عنوان الموضوع : المؤثرات الداخلية والخارجية في العلاقات بين الزوجين لتربية طفلك
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

المؤثرات الداخلية والخارجية في العلاقات بين الزوجين




أ. د / عبد الله السبيعي
لاشك أن الزواج وتكوين أسرة يعتبر هدفاً لكل فرد سوي في أي مجتمع على وجه الأرض. ومع تعدد الأهداف الخاصة من الزواج إلا أن هناك ثلاثة أهداف رئيسة للزواج هي: (1) إرواء الغريزة الجنسية (الإحصان في الإسلام) (2) التكاثر أو حصول الذرية (3) الاستقرار النفسي. ولاشك أيضاً في أن عدم توفر احد هذه العناصر يؤثر سلباً في استمرار الحياة الزوجية لترابطها ا***يق مع بعضها البعض. غير أن أكثر المشكلات الزوجية التي تهدد أركان الحياة الزوجية تنبع من تأثير هذه المشكلات على الاستقرار النفسي لأحد الزوجين أو كليهما.
ولو استعرضنا المشكلات التي تعترض سبيل الحياة الزوجية لوجدنا أنها نتيجة لعوامل تنبع من داخل عش الزوجية أو من خارجه كما يلي:



1. المؤثرات الداخلية التي يشترك فيها الزوجان:


