عنوان الموضوع : آية و تفسيرها .... الفتاة المسلمة
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، فله الحمد أنا جعلنا مسلمين ، وله

الحمد أن أكرمنا بقراءة كلامه ، اللهم لك الحمد يا الله أن جعلت القرآن بِلغتنا حيث يسهل فهمها ..

ولك الحمد أن جعلت القرآن هداية للناس ، ونبراساً يضيء لنا الطريق وصلي اللهم وسلم على

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..



ف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


أيها الأحبة من إخوة / وأخوات .. من أحب الله وصدق في حبه وجدته من أحرص الناس على فهم القرآن

وتدبره ، كيف لا وهو كلام الله ! قال تعالى : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى

النُّورِ "، لذا حري بنا أن نفهم معانيه ونكرر قراءة تفسيره فكلام ربنا لا يستطيع فهمه إلا الربانين


من أهل العلم الذين صدقوا واخلصوا وتركوا الدنيا رغبة في الآخرة فأكرمهم الفتاح بفتح من عنده

حتى فهموه ، فالقرآن منهج وقد قال أحد أهل العلم عن القرآن :


وقد أودع الله فيه علم كل شىء ، ففيه الأحكام والشرائع ، والأمثال والحكم ، والمواعظ والتأريخ ،

والقصص ونظام الأفلاك ، فما ترك شيئا من الأمور إلا وبينها ، وما أغفل من نظام في الحياة إلا

أوضحه ..


لذلك سيكون هذا الموضوع (( آية وتفسير )) .. فكل عضو

أحب الله وكلامه سيفيد نفسه وغيره بوضع آية أثرت

فيه سواء أكانت تفسيراً أو تدبر أو تفسير سورةً بكاملها .. وأحياناً تكون قرآءة التفسير
كاملاً عليك شاقة ، لذا هنا سنضع الآيات وما يدريكم لعلنا نختم القرآن في هذا
الموضوع ، ولن يجدي ولن ينفع إلا بتفاعلكم ..


ومن أراد أن يضع تفسير آية ( صوتية أو مرئية ) فلا بأس شريطة أن الا يزيد المقطع عن 5 1 دقيقة ..


إليكم موقع يعينك لتفسير آيات القرآن الكريم :

https://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=002

معاني كلمات القرآن الكريم :

https://www.sattarsite.com/qword.asp

أرجو من الجميع عدم الإكتفاء بكلمة الشكر ، كي يكون الموضوع متسلسل ومنظم ، كما أنني

أذكر نفسي وإياكم بالتفسير الصحيح وأخذها من المواقع التي تثقون بها كي لا ندخل

في محذور شرعي ..




اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلا ءهمنا وطريقنا الذى نمشى عليه اللهم آمين ياله

وفق من كتب معنا وأثراه ونشره وقرأه وكتبه اللهم آمي واسألك ياكريم أن تجعل هذا الموضوع

بميزان من اقترح علي كتابه علمه ربي ولم يعلم به غيره سبحانه ..




وأختم بقول الله :



(( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ))



لكم جزيل الشكر وأكمله ..

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
يزاج الله خير اختي على هذا الموضوع

حبيت ابدأ بتفسير سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفاتحة . يقال لها الفاتحة أي فاتحة الكتاب خطا وبها تفتح القراءة في الصلوات وقد ثبت في الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم " ويقال لها " الحمد " ويقال لها " الصلاة " لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي " الحديث . فسميت الفاتحة صلاة لأنها شرط فيها ويقال لها " الشفاء " لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعا " فاتحة الكتاب شفاء من كل سم" ويقال لها " الرقية " لحديث أبي سعيد في الصحيح حين رقى بها الرجل السليم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " وما يدريك أنها رقية " ؟ وروى الشعبي عن ابن عباس أنه سماها " أساس القرآن" قال وأساسها بسم الله الرحمن الرحيم وسماها سفيان بن عيينة " بالواقية "

الحمد لله رب العالمين"الحمد لله" جملة خبرية قصد بها الثناء على الله بمضمونها على أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق أو مستحق لأن يحمدوه والله علم على المعبود بحق . "رب العالمين" أي مالك جميع الخلق من الإنس والجن والملائكة والدواب وغيرهم وكل منها يطلق عليه عالم يقال عالم الإنس وعالم الجن إلى غير ذلك وغلب في جمعه بالياء والنون أولي العلم على غيرهم وهو من العلامة لأنه علامة على موجده


الرحمن الرحيم"الرحمن الرحيم" أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لأهله .

