رحلاتي العلمية إلى ألمانيا لفحص وتصوير وفهرسة المخطوطات العربية والإسلامية
د . عدنان جواد الطعمة
ذكرت في مقالتي السابقة : رحلاتي العلمية إلى متاحف ومكتبات لندن و مرصد غرينيتش الهنية لتصوير ودراسة آلات الرصد الفلكية العربية و الإسلامية البهية
بأني غادرت لندن بالطائرة في أول شهر آب 1977 متوجها إلى مطار فرانكفورت ثم سافرت بالقطار إلى مدينة ماربورغ من أجل فحص المخطوطات العربية في الرياضيات والحساب والجبر والمقابلة والهندسة التي كانت محفوظة في مكتبة الدولة بصورة مؤقتة .
وعند زيارتي لمبنى مكتبة الدولة في وسط المدينة أخبروني يأن كافة مخطوطات مكتبة الدولة أعيدت إلى مبناها الخاص ببرلين .
وعلى إثر ذلك طرت في اليوم التالي إلى برلين و بقيت أسبوعين وفحصت كافة المخطوطات في الرياضيات و الحساب والجبر والمقابلة والهندسة و استتنسخت أوائل و أواخر صفحات كل مخطوط ،
واستنسخت بعض المخطوطات كاملة . و بعد إسبوعين عدت بالطائرة إلى ماربورغ و جلست في مبنى مكتبة جامعة ماربورغ و بدأت بتصوير وفحص كل مخطوط و مجموع وفقا لقواعد فهرسة المخطوطات الألمانية .
و بعد انتهائي من فحصها عدت إلى بغداد حاملا معي أفلام الميكرو ومصورات مخطوطات باريس ولندن و برلين و ماربورغ .
وقد سلمت مصورات وافلام مخطوطات باريس ولندن إلى المرحوم ألدكتور ياسين خليل رئيس مركز إحياء التراث العلمي العربي الذي كنت أعمل معه يومين في الأسبوع منسبا من كلية الآداب و كلية التربية التي كمنت أدرس فيها اللغة الألمانية .
إبتدأت في الحال بكتابة وتأليف كتابي عن المخطوطات العربية المحفزظة في مكتبة جامعة ماربورغ ، حيث نشر في مجلة المورد التراثية الفصلية والتي كانت تصدرها وزارة الثقافة و الفنون – دار الجاحظ – الجمهورية العراقية – المجلد الثامن – العدد الثاني - 1369 – 1979 ، صفحة 357 إلى 366
و بعنوان :
مخطوطات عربية في مكتبة جامعة ماربورج / لان ألمانيا الإتحادية
و في عام 1978 غادرت العراق إلى ألمانيا لأسباب خاصة قاهرة ، حاملا معي قهرسي و مصورات المخطوطات و توجهت إلى مدينة ماربورج الجامعية الخضراء
وزرت مدير المكتبة المرحوم السيد فيليب و طرحت عليه فكرة إصدار كتابي عن مخطوطات مكتبة جامعة ماربورغ العربية .
كما أخبرته باني لا أبغي أي مبلغ لقاء جهودي الجبارة ، بل أن هدفي هو خدمة العلم والتراث العربي المحفوظ في خزانات هذه المكتبة جامعية العريقة القديمة .
وافق السيد مدير المكتبة على اقتراحي و رحب بي أجمل ترحيب ثم دعاني إلى منزله لتناول العشاء و تعرفت على زوجته الرسامة المبدعة .
و بعد التوكل على الله عملت على هذا الفهرس لمدة سنة و صدر بصورة خاصة ضمن مطبوعات مكتبة جامعة ماربورج رقم 8
و احتفلنا بمناسبة صدوره و علقت صحيفة ماربورغ على الكتاب ، بعددها الصادر
في يوم الخميس الموافق قي 10 يناير 1980 ، عدد 8 ، صفحة 5
وقد أرسلت مكتبة جامعة ماربورج نسخا كثيرة إلى أهم مكتبات ألمانيا و أوروبا و مكتبات جامعات و معاهد ألمانيا .
كما علقت مجلة الجمعية الألمانية الإستشراقية ZDMG ـ بمجلدها 132 – عدد 1 ، سنة 1982 ، صفحة 217 ، تعليقا رائعا .
أرفق ضمن هذه المقالة بعض الصور التي استنسختها عن مجلة المورد و كتابي الألماني للإطلاع والعلم، والله ولي التوفيق .
تقبلوا مني فائق إحترامي
د .عدنان
ألمانيا في 30 يناير 2016
رد مع اقتباس