• عدم التكافؤ: ويقصد به الفارق الكبير بين الزوجين في السن والتعليم والمستوى الثقافي والاجتماعي والعادات والديانة. وهذه مشكلة الاختيار السيئ الذي يعتمد على العاطفة الطائشة في سن الشباب لا على العقل والتريث والمشورة. وقد يقول قائل أن فارق السن لا يؤثر مثلاً والحقيقة أنه قد لا يؤثر في كل الحالات ولكن تقارب السن أدعى لتقارب التفكير والانسجام والتفهم لمشكلات الطرف الآخر. والأهم من ذلك أنه كلما زادت الفوارق بين الزوجين كان ذلك أدعى لوجود الاختلافات التي تنشأ عنها الخلافات التي قد تؤدي بدورها لانهيار الحياة الزوجية.
• الفهم الخاطئ لمعنى الزواج: حيث يعتقد البعض أن الزواج مرح ولهو وحب عواطف خالية من الخلافات والمسؤوليات المتبادلة. النتيجة أن يصطدمان بالواقع وتتحطم الأحلام المفرطة في التفاؤل على صخور الحقوق والواجبات التي تترتب على الارتباط بعقد الزوجية. عندما تنخفض درجة حرارة العاطفة وتنقشع السحب الوردية يدخل الزوجان في مرحلة أخرى تتميز بجس النبض أو ما قد يسمى بالصراع على السلطة فالزوجة تحاول الإمساك بزمام الأمور والزوج يقاوم إلى أن يتقاسما السلطة أو يستسلم أحدهما للآخر أو يستمر الصراع والنزاع. في هذه المرحلة يجب على الطرفين التحلي بالصبر وضبط النفس وتحكيم العقل على العاطفة وإزالة الحاجز النفسي بينهما واستخدام أسلوب التفاهم والتعاون والوضوح والشفافية والحوار لإيجاد الحلول المناسبة لوضعهما الجديد، ولا يستحسن تدخل طرف ثالث في هذه الفترة للمساعدة ولا حتى الوالدين لأي من الطرفين إلا في حالة الضرورة القصوى، والسبب هو إتاحة الفرصة للزوجين للتدرب على حل مشاكلهما الخاصة دونما أي تدخل خارجي• كذلك قد يعتقد الزوجان أن الزواج ينقلهما إلى عالم الاستقلال والتحرر من سلطة الوالدين لكنهما لا يلبثان أن يكتشفا أن هناك قيوداً شرعية وأدبية وأخلاقية وأنظمة اجتماعية وعادات وتقاليد تلزمهما بالتقيد والوفاء بها مما قد تؤدي إلى ردود أفعال وقلق نفسي وإحباط، مما قد يسبب بدوره خلافات ونزاعات بين الزوجين تحتاج منهما إلى الصبر والهدوء للتدرب والتعود عليها.
نوره شابة تبلغ من العمر 17 سنة. كانت تميل للخروج للأسواق وكثرة المشتريات والسير خلف الموضة من لباس البنطال وعباءة الكتف والهاتف الجوال... مما أقلق والديها وجعلهما في خلاف دائم معها في وجهات النظر حول هذه المواضيع. عندما تقدم لخطبتها أحد الشباب الطيبين كانت فرصة للوالدين المحافظين للموافقة على الزواج الذي تم بسرعة. كانت دوافع نوره تختلف بالطبع فهي تريد مزيداً من الحرية عند زوجها الذي تحلم أن تعيش معه قصة حب رائعة تحكيها لصديقاتها. لم يكد ينتهي شهر العسل إلا وعاد الزوجان إذا لا بد لزوجها من مباشرة عمله. ومن هنا بدأت حياتها تأخذ طابع الجد وأصبح يعتذر لها كثيراً عن عدم قدرته على الذهاب بها للسوق إما لضيق الوقت أو لعدم توفر المال. أصبح يطالبها بالطبخ والغسيل وهي لا تحسن من ذلك شيئاً، لكنه كان متفهماً وحاول مساعدتها وتعليمها و إعطائها الوقت الكافي. بدأت هي في المقابل تشعر بالإحباط وتكثر التأفف تبدي مشاعر الرفض وعدم الرضا. وما هي إلا أسابيع حتى عادت إلى بيت أبيها زاعمة أن زوجها يقسو عليها ويسبها ويقتر عليها متخذة من بعض عباراتها في حالة الغضب دليلاً على ذلك. و لأن زوجا أراد أن يؤدبها فلم يبد اكتراثاً بخروجها من المنزل عدة أيام، مما أثار حفيظة والدها الذي قام بالاتصال على الزوج مطالباً إياه بالحضور للتفاهم. وعند النقاش لم يكن الحديث كله إلا اتهامات للزوج وطلباً لخادمة وسائق.الملاحظ في هذه القصة غلبة النظرة الحالمة الوردية للحياة الزوجية على تفكير الزوجة وتدهور الأمور بعد تدخل الوالد بشكل سلبي يدافع فيه عن ابنته بعيداً عن التوازن ومحاولة التوفيق والإصلاح.
• إهمال التفاهم على القضايا الأساسية: مثل المال والمساهمة في الإنفاق وعمل الزوجة ومكان الإقامة وتنظيم النسل وتربية الأولاد وخلافه. ولعل ذلك من باب إحسان الظن والتفاؤل المفرط في القدرة على التغلب على هذه العقبات وتبسيطها.
• اختلاف الشخصيات: فالشخصيات كثيرة ومتنوعة ولها سماتها، فهناك العقلاني والعاطفي والاجتماعي، والانطوائي، وهذه الشخصيات آية من آيات الله في الكون، فإذا لم يتفهم كل صاحب شخصية صاحبه ومفاتيح تلك الشخصية وكيفية التعامل معها فستقع كثير من المشكلات.
• تجارب الحياة السابقة: تجارب الحياة لها أثر كبير في صياغة الشخصية والنفسية. وحجم هذه التجارب ونوعيتها والنتائج المستخلصة منها يؤثر بشكل كبير في كيفية تعاملنا مع الآخرين وتوقعاتنا منهم. كما يؤثر في قدرتنا على حل المشكلات، وأسلوب التعامل معها. كذلك فإن نوعية هذه التجارب وما إذا كانت ناجحة أو فاشلة، سعيدة أو تعيسة يلقي بظلاله على الحياة الزوجية، فالإنسان يبقى إلى حد كبير أسيراً لتجاربه وقناعته التي تكون فكره، والسلوك دائمًا مرآة الفكر.
• المشكلات الجنسية: وهذه في الغالب تبدأ في بداية الحياة الزوجية حيث قد يعاني الزوجان من القلق والخوف الذي قد يؤدي بالرجل للعنة النفسية وبالمرأة للتشنجات المهبلية المؤلمة التي تمنع المعاشرة الجنسية. ولعدم وعي الزوجان بالمشكلة فقد يتهمان بعضهما أو غيرهما بالسحر أو الكره أو خلافه ويهملان اللجوء لمختص نفسي لعلاج هذه المشكلة البسيطة. كما أن وجود بعض التوقعات الخاطئة أثناء المعاشرة قد يوقع الزوجان في الشك أو النفور من الطرف الآخر.
• انعدام الحوار: ولا شك أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لفهم ما يدور في خلد الطرف الآخر و أن الصمت من قبل أحد الزوجين لن يؤدي بالطرف الآخر إلا للاستسلام للخيال الذي قد يذهب به بعيداً عن الواقع. ولقد أطلق بعض المختصين على انعدام الحديث بين الزوجين مصطلح "السكتة الزوجية" على غرار السكتة القلبية أو الدماغية إشارة إلى خطورة الصمت بين الزوجين على حياتهما الزوجية.
• سوء الحوار: وهنا قد يوجد الحوار ولكنه يجنح نحو تبادل الاتهامات وعلو الصوت واستخدام الألفاظ الجارحة، أو الخروج من موضوع الحوار أو الخلاف إلى الهجوم على شخص الطرف الآخر، أو خلط الأوراق و إدخال مواضيع متشابكة أو أمور سبق وأن قتلت نقاشاً، مما يفقد الحوار هدفه ويخرج به محاولة الحل إلى الانتصار للذات والعيش في ذكريات الماضي المؤلمة.
• المرض النفسي: لا يتخلى الزوج أو الزوجة في الأغلب عن شريك الحياة عندما يصاب بمرض نفسي أو عضوي أثناء الحياة الزوجية لإيمانهما بأقدار الله تعالى. ولكن اكتشاف المرض النفسي (خاصة) أو العضوي، بعد الزواج مباشرة قد يوحي بالغش أو عدم الصدق من قبل الزوج (الزوجة) أو أهلهما مما قد يعصف بالحياة الزوجية. ويتضح هذا الأمر عندما يكون السلوك مضطرباً بشكل واضح أو يسبب الأذى ويشعر الزوج بالعجز والزوجة بعدم الأمان. كما أن التفكير في احتمالات الوراثة و تأثير المرض النفسي على الذرية قد يكون سبباً مهماً في طلب الطلاق وفشل الحياة الزوجية. من المهم في هذه الحالات تقصي الموضوع و التأكد من أن أهل الزوج أو الزوجة قد كانوا أمناء في نقل المعلومات الصحيحة عن شريك الحياة وحالته الصحية. ثم إنه من المهم مناقشة احتمالات الوراثة و مدى تأثير المرض على استمرار الحياة الزوجية وخطورته على الطرف الآخر.


