عندما تزهر الطبيعة و الحياة وتشرق الشمس
د . عدنان جواد الطعمة
إعتدنا منذ زمن طويل على البرد الشديد و تساقط الثلوج و تقلبات الجو المستمرة لغاية أمس بين إشراقة الشمس و اختفائها خلف السحب والغيوم الداكنة ، و خاصة في شهر أبريل نيسان الذي يعمل بنا كما يحب و يرغب .
لا اعتراض على ذلك ، لأن كل فصل من فصول السنة له صفاته وحسناته وأيضا مساوئه . هذه سنة الله والطبيعة ولا اعتراض لدينا على حكم الله و منه و عطائه . يجب أن نتقبل هذه الأمور برحابة صدر وإيجاب لفترة كل فصل .
ونحن كبشر نشكو دائما إذا هجم علينا البرد وهبت الرياح والأعاصير الشديدة الباردة و تساقط الثلوج و هطلت الأمطار في الشتاء بكثافة ،
حتى ينفد صبرنا ونمل من الأمطار والبرد و الثلوج و غيرها من سمات فصل الشتاء و نتمنى أن يأتي الصف وترتفع درجات الحرارة لأننا بطبيعتنا نحب الدفء . وإذا هجم علينا الحر تبد الإسطوانة من جديد و تتصاعد
أنفاسنا ونشكو من الحر الشديد ولهيب الشمس و جفاف التربة و قلة منسوب المياه بحيث نتمنى و نحن إلى ليال الشتاء الباردة ، التي تجمع العوائل و أفراد الأسرة قرب المدفئة والنار و الفحم الملتهب الذي يشع .
ونشرب الشاي والقهوة و نستمع إلى حكايات و سوالف الجدات والأمهات و الآباء الجميلة أو نناقش قضايا ومشاكل و أمور العائلة
و نتبادل أطراف الحديث مع ضيوفنا و أقاربنا وغير ذلك من الأمور التي تهم كل عائلة ، بحيث أنها بقت وتبقى ذكريات جميلة خالدة في أذهاننا و ذاكرتنا .
لذا نحمد الله ونشكره على هذه النعم و كل فصول السنة التي تمر علينا بسرعة مر الكرام وأحيانا أسرع من لمح البصر و تنتهي السنة بسرعة .
ذهبنا ، زوجتي الكريمة وأنا ، عصر أمس لمدة ساعة للتجول في حديقة النباتات والأشجار القديمة بالقرب من
بيتنا لإستنشاق الهواء العذب والإستمتاع بأزهار النباتات و البركة والزهور و المشي ، لأن الجلوس أمام الكومبيوتر و عند القراءة في مكتبتي متعب أحيانا .
وعندما اتجهنا نحو حديقة النباتات و الأشجار القديمة شاهدت شجرة عملاقة أزهارها بيضاءة اللون زاهية وقلت لزوجتي بأني سألتقط لها بهض الصور غدا اي اليوم.
لقد فوجئنا عندما دخلنا الحديقة و سرنا باتجاه الشجرة شاهدنا طلابا وطالبات جالسين على بطانيات تحت هذه الشجرة يضحكون و يمرحون و يطهون طعام عشائهم .
سرنا نحو الشجرة المزهرة و شممنا عطرها الفواح . إن إسم أزهار هذه الشجرة بالمجنوليا .
وقبل ظهر اليوم الموافق 24 نيسان 2016 حملت معي كامرة واحدة و خرجت من دارنا في الساعة العاشرة صباحا وذهبت باتجاه حديقة النباتات و الأشجار القديمة ملتقطا صور الأزهار والزهور في طريقي .
دخلت الحديقة و واصلت السير فيها والتقاط الأشجار والزهور ثم اتجهت نحو الشجرة البيضاء ، لإلتقاط الصور لأزهار المجنوليا .من كافة الجوانب مراعيا اشعة الشمس الساقطة عليها .
و على بعد 50 مترا توجهت إلى شجرة البتولا المحببة إلى نفسي و أعشقها فالتقطت لها أيضا بعض الصور .
ثم ذهبت إلى شجرة الماموت الضخمة جدا والتقطت صورا لجذعها و صورا للبحيرة وللأزهار الصغيرة و كذلك للأعشاب والنباتات النافعة .
قبل أكثر من أسبوع لم اشاهد الزهور والأزهار ، وعندما كانت الشمس تشرق بين يوم وآخر إرتفعت درجة الحرارة و نمت هذه الأزهار بسرعة فائقة ، يا سبحان الله .
قلت لزوجتي دعينا نذهب هذا اليوم إلى شارع شتريزه مان لعلنا نشاهد أزهار الكرز اليابانية الساحرة الجميلة . و بعون الله ساذهب إلى حديقة النباتات الجديدة والحديثة لرؤية اشجارها و أزهارها خلال هذا الأسبوع .
تقبلوا مني فائق ودي و احترامي
د .عدنان
ألمانيا في 4 تموز 2016
رد مع اقتباس
