عنوان الموضوع : هل سأجد من يطرق بابي؟ الحياة الزوجية
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل سأجد من يطرق بابي؟

هذا السؤال أطرحه أنا لنفسي لأنني أنا متأخرة عن الزواج،وللأخوات المتأخرات عن الزواج،والجواب هو:

يقول الله تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [فاطر: 2، 3].



فالأمر كلُّه إليْه، ولا يملك مفاتيح الرِّزق سواه, اختصَّ نفسه - جلَّ وعلا – بذلك، وتكفَّل بأرزاقنا قبل أن يخلُقنا؛ ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]، ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذَّاريات: 22].



هذا نبيّ الله إبراهيم - عليْه السَّلام - في وسط النَّار, ألْقاه فيها قومه, وقد تعالتْ ألسِنة اللَّهب من حوله, ولمَّا ناداه جبريل - عليْه السَّلام -: يا إبراهيم ألَك حاجة؟



قال بثبات المؤمن ويقين الصَّادق: "أمَّا إليْك فلا، وأمَّا إلى الله فنعم"!



ولا عجبَ من هذا اليقين الَّذي ملأ قلبه, أنَّه لم يفارقْه حتَّى في أشدِّ المِحَن وأعظمها.



وهذا موسى - عليْه السَّلام -: الطاغيةُ من خلفه والبحر من أمامه, وقومُه قد فزعوا وتملَّك الرعب قلوبهم: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61], فأجاب في شدَّة المحنة بيقين راسخ: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62] مباشرة أجابهم: "كلا".



ثقة في الله، إيمان راسخ رسوخ الجبال, بل أشدّ منها، فمِن أين علِم موسى - عليْه السَّلام - أنَّ الله سينصُرُه؟ ومن أين لإبراهيم - عليه السَّلام - هذا الاعتقاد؟



هو الإيمان بالله وكفى.



وعن عمر بن الخطَّاب - رضِي الله عنْه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لو أنَّكم كنتُم توكَّلون على الله حقَّ توكُّله، لرُزِقْتم كما يُرزق الطير، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا))؛ صحَّحه الألباني.



الطَّير لا حيلةَ لها في جلْب الرزق, فقط عليها أن تَطير فتنظُر هنا وهناك, لكنَّها لا تعود إلاَّ وقد رَزَقَها الله الَّذي لا يُعْجِزه شيء في الأرض ولا في السَّماء.



الله - تعالى - لا يضنُّ عليْنا برزق ولا يمنعُنا ما استحْققْنا, ولكنَّها حكمته - عزَّ وجلَّ - وابتلاءات يمتحن بها صبر العبْد؛ ليميز المؤمن الصَّادق من المنافق المخادع.



ورد في صحيح مسلم، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما روَى عن الله - تبارك وتعالى - أنَّه قال: ((يا عبادي، إنِّي حرَّمت الظُّلْم على نفسي وجعلْتُه بينكم محرَّمًا, فلا تظالموا, يا عبادي، كلُّكم ضالٌّ إلاَّ مَن هديتُه, فاستهْدوني أهدِكم, يا عبادي، كلُّكم جائع إلاَّ مَن أطعمتُه, فاستطْعموني أطعمكم, يا عبادي، كلُّكم عارٍ إلاَّ مَن كسوته, فاستَكْسوني أكسُكم, يا عبادي، إنَّكم تخطِئون باللَّيل والنَّهار، وأنا أغفر الذّنوب جميعًا, فاستَغْفِروني أغفر لكم, يا عبادي، إنَّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني, ولن تبلغوا نفْعي فتنفعوني, يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم وإنسكُم وجنَّكم, كانوا على أتْقى قلب رجُل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا, يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِركم, وإنسكم وجنَّكم, كانوا على أفْجر قلب رجُل واحدٍ, ما نقص ذلك من ملكي شيئًا, يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم, وإنسكم وجنَّكم, قاموا في صعيدٍ واحد فسألوني, فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألتَه, ما نقص ذلك ممَّا عندي إلاَّ كما ينقص المخْيط إذا أُدْخِل البحر, يا عبادي، إنَّما هي أعمالكم أُحْصيها لكم, ثمَّ أوفّيكم إيَّاها, فمَن وجد خيرًا فليحْمد الله, ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلاَّ نفْسَه)).



فهكذا إذًا؛ لو قامت الإنس والجنّ والأوَّلون والآخرون وسألوا الله - تعالى - كلٌّ مسألتَه, ثمَّ أعطى هذه زوجًا صالحًا وهذا مالاً, وذاك بيتًا وتلك ذرّيَّة .... فلن ينقص من ملكه - عزَّ وجلَّ - ولن يعْجِزه, فلِمَ لا نحسن التوكُّل عليه؟! ولم لا نصدُق في التوجُّه إليه؟!



عزيزتي،
قد تظنِّين أنِّي لا أشعر بك، ولا أتألَّم لألَمك, لكنِّي - والله - على العكْس من ذلك، أشعر تمامًا بمعاناتك, ولا ألومُك على البكاء أو الحزن, فالزَّواج مطلب شرْعي, ولا يدلُّ الرَّغبة فيه إلاَّ على نقاء الفِطْرة, وإنَّما التحسُّر وحده لن يُفيدك بشيء.

ثمَّ احْرِصي على الذَّهاب إلى اللِّقاءات العائليَّة, والإجتِماعات الأسريَّة، واحرصي على أن تبْرزي جمالك أمام النّساء في حدود ما أباح الله.

فالفتيات الآن يتزوَّجْنَ فوق الثَّلاثين ولا يَعُدّ المجتمع إحداهنَّ عانسًا!


في النّهاية أكرِّر على أنَّ الثقة في الله، ورجاء رحْمته، وصدق التوجُّه إليه - كافية ومُغنية عن النَّاس جميعًا, فهو الَّذي يقدِر على تزويجك, وهو الَّذي يملك الدنيا والآخرة, وهو القائل في كتابه العزيز: ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].



سليه بأسمائه الحسنَى، وتقرَّبي إليه بالطَّاعات، وألحِّي عليه في دعائك؛ فمَن يُكْثِر قرْع الباب يوشِك أن يُفْتَح له، وصدِّقيني لا أدلّك على الدعاء لأنَّه حيلة العاجزين, بل هو - والله - سلاح المؤمنين الصَّادقين, ويحصل به من المعجزات والعجائب ما يخفى عليْنا, لكن إيَّاك واستِبْطاء الدعاء؛ فقد ورد في صحيح البخاري: ((يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ فلم يستجب لي)), فاطرُقي هذا الباب، وأحْسني يُحسن الله إليك, وفقني الله ووفَّقك الله وعجَّل لي أنا ولك بالزَّوج الصَّالح الطيّب التَّقيّ, وأسعد قلبي وقلبك في الدنيا والآخرة.

فأبشري يا نفسي ولكل متأخرة عن الزواج بالخير وبالفرج في ساعة لاتخطر على بالي وعلى بالكن والله أرحم الراحمين.

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
فأبشري يا نفسي ولكل متأخرة عن الزواج بالخير وبالفرج في ساعة لاتخطر على بالي وعلى بالكن والله أرحم الراحمين.
......... اللهم امين ...........

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
اللهم ارزق إمائك ممن لم يتزوجن أزواجاً صالحين .. وذرية صالحة ..

اللهم آمين ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
اللهم آمين ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :
بالتوفيق

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :
اللهم امين
وربي كريم
يزاج الله خير