مالك يوم الدين"مالك يوم الدين" أي الجزاء وهو يوم القيامة وخص بالذكر لأنه لا ملك ظاهرا فيه لأحد إلا لله تعالى بدليل "لمن الملك اليوم ؟ لله" ومن قرأ مالك فمعناه مالك الأمر كله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك دائما "كغافر الذنب" فصح وقوعه صفة لمعرفة .

إياك نعبد وإياك نستعين"إياك نعبد وإياك نستعين" أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العباد وغيرها

اهدنا الصراط المستقيم"اهدنا الصراط المستقيم" أي أرشدنا إليه ويبدل منه

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين"صراط الذين أنعمت عليهم" بالهداية ويبدل من الذين لصلته به . "غير المغضوب عليهم" وهم اليهود "ولا" وغير "الضالين" وهم النصارى ونكتة البدل إفادة أن المهتدين ليسوا يهود ولا نصارى والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
الموضوع حلو وايد جزاكم كل خير
وانشالله العضوات يتفاعلن

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
تفسير سورة الاخلاص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

قل هو الله أحد أي الواحد الوتر , الذي لا شبيه له , ولا نظير ولا صاحبة , ولا ولد ولا شريك . وأصل " أحد " : وحد ; قلبت الواو همزة . ومنه قول النابغة : بذي الجليل على مستأنس وحد وقد تقدم في سورة " البقرة " الفرق بين واحد وأحد , وفي كتاب " الأسنى , في شرح أسماء الله الحسنى " أيضا مستوفى . والحمد لله . و " أحد " مرفوع , على معنى : هو أحد . وقيل : المعنى : قل : الأمر والشأن : الله أحد . وقيل : " أحد " بدل من قوله : " الله " . وقرأ جماعة " أحد الله " بلا تنوين , طلبا للخفة , وفرارا من التقاء الساكنين ; ومنه قول الشاعر : ولا ذاكر الله إلا قليلا.


الله الصمد أي الذي يصمد إليه في الحاجات . كذا روى الضحاك عن ابن عباس , قال : الذي يصمد إليه في الحاجات ; كما قال عز وجل : " ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون " [ النحل : 53 ] . قال أهل اللغة : الصمد : السيد الذي يصمد إليه في النوازل والحوائج . قال : ألا بكر الناعي بخير بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد وقال قوم : الصمد : الدائم الباقي , الذي لم يزل ولا يزال . وقيل : تفسيره ما بعده " لم يلد ولم يولد " .قال أبي بن كعب : الصمد : الذي لا يلد ولا يولد ; لأنه ليس شيء إلا سيموت , وليس شيء يموت إلا يورث . وقال علي وابن عباس أيضا وأبو وائل شقيق بن سلمة وسفيان : الصمد : هو السيد الذي قد انتهى سؤدده في أنواع الشرف والسؤدد ; ومنه قول الشاعر : علوته بحسام ثم قلت له خذها حذيف فأنت السيد الصمد وقال أبو هريرة : إنه المستغني عن كل أحد , والمحتاج إليه كل أحد . وقال السدي : إنه : المقصود في الرغائب , والمستعان به في المصائب . وقال الحسين بن الفضل : إنه : الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد . وقال مقاتل : إنه : الكامل الذي لا عيب فيه ; ومنه قول الزبرقان : سيروا جميعا بنصف الليل واعتمدوا ولا رهينة إلا سيد صمد وقال الحسن وعكرمة والضحاك وابن جبير : الصمد : المصمت الذي لا جوف له ; قال الشاعر : شهاب حروب لا تزال جياده عوابس يعلكن الشكيم المصمدا قلت : قد أتينا على هذه الأقوال مبينة في الصمد , في ( كتاب الأسنى ) وأن الصحيح منها . ما شهد له الاشتقاق ; وهو القول الأول , ذكره الخطابي . وقد أسقط من هذه السورة من أبعده الله وأخزاه , وجعل النار مقامه ومثواه , وقرأ " الله الواحد الصمد " في الصلاة , والناس يستمعون , فأسقط : " قل هو " , وزعم أنه ليس من القرآن . وغير لفظ " أحد " , وادعى أن هذا هو الصواب , والذي عليه الناس هو الباطل والمحال , فأبطل معنى الآية ; لأن أهل التفسير قالوا : نزلت الآية جوابا لأهل الشرك لما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : صف لنا ربك , أمن ذهب هو أم من نحاس أم من صفر ؟ فقال الله عز وجل ردا عليهم : " قل هو والله أحد " ففي " هو " دلالة على موضع الرد , ومكان الجواب ; فإذا سقط بطل معنى الآية , وصح الافتراء على الله عز وجل , والتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم .


لم يلد ولم يولد وروى الترمذي عن أبي بن كعب : أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ; فأنزل الله عز وجل : " قل هو الله أحد . الله الصمد " .والصمد : الذي لم يلد ولم يولد ; لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت , وليس شيء يموت إلا سيورث , وأن الله تعالى لا يموت ولا يورث . " ولم يكن له كفوا أحد " قال : لم يكن له شبيه ولا عدل , وليس كمثله شيء . وروي عن أبي العالية : إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر آلهتهم فقالوا : انسب لنا ربك . قال : فأتاه جبريل بهذه السورة " قل هو الله أحد " , فذكر نحوه , ولم يذكر فيه عن أبي بن كعب , وهذا صحيح ; قاله الترمذي .
قلت : ففي هذا الحديث إثبات لفظ " قل هو الله أحد " وتفسير الصمد , وقد تقدم . وعن عكرمة نحوه . وقال ابن عباس : " لم يلد " كما ولدت مريم , ولم يولد كما ولد عيسى وعزير . وهو رد على النصارى , وعلى من قال : عزير ابن الله .

ولم يكن له كفوا أحد" ولم يكن له كفوا أحد " أي مكافئا ومماثلا , وله متعلق بكفوا , وقدم عليه لأنه محط القصد بالنفي وأخر أحد وهو اسم يكن عن خبرها رعاية للفاصلة .

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :
موضوع راااااائع... اعتقد يحتاج للتثبيت...

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :
تفسير سورة الفلق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

قل أعوذ برب الفلق وهذه السورة وسورة " الناس " و " الإخلاص " : تعوذ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سحرته اليهود ; على ما يأتي . وقيل : إن المعوذتين كان يقال لهما المقشقشتان ; أي تبرئان من النفاق
" قل أعوذ برب الفلق " روى النسائي عن عقبة بن عامر , قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكب , فوضعت يدي على قدمه , فقلت : أقرئني سورة [ هود ] أقرئني سورة يوسف . فقال لي : [ لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من " قل أعوذ برب الفلق " ] . وعنه قال : بينا أنا أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء , إذ غشتنا ريح مظلمة شديدة , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ " بأعوذ برب الفلق " , و " أعوذ برب الناس " , ويقول : [ يا عقبة , تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ] . قال : وسمعته يقرأ بهما في الصلاة . وروى النسائي عن عبد الله قال : أصابنا طش وظلمة , فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج . ثم ذكر كلاما معناه : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي بنا , فقال : قل . فقلت : ما أقول ؟ قال : ( قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي , وحين تصبح ثلاثا , يكفيك كل شيء ) وعن عقبة بن عامر الجهني قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ قل ] . قلت : ما أقول ؟ قال قل : ( قل هو الله أحد . قل أعوذ برب الفلق . قل أعوذ برب الناس - فقرأهن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم قال : لم يتعوذ الناس بمثلهن , أو لا يتعوذ الناس بمثلهن ) . وفي حديث أبن عباس " قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس , هاتين السورتين " . وفي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث , كلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه , وأمسح عنه بيده , رجاء بركتها . النفث : النفخ ليس معه ريق .
ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سحره يهودي من يهود بني زريق , يقال له لبيد بن الأعصم , حتى يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله , فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث - في غير الصحيح : سنة - ثم قال : ( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه . أتاني ملكان , فجلس أحدهما عند رأسي , والآخر عند رجلي , فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما شأن الرجل ؟ قال : مطبوب . قال ومن طبه ؟ قال لبيد بن الأعصم . قال في ماذا ؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر , تحت راعوفة في بئر ذي أروان ) فجاء البئر واستخرجه . انتهى الصحيح . وقال ابن عباس : ( أما شعرت يا عائشة أن الله تعالى أخبرني بدائي ) . ثم بعث عليا والزبير وعمار بن ياسر , فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء , ثم رفعوا الصخرة وهي الراعوفة - صخرة تترك أسفل البئر يقوم عليها المائح , وأخرجوا الجف , فإذا مشاطة رأس إنسان , وأسنان من مشط , وإذا وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغرزة بالإبر , فأنزل الله تعالى هاتين السورتين , وهما إحدى عشرة آية على عدد تلك العقد , وأمر أن يتعوذ بهما ; فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة , ووجد النبي صلى الله عليه وسلم خفة , حتى انحلت العقدة الأخيرة , فكأنما أنشط من عقال , وقال : ليس به بأس . وجعل جبريل يرقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : [ باسم الله أرقيك , من كل شيء يؤذيك , من شر حاسد وعين , والله يشفيك ] . فقالوا : يا رسول الله , ألا نقتل الخبيث . فقال : [ أما أنا فقد شفاني الله , وأكره أن أثير على الناس شرا ] . وذكر القشيري في تفسيره أنه ورد في الصحاح : أن غلاما من اليهود كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم , فدست إليه اليهود , ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم . والمشاطة بضم الميم : ما يسقط من الشعر عند المشط . وأخذ عدة من أسنان مشطه , فأعطاها اليهود , فسحروه فيها , وكان الذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي . وذكر نحو ما تقدم عن ابن عباس .
تقدم في " البقرة " القول في السحر وحقيقته , وما ينشأ عنه من الآلام والمفاسد , وحكم الساحر ; فلا معنى لإعادته .
قوله تعالى : " الفلق " اختلف فيه ; فقيل : سجن في جهنم ; قاله ابن عباس . وقال أبي بن كعب : بيت في جهنم إذا فتح صاح أهل النار من حره . وقال الحبلي أبو عبد الرحمن : هو اسم من أسماء جهنم . وقال الكلبي : واد في جهنم . وقال عبد الله بن عمر : شجرة في النار . سعيد بن جبير : جب في النار . النحاس : يقال لما اطمأن من الأرض فلق ; فعلى هذا يصح هذا القول . وقال جابر بن عبد الله والحسن وسعيد بن جبير أيضا ومجاهد وقتادة والقرظي وابن زيد : الفلق , الصبح . وقاله ابن عباس . تقول العرب : هو أبين من فلق الصبح وفرق الصبح . وقال الشاعر : يا ليلة لم أنمها بت مرتفقا أرعى النجوم إلى أن نور الفلق وقيل : الفلق : الجبال والصخور تنفرد بالمياه ; أي تتشقق . وقيل : هو التفليق بين الجبال والصخور ; لأنها تتشقق من خوف الله عز وجل . قال زهير : ما زلت أرمقهم حتى إذا هبطت أيدي الركاب بهم من راكس فلقا الراكس : بطن الوادي . وكذلك هو في قول النابغة : وعيد أبي قابوس في غير كنهه أتاني ودوني راكس فالضواجع والراكس أيضا : الهادي , وهو الثور وسط البيدر , تدور عليه الثيران في الدياسة . وقيل : الرحم تنفلق بالحيوان . وقيل : إنه كل ما انفلق عن جميع ما خلق من الحيوان والصبح والحب والنوى , وكل شيء من نبات وغيره ; قاله الحسن وغيره . قال الضحاك : الفلق الخلق كله ; قال : وسوس يدعو مخلصا رب الفلق سرا وقد أون تأوين العقق قلت : هذا القول يشهد له الاشتقاق ; فإن الفلق الشق . فلقت الشيء فلقا أي شققته . والتفليق مثله . يقال : فلقته فانفلق وتفلق . فكل ما انفلق عن شيء من حيوان وصبح وحب ونوى وماء فهو فلق ; قال الله تعالى : " فالق الإصباح " [ الأنعام : 96 ] قال : " فالق الحب والنوى " [ الأنعام : 95 ] . وقال ذو الرمة يصف الثور الوحشي : حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلق هاديه في أخريات الليل منتصب يعني بالفلق هنا : الصبح بعينه . والفلق أيضا : المطمئن من الأرض بين الربوتين , وجمعه : فلقان ; مثل خلق وخلقان , وربما قال : كان ذلك بفالق كذا وكذا ; يريدون المكان المنحدر بين الربوتين , والفلق أيضا مقطرة السجان . فأما الفلق ( بالكسر ) : فالداهية والأمر العجب ; تقول منه : أفلق الرجل وافتلق . وشاعر مفلق , وقد جاء بالفلق أي بالداهية . والفلق أيضا : القضيب يشق باثنين , فيعمل منه قوسان , يقال لكل واحدة منهما فلق , وقولهم : جاء بعلق فلق ; وهي الداهية ; لا يجرى [ مجرى عمر ] . يقال منه : أعلقت وأفلقت ; أي جئت بعلق فلق . ومر يفتلق في عدوه ; أي يأتي بالعجب من شدته .

