عنوان الموضوع : وصايا لكل مقبله للزواج
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

أبنيتي، لا أنسى ذلك اليوم الذي جئت فيه إلى الدنيا، فقد كنت الأولى قدومًا بين أخواتك وإخوانك، ولم تسعنا الدنيا يومذاك بهجة وحبورا، وما كنا نراك بعد ذلك إلا ابنتنا الصغيرة، التي ماتزال طفلة، نحرص على رعايتها وتربيتها. ثم غافلتنا الأيام، فإذا بك شابة في سن الزواج! فأهمنا منك ما يهم الآباء في بناتهم. فكنا ندعو الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يتقي الله، فإن أحبك أكرمك، وإن كانت الثانية لم يظلمك. وتوارد الخطاب عليك، واعتذرنا ثم اعتذرنا. وشاءت إرادة الله أن يختار لك أحدهم زوجًا، وأن ينزل له في نفوسنا القبول.

وكان اليوم يوم زفافك... وكانت العرب توصي بناتها في مثل هذا اليوم، وللأمهات النصيب الأكبر من هذا. ولا أحسب أن أمك إلا وقد فعلت، ولكني رأيت إن ذلك لا يعفيني من واجب النصح والتوجيه لك في يوم تدرجين فيه إلى حياة غريبة عما ألفت.

أي بنية، لقد حرصنا في تأديبك، ونأمل أن نكون قد وفينا الغاية، وأدينا الأمانة فيما أوكله الله لنا في تربيتك وتعليمك. وإن الوصية لو تركت لعقل وأدب لتركت لذلك منك، ولكن الوصية فيها تذكرة وتنبيه للعاقل، وقد ذكرنا ربنا في محكم كتابه وسنة نبيه بعد أن أرشدنا إلى ما فيه صلاح أمرنا فقال: {لعلكم تذكرون}.

أبنيتي: لو استغنت الفتاة بغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها؛ لكنت في غنى عن الزواج ولأمسكنا النسيم عن أن يقربك، ولكن الزواج سنة إلهية في خلقه، وهدي نبينا في أمته، نقتدي به، ونسير على خطاه، وبه صلاح الأرض والنفوس.


......

أي بنيتي، إنك قد فارقت الوكر الذي منه درجت، والبيت الذي منه خرجت، إلى بيت لم تعرفيه، وشريك لم تألفيه، فاحرصي على رضاه يكن عليك أحرص، وكوني له طائعة يكن لك أطوع، وإياك ومعصيته فإنك إن عصيته أو غرت صدره. وما أفسد البيوت مثل الشحناء، وكثرة الخلاف والشقاق، والبعد عن سبل الوفاق. ومهما كان لك من دالة على زوجك فإياك وكثرة المعاتبة، فإنها تشغل عقل الإنسان عما هو أهم، وتهد الود الذي يعلو بناؤه بينكما. ولهذا قالت العرب، إن كثرة المعـاتبة تقطــع الـود وتـورث البغضة.

أبنيتي: لقد زينك الله في خلقك وخلقك، وكانت العرب توصي بناتها في الزينة بقولها "إن الماء أطيب الطيب المفقود، وإن الكحل أحسن الحسن الموجود"، وأزيد فأقول إنه مهما تعددت أسباب الزينة والتجمل، فإن أحسنها ما كان بسيطاً معبرًا عن شخصيتك وذوقك، فمهما قلت هذه الزينة؛ فإنها إذا نبعت من حسن الذوق والطباع، تكون السهلة الممتنعة، والسمة الفريدة التي ليست على مقال سابق، كما لا يستطيع أن يحاكيها أحد. ومثل هذا هبة الواهب يصنعها الله في العبد على عينه. فتـــــكون الجمـــال الـذي لا يشـــــترى، والخصــــلة التي لاتكتـــــسب أو تصطنع.

أي بنية: إن المرء ليحب أن يجد الزوجة التي تسمع منه همومه وتسري عنه شجونه، فتعرف عنه، ويعرف عنها، ولكنه لا يحب إشغاله بكثرة السؤال عن هذا وذاك، فكوني له سامعة حينما يحدثك مكتفية بما يريد قوله لك، ولاتلحي في الاستفسار؛ فإن ذلك مما يكدر الصفو، ويشغل المرأ بما يريد نسيانه وتجاهله.

وإني لأوصيك لزوجك بما أوصى به أسماء بن خارجة ابنته حين قال: وكوني له كما قلت لأمك:

خُذي العفوَ مني تستديمي مودّتي

ولا تنطقي في سورتي حينَ أغضبُ

ولا تنقريني نقرةَ الدُّفَ مرَّةً

فإنك لا تدرين كيفَ المُغَيّبُ

فإني رأيتُ الحبَّ في القلب والأذى

إذا اجتمعا لم يَلْبث الحبُّ يذهب

أي بنية، هوني على زوجك همومه إذا شكاها لك، واجعلي من بيتك جنة وارفة يستظل بظلها، فيحن إلى بيته إذا بعد عنه، ويشتاق إلى العودة إليك كلما بعدت به الشقة، أو جاءه ما يلبث عليه أمره. إنك إذا فعلت ذلك ستكونين موضع سره وجهره، وسيطمئن إلى رأيك ومشورتك..