2. المؤثرات الداخلية التي يختص بها الزوج:


• سوء معاملة الزوجة: وهذا قد يكون مرده شخصية الزوج التي تتسم بالحدة والغلظة وسرعة الانفعال. ولكن من ناحية أخرى فإن الزوج قد يتعامل مع زوجته بأسلوب قاسٍ نتيجة موروثات فكرية تقضي بأن الرجل لابد أن يفرض شخصيته منذ اليوم الأول لزواجه وما شاكل ذلك من مفاهيم مغلوطة عن معنى القوامة تجعل التعامل من الزوجة يقوم على القسوة التي قد تصل إلى الضرب. وفي إحدى الدراسات الخليجية وجد أن سوء معاملة بين الزوجين كان سبباً مهماً في 79% من حالات الطلاق.
• تناول المخدرات: وهذه من المشكلات التي عمت وطمت في كثير من بلدان المسلمين. ومع أن الكثير من الآباء يتحرى عن الشاب قبل الموافقة على تزويجه إلا أن المشكلة قد تخفى عليه أو قد لا تظهر أصلاً إلا بعد الزواج. والتعامل مع هذه المشكلة يحتاج إلى الهدوء وعدم الانفعال ومحاولة البحث عن الدوافع التي أدت للتعاطي ومدى تعاون الزوج في السبيل التخلي عنها و الحفاظ على حياته الزوجية. هنا قد يحتاج الزوجان لمختص يساعدهما في تقدير ذلك والشروع في العلاج في المؤسسات المختصة بذلك. نشير هنا إلى أن إبداء التمسك بالحياة الزوجية من قبل الزوجة، والحفاظ على سرية الزوج في هذا الخصوص مما يدفعه هو بدوره للتمسك بزوجته ومحاولة الخروج من مأزق الإدمان. ولكن إن لم تفلح هذه المحاولات فقد لا يكون أمام الزوجة بد من محاولة أخيرة يائسة وهي التلويح بالانفصال والطلاق إذا لم يتعاون في العلاج والتوقف عن استخدام المخدرات. أما ختام الحديث في هذه النقطة فهو أن الموافقة على استخدام نوع دون نوع أو القليل من نوع معين أو الاستخدام بين فترة وأخرى يعد نوع من الاستسلام الذي لا يحل المشكلة على الإطلاق.
كانت سلطانه آخر العنقود في أسرتها، شابة مؤدبة لطيفة معتدلة الالتزام. تقدم لها ابن خالها، وبعد نقاش بين والديها وسؤال عنه تمت الموافقة وتم الزواج، خاصة و أنه لم يكن يبدو عليه من خلال معرفة الوالد به أي سلوك مثير للانتباه. سافرت معه سلطانه لإحدى الدول الغربية لقضاء شهر العسل فكان يشرب الخمر أحياناً وعندما تعترض أو تبدي اشمئزازها يطمئنها بان الأمر طبيعي و أن هذا المشروب لا يسكر ولا يؤثر على العقل. كانت المصيبة بعد العودة واستقرار الحياة حيث كانت سلطانة لا تزال تعاني من بعض المخاوف من الجنس مما جعله يطالبها بشرب المسكر معه ويضغط عليها حتى وافقت من غير اقتناع وكان له ما يريد. إلا أنه لم يكتفي بذلك فأصبح يحضر الحشيش ويدخنه أمامها ويطمئنها بأنه أمر عادي ويدعوها لتجربته حتى أوقعها معه فيه. كانت تحبه وتريد أن تعيش حياة هانئة معه فتضطر للاستسلام لطلباته التي لا تنتهي عند حد. ولكن جاء فرج الله فقال لها في لحظة غضب منه أنها الآن مدمنة ومثل الخاتم في يده فقامت وكأنها أفاقت من سبات وأخذت أمتعتها وعادت لأهلها أخبرتهم وهي تبكي بدموع ساخنة ملؤها الحسرة و الألم والخجل. كانت الخطوة الأولى هي احتواء الموضوع وتهدئة سلطانة والوقوف لجانبها حتى تتخطى مرحلة علاج الإدمان. بعدها أخذ الأب موقفاً حازماً خرجت منه سلطانه مطلقة ولكنها نجت من براثن الإدمان والرذيلة. يلاحظ هنا كيف استغل الزوج طيبة زوجته وجهلها بسلوكه المشين، وكيف أن قبول الزوجة بقدر من التعاطي معينة أدى إلى تفاقم الأمور وتدهور الحالة.
• عدم تحمل المسؤولية: ومن أمثلة ذلك الخروج الكثير من المنزل للأهل والبقاء معهم ساعات طويلة، أو الخروج ليلاً للأصدقاء حتى ساعات متأخرة أو الانهماك في العمل. كل هذه قد يكون لها ما يبررها من وجهة نظر الزوج ولكن الزوجة يجب أن لا تكون في دائماً في ذيل قائمة أولويات الزوج. لاشك انه من حق والديه عليه أن يزورهما ويرعاهما ويقضي شؤونهما ولكن ليس على حساب الزوجة التي تبقى وحيدة في البيت ساعات طوال فريسة للشعور بالإهمال. كذلك من حق الزوج أن يكون له علاقات اجتماعية يأنس بها ولكن ليس كل ليلة في الوقت الذي تسهر زوجته في انتظاره حتى قرب الصباح ليأتي وينام قليلاً ويذهب للعمل من جديد. كما أن عمل الزوج قد يحتم عليه الغياب عن المنزل ساعات طويلة ولكنه لابد أن يعوض زوجته ولو بوقت قصير يشعرها فيه بأنها مهمة في حياته.
