عنوان الموضوع : لمار في مكان ما!!بقلم/أم عبد الملك..كامله رواية رائعة
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت اليوم أني أنزلكم روايه جديدة بعنوان لمارفي مكان ما
وهذي أول رواية أنزلها أتمنى أنها تعجبكم
أتركم مع القصة

الجزء الأول...

في مكان ما..بقلم/أم عبد الملك

وفي أحد الحدائق المجانبة لشارع يضج بالحركة في ضوء النهار..

تقف طفلة ذات اثنا عشر عاما

طفلة جميلة بملامح شرقية

عينان سوداوان واسعتان

وأنف عربي شامخ

وفم وردي منقبض

ينسدل على كتفيها شعر كستنائي كثيف يصل إلى منتصف ظهرها

يحيط شعرها بوجهها الدائري الطفولي فكأنها هالة نور تشع بالبراءة والطهر

تقف وهي تلبس فستانا رقيقا إلى منتصف ساقيها

وأكمامها بالكاد تغطي ساعديها

وتنتعل في قديها الرقيقتين صندل ذي حبلين متضاربين

تقف وعيناها مشدودتان للمنظر من حولها

؟ ما هذا؟

هل أنا في حلم

من الذي أتى بي إلى هنا؟؟

00000000000000000000000000

تنفض ثيابها .. فقد كانت نائمة على أحد كراسي الحديقة المطلة على الميدان المزدحم بالناس

تخطو خطوات نحو الشارع فالحديقة عامة ولا يفصلها عن الشارع سوى بعض شجيرات بعضها مرتفع والآخر قصير

تصل إلى الرصيف بينما لسعة من برودها تلمس كتفيها ، فتضم يديها إلى صدرها وتنظر إلى الشارع أمامها

غريب ... كل شيء هنا غريب!!

السيارات لا تحمل لوحات لبلدي والمباني أيضا تختلف.. حتى الناس هناك مختلفون ... أين الملابس العربية؟

الرجال بملابس غربية والنساء كاشفات .. وأيضا هن غربيات ولسن عربيات !

كيف تغير المكان ؟

ما الذي أتى بي إلى هنا ؟

تدفعها التساؤلات لتندفع هي للبحث عن اللغز المحير !

تمشي على الرصيف لا تعرف لها وجهة أو مكان تأوي إليه

تندفع هذه الطفلة الصغيرة لتصل إلى شارع ذي محال تجارية ويتزاحم الناس أمامها

لعله سوق .. تدخل بين الناس تبحث عن شيء لا تدري ما هو ؟

لعله دليل أو شخص يخبرها كيف جاءت هنا

طفلة تائهة في شوارع مدينة لا تعلم أين موقعها من العالم

وجوه الناس وبشرتهم البيضاء والشعر الملون ما بين أشقر وبني وأحمر وأسود تشي بأنها مدينة في أوروبا أو أمريكا

ينظر إليها رجل ربما في الخمسين من عمره ويتكلم بلغة غير مفهومة .. ثم يسألها مشيرا إلى ملابسها ولكنها لم تفهم شيئا

فهي لا تعرف غير العربية

وأنى لها أن تعرف لغة ذلك الرجل أو مدينته ؟؟

انصرف الرجل بينما تصغي بأذنيها للغة يتكلمها هؤلاء البشر لا تفقه منها حرفا واحدا

حتى هذه الكلمات المكتوبة على واجهات المحلات التجارية لغة غريبة .. قد تكون انجليزية وقد تكون لغة تشبهها

حتى اللغة الانجليزية لا تعرف منها سوى بضع كلمات مثل يس ونو ونيم هواريو التي تعلمتها في المدرسة

اللوحات في الشارع والإعلانات لا يوجد فيها حرف واحد مفهوم

0000000000000000000000000000

أتى المساء وهذه الطفلة تهيم وتهيم على وجهها

وتسير على غير هدى والهواء البارد يلفح جبينها ليطير بعض الخصلات من شعرها

وتمسك عضديها بيديها من البرد

تمشي وهي تنتفض

ولا مئونة معها ولا شيء يدفئها

بدأ الظلام الحالك يكسو المدينة التي سكنت لتنام

بينما هذه الطفلة الصغيرة لا تستطيع النوم

وخلت الشوارع إلا من بعض السيارات الصغيرة

تعبت من المشي المتواصل ومن الهواء البارد

ومن الجوع القارص

ولا تدري ماذا تفعل

صارت تبحث عن أي شيء يؤكل أو شيء يغطيها عن البرد

ولا شيء سوى الأرصفة والمباني والمحال التجارية

شاهدت هناك بين بعض البيوت الساكنة قطعة خضراء وفيها أشجار وبجانبها مبنى أثري قديم

وصلت إلى جدار المبنى الحجري والتصقت في منعطف منه وأرخت رأسها الصغير والذي لم يعد يقو على التفكير بسبب التعب والجوع والبرد

نامت نوما أشبه بالإغماء منه بالنوم

000000000000000000000000000000 0

في الصبح تدغدغها الشمس بدفئها وبنورها

تصحو لتجد عاملا يكنس المكان بالقرب منها ، وعندما شاهدها مفتحة العينين أتى يجر مكنسته ويلقي عليها بعض الأسئلة

وهي لا تفقه حرفا مما يقول

يشير إليها ثم يلوي يده مستفهما ويردد بعض الكلمات وهي لا تعرف كيف ترد عليه


اقترب منها وأخذ يتكلم ويستجديها أن ترد عليه

قالت : ما أدري وش تقول .. أنا ما أفهمك .. وما أدري وش اللي جابني هنا

نظر إليها مندهشا وكأنه اكتشف شيئا .. نعم اكتشف أن هذه الطفلة لا تتكلم بلغته .. إذن كيف يتفاهم معها

لم يكن جنس هذا العامل ممن يميلون للمساعدة ولكن حبه للأطفال وجمال هذه الطفلة بالذات جعلاه يعرض عليها مساعدته

ولكن ... كيف يتفاهم معها ؟؟

نظر إليها وقد ازرقت أطرافها من برد البارحة رغم أنهم في أشهر الصيف !

ونظر إلى ثيابها الخفيفة

وشفتيها المتيبستين

فعرف أنها عانت الأمرين الجوع والبرد

الطفلة تكلم بلغة غريبة .. أول مرة يسمعها ولا يكاد يفهم منها شيئا

أشارت إلى بطنها وإلى جسمها

ففهم ما أرادت

كانت تقول: على الأقل جب لي شيء آكله وشيء يدفيني ... تعذبت البارح ما أدري وين أروح

لم يرد عليها وإنما وقف .. لا يدري ماذا يقرر

ثم تذكر زوجته التي عاش معها ثلاثين سنة ورزقا بولد وبنت ماتت صغيرة في حادث غرق

وهذا الولد لقد كبر واستقل بنفسه فلم يعد يراه إلا مرة أو مرتين في السنة

ثم نظر إلى الطفلة المتقوقعة على نفسها في هذه الزاوية .. وتخيلها طفلته التي فقدها قبل عشرين عاما عندما كان عمرها سنتين فقط

لو أنها موجودة لكان عمرها الآن اثنين وعشرين عاما

مد يده للطفلة المسكينة فقامت معه لا تمانع شيئا

ومشى معها إلى خارج الحديقة الصغيرة

وسار في الشارع لينعطف يمينا ثم شمالا حيث يقع بيته المتواضع

يفتح الباب الذي يسبق الفناء الصغير المزروع ببعض النباتات والزهور ثم يصل إلى باب المنزل ويفتحه مناديا: ميري
ميري

تخرج امرأة تخطو نحو الخمسين من عمرها ولكنها بصحة جيدة وقوام رشيق ثم تتقدم نحو العامل الكهل الذي يقف في منتصف المكان ممسكا بيد الطفلة

ويبدآن بالكلام الذي ارتفعت حدته قليلا والطفلة العربية تقف بينهما لا تفهم شيئا

بينما يشير الرجل الكهل إليها ويكمل كلامه .. ثم يشير إلى ساعته ويخرج مغلقا الباب خلفه

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
هلا بك
اشكرك على الروايه
بس ماوضحتي اهي لك اولا
وراجعي قوانين القسم الله يسعدك

ولاتطولين بتنزيل البارتات
ولك كل الشكر

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
أهلين فيك
الرواية مو لي يعني مو أنا كاتبتها
بس حبيت أنقلها لكم
وأشكر لك إهتمامك وأنشاء الله ما أطول في التنزيل

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
مشكوره
نتظر الباقي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :
ربي يسعدك
تابعي بكون متابعك لك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :
أشكر لكم تفاعلكم
أنشاء الله الحين بنزل الجزء الثاني

الجزء الثاني...

تتقدم ميري من الطفلة

لتأخذ بيدها وتدلها على الحمام وتحضر لها منشفة

جلست ميري على الكرسي في الصالة المتسعة والتي يتربع على يمينها كنب ومكتبة فيها تلفاز تتوسطها نافذة كبيرة

وفي الجانب الآخر طاولة الطعام وبالقرب من الباب كرسيان بينهما طاولة مستديرة عليها شمعدان

في المقابل من باب المنزل هناك بهو صغير عليه غرفتان وباب متواري في ركن منه هو الحمام - أعزكم الله - وفي آخر البهو مطبخ صغير له باب خلفي
خرجت الطفلة من الحمام بعد أن استحمت ولبست ملابسها وهي تجفف شعرها

وتقدمت إلى وسط الصالة .. تنظر إلى السيدة لا تدري ماذا ستفعل بها؟؟

أشارت ميري إلى طبق من الخبز وبعض الجبن وكوب من الحليب وهي تتكلم بلغتها غير المفهومة

جلست إلى طبقها لتأكل وتسد جوعها ولما انتهت نظرت إليها ميري مبتسمة وأشارت إلى صدرها وقالت: ميري ... ميري
ثم أشارت إلى الباب حيث خرج زوجها وقالت ستوفيوس .. ستوفيوس

ثم أشارت إليها مستفهمة ...أي ما اسمك؟

فهمت الطفلة العربية فقالت: لمار
أعادت ميري الاسم وكررته كأنها تريد حفظه : لمار ... لمار

وصفقت بحيوية وكأنه تصفق للانتصار في التواصل مع هذه الطفلة الأجنبية

ارتاحت لمار عندما فهمت أن اسم السيدة ميري وأن السيدة عرفت اسمها

انتهت من وجبتها ثم أخذتها ميري لتتجول في المنزل وكأنه منزلها وتشير إلى الأشياء لتعلمها اسمها بلغتها

وأخذت لمار تردد خلفها باب طاولة كرسي نافذة

ثم أخذتها إلى غرفة مكدس فيها بعض الأثاث وفي جانب منها وضعت ميري مرتبة ثم غطتها بغطاء أبيض وأشارت إليها أن ارتاحي هنا

وجلبت لها لحافا دافئا

وتركت الباب مواربا

ضمت لمار لحافها الجديد واستلقت على فراشها وأغمضت عينيها

كأن طعام الإفطار أعاد لها ذاكرتها وفكرها وذكاءها

فأخذت تتذكر الأحداث غي الآونة الأخيرة

000000000000000000000000000000 0000000000000000000

كيف جاءت إلى هنا
أين أمها وأبوها وأخوتها؟

نعم تذكرت عندما ودعتهم في مطار المدينة لتسافر مع أخيها أحمد إلى الرياض لتزور بعض أقاربها ريثما يلحق بها والداها وبقية أخوتها في الغد

قبل أيام قليلة تسلمت شهادة النجاح من المرحلة الابتدائية حيث ستنتقل إلى المرحلة المتوسطة بعد ثلاثة أشهر

وفي اليوم التالي أقاموا هي وأخوتها وأبناء الجيران حفلة نجاح جميلة

تقاسموا فيها الحلوى والهدايا وكانت أحلى المفاجئات قدوم أخيها أحمد الذي يكبرها بسبع سنوات من الرياض حيث يدرس هناك

وبعد يومين عاد إلى الرياض ليصحب معه أخته بالطائرة

أبوها ودعها وداعا حارا وحزينا وكأنه لن يراها بعد ذلك

وركبا الطائرة صباحا ولكنها وبسبب السهر ليلا نامت في الطائرة وعليها ......