أبنيتي: احفظي على زوجك بيته وماله، فإن الرجل يغلي ماله الذي يشقى عليه، ولكنه يرخصه لأهله وولده، ولن يكون لك ذلك إلا إذا رآك أحرص منه عليه، وأحفظ له في بيته. وكوني منفقة في اعتدال مدبرة في عقل، وابتعدي عن مظاهر الزيف والبهرجة التي تدل على ضعف العقل وسوء الطوية.


.....

أبنيتي، إن البيوت أسرار، وتغلق على مالا يصلح أن يظهر للناس، فإياك وإفشاء أمور بيتك مهما قلت أو صغرت؛ لأن ذلك إن لم يفسد عليك أمرك، فإنه سيصغرك عند زوجك، وقد قيل: "إنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره. وما رأيت من حسن فانشريه، وما رأيت من سيئة فاستريها".

أبنيتي: إن المرأة جبلت على الغيرة، وخاصة على زوجها، وإني لا أنهاك عن أمر خلقت عليـه النســـاء، إلا أني أنبــهك -وأنت العاقلة- إلى أن تكون غيرتك على زوجك بما يجعله يعرف قدره لديك، ويدرك علو مكانته في قلبك. وابتعدي عن الغيرة الطائشة التي تفسد عليك حياتك، وتنغص على زوجك بيته وعمله. وأخيرًا فإني أوصيك بما أوصى به قيصر المعلوف ابنته عند زفافها:

أبنيتي أزف النوى فتزودي

نصحًا على خبر إليك يقدم

ستغادرين الأهل مبحرة إلى

أهل أعزاء، فكوني منهمو

وتجنبي ما لا يهمك أمره

فلرب شر عن فضول ينجم

لا تحسدي أحدًا على نعمى فمن

حسد الورى، من شرهم لا يسلم

صوني لزوجك حرمة وكرامة

برجالها تسمو النساء وتكرم

وإذا شكا ضيما فآسي قلبه

وإذا شكا جرحًا، فلطفك بلسم

وتعهدي للبيت أسباب الهنا

ليطيب فيه نومه والمطعم

أثني عليه في المحافل واكتمي

ما ليس غير الله منه يعصم

وابقي على أمواله وتجنبي

الإسراف واجتزئي على ما يلزم

مهما يكن مال الغني فإنه

لابد بالإسراف يومًا يعدم

ربي البنين على المحبة والوفا

للوالدين فإن ذاك محتم

أما أنت يا ابن الكرام، فقد جئت خاطبًا مثل غيرك، فأراد الله لك ما لم يرده لغيرك، فوضع لك القبول في نفوسنا، والحسيب كفء الحسيب. وها أنت تأخذ مني كبدي وهي أعز من نفسي وأنوط بقلبي، فأكرمها يعذب على لساني ذكرك، ولاتهنها فيصغر عندي قدرك.

يا ابن الكرام، إني أودعت ضعيفًا قويًا، فكن رحيمًا برًا بها في السفر والحضر. وكما تقول العرب، فإن الزوج الصالح أب بعد أب، وإني لأحسبك كذلك -إن شاء الله-. وعليك بالرفق في كل أمرك، فإنك بالرفق والمودة تعينها على نفسها وبيتها، فيكون منامك قريرًا، ومقامك هنيئًا. وكن سمحًا معها تكن لك أرأف، ولبيتها ومالك أصلح.

إن الإنسان ما ملك إنسانًا إلا بحسن الخلق، ذلك أن الصحة والمال يذهبان، لكن المعروف هو الباقي فلا تنس نفسك منه. وقد سُئل رجل عن حاله في بيته فقال: كان لنا شبابٌ يصابرهنّ علينا، ثم كان لنا مالٌ يصبّرهنّ لنا، ثم بقي خلق حسن، فنحن نتعاشر به ونتعايش. وإن التسرية عنها تذهب الملل وتبعد الجفاء بينكما، بل إن هذا لمشروع في ديننا، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «كل شيء يلهو به الرجل باطلٌ إلا تأديبه فرسه، ورميه عن قوسه، وملاعبته أهله». ولا يغرنك من يقول غير ذلك، فإنما هو كاذب، أو لا يعرف من أمور الدنيا شيئًا. فهذا هو الحجاج يقال له: أيمازح الأمير أهله؟ قال: ماتروني إلا شيطانًا! والله لربما قبّلت أخمص إحداهنّ.


.....

أي بنيتي، أي بني: لتجتمعن روحاكما على الخير كما جمعكما الله بشرعه وسنة نبيه، واتقوا الله فهو حسبي وحسبكما، واستوصيا بنفسيكما خيرا، والله يلهمكما طريق الرشاد.

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
تسلمين حبوبه عالموضوووع الفنتك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
+
::::






يزاج الله خير أختي وتسلمين على النصايح الطيبة




::::
+

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
مشكــــــــــــــــــورة الغالية على الموضوع

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :