبربه سبحانه وتعالى.

الأسباب والعلاجات التي يمكن أن يدفع بها الحسد

1- تجريد التوحيد إلى الله سبحانه وتعالى ويعتقد الإنسان أن لا راد لقضاء الله وهنا توجيه النبي صلى الله عليه وسلم : (ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يريدك بخير فلا راد لفضله).

2- الإحسان إلى الحاسد وبإحسانك إلى من تظن أنه يحسدك أو في نفسه من الألم لما عندك من الفضائل بإحسانك إليه تدفع عن نفسك الحسد وعنه أن يقع في هذا المرض فيقول جل وعلا: {ادفع بالتي هي أحسن} [المؤمنون: 96]، فالإحسان إلى الناس وبالذات المقربين له ومن أهله لعله يدفع عنه حسدهم وأن يوقظهم من براثن هذا المرض.

3- العلاجات الشرعية كالمعوذات وأذكار الصباح والمساء تكون سببا لحفظ الإنسان.

4- ألا يظهر الإنسان ما عنده من النعمة لكل الناس فقد يظن بعض الناس إن أظهرت ما عندك من النعمة قد يحسدك فنبينا صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا رأى الإنسان الرؤية الحسنة فلا يخبر بها إلا من يحب)، فلا يخبر كل من يلقاه وإنما يخبر من يحبه حتى لا يحسده ويسعى في زوال ما عنده أو ما سيقع له من الخير.
https://www.aldaawah.com/body.asp?fie......poart&id=32

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
بارك الله فيج .. و يزااج الله 1000 خيير

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
شكرا اختي زخراوية99

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :