ي
عد سرطان عنق الرحم، أحد أنواع أمراض السرطان التي يصل عددها إلى ما يقرب من 200 نوع مختلف، وهو مرض يصيب النساء نتيجة لعملية نمو وانقسام الخلايا التي تشكّل عنق الرحم بشكل غير طبيعي. وتشير بعض التقديرات غير الرسمية الى ان سرطان عنق الرحم يصيب 9. 9 حالات من بين كل 100 ألف امرأة في الإمارات سنويا في حين تقدر نسبة الإصابة به في منطقة الشرق الأوسط بـ 8. 4 حالة لكل 100 ألف امرأة سنوياً .
حول هذا الموضوع يقول الدكتور غابي خياطة، أخصائي أمراض النساء والتوليد في مدينة دبي الطبية إن سرطان عنق الرحم يتطور عندما تبدأ خلايا شاذة في بطانة الرحم بالتكاثر بشكل خارج نطاق السيطرة للتصدي لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري «بذض». ويمكن أن تتجمع خلايا عنق الرحم الشاذة لتشكيل كتلة تسمى الورم. ولا تنتقل الأورام الحميدة «غير السرطانية» من مكانها، وعادة ما تكون غير ضارة، بينما تنتقل الأورام الخبيثة «السرطانية» من مكانها، وتنمو لتصبح سرطاناً يهدد حياة المرأة المصابة.
ويعود السبب وراء جميع حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم تقريباً وفقا للدكتور غابي خياطة، للإصابة بنوع من فيروس الورم الحليمي البشري «بذض»، وهو فيروس يصيب نصف الناس خلال إحدى مراحل حياتهم العمرية. ويعزى سبب الإصابة بأكثر من ثلثي حالات سرطان عنق الرحم إلى أنواع من فيروس الورم الحليمي البشري من السلالتين 16 و18 عالية المخاطر.
وعلى المستوى العالمي، يأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة الثانية لأكثر أنواع السرطانات التي تهدد الحياة شيوعاً بين النساء وذلك بعد سرطان الثدي، ويصل معدل الإصابة في منطقة الشرق الأوسط إلى 8. 4 حالات لكل 100 ألف امرأة سنوياً، و9. 9 حالات إصابة لكل 100 ألف امرأة في الإمارات .
وفي عام 2017، تم تطوير لقاح للمساعدة على الوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم والفرج والمهبل وثآليل الأعضاء التناسلية التي يسببها الفيروس من السلالات 6، و11، و16، و18، ومع ذلك، لا يعد اللقاح بديلاً عن أجراء الفحص الروتيني لسرطان عنق الرحم، ويجب على النساء اللواتي يحصلن عليه مواصلة إجراء الفحوصات بشكل منتظم.
ويرى الدكتور خياطة ان المرض يمكن الوقاية منه بواسطة اختبار «باب» بشكل منتظم. وعلى الرغم من أن اللقاح يساعد على الوقاية من الإصابة بهذا المرض، فإنه لا يعد بأي شكل من الأشكال بديلاً عن الفحص المنتظم، ولكن اللقاح والفحص المنتظم، يكمل أحدهما الآخر.
وقال للاسف ثلث عدد النساء اللواتي يتوجب عليهن إجراء اختبارات «باب» لا يقمن به، وبالتالي يصبحن أكثر عرضة للاصابة بسرطان عنق الرحم مقارنة مع النساء اللواتي يجرين الفحوصات بشكل منتظم. وما بين 60- 80 % من النساء اللواتي تم تشخيص مرض سرطان عنق الرحم لديهن لم يقمن باختبارات «باب» خلال مدة خمس سنوات، وبعضهن لم يقمن بالاختبار على الإطلاق.
أسباب
سرطان عنق الرحم يتطور عندما تبدأ خلايا شاذة في بطانة الرحم بالتكاثر بشكل خارج عن نطاق السيطرة للتصدي لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري. ويمكن أن تتجمع خلايا عنق الرحم الشاذة لتشكيل كتلة تسمى الورم. وتنتقل الأورام الخبيثة «السرطانية» من مكانها، وتنمو لتصبح سرطاناً يهدد حياة المرأة المصابة.
أعراض
أعراض المرض تشمل نزيفا مهبليا غير طبيعي، ونزيفا بين الدورات الشهرية الاعتيادية، ونزيفا بعد عملية الجماع، وغسل المهبل وفحص الحوض، واستمرار الدورات الشهرية لمدة أطول وأكثر قوة، ونزيفا بعد انقطاع الدورة الشهرية، وزيادة في الإفرازات المهبلية، وآلاما في الحوض وخلال عملية الجماع.
كشف مبكر
تتزايد فرص الكشف عن الإصابة بسرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة من خلال إجراء اختبارات «باب»، لذلك تنصح النساء دائماً بإجراء فحوصات منتظمة للجهاز التناسلي. والأهم من ذلك، أن هذا الاختبار سريع وسهل ولا يشكل أي أذى، ويعد خطوة بسيطة من شأنها المحافظة على حياتهن.
شفاء
قد لا تظهر أي أعراض تشير لوجود سرطان عنق الرحم في المراحل المبكرة للإصابة، حسب الدكتور غابي خياطة، ولكن إذا تم اكتشاف الإصابة في وقت مبكر يمكن أن تصل قابلية الشفاء إلى 100%.
يعتبر فيروس الورم الحليمي البشري بذضفيروساً شائعاً، كما يعرف ما يزيد عن 100 نوع من هذا الفيروس، ومعظم هذه الأنواع غير مؤذية نسبيياً ولا تسبب أي عوارض ملحوظة كما أنها تختفي تلقائياً. يصيب نحو 30 نوعاً من فيروس الورم الحليمي البشري بذضالأعضاء التناسلية لدى النساء والرجال.
تضاعف الاصابات
يعد سرطان عنق الرحم السبب الثاني للوفاة بالسرطان عند النساء. وكشف برنامج سجل السرطان في الإمارات أن المعدل السنوي لحالات الإصابة المسجلة به تضاعف 3 مرات عام 2017 مقارنة مع الفترة من 1998-2017. ويتسبب فيروس الورم الحليمي من السلالتين 16 و18 بـ 70 % من الاصابات بسرطان عنق الرحم.
https://www.albayan.ae/servlet/Satell...cle/FullDetail