لا تدري كيف جاءت إلى هذا البلد الغريب؟

هل أخطأت الطائرة في مسيرها؟

هل اختطفت؟

وحتى لو حصل واحد من هذه الأمور .. أين أحمد؟؟

من المفترض أن يكون معها الآن ..!

هذا اللغز الكبير .. قدومها إلى هذه البلاد الغريبة واختفاء أخيها .. يحيرها فعلا !!

بقيت تفكر وتفكر حتى أتعبها التفكير

فجلست تتذكر أمها وأخوتها الصغار

رغم أن أمها تقسو عليها أحيانا إلا إنها تحبها وتشتاق إليها

ربما تقسو عليها لأنها الكبرى

أو لأنها كثيرة الحركة وتحب اللعب

أين أنت يا أمي الآن ؟ ... تعالي وسوف أطيعك في كل شيء

وسوف لن ألعب كثيرا

سوف أعتني بأخوتي

أبي .. حبيبي ... أين أنت؟؟

وفاضت من عينيها دموعا لتسيل على خديها المتوردين

وأخذت تبكي وتبكي فأبوها يحبها كثيرا ويضمها على صدره دائما ويفرحها بالهدايا والألعاب والملابس

يفضلها على أخوتها ويحقق لها كل ما تتمناه في هذه الدنيا

كيف هو الآن ؟ لا بد أنه سيجن عندما يعلم باختفائي في هذه البلاد البعيدة

ظلت تبكي إلى أن نامت ورأت في حلمها امرأة بملابس بيضاء على فراشها لم ترها قبل في حياتها
تقول لها أنت قريبة يا ابنتي ، لا تيأسي وابحثي عني

000000000000000000000000000000 000000000000000000000000000

انتبهت من نومها على صوت ميري التي تتكلم وهي تقف بجانبها وتشير إلى خارج الغرفة

ثم خرجت لمار لتجد العامل يجلس بجانب زوجته على طاولة الطعام التي يتوسطها الغداء ففهمت أنها نامت حتى وقت الغداء

فتوجهت إلى الحمام لتغسل وجهها

ثم تذكرت أمرا

لقد تذكرت الوضوء والصلاة

كيف لم تصل من الأمس ؟

وتذكرت أباها وهو يقول أهم شيء يا بنتي في الدنيا هي الصلاة .. ما يتوفق الإنسان في حياته وهو ما يصلي لربه واللي ما يصلي كافر .. إلخ النصائح التي ينصحها بها أبوها

وتذكرت أنها في مأزق وكربة ... ولن يفرج عنها هذه الكربة إلا الله ... فتوضأت ثم اتجهت إلى الغرفة لتأخذ الغطاء الأبيض رغم اتساعه وتلفه عليها لتصلي وعندما أرادت التوجه للقبلة حارت في أمرها فهي لا تعرف أين هي أصلا حتى تعرف القبلة ؟؟

وهؤلاء الذين تسكن عندهم بالتأكيد غير مسلمين

دارت حول نفسها مرتين ثم قررت أن تتجه إلى الوجهة التي ارتاحت لها وصلت

وأخذت تصلي الصلوات الفائتة

عندما تباطأت ميري لمار ذهبت إليها في غرفتها لتصدم بالأمر !

ماذا تفعل هذه الفتاة؟؟

وأسرعت إلى زوجها الذي جاء مسرعا ووقفا بالباب يتفرجان عليها

ويسألان بعضهما ماذا تفعل؟

قال ستوفيوس لزوجته : لابد أنها صلاة المسلمين

لقد رأيت مرة عندما سافرت إلى تركيا أناس مسلمون يصلون هكذا ونساؤهم يتحجبن هكذا

فردت ميري: إذن هذه الفتاة تركية مسلمة

هز كتفيه وقال: ربما

إنه لا يحب الأتراك ولا يحب المسلمين

وفوق هذا يجلب فتاة مسلمة إلى بيته؟؟

ماذا يفعل؟

هل يطردها؟

لا فهذا ليس من الذوق في شيء

ولمعت في رأسه فكرة

سينصرها

فهي لا تزال طفلة

وستساعده ميري في ذلك فهي متعصبة للكنيسة