الكزبرة
لكل من يفكر في محاولة الزراعة بدون أن يتكبد أي خسائر .. ما في أجمل من عرق أخضر على نافذة المطبخ
بالإمكان محاولة زراعتها في فنجان شاي قديم أو صحن عميق انكسر طرفه .. أو حتى في زجاجة شراب غازي بعد قص نصفه العلوي ..
الكزبرة بذور لا يخلو منها المطبخ العربي كما الهندي وغيرهما من مطابخ العالم. وزراعة هذه العشبة العطرية في المنزل يمكن أن تكون بنفس نجاحها في الحديقة إن أعطيتها القليل من العناية. فلنتعرف إلى الكزبرة سويا!
تاريخيا
عُرفت الكزبرة في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأدنى أولا كنبتة برية إذ تنمو وحدها في السودان والمغرب خصوصا .. وانتقلت شعبية هذه العشبة لرائحتها العطرية المميزة ورقة وخضرة أوراقها إلى الصين وجنوب آسيا قبل أكتر من ألف عام ثم إلى روسيا والأمريكتين. بل إن الإنسانية تستمتع بفوائد هذه النبتة الطبية منذ ألف وخمسمائة عام قبل الميلاد, فقد وجد علماء الآثار بقايا أوراق وبذور الكزبرة في قبور الفراعنة وكثيرا ما استخدمها الأطباء القدامى في علاج السعال والضعف العام وسوء الهضم.
طبيا
والطب اليوم يرى في الكزبرة منظفا قويا للمعادن الثقيلة وعوامل أخرى سامة من الجسم.
تساعد الكزبرة في علاج آثار زيادة الزئبق في الجسم بشكل كبير كما أن كمية وافرة من زيت الكزبرة له أعظم الأثر في الجهاز الهضمي إذ تحفز الجهاز على إنتاج الأحماض والإنزيمات اللازمة لعملية الهضم وتساعده في الحركة اللازمة لإتمام هذه العملية.
منافع الكزبرة الطبية كثيرة ومتنوعة .. وقد أثبت العلم منفعتها في كونها عاملا مضادا للتهيج ومعينا في علاج الأرثيرايتيس. تعمل الكزبرة كمحفز للكوليسترول الجيد ومحبط للكوليسترول الضار وعلاجا قاتلا للبكتيريا المسببة للسالمونيلا. وتناول الكزبرة يريح الجسم من الغازات والنفخة ويبعد التهابات الجهاز البولي ويقلل من الشعور بالغثيان وهي مصدر غني بالحديد والماغنيزيوم والألياف الطبيعية. تحتوي على خواص مضادة للأكسدة, مخفضة للسكر في الدم ومحفزة لإفراز الإنسولين وعوامل مطهرة ومضادة للفطريات الجلدية، كما تحتوي على خواص محفزة لجهاز المناعة .. وهذه فقط بعض منافعها!
زراعة الكزبرة
تُزرع في الحديقة من الخريف إلى الربيع وهي نبات حولي .. تبدو مذكرة لمن يزرعها بقول عش سريعا ومت شابا!
وزراعة الكزبرة تحت أشعة الشمس المباشرة بكثافة تعين النبتة على حماية بعضها البعض والاستظلال بأوراق بعضها البعض. يمكن حمايتها في أيام الحر الشديد بنشر الملش "نشارة الخشب أو أوراق الأشجار ما بينها لتوفير تربة أبرد وحماية لماء الري في تربتها.
في داخل المنزل حبذا لو تمت زراعتها في مكان يتوفر فيه ضوء نيون مباشر وهي عشبة تحب الماء تنتعش بسقيها وإبقاء تربتها رطبة مع مراعاة اختيار حوض به تصريف للماء الزائد لحماية جذورها. يجدر بالذكر أن الكزبرة لا تحب التنقل من إناء زرع لآخر .. ويمكن قصها مباشرة عند نقطة خروجها من التربة حالما يصل ارتفاعها إلى 15 سنتيمتر. ولدى زراعتها تحت ضوء أقل سطوعة تنثر الكزبرة رائحتها في الجو.
بالمختصر المفيد .. من كان يود تجربة الزرع بشكل مبسط بإمكانه البدء بتجربة الكزبرة ولو بعلبة لبن مع مراعاة عمل ثقوب بأسفلها لتصريف الماء الزائد .. وذلك عن طريق أخذ سكين مدبب الطرف خشبي أو بلاستيكي المقبض وتسخينه على الغاز أولا ثم ملامسته لقعر العلبة في أماكن مختلفة وأخذ كمية من التراب أو البتموس أو مزيج من تراب ورمل ورش بذور الكزبرة وسقيها ووضع العلبة في صحن مسطح حتى يلتقط بقايا الماء ثم وضعه بالقرب من نافذة أو في غرفة مضاءة.
أتمنى أن يكون الموضوع قد حاز على رضاكم
رد مع اقتباس