تزوج علي من بنات أحد أصدقاء أبيه وكان يعمل في أحد البنوك ساعات طويلة. كانت زوجته لا تزال في المرحلة الأخيرة من دراستها الجامعية لذلك كان يوصلها من و إلى الجامعة أحياناً ويطلبها أن تتدبر أمرها أحياناً أخرى عن طريق أهلها. لم يكن الوضع مريحاً له أبداً رغم أن زوجته كانت تحاول جهدها التوفيق بين الدراسة وشؤون المنزل من شراء طلباته كاملة كل أسبوع ومن تنظيفه ومن الغسيل والطبخ. ومع عدم رضاه هو إلا أنه كان يساهم في تدهور الحال بخروجه المستمر من المنزل. كانت الزوجة تحاول فتح أبواب للحوار معه وتطالبه بالبقاء معها في المنزل أحياناً لتخفيف الشعور بالوحدة عنها لكن محاولاتها كانت تفسر من قبل علياً على أنه نوع من فرض السيطرة عليه. كان يجلس معها ليرضيها ولكنه كان ينشغل عنها بقراءة الصحف والتقلب بين القنوات الفضائية، وكان يثير غيظها بمشاهدة صور النساء على هذه القنوات. بدأت تدب الخلافات بينهما مستمدة وقودها من تجاهل الزوج لزوجته وصمته معها. كانت النتيجة تعاسة الزوجين الطلاق العاطفي الذي بقي فيه الزوجان تحت سقف واحد لا تربهما سوى روابط الحاجة، ولكنهما رأيا أن هذا الحال بديلاً مناسباً للطلاق الحقيقي.
في هذه القصة نموذج لسوء توزيع المهام والمسؤوليات بين العمل والأهل والزوجة. ونلاحظ هنا انشغال الزوج أو تشاغله عن زوجته بالصحف والتلفاز الذي قد يشير إلى مشكلة أخرى لديه وهي عدم قدرته على التقرب لزوجته والتودد إليها ومبادلته الحديث أو صدوده المتعمد عنها لشعوره أن بقاءه عندها مفروض عليه.
• فقد العمل: بما أن العمل هو في الغالب مصدر الرزق للزوج، فإن فقد العمل قد يحد من تلبية مطالب الأسرة الأساسية بشكل يؤثر في العلاقة الزوجية، لاسيما إن كانت الزوجة عاملة واعتمد عليها الزوج في الصرف عليه وعلى أسرته منصرفاً للنوم والراحة والتواكل. قد يزعج ذلك الزوجة خاصة إن صاحب ذلك سوء في المعاملة و إذلال متعمد لإجبار الزوجة على إعطائه الحرية في التصرف في مرتبها. لحل هذا الإشكال لابد من التأكد أن الزوج قد قام بما في وسعه للبحث عن عمل مناسب وأنه يقدر لزوجته الوقوف بجانبه ويشعرها بذلك. كما أن الزوجة التي قد ترى في ذلك استغلالاً تحتاج لتبصيرها بأهمية الدعم والتعاون المؤقت مع زوجها ولا مانع أن يكون ذلك ديناً على الزوج يلتزم بالوفاء به عندما تتيسر أموره.
• الانهماك بالعمل: وهنا يعطي الرجل لعمله ساعات طويلة لاسيما إذا كان العمل خاصاً، مما يجعل الزوجة تشعر بالوحدة والملل والعجز عن تربية الأولاد عندما تكبر الأسرة وتتفاوت أعمارهم وتزداد طلباتهم. هناك صنف من الرجال يجعل عمله أولاً لأنه يستمد هويته وتقديره لذاته من هذا العمل، وكل شيء يأتي بعد عمله في المرتبة، مما يشعر الزوجة والأسرة بعدم الأهمية. هؤلاء الأزواج يحتاجون لمساعدة في تبصيرهم بأهمية الأسرة والتركيز على أن الاستثمار الحقيقي هو في الأولاد. فما قيمة المال إذا ضاع الأولاد وساءت أخلاقهم وتلقفتهم أيدي الشر في غياب الأب الموجه.
• غيرة الزوج: الغيرة المعتدلة شيء مطلوب ومهم، ومن لا يغار على أهله فهو ديوث. وغيرة الرجل على أهله أن يأتين ما حرم الله أو يخلون مع غير ذي محرم، أو يتحدثن مع أحد بخضوع في القول. كل هذه غيرة محمودة، بل واجبة لحماية شرفه وصيانة عرضه. والغيرة تختلف من شخص لآخر، فهي درجات متفاوتة عند البشر كل حسب شخصيته وصفاته النفسية وطريقة تربيته. ولكنها قد تأخذ شكل الشك في الزوجة والتحقيق معها والتضييق عليها. وقد ينتج ذلك عن تجارب سابقة مرت به أو قصص دامية سمع بها. من الأمور الشائعة والمعروفة لدى الأطباء عدم خروج دم عند الجماع الأول. وهذا يجعل الزوج في كثير من الأحيان يتهم زوجته لأنه لا يعرف تفسيراً لذلك إلا أنها قد تكون فقدت عذريتها سفاحاً قبل الزواج به. وعلى العموم فقد يكون الشك مرضية تحتاج لمعالجتها لدى المختصين إما بجلسات العلاج المعرفي أو بالعقاقير إن كانت الأعراض ذهانية.
• عدم القناعة بجمال الزوجة: لاشك أن المرأة تنكح لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها كما نص على ذلك الحديث الشريف. ولذلك نلحظ بعضاً ممن يرتادون العيادة النفسية أو منتديات الحياة الأسرية يشكو من أن زوجته لا تتمتع بدرجة الجمال الذي يتمناه مع أن بعضهم قد حظي بالرؤية الشرعية وأقدم على الزواج منها عن قناعة. ومع أن الجمال مسألة نسبية تختلف معاييرها حسب ذوق الفرد، إلا الشعور بعدم القناعة بجمال الزوجة من منغصات الحياة الزوجية. مصادر هذا الشعور مختلفة ومتنوعة، منها ما يعود لأسباب شخصية مثل الشخصية التي تبحث عن الكمال أو الشخصية المهزوزة التي قد تتأثر بتعليق من شخص آخر يشكك في جمال الزوجة، ومنها ما يعود لمقارنة الزوجة بامرأة أخرى من نسج الخيال أو حتى من الواقع. ولاشك أن محاولة التغلب على هذه المشكلة من شأن الزوج الذي يجب أن يبحث عن أسباب هذا الشعور وحلها. ومع ذلك لا يعفي ذلك المرأة من مسؤولية التجمل لزوجها والظهور أمامه بمظهر جذاب والاستفادة من وسائل التجميل الحديثة التي تزخر بها الأسواق ودور الجميل. كما أن من الخطاء الشائعة بين النساء التجمل الذي يخفي العيوب الخلقية عند الخطبة أو في ليلة الزفاف والتي لا تلبث أن تنكشف بعدها ليبدأ الشعور بالغش أو على الأقل سوء الحظ والتعاسة.

