عنوان الموضوع : رواية فوق خضوع الحب
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي



|N|•?•فوق خضوع الحب•?•|N|
للكاتبه :::أغاني الشتاء


أرواح// بلا روح
الدروب لها ضيقه،،ملتويه،،مهلكه
وسط عاصفه من الجفاء
و مشاعر ملبده بالغيوم،،،،،لا مكان للصفاء فيها
كل شيء فيها يتوشحه الجمود،،القهر،،الصمت
كل شيء يدل على أن الحياة،،،توقفت
فمات من حولها كل الوجود

°•

أرواح// يتنفسون ولا يشعرون
يرون ولا يتكلمون
لم يبق بهم سوى جسد
و هشيم ماضي أليم يقتلهم آلآف المرات
وحطام الحاضر
تسير وخطوات المقابر ترتسم أمام عينيها كل حين
فتحصي عدد الأيام لتشهد رحيل العمر

°•

أرواح// وحيده!!بارده!!شارده!!حائره !!
بداخلها حزن لا يستقر،،وموج لا يهدأ
وسفن لا تصل،،ومعاناة لا تنتهي
ومأساة تتكرر كالنبض في القلب
وسؤال ليس له اجابة،،ودرب شوك ليس له نهاية
وحكاية رعب ليست لها خاتمة
وعمر بلا أيام،،وأيام بلا لحظات،،ولحظات بلا تفاصيل

°•

بعد عمر كهذا!! ماذا يتبقى؟؟؟

الذكريات..؟؟

الألم..؟؟

رواسب إنسان..؟؟


وبأي الكلمات!!توصف الحياة؟؟؟

با متزاج الحزن بالدم..؟؟

أوطعم البكاء الجاف..؟؟

أولون الضياع..؟؟

°•

أرواح كهذه!! كيف سيكون الحب في عالمها؟؟

كيف سيدخل أرواح مملوءه بالألم ؟؟ و ليس لنسائم الهواء فيها مكان؟؟

أرواح مظلمه لا يوجد فيها بصيص نور....ينير طريقك؟؟؟

أرواح على فراش الموت....لا دواء ينجيها؟؟؟

°•°•°•°•°

هنا صراع بين تلك الأرواح وبين الحب؟؟؟
فإلى متى سيدوم هذا الصراع؟؟
و إلى أين سوف يؤدي؟؟

••//روايتي..تتحدث عن//••


•حياتهن•
الماضي؛؛؛و عذابه
الحاضر؛؛؛و قساوة أيامه
المستقبل؛؛؛و غموضه


•شخصياتهن•
المعقددددده
المسيطره
المحمله بذكريات لن تتتخلص منها


•قلوبهن•
المهجورهالموحشه
الرافضه لأي دفء أو زائر


•ملامحهن•
نظرات شامخه؛؛رغم الإنكسار
أصوات مشحونه؛؛بالألمممم
تعابير أجادوا دفنها حتى انعدمت


•حبهن•
و لكنه الجانب المظلم من الحب؛؛؛
هنا؛؛؛لن تروا/الحنان/الشوق/التضحيه/الطيبه
هنا؛؛؛تجدون/الظلم/القسوه/العذاب/الإستغلال/القهر
هنا حب بدون؛؛؛صوت؛؛؛طعم؛؛؛لون
حب شبيه بالعداء

••

أبطالي لهم من السيئات أكثر من الحسنات
لهم من العيوب أكثر من المزايا

••

من الظالم؟؟
و من المظلوم؟؟
أين الخطأ؟؟ و أين الصح؟؟
كيف العدل؟؟؟




أنتم؛؛من يقرر؟؟؟

.•.°.•?•N|ما قبل البدايه|N•?.•.°.•.


•||الظلام لا يبدأ في المساء؟؟ بل يبدأ في القلب||•


كانت على سجادتها...تصلي العصر...

نوره بهمس خافت= السلام عليكم و رحمة الله..السلام عليكم و رحمة الله

جلست على سجادتها بتعب بعد ترتيب البيت...و عيونها تدور على المكان...

بيتهم...اللي ما تعرف من الدنيا غيره...عاشت فيه كل سنواتها العشرين الماضيه مع أمها و أبوها اللي مالها في هالدنيا غيرهم...و اللي جابوها على كبر..الله ما كتب لهم ذريه...
لكن بعد خمس و عشرين سنه...جت هي مثل المعجزه...

دائما كانت تتمنى لو كان لها خوال و أعمام...سند لها و لأهلها...لكن أبوها توفوا أهله قبل حتى تعرفهم...و أمها كانت يتيمه...
هزت راسها بأسى تطرد هالأحلام و الأفكار اللي مالها فايده...و قامت تشوف أمها...

دخلت غرفتها...قربت من فراش أمها تراقب ملامحها الواهنه...من الزمن...و المرض...
و التفتت على فراش أبوها المطوي عند الجدار من عشرة أيام...و رجعت تفكر فيه...
طالت غيبته..مو جديد سفراته الدائمه عشان شغله..لكن هالمره زادت عن الأسبوع المعتاد...و بدت تقلق عليه...و تخاف من غيابه...

وقفت مره ثانيه...و هي تتذكر الثياب اللي خيطتها لأم سالم..قررت تروح توصلهن لها اللحين...و تأخذ فلوسها...
يمكن أبوها يتأخر أكثر من كذا...و هي محتاجه للفلوس...

طلعت من الغرفة بهدؤ...عشان ما تصحى أمها لين ترجع...و راحت تلبس عبايتها...و طلعت من البيت...

و في طريقها سرحت بأفكارها...و بحالها...لين وصلت لبيت أم سالم...سلمتها الثياب و أخذت فلوسها و رجعت للبيت...و هالمره كل تفكيرها انحصر في أبوها و غيبته...

وقفت عند باب البيت...كانت بتدخل...لكن سمعت صوت رجل من وراها...

الرجل= السلام عليكم
نوره= و عليكم السلام و رحمة الله
الرجل= هذا بيت عبدالعزيز صالح ال...
نوره= نعم أخوي بغيت شي؟
الرجل يطالعها بتساؤل= أنتي نوره؟
نوره بإستغراب= ايه..مين أنت؟ وش تبي؟
الرجل= أنا علي..من طرف أبوك
نوره تشهق= أبوي فيه شي؟!

ما رد عليها...لكنه مد لها ورقه...اخذتها بتوتر..و ترقب..
فتحتها و حاولت تقرأ اللي فيها من وراء غطاها...

لكنها كانت صدمه أكبر من إستيعابها...
و رجعت عيونها تتبع كل حرف مره ثانيه...يمكن تلقى خطأ باللي قرته...لكن لفت انتباهها التاريخ...التاريخ اللي انكتبت فيه هالورقه...من سنه!!!!

نوره بصوت مرتجف= كيف زوجي؟ و من سنه! أبوي ما قال لي شي؟!
علي= خلينا ندخل البيت و أنا اقولك كل شي

شهقت نوره بخوف...كيف تدخل هالغريب بيتها...صح زوجها...لا...مو زوجها...يمكن يكذب...يمكن هالورقه مزوره...

تركته...و راحت تركض لجارهم أبومحمد...طقت الباب بكل قوه لين فتح لها...
و بخوف قالت له عن كل شي...و عطته الورقه...و دخلت و تركته يتفاهم مع هالغريب...

و من بعد هاللحظه...تغيرت حياتها...
مو بس تغيرت...انقلبت فوق تحت...

مات أبوها...عرفت إنه مات من أسبوع...و تركها بوصاية هالغريب...زوجها؟؟؟

كان تعبان من سنه...سفراته ما كانت شغل بس...كانت شغل و علاج...لكن تعبه زاد...و حياته صارت مهدده...

عشان كذا فكر يتطمن عليها...على الشي الوحيد اللي بيتركه وحيد بهالدنيا...و زوجها له...

و عاشت مع هالغريب...اللي صار مسئول عنها...و يصرف عليهم...
يقول و هي تنفذ...يمشي و هي تمشي وراه...

و بعد وفاة أمها...حست إنها ما بقى لها في هالدنيا غيره...
وهو بعد ما بقى له في الدنيا غيره...
كان يتيم...و ما عنده أي أقارب مثلها...و يكبرها بثلاثين سنه...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


عاشت معه...أيام...و شهور...لكن الأمان اللي كان يبي أبوها تحس فيه...ما قدرت تعيشه...
لأنها كانت تشوف زوجها يكبر قبلها...و كل ما يطلع من البيت...تفكر لو في يوم صار له شي و ما رجع؟؟
كيف بتعيش؟؟
حتى هو كانت تشوف في عيونه خوفه عليها لو صار له شي...
تمنى يجيب منها ولد...يحميها بعده...

لكن أول فرحتهم...كانت بنت...

بعدها...بنت...

بعدها...بنت...

و لا جاء له الولد اللي تمناه...و زاد عليه الحمل...

ما صار خايف يتركها لحالها في الدنيا...اللحين صار خوفه أكبر...
عليها...و على بناتها...وهو يشوفهم كيف معتمدين عليه بكل صغيره و كبيره...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


و مرت السنين...و كبروا بناته...وهو كبر أكثر و أكثر...

و مثل ما سوى أبوها...سوى زوجها...
و زوجهم عشان يتطمن عليهم...لأنه حس إنه ما بقى له في هالدنيا كثر ما عاش...
كان يظن إنه زوجهم أحسن الرجال...لكنهم ما كانوا كذا...

توفى وهو مو عارف هالشي...لأن و لا وحده من بناته كانت تشتكي له...مهما كانت تشوف من زوجها...عودهم على السكوت...و سكتوا عن حقهم حتى مع رجالهم...
ما أحد عرف بهمومهم...و أحزانهم...و عذابهم...غيرها..


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


كانت تظن إنها بتلحق زوجها بعد أيام..أو شهور..لكن عمرها طال سنين..

شهدت كل لحظه من عذاب بناتها..و ودعتهم..وحده و رى الثانيه..

رحلوا عن هالدنيا...و كل وحده تركت لها...حفيده...

ثلاث حفيدات...وارثات اليتم و الهم عن أمهاتهم...
اللي هي بنفسها ورثت لهم هاليتم و الهم...

لكن حفيداتها...غير بناتها...

ما يشبهون أمهاتم بأي شي...

لأنها ربت فيهم...القوه...البرود...السيطره على النفس...موت المشاعر...

••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


يعيش الحب ..؟ شي عادي !؟
يموت الحب ..؟ وش يعني !؟
مادام قلوبنا ماتت مشاعرها وهي حيه !؟




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
.•.°.•?•N|البدايه |N•?.•.°.•.



•• يوم الجمعه ••


قامت من سجادتها بعد ما خلصت صلاة التهجد...و مشت بخطواتها الواهنه لغرفتهم...فتحت الباب بشويش...
دخلت للغرفه...تطالعهم و هم نايمات...
اليوم كل وحده بترجع عند أهلها...و بيفضي عليها البيت...و بتفضي حتى حياتها...لين يرجعون عندها بعطلة نهاية الأسبوع الجايه...

طول عمرها كانت تتمنى ما يفارقونها و لا لحظه...أحيانا تحس إنها تحبهم...أكثر من ما حبت بناتها...
يمكن لأنهم حتى هم يحبونها...و تعلقوا فيها...أكثر من بناتها...
أو لأنهم الصوره اللي تمنت تكون عليها بحياتها...و تمنت بعد بناتها يكونون عليها...
بس لا هي قدرت...و لا بناتها...طول عمرهم عاشوا بحزن...و حاجه...و ضعف...و خوف...

لكن حفيداتها غير...حفيداتها مو بحاجه للحب لأنها علمتهم يعيشون من غيره...
علمتهم ما ينتظرونه...
و لا يدورونه...
قوتهم...و قستهم...و أغنتهم عن حاجتهم للناس...حتى أهلهم...

كانت تشوفهم قدام عيونها...يكبرون و يتفتحون مثل الورد...ورد منظره بس اللي كان حلو...
لكن اللي يقرب منه و يلمسه...كان كله شوك...حتى عبيرهم كان مختفي...و لا عرفت لو كان باقي منه أي شي يلطف حدة هالمشاعر...أو مات كله و انعدم للأبد...

تتمنى إنها ما اخطت بهالشي...لأنها تتمنى هالشي يحميهم من الدنيا...و الناس...بعد ما تموت...

قربت من سرايرهم...تتأملهم بحب...و حنان...

[رحيل]...بجمالها الخلاب...بغموضها و سكونها...بنظراتها الحاده...و أطباعها الجافه...
بملابسها السوداء اللي تعكس نظرتها للحياة...

[حياة]...بملامحها الناعمه الجذابه...أنثى بمعنى الكلمه...صوت و صوره...لكن طبعا بدون إحساس...
بكبريائها و تحديها اللي يبين بعيونها...و وقفتها...بأناقتها و رقتها اللي تزيد جاذبيتها...

[رجوى]...و الوجه الطفولي العذب...و إبتسامه واسعه و دائمه...تقول للكل إن حياتها باللي يصير فيها...هي آخر همها...
حتى لبسها بألوانه الفضه...الباليه...عديمة التناسق...يأكد إنها تعيش اليوم بيومه...لنفسها و بس...

••

••

••

بعد ساعات// صحوا البنات...يعيشون آخر اللحظات اللي يكونون مرتاحين فيها...بعيدين عن العالم باللي فيه...قبل كل وحده ترجع لعالمها...و همومها...

هالبيت كان دائما يجمعهم...بجدرانه...بأثاثه القديم...كل زاويه فيه تشيل لهم ذكرى...و جرح...و دمع...

فيه تعاهدوا من سنين...عهد طفوله...كبروا و كبر معهم...و قساهم...بس كان هو الحل الوحيد عشان يستحملون حياتهم و يكملونها بقوه...

فيه ودعوا أي حلم وردي كانوا يحلمونه...أي أماني بسعاده أو حياة حلوه...أي أمان أو دفأ...

ودعوا قلوبهم...و مشاعرهم...لين تركهم بهالشكل...اللي الكل يعرفهم فيه...




•||رحيل/ روح لاتعرف الحب*الفرح*الإحساس*الرحمه||•




•||حياة/ روح لاتعرف الحب*الأمان*الوفاء*الثقه||•



•||رجوى/ روح لاتعرف الحب*الخوف*الكرامه*الألم||•



••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

.•.°.•?•N|[? البارت الأول ?]|N•?.•.°.•.




•• يوم السبت ••




فتحت عيونها بكسل...و جلست على سريرها تتأمل اللي قدامها بشرود...
دائما كل ما تصحى تجلس دقايق على هالحال...لا هي صاحيه...و لا نايمه...
ساكنه و هاديه مهما يصير حواليها...لين تبدأ تصحصح شوي...


طق الباب...لكنها ما ردت...


دخلت بنت عمها وفاء بهدؤ...و ابتسمت و هي تشوفها بهالحاله المعتاده...و لا فكرت تكلمها لين تشوفها بدت تصحصح...و جلست على الأريكه اللي قدامها...
طالعت غرفتها بتأمل...كل جدار فيها أو زاويه...فيه بصمه لحياة...
ألوانها متضاربه...بس بطريقه مميزه و خاصه...
فيها هدؤ...و غموض...و قوه...تشبه أطباع حياة المتقلبه...


تمططت حياة بكسل...و التفتت عليها وفاء...


وفاء= صباح الخير
حياة تبتسم= صباح الورد
وفاء= شكلك نعسانه؟
حياة تتثاوب= ما نمت إلا ساعتين
وفاء= وش عندك؟


نطت حياة من سريرها بحماس...عكس حالة الكسل اللي كانت فيها من لحظه...و راحت للوحه اللي كانت ترسمها...و اللي كانت مغطيتها بقماش أبيض كبير...
سحبت عنها القماش...


حياة تبتسم= وش رأيك؟


طالعت وفاء اللوحه... و شهقت...
كانت رسمه لعصفور صغير طايح على الأرض...و جروحه تنزف...و الدم يغطي الأرض اللي حواليه...و الخلفيه اللي وراه كانت ظلام...و فيها خيال مو واضح لأغصان ضخمه مليانه شوك...


وفاء= حرام عليك حياة! وش هاللوحه؟ والله كسر خاطري العصفور


ابتسمت حياة و هي تطالع اللوحه...لكن هالإبتسامه ما كان فيها أي ملامح للفرح...أو الراحه...و تركتها و دخلت للحمام الخاص بغرفتها...
و وفاء رجعت تطالع اللوحه بإستنكار...و تتلفت على كل لوحه في الغرفه...لوحه لمنظر غروب حزين...و لوحه لسماء ملبده بغيوم سوداء و حمراء و بحر هايج...لوحه ليدين مقيده...لوحه لحطام قارب...


كانت كل لوحاتها اللي رسمتها...تحمل غموض...أو غضب...أو حزن...


تنهدت بحزن...و هي تتذكر من ثلاث سنين...أول ما جت حياة تسكن معهم...بعد اللي سواه أبوها...و بعد وفاة أمها...
اللي استغربت منه...هدؤها...و سكونها...رغم اللي صار...
ما بحياتها شكت منه...أو حزنت عليه...
من يوم جت عندهم...عاشت معهم حياة طبيعيه...لدرجة إنها أعجبت بهالقوه اللي فيها...
هي نفسها...تأثرت من اللي سواه عمها...و بوفاة زوجته لأيام كثيره...بس حياة تناست الموضوع بسرعه...و محت ذكره من حياتها...و لا كأنه صار...


لكن مع الأيام...عرفت إن هالموضوع مأثر فيها للحين...بس هي تنكر...و لا تبي تبين...
بدت تنتبه لكرهها الشديد للرجال...و حقدها عليهم...غضبها من أي وحده تسمح لهم يتعدون على حقوقها...و تتساهل معهم...


و من بداية هالسنه...طلع اللي فيها أكثر بهاللوحات اللي ترسمها...(تكرهينه يا حياة مثل ما يكرهه أبوي..و يمكن أكثر..غريب كيف تختلفين مع أبوي بكل شي و تتفقون على كرهه و نفيه من حياتكم)


طلعت حياة...و وفاء قامت...


وفاء= البسي و خلينا نفطر قبل يجي النقل
حياة= زين


طلعت عنها وفاء...و هي قفلت الباب و راحت تبدل ملابسها...وقفت عند دولابها تشوف وش تلبس...
تنهدت بضيق و هي تشوف بلايزها...و تقلب فيهن...تدور على بلوزه نظيفه و ما فيها بقع ألوان...لكنها ما لقت...
كل أغلب ملابسها...لازم تحمل أثر الألوان...


طلعت لها بلوزه فيها لون خفيف من عند الأكمام بس...(هاذي حلوه..اللون مو باين)


لبستها...مع تنوره سوداء...و راحت تجلس على التسريحه...فكت شعرها الكستنائي الحريري...اللي يوصل لآخر ظهرها...و طالعت بملامحها الرقيقه...الناعمه...بالأخص عيونها العسليه الفاتحه...
كل ما تكبر...تزيد شبه بأمها...أكثر و أكثر...و هالشي كان يكدرها...(بالملامح بس بأشبهك..لكن ماراح أكون مثلك..ماراح أكون مثلك)


سمعت طق مميز على الباب...و ابتسمت و هي تعرف صاحبته...
فتحت الباب...و شافتها بمريولها الكحلي...كانت بآخر مرحله في المتوسطه...و كانت معجبه فيها و بقوتها و دائما تصرح بهالشي...
حتى حياة كانت متعلقه فيها و تحبها...تحب تعاندها...تحب تهتم فيها...


ولاء= صباح الخير حياتي
حياة تبتسم= صباح العسل يا عسل
ولاء= تعالي نفطر..الفطور جاهز
حياة= يله قلبي
ولاء تشهق= بلوزتك فيها ألوان!
حياة تضحك= تدرين خربت كل ملابسي بهالألوان
ولاء= خلاص نقول لأمي نروح السوق و ....
حياة تقاطعها= لا ما يحتاج..بأرفع أكمامي و ماراح تبين..حرام اشري بلايز جديده و انا بأخربها


اقنعتها حياة تترك موضوع السوق...لأنها كانت منحرجه من مرة عمها...اللي عمرها ما قصرت عليها بشي...كانت تعاملها بحنان و طيبه...أكثر ما تعامل بناتها...
حتى عمها ما كان يقصر عليها...و لا على بناته بالفلوس بس......
لكن إهتمام و حب...و مشاعر و تقدير...هذا كان خاص لولده فايز و بس...اللي ما يشوف فهالبيت غيره و كأنه ولده الوحيد...
حاطه رجال البيت بعده...و كلمته تمشي عليهم...رغم إنه للحين ما تعدى المرحله الإبتدائيه...




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :



••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


صحت من النوم بضيق...و شدت الغطاء على وجهها...دخلت راسها تحت وسادتها عشان ما تسمع إزعاج أخوانها...


لكن صراخهم...و هوشتهم...يوصلن لآخر بيت في الحاره...كيف تبي هي ما تسمعهم...و الدور الوحيد اللي هم ساكنينه...كان صغير و غرفه داخله في بعض...


مشعل يصرخ= يمه وين الفطور


شهد تصرخ= قمر تعالي خلصي كويك بسررعه..أبي أكوي مريولي
قمر تصرخ من المطبخ= توي شبكته خليه يسخن
شهد تصرخ= خلاص سخن و طق و أنتي جالسه تبلعين..ترى بأكوي قبلك مالي شغل
قمر تركض للصاله= لا يا ويلك دوري


بسمه بعصبيه= حنين انقلعي عن شنطتي لا تآخذين منها شي أو اصفقك
حنين تصيح= أبي ألوان
بسمه بقهر= لا
حنين تمسك شنطتها= عطيني ألوان أبي ارثم
بسمه تصرخ و تدفها= أوف روحي
حنين تصيح بصوت عالي= أبي ألوان


فيصل و بدر يتصارعون...


فيصل يصرخ= والله لأكسرك يا حمار
بدر= اتحداك يالتعبان


وصلوا عند بسمه اللي دفتهم بقهر...


بسمه= أوف بعدوا عني أنتم بعد


مشعل يصرخ= يمه ما صار فطور..و أنتم اسكتوا الله يآخذكم


رمت الغطاء عن وجهها...و قامت من سريرها...و عيونها كلها نوم...و شعرها طاير...و ملابسها مبهدله...
و طلعت لهم في الصاله...


رجوى تصرخ بأعلى صوتها= وطين

مشعل يفز= بسم الله الرحمن الرحيم!


رجوى بقهر تآخذ علبة المنديل و ترميها على فيصل و بدر...


رجوى= انطموا


و راحت تشيل حنين اللي واقفه عند بسمه تصيح...و ترفس بسمه برجلها...


رجوى تكلم حنين= اوششش انكتمي أو بيجيك كف


تثاوبت...و وقفت و هي مغمضه عيونها...و حطت راسها على حنين...


مشعل= حمدالله و الشكر نامت!
رجوى مغمضه= انطم


ابتسمت و هي نايمه على الهدؤ اللي خيم على بيتهم...و أخوانها جالسين يطالعونها...
و بعد لحظه فتحت عيونها...


رجوى= وينه شرشبيل يومكم آخذين راحتكم؟ ما قام يلعنكم
شهد= أمي تقول من بعد الصلاة ما رجع


دخلت أم مشعل و معها ساندويتشه لمشعل و كوب شاي...لكن رجوى نزلت حنين و أخذتهن...


مشعل بقهر= رجيو هذا فطوري
رجوى= تسويلك غيره..أنا لازم افطر و امشي بسرعه..مدرستي بعيده ياله اوصل..مو مثلك كل يوم يمرك كلب يوصلك


اخذت فطوره و دخلت للغرفه...و حنين تلحقها...و أخوانها رجعوا للهوشه و الصراخ مره ثانيه...


حنين= أبي ألوان


أخذت رجوى من شنطتها قلم خط...و شالت حنين و حطتها على سريرها...و عطتها القلم...


رجوى= يله اهمدي و ارسمي


فتحت حنين القلم...و صارت تشخبط على الجدار اللي عند سرير رجوى...و اللي مليان من شخابيطها هي و رجوى...
و رجوى راحت تغسل...و تلبس مريولها...و جلست على سريرها تلم دروسها المنتثره عليه...و تحته...و تفطر...


حنين= ردوى أبي حلاوه
رجوى= شوفي تحت الوساده


دخلت شهد عليهم...


شهد بقهر= رجوى ليه تخلينها تشخبط على الجدار ما يكفي أنتي حايسه غرفتنا!
رجوى= وش دخلك؟ هذا قسمي..أنتي خليك بقسمك اللي ماليته لي صور ورد..لين قرب يجينا نحل منك.....يله انا تأخرت..اشوفكم على خير أو على شر حسب ظروفكم


تركتهم و طلعت...و في الصاله وقفت تطالع أخوانها...


رجوى= بدر..فيصل تجون بعد المدرسه على طول..مو تتمشون بهالشموس مع دبدوب بالشوكلاته
بدر= لا تعايرينه هذا صديقنا
رجوى= مالت عليكم و عليه! أنتم ما تشوفون أشكالكم لا مشيتوا معه..كأنكم خمسميه
مشعل بطمع= ليت من صرفها
رجوى بتريقه= أنت خمسين و كثير عليك..لو في يوم مسكت خمسميه لو انه مو جاي هاليوم اللي تمسكها فيه..المهم إنك بتنشل


و طلعت عنهم...و نزلت الدرج لأنهم كانوا ساكنين في الدور الثاني...و طلعت للشارع...


و بعد دقايق راحوا أخوانها لمدارسهم...و لا بقى في البيت غير حنين و أم مشعل...
اللي جلست ترتب البيت بعد عيالها...و تلم ثيابهم المرميه بكل مكان...
وقفت تطالع حنين اللي جالسه عند التلفزيون...و يمر بخيالها كل ملامح عيالها...اللي عمرها ما حسستهم بالحب و الإهتمام و الحنان...لكن حتى هي ما حست فيه من صغرها...و لا تعرف كيف تحسسهم فيه...
كبرت بشخصيه إتكاليه و ضعيفه...أهلها كانوا يتصرفون بكل أمور حياتها بدون أخذ رايها...
حتى زواجها...زوجوها بعمر صغير لأبو رجوى...اللي كان أرمل مع بنت بعمر ثلاث سنين...
و حتى هو سيطر عليها...و لا خلى لها فرصه لا تتقرب منه...و لا من بنته...اللي كل ما كبرت تزداد شبه بأبوها...مهمله...قويه...ما تستحي و لا تخاف من شي...و لا أحد...
لين أخذت حتى مكانها في البيت...كل عيالها...أول ما يحتاجون شي يروحون لرجوى...كل ما يشكون من شي يروحون لرجوى...
لين صارت حتى هي تعتمد عليها بكل شي...




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••




نامت على ظهرها...و هي تتأفف بكدر...من ساعه صاحيه...بس مالها خلق تتحرك من فراشها...كارهه هاليوم اللي بتعيشه من قبل يبدأ...كل ما تفتح عيونها الصبح و تشوف إنها للحين عايشه...تضيق بها الدنيا...لأنها ما عندها أي هدف تعيش عشانه...


جلست على سريرها...و الغرفه غارقه بظلامها...مع إن الصبح طلع من بدري إلا إن نوره ما كان يدخل لغرفتها...اللي مسكره فيها أي مصدر له...الشبابيك...و حتى فتحة الباب سدتها...


ترتاح بالظلام...ترتاح بوحدتها...و سكونها...و فراغها...و ما تبي تشوف شي...و لا أحد...
و جلست ساكنه على هالحال لوقت طويل...


بعدها قامت من سريرها بتكاسل و ملل...شغلت النور بضيق...و راحت تجلس على تسريحتها...و تطالع نفسها بالمرايا...


تأملت ملامحها بشرود...جمالها الباهر...اللي يحسدها الكل عليه...
دائما تشوف عيون بنات عمها كيف تطالعها...و تعرف إنهم مستخسرين فيها هالجمال...


كيف وحده مثلها يتيمه...وحيده...معقده...مكروهه...منعزله...تملك هالملامح الخياليه...


بس هالجمال كان الشي الايجابي الوحيد فيها...أحيانا حتى هي تحس إنها ما تستحقه...و تحاول قد ما تقدر تخفيه...
و هالشي خلاها...تلم شعرها الأسود الحريري كله...و تجمعه بآخر راسها...لكن هالشي ما كان يساعدها تطلع بالصوره اللي تبيها...
شعرها اللامع بهالشكل كان معطيها منظر ملفت...خاصه بعد ما بين ملامح وجهها المتناسقه بوضوح...بشره بيضاء صافيه...و عيون واسعه بأهداب سوداء...طويله...و كثيفه...و شفايف ناعمه ورديه...
تنهدت بضيق...و طلعت من الغرفه...


نزلت تحت...و دخلت المطبخ...اللي ما كان فيه إلا الخدامه...راحت تشرب ماء...و الخدامه تطالعها بخوف...تخاف تسوي أي شي و تعصب عليها...


راحت رحيل و فتحت الثلاجه...و شافت حلى فيها...و ابتسمت بخبث و اخذته...
طالعتها الخدامه بقلق...


سانتي بتردد= لا تآخذ هذا
رحيل ببرود= و أنتي وش دخلك؟
سانتي= هذا لمها
رحيل بعناد= عطيني قهوه و أنتي ساكته


دخلت مرة عمها للمطبخ و تعوذت من الشيطان أول ما شافتها ببجامتها السوداء اللي تزيد ملامحها كآبه و حزن...لأنها ما تصحى بدري إلا تسوي لهم مشكله...


و ما صدقت الخدامه تشوفها...


سانتي= ماما رحيل يبي يآخذ حلى مها اللي للكليه
أم أحمد= لا يا رحيل..القهوه على مها اليوم و هي أمس طالبه من سانتي تسويه


طالعتها رحيل بقهر...و الحلى بين يديها...و رمت الصينيه على الأرض بقوه...و انكسرت...


رحيل= خليها تشبع فيه


طلعت من المطبخ و أم أحمد تطالعها بقهر و تحاول تهدي نفسها ما تصرخ فيها...(لا حول و لا قوة إلا بالله! هالبنت كل ما كبرت يكبر شرها معها)


أم أحمد= نظفي الأرض يا سانتي
سانتي= وش يقول لمها؟
أم أحمد تتنهد بضيق= أنا اقول لها


طلعت من المطبخ...و شافت مها تنزل الدرج...


مها= يمه قلتي لسانتي تسوي لي قهوه؟
أم أحمد توقف عندها= الحلى خرب
مها بإستغراب= يمه كيف خرب؟ أمس أنا شايفته زين!
أم أحمد= طاح على الأرض
مها بعصبيه= هالعمياء ما تشوف!


طالعتها أم أحمد بضيق...ما كانت تبي تقولها و تكدرها...لكن حتى لو كذبت عليها و اخترعت لها سبب...تدري إن رحيل إذا شافتها بتقولها عن اللي سوته عشان تقهرها...


أم أحمد= رحيل اللي رمته مو سانتي
مها تصرخ بقهر= رحيل..رحيل..رحيل..والله كرهتها و كرهتني حياتي..و بعدين يمه؟ بتخلونها لين في يوم تذبحنا عشان ترتاح!


طلعت فوق تركض...و دخلت لغرفتها و سكرت عليها...و نزلن دموعها من القهر...
هاذي مو أول مره تقهرها رحيل...لا هي...و لا خواتها...و هم دائما ما يردون عليها بس عشان أمهم اللي تترجاهم يسكتون عنها...و لا يكبرون مشكله توصل لأبوهم...و تضايقه...


••


••


••


بعد لحظات...دخلت عليها أختها الكبيره بدور...


مها تلتفت عليها بضيق= شفتي وش سوت بنت عمك المغروره؟
بدور تتنهد بضيق= تصدقين احس صرت أكرهها
مها بقهر= توك تفكرين تكرهينها؟ أنا صرت استخسر كل هالأيام اللي ضيعناها نحاول نتقرب منها فيهن..نحاول نعاملها مثل أختنا..لكن هي حقوده و حسوده و مغروره و قلبها أسود..و ما تحب أحد
بدور= مادري كيف مستحمله نفسها! و لا كيف مستحمله هالحياة اللي هي عايشتها...و ليه تكرهنا كذا؟
مها= اسكتي بدور الله يعافيك مالي خلق اسمع شي عنها
بدور= أبوي يقول لاتزعلين هو بيوصلك الكليه اليوم و تمرين أي محل تآخذين اللي تبين
مها بإستغراب= عرف؟
بدور= لا دخل المطبخ و شاف سانتي تنظف الحلى..بس أمي قالت إنه طاح منها و إنك زعلتي


••


••


••


في الحوش...جلست رحيل بمكان بعيد...تنتظرهم يروحون عشان تدخل تفطر...ما كانت تحب تشوف أي وحده فيهم...و لا تشوف جمعتهم مع بعض...
لكنها شافت هناء...و أحمد اللي كانوا في المرحله الإبتدائيه...


طالعتهم بكره...و ضيق...مثل ما تكره خواتهم تكرههم حتى هم...تكره هالبيت باللي فيه...
كانوا واقفين يطالعونها بخوف و يتهامسون...و هي بكل غيض...أخذت من الحصى اللي تحتها و رمتها عليهم بقوه...و هم اهربوا منها بسرعه...




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


وصلت حياة للكليه...و راحت للمكان اللي تجلس فيه مع صديقاتها...ابتسمت و هي تقرب من عندهم...و التفتوا عليها...


حياة= صباح الخير
الكل= صباح النور
حياة تجلس= يا سلام على ريحة القهوه..صبوا لي
لينا تمد لها الفنجال= من عيوني كم حياة عندنا؟
هنادي تتصنع الزعل= والله من تجي حياة تطنشين العالم أنتي..خساره الأيام اللي ضفيناك فيها بالثانوي..صح نوال
لينا بإبتسامه= طبعا هاذي حيوته..صديقة الطفوله..الله يبارك بالفن اللي جمعنا
حياة تبتسم بحب= خلاص عاد لا تتغزلين فيني..ترى تطردنا نوال و هنادي من الجلسه
لينا تضحك= دام أنا جايبه القهوه اليوم ما علي منهم..ماراح يذلونا فيها كالعاده
هنادي= من زينك أنتي و بنت جيرانك سابقا...اشبعي فيها...نوالوه ليه ساكته دافعي عن حقوقنا المهدوره
نوال= دام المدح بحياة خليها تآخذ راحتها..تستاهل حياة و أكثر
حياة تلعب حواجبها لهنادي= تسلمين يا قلبي..لو بعض الناس بس تآخذ من هالذوق شوي
هنادي= الظاهر بأحبك معهم اريح
حياة تضحك= غصب عليك تحبيني
هنادي= طبعا و مين ما يحب الأم الحنون لكل نساء العالم
حياة تطالع ساعتها= تأخرنا ماراح تقومون
هنادي= و أنتي على بالك المدح اللي قبل شوي فيك لله..ما عندنا محاضره و يبونك ما تحضرين و تجلسين معنا
حياة توقف= لا ما أقدر..اليوم تسليم اللوحه...(تشوف من بعيد) يله هاذي أريج و شمس ينتظروني


أخذت لوحتها...و راحت لهم...البنات اللي كانوا زميلاتها في الشعبه اللي كانت غير شعبة صديقاتها...و لهالسبب بعض محاضراتهم ما تكون مع بعض...


لينا تطالعها و هي معهم= مادري ليه ما يعجبوني هالبنات!
هنادي= ليه اللف و الدوران..قولي لأنهم يكلمون شباب و لهم علاقات
لينا= استغفر الله مابي اظلم أحد
هنادي= وش ظلمه؟ هذا الصدق..يعني مو واضحه حركاتهم؟ الوحده الجوال ما ينزل من اذنها و منزويه لحالها ساعات و بس تكركر و تتمايع
لينا= ولو مابي احط بذمتي
نوال= هنادي معها حق يا لينا..هالشي واضح...مادري كيف حياة بالذات تمشي مع أحد كذا؟
هنادي بشك= تتوقعون تكلم مثلهم؟
لينا بعصبيه= نوال! أنتي وش فيك اليوم؟ حياة مستحيل تسوي هالشي
نوال= أصلا حياة تكره الرجال..كيف تبينها تتحمل هالنوعيه منهم عاد؟
هنادي= بسم الله وش فيكم هبيتوا فيني؟ يعني أنا اتهمها؟ أنا اخاف كل ما اشوفها معهم..و يخطر في بالي هالشي..بس غريبه جلستها معهم


سكتت لينا تفكر بكلام هنادي...(فعلا غريب إن حياة تجلس مع هالأشكال؟ معقول ما تدري إنهم يكلمون؟ لا حياة مو غبيه لهالدرجه.....بس حياة مستحيل تكون تكلم معهم)


تذكرت من سنين يوم كانوا صغار...كيف كانت حياة ما تطيق أي رجل...و تتحاشى أي تعامل معهم...حتى أبوها بالأخص كان تعاملها معه بارد...
و بعد ما سمعت لينا من الجيران اللي يسويه...عرفت السبب...و بعد فضيحته ذيك الليله و اللي سواه...عرفت إن هالجرح بيبقى داخل حياة للأبد...

و كان توقعها صح...بعد ما التقوا بعد ثلاث سنين من فراقها لحياة...من ذيك الليله اللي أخذها فيها عمها...و لا عاد شافتها...
قابلتها صدفه في أول يوم من هالسنه...أول ما دخلت للكليه...و كانت فرحتها كبيره و هي تجتمع بصديقة طفولتها...لكن حياة كانت غير عن ذيك البنت اللي عرفتها...


ما شافت ذيك البنت الحزينه...الضعيفه...المتردده...الخايفه....


شافتها قويه...واثقه...غامضه...مع إنها احيانا ترجع بلحظات ذيك البنت...و هالشي اللي أكد لها إن الجرح اللي سببه أبوها للحين ما برى...




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••




في مدرستها...وقفت في غرفة المديره...تلعب بأصابعها...و نظراتها في الأرض...لأنها متأكده إن نظرة المديره مركزه عليها...
بعد لحظه...وصلها صوت المديره...


المديره= و بعدين يعني يا رجوى؟ كم مره عطيتك إنذار عن هالسرقه؟


رفعت رجوى راسها...و عدلت نظارتها الطبيه المستطيله بإطارها الأسود النحيف...


رجوى بلا مبالاه= مو أنا اللي سرقت هالمره..مو عشاني بهالسنه سرقت ثلاث مرات بس..خلاص كل سرقه بتقولون أنا!..استاذه لطيفه ترى كذا الحراميه اللي في المدرسه بيأخذون راحتهم..يسرقون و أنا اللي اتورط


طالعتها المديره بقهر...


المديره= روحي اللحين لفصلك
رجوى تبتسم= إن شاء الله استاذه لطيفه


و هي طالعه...شافت الوكيله تدخل...و ابتسمت لها بمبالغه...(كملت..اجتمعوا بلوط و علقم)


دخلت الوكيله...و جلست و هي تتنهد...


الوكيله= وش سويتي معها؟
المديره= تقول مو هي
الوكيله= و صدقتيها؟
المديره= للحين ما عندي دليل عليها..ما أقدر أقول لها غصب أنتي اللي سرقتي..و هي ما أحد شافها..و لا مسكنا المسروقات معها
الوكيله= بس هي دائما تسرق
المديره= ما أبي اظلمها خليني اتأكد أول
الوكيله= و الله أنتي معطيه هالبنت وجه..المفروض اللي مثلها ما تجلس في هالمدرسه ساعه وحده
المديره= استحملناها سنتين..اللحين هي بثالث كلها شهور و تتخرج و نرتاح....مابي أدمر مستقبلها
الوكيله بإستهزاء= و عاد وش هالمستقبل لهالأشكال؟!
المديره= الغلط مو منها..الغلط من أهلها..مرة أبوها و مثل ما شفتي يوم طلبنا منها تحضر..إنسانه بدون شخصيه و ما تحل و لا تربط..و أبوها إنسان ما عنده ضمير عادي لو فصلنا بنته و مو مهتم تكمل دراسه أو لا




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••




كانت أم أحمد مع الخدامه تجهز الغداء...و شافتها تدخل المطبخ بصمت...و راحت تصب لها كاس ماء و تشربه...بدون ما تقولها أي كلمه و كأنها مو شايفتها...و لا كأنها قبل ساعات سوت شي...كالعاده...يا عايشه عالمها لحالها...يا تتكلم و تقلب الدنيا عليهم...(الله يعيننا عليك)


أم أحمد تتنهد= رحيل تبين فطور؟
رحيل بدون تلتفت عليها= إذا بغيت أكلت..ماراح أشاورك


تركتها و طلعت...جلست في الصاله لحالها... تمددت على الكنب و غمضت عيونها...حطت يدها على قلبها...و هي تتذكر كلام حياة و رجوى...كانوا دائما يحطون يديهم على قلبها...يقولون نبي نتأكد لو كنتي حيه فعلا...أو ميته...


قلبها كان ينبض...بس هاذي الوظيفه الوحيده اللي كان يسويها من يوم عرفته...
عمرها ما حست فيه...بحب...أو فرح...
كل اللي تعرف تحسه...الحقد...و الكره...و الغضب...هاذي المشاعر اللي رافقتها من سنين...و ما تظن إنها بتعرف غيرهن...


ما كانت تهتم لأي أحد...أو أي شي...حتى نفسها...و دراستها اللي تركتها لأنها مو مهتمه لا بحاضر...و لا بمستقبل...
لها سنه تاركه الدراسه...من يوم تخرجت من الثانويه و هي ما تطلع من هالبيت...إلا لبيت جدتها...
و لا تشوف أي أحد...و لا تعرف أي شي...و لا تروح لأي مكان...




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••




في المحاضره...كانت الأستاذه تشرح...


أريج بهمس= حياة معي رقم واحد ينفع لك..تبينه؟
حياة= و ليه ينفع لي؟
أريج= وقح و ما يستحي و شايف نفسه و مو مصدق..تكفين أبيك تأدبينه لي
حياة= خلاص عطيني رقمه


طلعت حياة جوالها السري...اللي تخبيه بجيب تنورتها...و اللي ما يعرف بوجوده غير أريج و شمس لأنهم هم اللي جايبينهه لها مع الرقم...و سجلت رقمه...


••


••


••


طلعت حياة و أريج من المحاضره بدري...


شمس= تعالي ندق على متعب اللحين..أبي اسمع كيف تهزأينه
حياة بملل= لا مو طايقه اسمع صوته اللحين
شمس= وش فيك حياة؟ اليوم مالك خلق
حياة= احس بكسل يمكن لأني ما نمت أمس


مشوا شوي...بس سمعوا وحده من زميلاتهم تناديها...


لما= حياة
حياة توقف= نعم
لما= الله يخليك..تعطيني مذكرتك ما كتبت الأسئله اللي قالتها
حياة تمدها لها= ايه تفضلي
لما= الله يرحم والديك


حياة تطالعها بقهر...و تآخذ مذكرتها و تروح...و لما تطالعها مصدومه...و تلتفت على أريج اللي انحرجت منها...


لما بإستغراب= وش فيها؟
أريج= ا لا بس..يمكن..هي أهلها متوفين و تتأثر من طاريهم
لما بإحراج= يا عمري..والله ما قصدت
أريج تعطيها مذكرتها= أنا كاتبه الأسئله
لما= مشكوره و اعتذري لي من حياة
أريج= لا عادي بتنسى..بس لا تجيبين لها هالطاري مره ثانيه


تركتها و راحت...و أريج تفكر بإستغراب...(أموت و أعرف سالفة حياة هي و أهلها اللي يقلبها ذكرهم..ليه تتأثر لهالدرجه؟ بس مين يقدر يسألها؟ حياة غريبه حتى و هي تكلم..مادري ليه تكلم و هي ما تنبسط مع اللي تكلمهم..و لا تطيقهم..بس تطلع حرتها فيهم....بس ليه تكره الرجال؟ أكيد صاير لها شي)


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••




بعد ما طلعت رجوى من غرفة المديره...و هي في هالمره لبست وجه البراءه و اقنعتهم بكذبتها...لأنهم ما مسكوا عليها أي دليل...


نزلت الدرج و هي تشوف نظرات بنتين من فصلها...تعرف إنهم يكرهونها...قابلوها و هم بيطلعون الدرج...


كانوا يطالعونها بإستهزاء و إستحقار...من مريولها اللي كانت الخيوط طالعه من كل قطعه فيه...لونه الباهت من إستعمال السنين اللي راحت...و شعرها المتموج بفوضه و مربوط بإهمال بإيشارب...و خصلات كثيره طايره منه بدون ترتيب...تدل على إنها ما كلفت نفسها ترتبه أبدا...


كانت بآخر الدرج بتنزل...و هم بأوله ناوين يطلعون فوق...قبل تطير عليهم الشبشب اللي لابسته...بعدوا بسرعه و هم يصرخون...قبل تتكلم وحده منهم بغيض...


شذى= وجع! قلة أدب..صدق ما تربيتي
رجوى تشهق و هي تنزل= كيف عرفتي؟ شكلك مصوره وثائقي لحياتي
شذى بقرف= إيه و عنوانه اضحك مع غير البشر
رجوى توصل عندهم و تلبس شبشبها= صح لأن اللي مصورته حمار


تعدتهم و هي تضحك...و ما همها كلام شذى اللي كانت منقرفه منها...و كلها غيض...


شذى= وش أقول سراقه و ما ينشره عليك!!


وقفت رجوى...و التفتت تطالعهم بإنكسار و حزن...مسكت قلبها و هي تتأوه...


رجوى بإنكسار مبالغ فيه= لا يا ربي..قلبي..قلبي بأموت...تأثرت..لا لا كرهت نفسي..لا لا بأروح انتحر


ضحكت بصوت عالي و راحت عنهم و هي تغني...


رجوى= اللي يبي درب السلامة يدله..و اللي يبي درب الشر ياطا ثوبي


بعد ما اختفت عنهم...


شذى= الله ياخذها سخيفه و حقيره بنت الفقر هاذي

نور= و أنتي وش عليك منها! تنزلين نفسك لمستواها
شذى بقهر= اللي رافع ضغطي على شكلها و لبسها و سمعتها اللي مثل الزفت فيه كثير يحبونها حتى بعض المدرسات مهما تسوي مستحيل يزعلون منها
نور= كفوهم هالأشكال..بس أنتي لا تحتكين فيها هاذي ممكن تسوي أي شي ما سمعتيها تهددك



••


••


••


راحت رجوى لصديقاتها الأربع...


رنا= وش حكموا عليك؟
رجوى= برائه
سلمى و تهاني= كللللوش
رجوى= يله اعزموني بهالمناسبه
مي= تكفين..مو محتاجين مناسبه كل يوم و حنا عازمينكم
رجوى= مو من خيرك
مي= أجل خير مين؟؟
رجوى= خير أبوك..يعني لو بغى هو اللي يجي يذلني مو أنتي...(و تمد لها لسانها)
مي= أنا أبي افهم مين اللي قال اطعم الفم تستحي العين..أنا من يوم عرفتك أزغطك ما شفته بان بعينك
رجوى بإستهبال= يعني تبين فسحة كل هالسنين تبان بعيوني! انعمي كيف اشوف




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••



كانت رحيل على جلستها في الصاله من ساعات...تحس بضيق و ملل مو عارفه كيف للحين ما قتلها...


شافت هناء تدخل للصاله توها جايه من مدرستها...و ارتبكت يوم شافتها...


رحيل بغموض= هناء تبيني أموت؟
هناء انصدمت= هاه
رحيل= اسألك لو مت أنا..وش بتسوين؟
هناء بإرتباك= مادري!
رحيل توقف= أنا أقولك..بتفرحين أنتي و أهلك..و بتنسوني و تعيشون حياتكم..ذبحتوني و أنا حيه و ما اهتميتم..ليه بأهمكم بعد ما تذبحوني صدق و ترتاحون مني


تركتها هناء...و ركضت لفوق...و دخلت لغرفة أمها...


أم أحمد= هناء! وش فيك؟
هناء= يمه لو ماتت رحيل بتزعلين؟
أم أحمد بعصبيه= وش فيك تفاولين على البنت؟
هناء= هي تقول لو تموت أنتم بتفرحون
أم أحمد تتنهد= استغفرالله العظيم! ما عليك منها..هي ما تقصد اللي تقوله..بس عشانها معصبه




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••




كانت حياة تلبس عبايتها بتطلع من الكليه...و لينا واقفه معها...و كل شوي تطالعها...


حياة تبتسم= وش عندك؟ قولي اللي تبين تقولينه
لينا= و كيف عرفتي؟
حياة= هاذي عشرة عمر
لينا= و دامها عشرة عمر..أمون عليك أقول لك شي؟
حياة= تمونين و نص..كان ليونه ما تمون مين اللي يمون بس
لينا= أريج و شمس
حياة= وش فيهم؟
لينا= مو مرتاحه و أنتي تمشين معهم
حياة بهدؤ= ليه؟
لينا بتردد= مادري...بس..بس..حركاتهم و ....
حياة= لينا يا قلبي..هم زميلات دراسه و بس..اللي تشكين إنهم يسونه أنا مالي شغل فيه..هم مو صديقاتي و أنا ما اجلس اسولف معهم ساعه على بعضها


تنهدت لينا بإرتياح و ابتسمت لها بإعتذار...و حياة تطالعها بحب...(اعذريني يا لينا بكذبي عليك..بس أدري لو بأقولك اللي اسويه بتنصدمين..و ماراح تقتنعين بأسبابي)




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

طلعت رجوى من المدرسه...مع البنات اللي كانت تمشي معهم...و يوصولون لبيوتهم وحده ورى الثانيه و بعدها هي تكمل المشوار لحالها...تحت الشمس الحاره...في الشوارع الشبه فاضيه...لأن الكل رجع لبيته من بدري...


نقصوا البنات اللي معها...و ما بقت غير هدى...آخر بنت تتركها...و اللي كانت بأولى ثانوي بس تعرفت عليها و هي تمشي في الشارع...


رجوى= تعرفين نور و شذى قد شفتك تكلمينهم؟
هدى= إيه شذى بنت جيراننا
رجوى بفرح= والله! ما عمري شفتها تمشي
هدى بحسد= حسره علينا تحسبينها مثلنا عندهم سواق
رجوى= و ليه ما تروحين معها؟
هدى= هي ما عرضت علي و أنا استحي أطلب منها
رجوى= يا خبله الحياء يمنع الرزق
هدى تضحك= أصلا وناسه المشي الصبح بس المشكله بهالظهر و الشمس و الحر..و الله مادري كيف تمشين بعدي ربع ساعه؟
رجوى= ما تدرين يمكن من كثر ما تضرب هالشمس في روسنا تطلع فكيرات خطيره
هدى تضحك= و الله ماراح نحصل إلا حراره و صداع...يله هاذي لفة بيتنا..مع السلامه
رجوى= طيري يا حمامه


راحت عنها...و كملت رجوى طريقها لحالها...و هي تكبر في بالها فكرة الإنتقام من شذى...(يله المدرسه صايره ملل..خلينا نتسلى ببنت الشهبندر)


وصلت للبقاله اللي دائما تشتري منها...و دخلت...


رجوى= سلامو أليكم شاهد
شاهد= و أليكم سلام بنت


راحت لآخر البقاله...لثلاجة البيبسي...فتحت شنطتها و أخذت لها سبرايت و بيبسي و حطتهن فيها و سكرتها...بعدين أخذت لها آيس كريم و راحت تحاسب عليه...


رجوى= كم هذا شاهد؟
شاهد= ثنين ريال


عطته فلوسه و راحت...و هي تتصبر بالآيسكريم و السبرايت...حست بطنها بينفجر...و ما اشتهت البيبسي...


وقفت و انرسمت على شفايفها إبتسامة خبث...و هي تشوف السياره الفخمه...و اللي كانت تلمع تحت أشعة الشمس...رجت العلبه بقوه...و فتحتها قدام السياره...و هي تحركها بسرعه...لين امتلت بيبسي...


مشت بسرعه و طلعت من الحاره و هي تضحك...(يمه! تحولت..صرت حمارة القايله من كثر ما امشي بهالشموس..احس لو بأشوف بزران اللحين بآكلهم....و الله صح! اللحين لحم الإنسان مثل الدجاج أو مثل اللحم.....بس يستاهلون لازم أحد يدفع ثمن الحر اللي احس فيه)


كانت تمشي...و أفكارها السخيفه تجيبها و توديها...ما كانت تتكلم بجد...حتى بينها و بين نفسها...


حست بسياره تمشي وراها...و مشت مطنشتها...لكن صوته وصل لها بعد ما صار يمشي جنبها...


الشاب= ليه ما تركبين معي أوصلك..و الله حرام تذوبين من الشمس
رجوى بإستهزاء= ليه قالوا لك سكر
الشاب= ايه و مو أي سكر..سكر نواعم يعني انعم من الناعم...(و يضحك لحاله)
رجوى= انتبه أجل لا تجيك غيبوبة سكر من كثر ما تشوفني
الشاب يضحك= أموت بخفة الدم
رجوى= و أنا استحقر خفة العقل
الشاب= لا و لسانها شكله طويل
رجوى= و أنت شكل خبالك أطول..وش رأيك تنقلع من قدامي أو ارسملك شبكة عنكبوت على زجاج سيارتك
الشاب= يا الله فنانه!
رجوى= ايه تبي تاخذ لك لوحه


و وقفت تأخذ حصاة كبيره و تستعد بترميها عليه..لكنه بسرعه مشى و تركها..ضحكت بنصر..و قالت باللهجه المصريه..


رجوى= ناس تخاف ما تختشيش




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••




كانت جالسه تتغدى لحالها قبل يجون بنات عمها...لكنها كانت تآكل شوي...و تسرح كثير...بالفراغ...
لأن ما عندها أي شي تفكر فيه...غير كرهها اللي ملأ قلبها...و تعبها...


دخل عمها...و وقف قريب عندها...


أبوأحمد= هلا برحيل..زين شفتك..صارلك يومين مختفيه
رحيل تطالعه بسخريه= ........
أبوأحمد= وش أخبارك؟ ناقصك شي؟
رحيل تقوم= لا..بأروح أنام


تركته و طلعت فوق...(كل ما اشوفهم كيف مسوين نفسهم طيبين و مهتمين فيني يزيد كرهي لهم..ليه التمثيل؟ ليه ما يقولون بوجهي إني عاله ثقيله عليهم!)




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••




كانت الساعه خمس إلا ربع...و هي في غرفتها...قافله على نفسها من بعد الغداء...و الكل يحسبها نايمه...
لكنها كانت تكلم في آخر غرفتها و بصوت واطي...زاد من عذوبة صوتها و سحره...شافت ساعتها...و بسرعه سكرت منه...


حياة بقرف= مالت عليك..قال إيش؟ قال إدعيلي..عساه آخر أيامك اليوم


••


••


••


في الصاله...جلست أم فايز و زوجها...اللي ينتظر حياة عشان يوديها المكتبه...مثل ما اتفقوا خمس العصر...


أبوفايز= وين راحت؟ كل هذا تلبس..وراي شغل
أم فايز= تو الناس اللحين تجي....هاذي هي نزلت


أبوفايز يلتفت لحياة و بعصبيه= بدري!
حياة= هذا هو وقتنا اللي اتفقنا عليه..لو كان عندك شي كان قلت لي قبل
أبو فايز بغيض= هذا اللي ناقص آخذ الإذن منك يله قدامي بس
أم فايز تتدخل= الله يهديك يا أبو فايز حياة ما تقصد


كلهم سكتوا و ما ردوا عليها...لكن حياة كانت تطالع عمها بكره و هو يصد و يروح...


كان بيطلع...لكنه شاف ولاء جايه تركض و لابسه عبايتها...و قف...


أبوفايز بعصبيه= وين أنتي بعد؟
ولاء= يبه توها صديقتي دقت و تقول مطلوب مننا أغراض لبكره لازم أروح أجيبها
أبوفايز= قوليها لحياة و تجيبها..مو لازم تتمشون كلكم في المكتبه
ولاء بخوف= يبه أخاف ما تعرف اللي طالبته المدرسه
أم فايز= خلاص يا أبو فايز الله يهديك خلهم يروحون يجيبون أغراضهم
أبوفايز بضيق= يله امشوا


طالعت حياة ولاء بإبتسامة نصر...و ردتها عليها...و راحوا مع بعض...


حياة بهمس= شفتي قلت لك بتمشي عليه
ولاء= والله مت خوف لا يصرخ بوجهي و يكشفني


طلعوا من البيت...و شافوا فايز واقف عند السياره ينتظرهم...


حياة= هذا كلب الحراسه ينتظرنا


ركبوا في السياره...و مشوا في صمت...إلا من كلام فايز لأبوه...
كالعاده...ما فيه بينهم أي نقاش...إلا إن كان يهاوشهم على شي...عشان كذا أصرت حياة على ولاء تخترع سالفة الأغراض...أهم شي ما تروح معهم لحالها...


••


••


••


وصلوا للمكتبه...و نزلت حياة و ولاء مع فايز عشان يأخذون أغراضهم...بعد ما أخذ فايز...قائمة التوصيات من أبوه...اللي هدد حياة و ولاء إنهم يسمعون اللي يقوله...
رغم صغر سنه...إلا إنه كان يثق فيه أكثر منهم...طبعا...لأنه ولد و هم بنات...


راحت حياة لقسم الألوان...و بدت تدور على اللي تبيه...و فايز يدور معهم...و كل شوي يتهاوشون على شي...


حياة= لو سمحت أبي ورق كانسون
البائع= كم مقاسه؟
حياة= أكبر مقاس عندك


التفتوا شباب كانوا قريبين منهم...أول ما سمعوا صوت حياة...اللي كان مثل النغم العذب...مليان إغراء و أنوثه...مهما حاولت تخفيه و تتكلم بجديه...إلا إن اللي يسمعها...يحس إنها تدلع كل حرف ينطقه لسانها...
صاروا يتهامسون و عيونهم ما نزلت عنها...


حياة ما كانت منتبهه لهم...و مشغوله بأغراضها...لكن فايز شافهم و انقهر...


فايز يهمس لها بقهر= مو أقولك عدلي هالصوت و لا تتمايعين!
حياة= اسكت ترى مو رايقه لك
فايز= لا تتكلمين مره ثانيه..إذا بغيتي شي قوليه لي و أنا بأسأل لك عنه
حياة= ليه قالوا لك بكماء!
ولاء تهمس لها= شوفي الشباب اللي هناك يطالعون فيك من تكلمتي


تأففت حياة بقهر...و هي تسمع تهديد فايز...


فايز= إن سمعت صوتك مره ثانيه بأقول لأبوي...يله خلصوا أغراضكم خلونا نطلع


راحت حياة عن المكان و بعدت عنهم...و بكل قهر سوت اللي يقول لها فايز...عشان ما يقول لأبوه...و يفتح لهم محاضره طويله...تتهزأ هي فيها...و معها مرة عمها و بناتها...




••-------•?••?•{N}•?••?•--------••