من شر ما خلق
قيل : هو إبليس وذريته . وقيل جهنم . وقيل : هو عام ; أي من شر كل ذي شر خلقه الله عز وجل .

ومن شر غاسق إذا وقب" ومن شر غاسق إذا وقب " أي الليل إذا أظلم والقمر إذا غاب

ومن شر النفاثات في العقد" ومن شر النفاثات " السواحر تنفث " في العقد " التي تعقدها في الخيط تنفخ فيها بشيء تقوله من غير ريق .

ومن شر حاسد إذا حسد معنى الحسد , وأنه تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها . والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل . فالحسد شر مذموم . والمنافسة مباحة وهي الغبطة . وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ المؤمن يغبط , والمنافق يحسد ] . وفي الصحيحين : [ لا حسد إلا في اثنتين ] يريد لا غبطة وقد مضى في سورة " النساء " والحمد لله .
قلت : قال العلماء : الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول , وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود , فيتبع مساوئه , ويطلب عثراته . قال صلى الله عليه وسلم : [ إذا حسدت فلا تبغ ... ] الحديث . وقد تقدم . والحسد أول ذنب عصي الله به في السماء , وأول ذنب عصي به في الأرض , فحسد إبليس آدم , وحسد قابيل هابيل . والحاسد ممقوت مبغوض مطرود ملعون ولقد أحسن من قال : قل للحسود إذا تنفس طعنة يا ظالما وكأنه مظلوم
هذه سورة دالة على أن الله سبحانه خالق كل شر , وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من جميع الشرور . فقال : " من شر ما خلق " . وجعل خاتمة ذلك الحسد , تنبيها على عظمه , وكثرة ضرره . والحاسد عدو نعمة الله . قال بعض الحكماء : بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه :
أحدها : أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره .
وثانيها : أنه ساخط لقسمة ربه , كأنه يقول : لم قسمت هذه القسمة ؟
وثالثها : أنه ضاد فعل الله , أي إن فضل الله يؤتيه من يشاء , وهو يبخل بفضل الله .
ورابعها : أنه خذل أولياء الله , أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم .
وخامسها : أنه أعان عدوه إبليس . وقيل : الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة , ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاء , ولا ينال في الخلوة إلا جزعا وغما , ولا ينال في الآخرة إلا حزنا واحتراقا , ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتا .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم : آكل الحرام , ومكثر الغيبة , ومن كان في قلبه غل أو حسد للمسلمين ) . والله سبحانه وتعالى أعلم .