3. المؤثرات الداخلية التي تختص بها الزوجة:
• غيرة الزوجة وشكوكها: رغم أننا قد تحدثنا عن الغيرة على أنها مشكلة تختص بالأزواج إلا أن غيرة الزوجة لها طابع مختلف عن غيرة الزوج التي غالباً ما تنبع من الرغبة في الحماية أو الشك ويكون ظاهرها التوجس والغضب. في المقابل فإن غيرة الزوجة تنبع من الحب لزوجها والخوف من فقدانه والشعور بالضعف والإهانة لمجرد تصور أن أخرى قد أغرته وأخذته منها. والواقع أن غيرة الزوجة لها مصدران أولهما التنافس مع المرأة الأخرى سواء كانت موجودة أو متخيلة، والآخر هو عدم ثقتها بأنها قادرة على الاحتفاظ بقلب زوجها. لو أدرك الأزواج هذان المصدران لما شعر أحد منهم بتسلط المرأة ولما صارت حياتهما جحيماً بسبب الغيرة. ولو أدرك الزوج ذلك لأبعد عن كل ما يمكن أن يشعرها بوجود أخرى تهدد حياتها ولأمدها بالثقة في قدرتها على البقاء في قلبه دون سواها. ولعل كثير من الزواج لا يعلم أنه يريح نفسه عندما يريح زوجته وشريكة حياته.
كان محمد وسارة يعيشان في سعادة عدة سنوات رزقا فيها بأربعة من الأبناء والبنات. ومع كبر حجم الأسرة وزيادة أعباء المنزل أحضر محمداً خادمة لزوجته لتساعدها ولم يكن يعلم أنها ستكون الشرارة التي تشعل فتيل الخلافات بينهما. بدأت زوجته في مطالبته بعدم دخول المطبخ بحجة وجود الخادمة فصار يناديها كلما احتاج لتحضر له حتى كوب الماء مما جعلها تشعر بنوع من الاستفزاز. ولوجود الخادمة في كل أرجاء المنزل للنظافة فقد كان يتصادف أن يقابلها الزوج في الدرج أو المدخل مثلاً ويكون ذلك بمرأى من الزوجة التي تغضب من ذلك وتتضايق ولكنها لا تملك الحق في إبداء ذلك لأنها لا ترى أن زوجها من الناحية الواقعية قد ارتكب خطأً. تطور الأمر إلى أنها صارت تسأله كلما دخل وخرج إن كان قد رأى الخادمة أو تحدث معها. كانت تحرص على إظهار أسئلتها بمظهر بالبراءة لكنها لم تكن قادرة على إخفاء قلقها وشكها الذي كان يثير حفيظة الزوج ويؤدي للجدال بينهما. ومع مرور الأيام خبت جذوة الحب بينهما وسار الفتور في علاقتهما، خاصة أن الزوجة صارت تقوم بمتابعة زوجها كلما قام وتحرك في منزله و أصبحت تنسج في خيالها خيوطاً لا أساس لها تثبت فيها أن زوجها يميل للخادمة وأنه أصبح لا يحبها. تفاقم الشك حتى صارت تبحث في هاتفه الجوال و محفظته، مما فاقم المشكلة حتى وصلت إلى حد الطلاق لولا ستر الله ثم مساعدة المعالج النفسي الذي عقد معهما عدة جلسات ساعد الزوجة فيها على التفكير بشكل عقلاني وعلمها بعض مهارات الثقة بالنفس، كما ساعد الزوج في رؤية حقيقة غيرة زوجها وتفهمها.• تعلق الزوجة بأهلها: ويقصد بذلك عدم قدرة الزوجة على الابتعاد عن أهلها و الاستقلال عنهم.

ولعل لذلك عدة أسباب منها:

(1) عدم نضج الفتاة من الناحية النفسية والعقلية رغم أنها قد تكون قد بلغت سن الزواج وهذا أمر تتفاوت فيه النساء.
(2) عدم تعود الفتاة على تحمل المسؤولية وتعلم إدارة شؤون المنزل.
(3) جهل الفتاة بكيفية التعامل مع الرجل بسب بعدها عن والدها وإخوتها وتجاهل الأم لأهمية الموضوع وتركه للظروف والمستقبل.
(4) ضعف ثقافة الفتاة واقتصارها على القراءة في المناهج الدراسية. الواجب على الزوج في هذه الحالة هو تلمس السبب مع زوجته ومساعدتها على التغلب عليه وتفهم حالتها وإعطائها الوقت الكافي للتعود على حياتها الجديدة وعدم انتزاعها من أسرتها والابتعاد بها عنهم مدة طويلة. كما أنه ينبغي على الزوجة إدراك أنها الآن امرأة متزوجة وأن حياتها الحقيقية هي مع زوجها وفي بيتها الجديد. كما أنه ينبغي عليها البحث عن ما يساعدها على التكيف وتعلم ما يفيدها في الاعتماد على نفسها والاستقلال مع زوجها لبناء أسرة سعيدة عن شاء الله تعالى.


• عدم قدرة الزوجة على التكيف مع أهل زوجها: قد تجد بعض الزوجات صعوبة بالغة في التعامل مع أهل زوجها خاصة إذا كانت تسكن معهم وذلك لأنه مطالبة ليس فقط بالتغلب على مشاعر الغربة والابتعاد عن أهلها بل بالانصهار في أسرة جديدة لها أسلوبها في العيش والتفكير والتعامل مع الناس. ومما يزيد الأمور تعقيداً أن الزوجة قد تقابل ببعض مشاعر الغيرة والرفض من أم الزوجة أو بعض أخواته أو زوجات إخوته السابقات. ذلك قد يوصل بعض الحقائق المغلوطة للزوج مما يجعله يقع في حرج بين أهله وزوجته وقد يميل مع أهله ضد زوجته أو قد تشعر هي بذلك أو تتهمه بالسلبية والعجز عن الانتصار لها. من واجب الزوجة هنا أن لا تطالب زوجها بان يلعب دور القاضي وأن تعلم أنها زوجته و أنهم أهله و أن الأمر محرج له و أن تتحمل ما وسعها التحمل. أما إن لم تستطع فيجب أن تسوق الأمر له بشكل لا يضطره للاختيار بينها وبينهم لأنها ستكون الخاسرة في هذه المساومة. أما الزوج فمن واجبه تحري الحقيقة ورفع الظلم عن زوجته التي تركت أهلها لتعيش معه حتى لو لزم الأمر لإسكانها في بيت مستقل فذلك من حقها، ومما من شأنه أن ينعكس على حياته الزوجية بالراحة والسعادة.
• كثرة الأسئلة والطلبات: ليس هناك سؤال يكرهه الرجل أكثر من قول زوجته: "أين كنت"؟، بغض النظر عن دوافع هذا السؤال. لاشك أن المرأة قد تكون قلقة أو مشتاقة أو حتى شاكة في أمر زوجها، ولكن ينبغي عدم الاستعجال فقد تأتي الإجابة تلقائياً من الزوج أثناء حديثه أو البحث عن أساليب أخرى لصياغة السؤال. فيمكن للزوجة أن تبدي قلقها وخوفها عليه أو شوقها بعبارات مثل قولها: "لقد قلقت عليك" أو "خفت عليك" أو "اشتقت إليك" أو ما شابه ذلك. ونلاحظ أنها بذلك تتحدث عن نفسها وتظهر مشاعرها ولم تتهمه أو تلمه بقولها مثلاً: لقد أقلقتني عليك" أو لقد أخفتني" رغم تقارب العبارات. ثم إن اختيار الوقت المناسب للحديث مع الزوج أمر مهم. فيجب أن تتجنب الزوجة النقاش أو الطلبات من زوجها وهو جائع أو غاضب أو مرهق. ويجب أن تتجنب ما وسعها البدء بكلمة "أنت" بل تصوغ العبارة لتبدأ بكلمة "أنا" للتعبير عن مشاعرها هي حتى لا يشعر بأن أصابع الاتهام تشير إليه.
• الاعتماد على الخادمة والتهاون في أمور المنزل: وللأسف الشديد فإن كثير من الزوجات تلقي بحمل البيت كله وتربية الأطفال الخادمة، وتستسلم هي للنوم والراحة.
ومن أضرار هذا السلوك:

(1) الخمول وضيق الصدر نتيجة الشعور بالفراغ
(2) زيادة الوزن وترهل الجسم
(3) إحساس الزوج بعدم أهمية زوجته التي يمكن أن يسير البيت بها أو بدونها
(4) خلق فجوة نفسية بينها وبين الأطفال الذين لن يشعروا لها باحترام أو مسؤولية.
(5) التقارب بين الزوج والخادمة مما قد يثير في الزوجة مشاعر الغيرة أو يثير في الخادمة الطمع في إغراء الزوج أو يزين للزوج الخيانة .
(6) خطورة الاختلاط بين الخادمات والمراهقين. لا شك أن الحاجة للخدم موجودة ولكن ينبغي أن يتجنب الاختلاط وأن يقتصر دور الخادمة على غسل الملابس وتنظيف المنزل و أن لا تتنازل الزوجة عن خدمة زوجها وأطفالها وطهي الطعام لهم وتقديمه لهم بيديها.



4. المؤثرات الخارجية:


• الهاتف الجوال: وهو خدمة عظيمة وشأنه شأن أي من منتجات التقنية الحديثة يمكن أن يكون مفيداً أو مضراً بحسب ما نوظفه نحن. ومن المشاكل التي يمكن أن تحدث من خلال الجوال أن تأتي مكالمة أو رسالة قصيرة خاطئة أو متعمدة من الجنس الآخر تجر وراءها المزيد من المكالمات أو الرسائل القصيرة بشكل مقصود أو غير مقصود. ومن هنا قد تنشا علاقة محرمة تعصف بصفاء الحياة الزوجية على الأقل لوجود طرف ثالث في الخفاء يجعل الزوج صاحب العلاقة يعيش في قلق من انكشاف أمره وشعور بعدم الرضا من شريك حياته. أما إن انكشف الأمر فذلك يعني نهاية الثقة والشعور بالأمان بين الزوجين ولا يخفى ما يجره ذلك من قلاقل وقلق وخلافات وتضييق قد ينتهي بالزوجين إلى الطلاق أو الفضيحة. والعيادات النفسية تزخر بمثل هذه الحالات لمجرد رسالة طائشة لا ناقة للمتلقي فيها ولا جمل وقعت في يد الزوج أو الزوجة. لذلك فمن المهم أن يكون الزوجين واضحين مع بعضهما تمام الوضوح و أن يحسنا الظن في بعضهما البعض في نفس الوقت الذي لا يجب فيه الغفلة عن بعضهما البعض. كما لا يحسن بأحد الزوجين في ذات الوقت التفتيش في الهاتف الجوال لصاحبه بدافع الشك أو التحري لأن ذلك يفسد العاقة الزوجية ويثير المزيد من الشكوك والاتهامات.
• الإنترنت: وينطبق عليها ما ذكرناه عند الحديث عن الهاتف الجوال في كثير من الأمور ولكن الإنترنت وما تحويه من مواقع إباحية قد تؤدي بالزوج لإدمان حقيقي على هذا المناظر مما يفسد عليه اللذة مع زوجته إن لم يؤدي به للانحراف أو الشذوذ أو البحث عن الحرام في مكان آخر. ولا يخفى الضرر الكبير والأثر الخطير الذي يمكن أن يحدثه هذا السلوك من معصية الله تعالى والتعرض لغضبه وكذلك احتمال الإصابة بالأمراض المعدية المهلكة لا قدر الله.
سعاد امرأة فاضلة تنتمي لأسرة عريقة تزوجت منذ عشرين عاماً وعاشت حياةً جيدة مع زوجها الذي كان يعتمد عليها في تدبير كل شؤون حياة الأسرة التي انتقلت مؤخراً إلى منزل فخم أشرفت هي على كل ركن من أركانه وتصميمه وحتى زراعته. ومع هذه النقلة في حياتهم قام زوجها بإدخال خدمة خاصة للإنترنت السريعة. وما هي إلا فترة وجيزة حتى بدأت تشك في أمره لأنه صار يقفل المكتب على نفسه عند استخدام الكمبيوتر ويتحجج بعمل مكتبي ما في المنزل عند خروج الأسرة لارتباط عائلي ويسهر ساعات طويلة على الإنترنت. حاولت في فترة ذهابه للعمل مرة أن تطلع على المواقع التي يدخلها والرسائل الإلكترونية في بريده فكانت الصاعقة. لقد كانت كل المواقع والرسائل تعج بالدعارة والفحش والشذوذ. تمالكت نفسها ولم تحدثه في الأمر لأنهم على وشك سفر للخارج ولكنه في هذه الرحلة لم يكن حريصاً على البقاء مع الأسرة بحجة أنه يريد الخروج ليلاً للتنزه. وفي المرات القليلة التي حصل بينها لقاء جنسي كان يطلب منها الجماع في الدبر ويغريها بذلك. وبعد عودتهم من السفر أخبرته بما رأت فأنكر وأقسم الأيمان وادعى أنها رسائل دعائية لا أكثر فلم تشأ إحراجه وتظاهرت بالاقتناع. والآن وقد مضى على الأمر عدة سنوات فهي تلاحظ علاقته المريبة مع الخادمات التي تضطر لتغييرهن الواحدة تلو الأخرى وتتعمد اختيار القبيحات منهن دون جدوى. هي مضطرة للبقاء معه للحفاظ على تماسك الأسرة ولكنها لا تثق به في الوقت الذي تشعر فيه بالإرهاق من متابعته ومراقبته لكي لا يقع في الحرام رغم شعورها بأن حبها له قد مات.



يتضح من خلال هذه القصة أن مشكلات الانحراف لا تقتصر على الشباب وأن الإنترنت من أكثر مستجدات التقنية خطراً على العلاقات الزوجية والسلوك الإنساني. كما يتضح كيف انزلق هذا الزوج في مستنقع الإدمان على المواقع الإباحية فصار يقضي الساعات الطوال ويسهر الليل ويبتعد عن أسرته ويهوي بنفسه بإتباع شهواته الشاذة والمسالك التي لا تليق برجل يشار إليه بالبنان في هذه المرحلة العمرية.

المراجع العربية


1. حجار، محمد. كيف تتعامل مع الغيرة الزوجية. دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر. دمشق. الجمهورية العربية السورية 1993.
2. صغير، محمد. ما تحت الأقنعة. عقان الإعلامية. الرياض. المملكة العربية السعودية 2017.
3. عبدالله، عبدالرحيم. عوامل الانحراف الجنسي ومنهج الإسلام في الوقاية منها وعلاجها. دار النفائس للنشر والتوزيع. عمان، الأردن. 1992.
4. عكاشه، أحمد. الطب النفسي المعاصر. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1998.
5. عبدالهادي، محمد. ما يجب أن يعرفه الشاب عن العلاقات الزوجية قبل الزواج. دار المنارة للنشر والتوزيع. جده، المملكة العربية السعودية. 1998.
6. النغيمشي، عبدالعزيز. الإنفعالات: التشخيص والعلاج من منظور إسلامي. دار الفضيلة. الرياض، المملكة العربية السعودية. 2017.

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
مشكوره موضوع حلو للمقبلين للحياة جديدة والى التي والذي يتعجب لماذا حياته مش حلوه مع نصفه الثاني .

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
مشكورة الغاليه

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
يسسسسلممممممممممممممممممموووووووووووواااااا.....

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :
شكرا لك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :