عنوان الموضوع : روايه :عز الله ان حبي لك أكبر نقيصه..كامله فن الروايات
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

عز الله ان حبي لك أكبر نقيصه

السلام عليكم

انا بديت في قرآءة قصه روووعه حيل
حبيت انكم تشاركوني قرآآآآءتها وان شاء انها تعجبكم
مثل ما عجبتني






المقدمه

اذا كان العشق بوابة لامتهان الذات....
اذا كان العشق رحلة عذاب ماتنتهي....
اذا كان العشق قدم تدوس على الورد....
اذا كان العشق مجرد وسيلة للانتقام.....
اذا كان العشق كذبة اخترعناها بعقولناا....
اذا كان العشق هو سخرية القدر منا........
اذا كان العشق ذبابة مزعجه تدور حولنا....
اذا كن العشق الكاس الي امتلت بدموعنا.......
اذا كان العشق اللعبة الي انلعبت علينا.....
اذا كان العشق مثل نبات الصبار باشواكه....
اذا كان العشق بطعم المر والعلقم...


وقتها يكون اكبر نقيصه!!!

الفص 1ل


"تصادم...حياة في الجحيم...وخطط"


بين ربوع ايطاليا...وف قرية ساحرة الجمال...ومميزة من نوعهاا...ولهاا مناخ اكثر من رائع في معظم ايام السنة...
على حدود ميلانو...تقع هالقرية..وهي معروفة بطبيعتهاا الخلابة...حتى انهاا تنتج مياه نقية بنفس اسم القرية...
يتكلمون اهلهاا اللغة الفرنسية لكسر تعصب الايطاليين للغتهم الأم...ويندر انك تلاقي احد يستخدم الايطالية في ذيك القرية...









تأكدت من لبسهاا للمرة الرابعه...اليوم عندها موعد مهم...مو اي موعد..نقدر نقول موعد العمر..
اخيرا..وافقت مدام " لولا" انهاا تشوف تصاميمهاا...وتشوف اذا تناسب زباينهاا او لاا ...واذا اعجبتهاا راح تعرضهاا بالبوتيك حقهاا..وهذي فرصه رائعه لأن مدام لولا مو بسهولة توافق على اي مصمم...خصوصا ان البوتيك حقهاا معروف بتميزه ومايدخله غير الناس الشباع البطرانين...

"مارية"
العمر27سنة

مست تنورتهاا المقلمة البيج بخطوط رفيعه سودا ومزينه بكلفه دانتيل من أخرهاا ...وسكرت ازارير الجاكيت الاسود المخملي بحذر...
طالعت بشعرهاا الاشقر...وترددت وش تسوي فيه؟؟..وبالأخير قررت انهاا تخليه سايح مثل ماهو...والحمدالله انهاا لفت اطرافه امس بالمكر...
زينت عيونهاا بشوية ماسكرا شفافه...وحطت روج وردي باهت...وشالت شنطتهاا الصغيرة واخذت ملفهاا..وابتسمت مشجعه لنفسهاا في المراية...
قعدت تمثل شوي على روحهاا وهي تبتسم لنفسها ابتسامة واسعه
: بونجور مدام.."
تنهدت وهي تغمض عيونهاا وتشوف نفسهاا مصممة كبيرة تمشي على خشبة العرض وتحيي الناس اللي متلهفه عشان تشتري لو قطعه صغيرة من تصاميمهاا...
وبعد ماخصلت احلام اليقظه...قررت تطلع من غرفتهاا الصغيرة.... بعد ماخذت قبعتها المخملية السوداء اللي فيها شريطة معقودة على شكل فيونكة...
...فتحت باب الغرفة بحذر...وقفلته بسرعه...
اليوم دورهاا تسوي الفطور...واهي صراحه ماتبي اي روائح تلزق فيهاا...والمصيبة ان صاحبة البيت شديدة بقوانينها...ومن قوانينها ان الشغل يتوزع على كل المستأجرين..و" مارية" وحده من المستأجرين...
مشت على اطراف اصابعها..وهي تمر من قدام غرف النوم...وقامت تدعي بحرارة ان ماحد يشوفهاا وهي تتسلل بهالشكل المهين...
وصلت اخيرا للدرج..فأخذت نفس عميق...بس سمعت صوت باب ينفتح من وراها ...جمدت عن الحركة..لدرجة انهاا وقفت تنفسهاا...بس بالأخير كرامتها خلتهاا تلتفت عشان تشوف الشخص اللي واقف وراها...واللي مانطق حرف..
وابتسمت براحة وهي تشوف " كلاريسا" بنت صاحبة المنزل...."كلاريسا" طالعتهاا ببراءة الطفولة اللي شايلتها بقلبهاا اللي عمره ثلاث سنوات..وكانت ماسكه الباب وهي فاتحه فمهاا وبيدها الثانية شايله دبها البني...
راحت لهاا..."مارية" وشالتهاا وباستهاا بنعومة على خدهاا...ورجعت نزلت الدرج وهي ماسكتها وطبعا كانت تنزل بحذر عشان صوت كعبهاا العالي...
وصلت للدور الاول...وحمدت ربهاا انها ما شافت اي احد جالس...زين يمديها تطلع وترجع قبل ما يصحون بأذن الله...
جلست "كلاريسا" على كرسي مخصص لهاا...وسوت لهاا كورن فليكس بسرعه...وباستهاا على خدهاا ووعدتها تجيب لهاا حلاوة...
طلعت من البيت...وزادت من سرعة خطواتهاا وهي تطالع ل شبابيك البيت...شافت زوج صاحبة البيت" ايمانيول"
وحست بخوف وهي تشوف نظراته القذرة لهاا...وهو يدخن ببطء...ويبتسم لهاا..واسنانه القذرة الصفراء..تقززهاا وتحسسها بغثيان...
صدت عنه...ودخلت مع اول لفة تشوفهاا عشان تختصر الطريق...









طالع بواجهة المحل..واعجبته الشغلات الصغيرة اللي يعرضونهاا...كانوا عارضين اشياء فنية شكلهاا مرة مميز وغريب...واكثر شيء عجبه تماثيل السيراميك الصغيرة اللي قدامه...راح تعجب اخته "نورس"كثير...خصوصا انها مهووسة بجمع هالاشياء...

" سعود"
العمر33سنة

رجع شعره الطويل شوي ورى بعيد عن وجهه...وقرر يدخل المحل...اول مادخل المحل...تعالى صوت الأجراس الصغيرة فوق الباب..
وطلعت له صاحبة المحل من بين المرايا بشكل مفاجىء...كانت صاحبة المحل حرمه عجوز...مليانه مرة... ونظراتها حنونة..
ابتسم لهاا سعود بأدب..وهو يمشي بين الأغراض الكثيرة اللي موضوعة بشكل عشوائي..
كانت اغراض مختلفه ومجمعه بأي شكل...يعني اشياء مالها علاقة ببعض..لكن اشكالهاا غريبة...وواضح ان صاحبة المحل تجمع اغراضها من بلدان مختلفة..
مسك تمثال على شكل عروسه كبير حجمهاا..يمكن توصل تقريبا بحجم الكف...يعني عادة هالعرايس تكون مرة صغنونة.. وقام يقلبه بين كفوفه...كان شكله مرة غريب...الشعر الأسود الغجري..طريقة رسمة العين...استغرب..دايم هالعرايس تكون شقر وعيونهاا ملونة...فقرر يسولف مع صاحبة المحل شوي ويسألهاا عنه...بس قبل لا يتكلم..تكلمت هي وقالت بصوتهاا المرتعش شوي وبالفرنسية
: هالقطعه فريدة مرة..ومن حسن حظك انك شفتهاا..لأني اليوم بس قررت ابيعهاا..مع اني لي فترة مشتريتهاا من الصين.."
سأل سعود ب اهتمام
: وش سر اهميتها؟؟"
ردت وهي تقرب منه وتمسك القطعه بحذر
: يقولون تجلب الحظ الحسن...لذا ماكنت احب اني ابيعهاا..بعدين جمالهاا يخليني ارجع واعيد النظر فيهاا كثير...لذا كنت مخليتهاا زينة في بيتي...."
سعود وهو يبتسم باستخفاف
: اهاا..بكم بتبيعينهاا علي؟؟"
ورجع اخذ منهاا العروسة وهو عارف انها راح ترفع السعر مرة
قالت العجوز بلا مبالاة مبلغ كبير مرة بالنسبة لسعر هالقطع...وصدت عنه...
ما خالفهاا سعود..لأنه متعود يدفع في بلده بدون مايكاسر...ومع انه عارف انهاا قاعده تضحك عليه من جواتهاا..اعطاهاا المبلغ..وشال العروسة...بس قبل لا تعطيهاا اياه...اخذتهاا ولفتهاا باهتمام وبحذر...كنهاا انسانة حقيقة وحطتها داخل علبة انيقة واعطتها له...اخذها وجواته ضحكة على خبالة هالعجوز وعلى نفسه بعد...






آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
صرخت وهي تشوف كلب كبير يركض جهتهاا..نست كل مظاهر الركاده والثقل اللي تمشي فيهاا من اليوم....حتى نست ان كشختهاا راح تخترب لو تجرأت وركضت...ومع هذا سلامتهاا كان الشي الوحيد اللي فكرت فيه بذيك اللحظة...ركضت بدون توقف وهي تناظر وراهاا...والكلب الكبير الضخم يلاحقهااا وشكله مبسوط ويحسبهاا لعبة!!!كان شكله مقزز ولسانه طالع بره وسعابيله!!..وععععععع..هذا اللي فكرت فيه مارية وهي تدور النجاه منه بأي طريقة...
تعدت الناس وهي حاطه يدهاا على قبعتهاا..وماسكه ملفهاا بقوة...وطبعا كانت تصقع فيهم...ويطالعون فيهاا بنظرات قاسية...بس تعتذر على طول بصوتهاا الفحمان!!
:I'm sorry...sorry mam...sorry sir..."
هذا اللي كانت تردده...ومن فجعتهاا نست انهاا بايطاليا..ونست ان هالقرية يتكلمون فرنسي...يعني هم اللحين يعتبرونهاا قمة الوقاحه!!
بس ماكان عندهاا وقت تترجم لهم كلامهاا...واكيد طبعا الطليان يفهمون كلمة sorry!!
شافت رجال طويل وعريض قاعد ينزل درجات محل...ويوقف بالشارع يطالع بالسماا برواقة...التفتت وراها وهي خلاص بتموت من كثر ماهي فحمانه..حلقهاا جاف..وفمهاا مفتوح...ودقات قلبهاا تتصاعد بسرعه جنونية...لدرجه انه شوي ويوقف...
ماقدرت تمسك نفسهاا او توقف خطواتهاا وصرخت بأعلى صوتهاا
:آآآآآآآآآآآآآآآآآآه...."
عشان يبعد...بس الرجال اكتفى انه لف ببرود عشان يشوف مصدر الصوت...وفتح عيونه مفجوع وهو يشوف البنت اللي مدرعمه جهته....قبل لا يفكر وش يسوي؟؟..بلحظات بس...بثواني بس..برمشة عين..مثل مايقولون..كان التصادم...
طاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ






تحرك سعود بشوية الم...وهو يطالع التمثال اللي شراه....واللي دفع فيه مبلغ كبير...كان قطع على الأرض...الراس لوحده...والجسم لوحده...واليدين لوحدهاا...
طالع بسرعه بالغبية اللي صدمته..وصرخ فيهاا بعصبية
:توا.."
توا= انتي
وهو يأشر بصباعه على وجهها مقهوور..ويرتجف...البنت ماردت عليه...كانت ماسكه رجلهاا بقوة...وشكلهاا تألمهاا..وصرخت بشكل هستيري لمن شافت كلب كبير جاي جهتهم...وغطت وجهها...
وقف سعود وهو منقهر من هالغبية هي وكلبهاا المجنون...وقام ينفض الغبار اللي علق بالجاكيت حقه ...وانحنى يجمع القطع حقت التمثال اللي شراه...بس جاته ضحكة ممزوجة بشوية قهر وهو ماسك التمثال...
:ههههههههههه.."
رماه بقوة ووطا عليه لين ماكسره اكثر...وش يآخذ منه ووش يخلي؟؟؟..الظاهر ان حظ "نورس" منحوس!!
قبل لا يوصل لهم الكلب على طول...جاا رجال شكله امريكي ومسكه بقوة...وقام يهديه ويقوله كلمات تدليل بسيطه...
كان واضح انه صاحبه ...تكلم معه سعود بمجموعة كلمات...وعرف منه ان البنت هاذي هي اللي شوشته لأنه متعود يلحق اللي يركضون بعيد عنه...
هز سعود راسه بتفهم...ورجع يطالع في البنت اللي كانت جالسه على الأرض وتصيح وهي حاطه يدينها على وجهها...كان واضح انهاا خجلانه ومستحية ومتألمه...حز بخاطره انه صرخ فيهاا....
حط ايده على كتفهاا بيعتذر لهاا...بس صرخت بوجهه بسرعه اول مالمسهاا...ما قال شيء رغم انه استغرب من رد فعلهاا...شاف اوراق قليلة تطايرت من ملفهاا الانيق...
ابتسم وهو يمسك الورقة...كان مرسوم فيهاا فستان عروس..والفستان هذا غريب وعصري..والجليتر اللي فيه مخلي الرسمه شيء ثاني...
سحبت منه الورقة بسرعه..وقالت باعتذار
:sorry..."
ونست من جديد انهاا بايطاليا مو بأي مكان ثاني...^_*
طالع سعود بوجهها الاحمر وشعرهاا الاشقر اللي التصق فيهاا شوي...وقفت بصعوبة ...وساعدهاا رغم اعتراضهاا...
حك شعره بتوتر غصبن عليه قدام نظرات هالبنت الحلوة.... واعطاها الاوراق بعد ماحطهاا له بالملف...ووقف يطالعهاا...لين البنت بدت تتكلم بصوت ناعم مبحوح
:thanks"
= شكرا
ورسمت ابتسامة حلوة على فمهاا الوردي...هز سعود راسه لهاا وكأنه يقول لهاا حصل خير...
وقفوا مكانهم يطالعون لبعض...كل واحد فيهم مستغرب سبب وقوفه وينتظر الثاني يتحرك من قدامه لأن الطريق ضيق...وهم مسووين زحمه لأنفسهم وللناس...
حاولت تتحرك شوي لمن عرفت ان شكلهاا غلط قدامه....
وبعد عشان تبعد عن طريق الناس بس آلمتهاا رجلهاا مرة...ومسكت فيه بقوة لا شعوريا لأنها كانت راح تطيح...
انتبهت انهاا قريبة حيل منه...تسارعت دقات قلبهاا وهي تطالع برقبته وترفع عيونهاا بتردد لوجهه..
"سعود" في ذيك اللحظة...كان مسحور ب "مارية"....مو بسبب جمالها لااا...جمالهاا عادي..فيهاا سحر غريب...سحر مميز من نوع ثاني..يمكن نعومتهاا؟؟!! ..رقتهاا؟؟!!..حساسيتها؟؟!! صوتها المبحوح الغريب المضحك!! غمازاتها الحلوين؟؟...ما يدري...بس عرف انه يبي يتعرف على هالبنت...
قال وهو يساعدها: you have 2 go to hospital.."
قالت "مارية" وهي تحاول تصحى من السحر اللي صابهاا
:may be..."
may be= يمكن...
ورجعت فتحت عيونهاا وغمضتهاا بقوة..وش قاعده تقول اهي؟؟..
لاحظ "سعود" سرحانهاا وقال بنعومة وهو عارف تأثير صوته زين على البنات
:the hospital؟؟
قالت وهي تغمض عيونها وبتوتر
: no...no...nono...OOO"
وفتحت عيونهاا وخبطت جبينهاا وهي تفكر بموعد مدام "لولا"...
قالت وهي شوي وتصيح
: مدام "لولا"..."
سعود بعدم فهم
: so؟؟"
قالت وهي تحط يدينهاا على عيونهاا بتوتر لدرجه انهاا تكلمت عربي ولا انتبهت
: راح...آآآآه...راااح...آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..راح علييي...."
وقامت تصيح من جديد...والدموع تسيح على وجهها الاسمراني...حاول "سعود" انه يفهم سبب بكائهاا بس ماقدر...كانت تاشر باتجاهات مختلفه وتصيح...وعيونهاا حمرت..ووجهها حمر
...وصارت مزعجه بالنسبة ل"سعود"..اللي كان مستغرب من انهاا عربية وه اللي توقع انها ايطالية..بس ما تهمه سواء كانت عربية او غيرهاا..هذي وحده قلق..خلني ابعد عنهاا واروح...
قال "سعود" وهو يطالع بساعته بعجالة
: معليش....I've 2 go..bye"
راقبته "مارية" وهو يروح من قدامهاا بسرعه وكأنهاا حشرة مزعجه قابلته...وزاد صياااحهاا اكثر وعلااا...وحست بقههر من ايش ما تدري؟؟
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..."
مر رجال من جنبهاا...ووقف يطالعهاا وهي تصيح...فنااولهاا منديل وراح بطريقه
..طالعت فيه مشكورة...ومسحت دموعهاا وشالت ملفهااا وقامت تجر رجلهاا اللي تألمهاا عشان توصل لبيت "لولا"...


في الصحراء

وبين التلال الذهبية...
والجبال الشامخه اللي شوي و تلامس السحاب
...بين الذياب والسباع الشرسة...
...في صفاء الجو...
...وبعده عن التلوث...
...في البساطة بكل اشكالهاا.
..بالبعد عن مظاهر الحظارة كلهاا....
لمن الشمس تتعانق بنعومة مع الجبال وتشكل اجمل لوحة برية...
لمن نشم روائح الاعشاب العطرية بعد رشة مطر خفيفة من فترااات لفتراااات...




ابتسمت بطيب لاخوانهاا اللي كانوا يلعبون قريب منهاا.... كانت منهمكة بالعجن...عشان تسد جوع هالنااس..اللي اهي تعتبر نفسهاا مسؤولة عنهم...اساسا كل فرد في عايلتهاا يعتبر نفسه مسؤول عن الباقيين...حتى الأطفال الرضع مافيهم اي انانية.. طبعا باستثناء مرت ابوهاا..

"مضاوي"
العمر 17سنة

مسحت جبينهاا بتعب...وهي ترجع تركز بالعجين اللي بيدهاا... ياما تساءلت جواتهاا اذا مكتوب لهاا تعيش حياة مختلفه عن امهاا ومرت ابوهاا...
تعيش مثل ماتسمع بالقصص من مرت ابوهاا اللي كانت عايشه بالمدينه( اي مدينه...) ..كانت تعلمهم عن اشياء لا يمكن يتصورونهاا حتى لو بالخيال...
اشياء يعتقدون ان مرت ابوهم تبالغ لمن تقولهم عنها....
ياما حاولت في رجلهااا انهم ينقلون لكن جوابه دايم وابد...الرفض...
بالنسبة ل "مضاوي" تموت بعيشة الصحراء...ولااا تبي تروح لمكان ثاني...مثل مرت ابوهاا...بس عندهاا شوية فضول...ودهاا تشوف ذاك المكان...اللي يسمونه مدينه...ودهاا تشوف الناس كيف هم فيه؟؟..يشبهونهم او لاا؟؟؟..تفكيرهم مثلهم او لاااء؟؟؟...لبسهم مثلهم او لاا؟؟...
قامت تحط العجين على الصاج بعد مافردته باصابعهاا ...وتقلبه بسرعه...وتحطه على جنب..بصحن كبير...كانت تشتغل بمهارة وبسرعه فضيعه..متعودة على هالشيء من كان عمرها عشر سنين...يعني لها سبع سنين وهي تسوي كذا...
جات يمهاا مرت ابوهاا وقالت بصوت عالي مثلهم كلهم..وطبعا كل العيلة اصواتهاا مرتفعه
: خلااص..كاافي اللي سويتيه...دسي باقي العجين..كود نحتاجه باكر..."
قالت مضاوي وهي تحس بقرصة جوع اليمة
: ان شاء الله خالتي...بسس..."
ردت مرت ابوهاا بشراسة وهي تشيل الصحن يمهاا هي وعيالهاا
: وشووو؟؟؟.."
مضاوي وهي تطالع بامهاا المريضة والمتمدده داخل بيت الشعر
: امي....ابي لهاا شوي.."
مرت ابوهاا ببرود وهي تقطع قطعه صغيرة مرررة من الفطير
: خووذي...يله..تحركي من قبالي... ماابي اشوف وجهك هنيا..."
قامت مضاوي وهي تدعي على مرت ابوهاا الظالمه
...وطفت النار اللي كانت شابتهاا...وخلت الصاج مكانه...
ماهي قادره ترفع صوتهاا عليهاا
...لأن ابوهاا مرة يوم درى انهاا تهاوشت مع مرته
...ضرربهاا بقوة...وخلاهاا تنام بحوض الددسن...وهي تجربه ماتبي تعيدها...
راحت لأمهاا اللي كان واضح انهاا تعباانه خصوصا انهاا توهاا مولده وجايبه بنت زي القمر..
: يممه...قومي كلي لك لقيمه تسد جوعك..."
امهاا فتحت عيونهاا الواسعه ببطء
: ماابي...انا عطشاانه يا بنيتي....عطشاانه.."
راحت "مضاوي" لقربة الموية اللي كانت داستهاا عن مرت ابوهاا الشرانية
...وودتهاا لمهاا..
شربت امهاا بلهفة وكان واضح انهاا فعلا عطشانه..
قالت "مضاوي" وهي تحك ذقنهاا من تحت البرقع
: بسوي لك شوية تميرة مع مضير..."
مضير= اللبن المجفف...
هزت امهاا راسهاا وهي ترجع تمدد جنب بنتهاا الصغيرة اللي مالها ثلاث ايام
...قامت "مضاوي" وراحت للأغراض اللي حاطينهاا ورى بيت الشعر وبالليل يدخلونهاا..
.كانوا بس يجيبون من المدينه الطحين والتمر والقهوة والرز...
طلعت التمر وهي تفكر بحظ امهاا المقرود
...وتطالع بمرت ابوهاا واخوانهاا الصغار اللي تجمعوا حول امهم...
صح انهاا ماتكره اخوانهاا وتموت عليهم
...بس مرت ابوها..هي اللي تبي تكرههم في عيالهاا عشان تبين لرجلهاا انهاا هي الصح...وانهاا مظلومه ومسيكينة..

مسكينة يا ميمتي..فكرت "مضاوي" بحسرة من جديد بحظ امهاا
...ربي كتب على امهاا انهاا ماتجيب الا البنات...
والولد الوحيد اللي جابته مريض
..والعيال الباقيين اللي جابتهم ماتوا كلهم من ثاني يوم بولداتهم...وبعضهم اسقطتهم بالثامن والسابع..
تبللت عيون مضاوي بالدموع...
وهي تطالع بأخوهاا المتخلف عقليا...
....ماكانوا فاهمين وش علته...
..اهي تحبه وتموت فيه..
بس ابوهااا يكرهه وامهاا تكرهه رغم طيبتهاا..
.كلهم يكرهونك يا "عبدالله" الا اناا...ايه..هي تحبه حيل
...حتى انهاا هي اللي سمته يوم كلهم تركوه وراحوا بعد ماشافوه
..بعد ولادة امهاا على طول ...
تنهدت للمرة المليون وهي ترجع تركز بشغلهاا والشمس متسلطة عليهاا وتحرقهاا بقوة...والحر بمثل هالوقت ماله مثيل...خصوصا ان الشمس تنتصف السماء..وتبث اشعتهاا الخطرة...بس سبحان الله ربي حاميهم..






في عاصمة المملكة
في أحلى مدينة بالوجود
في الرياض

في قصر فسيح....لناس اغنياء جدا...
قصر خرافي...كله خدم وحشم وعالم...
..تعيش عايلة سعود...





ركزت بالخاطرة اللي كاتبتهاا..وحاولت تصححها..شالت كلمات وحطت كلمات ثانية ..ورجعت صححت اخطائها الأملائيه والنحوية....
وبعد ما تأكدت انهاا خلاص خلت من الأخطاء اللي كل مرة تغلطهاا ويحذرهاا محرر المجلة منهاا..
ارسلتهاا بالفاكس...

"نورس"
العمر 18 سنة


قرتهاا من جديد بفخر وبصوت عالي وهي تتأمل الكلمات اللي تتراقص قدام عيونهاا....
واللي انكتبت من قلب عطوف محب..يختلف عن معظم القلوب اللي تعيش بيناا هالايام..ومن قلب يتمنى يحب وينحب بكل صدق...

قضيت العمر عن روحي ابحث حثيث الخطى ليس لي مضجع
تائها في صحارى الهم اظمأ فمن سراب الى سراب اخدع
ليل الخطوب قد بدات دائما وظلام المحن للفجر يمنع
وأمسى الربيع خجلا بلا زهر فقد طال شتاء الهم ويقبع
ميتا اعيش وما حان الأجل صريع الفؤاد وعن حبي امنع
وحيدا والناس حولي كثر ودنياي ضاقت والدنيا اوسع
آه من حزن لا يمل صحبتي فقد مل الصبر ومني يهرع


دقت على صديقتهاا وبنت خالتهاا الحبيبة لقلبهاا مرة " ديمه"...وهي مبسوطة بنفسهاا..يا كثر رسايل المعجبين والمعجبات اللي توصلهاا عن طريق المجله...كل يوم تثبت انهاا مميزة بمجال الخواطر..وهالشيء يطربهاا ويحسسهاا بتميز ماله مثيل...ويذكرهاا بأحب الناس لقلبهاا" سعود" اخوهاا بعد عمرهاا...اللي اهو فنان بعد...يعني بس ثنين في العايله حساسين ورقيقن وفنانين هم "نورس" و"سعود"...
: الوووو..."
"نورس" بفرح وبرقة: الو.."
"ديمه" بهدوء: هلابك "نورس" حبيبتي..وش اخبارك يالقاطعه؟؟"
"نورس" بلهجة اعتذار حارة: اعذرريني يا كل الغلاا...بسس..كنت مشغولة هالأيام...يوووووه يا "ديمه"...لو تقرين الرسايل اللي توصلني..واااااااااو..كلهاا روعه واحاسيس.وش اقرا لك وش اخلي لك؟؟..."
"ديمه" بسعاده صادقه: من جد؟؟..اخيرا بدت الرسايل توصل لك...تذكرين من متى تنتظرينهاا ؟؟"
"نورس" وهي تتذكر ايام الاحباطات لمن كانت تنرمي الرسايل بوجهها وترجع لهاا من جديد...وترفض المجله تعرض لهاا اي خاطرة....وبعدين تذكرت لمن دقوا عليهاا فجأة ورحبوا بهالشيء...فكان احلى حدث في حيااتهاا...تذكرت بعد يوم كانت تتنظر كلمة اطراء وحيده...بس ماكان فيه احد يفكر يرسلهاا او يعجب بافكارهاا...حتى لمن نشرت في النت...كانت نفس النتيجه...بس هااالحين...لاااء...كل شيء اختلف....صارت اشهر من نار على علم
"ديمه": ياهووووووووووه..وينك؟؟"
ردت "نورس" وهي ترجع من افكارهاا: هلااا عيوني...اناا هناا.."
"ديمه" بنعومة تقلد صوت نورس: اناا هناا.."
ضحكت "نورس" بخجل: دييييمه...ههههههه..يله انا لازم اقفل...بس حبيت اقووولك...اني نشرت خاطرة جديدة بعنوان صحراء السراب...اقرريها يا قلبي.."
"ديمه" بتأكيد: ولوو..اكيد اول ماتنزل المجله بروح اقراها...يله حبيبتي...باي"
"نورس": باي.."






تنهدت براحه..وهي تضغط تم الأرسال...عرفت انهاا راح تصيب الهدف كالعاده...الشيء هذا صار عندهاا مرة سهل...صارت تجيده مثل اي هواية الانسان يجيدهاا...فيه ناس تحب ترسم.... فيه ناس تحب تطبخ...فيه ناس تحب تحش...فيه ناس تحب تكتب...بس هي لااا...اهي تحب انهاا تستدرج الرجال للفخ اللي اهي تحطه بارادتهاا...الفخ اللي مايطلعون منه ابد..


"هيفاء"
العمر20 سنة


رمت جوالهاا بلا مبالاة على السرير..وهي تقوم تروح لمرايتهاا....وقفت عند المراية وتمت تطالع بوجهها....
مررت اصابعهاا النحيفه على ذقنهاا...وازعجتها الحبة الصغيرة اللي طالعه هناك...راحت خذت كريم للحساسية من فوق التسريحة...وحطت منه شوي عليهاا...وقامت تدلكه بنعومة...وبعد ماخصلت من هالمهمة الصعبة...^_^
مسكت المشط وقامت تمشط شعرهاا الكيرلي...المتشابك بصعوبة...كان كثير وبني غامق...وملفوف لفات عريضة وكثيرة...
ماكانت تشتكي منه ابدا..كان يعجبهاا مثل ماهو..تحبه بهالشكل....ولا تتخيل شكلهاا بالشعر الناعم...اهي من الحريم اللي راضيات بكل مافيهن...راضية بجسمهاا الخيالي...راضية بوجهها الجميل...راضية بشعرهاا الصعب التعامل...
قدرت تفك عقده بصعوبة...ورفعته كله ذيل حصان....وفتحت الدولاب تشوف لهاا لبس انيق...وراهاا طلعة للنادي عشان تقابل صديقاتهاا...
طبعا هيفاء عندهاا الطلعات كل يوم وبدون حسيب او رقيب...ولا احد يمنعهاا من خرجاتهاا...واهي لو امهاا حبت تقهرهاا بس تمنعهاا من الطلعه...البنت ينجن يجنونها وتقعد تدور في القصر وتزن عليهم لين يرضون ويوافقون على خرجتها...





انتهى الفص1ل
سعود ومارية تقابلوا....
لكن هل راح تحصل بينهم صدف ثانية؟؟؟...
مضاوي وحياتهاا مع مرت ابوهاا والجحيم الصحراوي
هل راح تكتب لهاا النجاه منه؟؟...
نورس وخواطرهاا الرقيقة
هل راح تشتهر اكثر من كذا؟؟..وهل راح تستمر الأمور بالسهولة ذي؟؟..
هيفاء وخططها اللي مالهاا نهاية
هل راح يجي يوم وتطيح بشر اعمالهاا؟؟

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
الفص2ل

" صدمة اليمه...لقاء قدري...استاذ معجب!!"

"...يا أهل هالبيت باشكي بنتكم
...تعبت روحي والله بصدهاا...
اقسمت قلبي اهي لقسمتين...
نصف عندي...
ونصف باقي عندهاا...
يا اهل هالبيت شوفوا حالتي...
صار لي من العام ناطر وعدهاا
...البشر تسهر كم ليلة وتناام
...وانا كل عمري سهر من بعدهاا....
ارضعتني الحب واسقتني الغرام
...واسقت احساسي انا من شهدهاا.
..وفطمت قلبي وهو توه صغير.
..كن قلوب الناس لعبه بايدهاا..
"

في غرفة نومهاا...






تمايلت "هيفاء" على انغام الأغنية اللي جاتهاا اهداء من معذب من المعذبين اللي تتلاعب فيهم...
كانت تفرحهااا دموعهم...تحس بسعاادة من نوع ثاني...لمن تحطم هالقلوب...نشوة غريبة..فرحه شريرة...حاجه اهي معترفه انهاا غير طبيعية...
كانت تنتقم من كل البشر...وكأنهاا قاعده تنتقم منه...مع انه اهو رحل وانتهى....ومات وشبع موت...لكن هالشيء ماخلاها تغفر له...خلااهاا تدوره وسط هالرجال..واول ماتلقاه تخطط وترسم اشد الخطط فتك..وتنفذ كل شيء بحذافيره....وراح نعرف بالفصول الجايه بالتفصيل كيف "هيفاء" قدرت توقع اغلب الرجال بشباكهاا....
سمعت طق على الباب..قالت بأعلى صوت:ادخل..."
انفتح الباب بهدوء...وشافت وجه امهاا يطل عليهاا..ابتسمت لأمهاا بحب...كل شيء في الدنياا الا امهاا...لهاا غلا غير البشر...
ابتسمت "هناء" بنعومة وهي تراقب وجه بنتهاا المبتسم: وش عندك؟؟..رافعه الصوت على الأخير..."
وجلست على طرف السرير الفخم اللي مفارشه كانت باللون الأحمر ومطرزه بالذهبي....وهو لون هيفاء المفضل...
"هيفاء" وهي تبتسم بسعاده: مبسوطة مرة...بس...وهذاني بقصر الصوت علشانك..."وقصرت الصوت على طول...
"هناء" بحنان الأم: ان شاء الله دووم حبيبتي...وش سر هالسعاده؟؟.."
"هيفاء" وهي تغمض عيونهاا: مدري...احس أني مرتااحه...بدون اي سبب..."
"هناء" وهي تبعد شعرهاا الناعم الاسود اللي فيه خصلة حمراء ناعمه..عن وجهها: طيب..اممم...بتروحين معي عرس بنت عمك؟؟"
"هيفاء" وهي تبتسم بخبث: طبعا..يا ست الحبايب..اكيد راح اروح...."
وغمضت عيونهاا وهي تتذكر الخطه اللي رسمتها...هالمره على زوج بنت عمهاا...
طبعا بنت عمهاا لا تستغربون...اللي ياما اشمتت فيهاا....لازم تذوقهاا من النار اللي ذاقتهاا من سنتين...
"هناء" بقلق: بسس..مدري..يا حبذا لو انك تجلسين في البيت...تعرفين المشاكل اللي صارت بينك وبينهم من سنتين..لسه صداهاا موجود..."
"هيفاء" وهي تكذب: يا بعد عمري يا ست الحبايب يا اغلى البشر..انت عارفه اني انسى على طول...ولا اشيل شيء بقلبي...صدقيني اني مشفقه عليهاا..لا اكثر ولا اقل...عااد مسكينه طقت الثلاثين وتوهاا تعرس.."
ابتسمت "هناء" بتوتر وهي تقوم من على السرير...اهي ادرى الناس بحقد بنتهاا على قرايبها: خلاص...بتنزلين السوق..ولااا عندك شي تلبسينه؟؟.."
"هيفاء" وهي تمد بوزهاا بتفكير: لالالا بنزل...لازم اشتري حاجه مناسبة للزواج...كل ملابسي قديمه.."
"هناء" وهي تهز راسها باقتناع: قبل لا تروحين السوق مريني وخذي الكريدت كارد.."
هزت "هيفاء" راسها لأمهاا...ورافقتهاا للباب...واول ماطلعت امهاا قفلت الباب وارتكت عليه بفرح...وغمضت عيونهاا بطرب..راح اذوقك من نفس الناار اللي ذوقتيني اياهاا.....والله لخليك تبكين بدل الدموع دم...





الصحراء

في وقت العصر...والشمس مقااربة على وقت المغيب...والجو رائع...ومنظر الوان الغروب سحر رائع...تمازج اللون البرتقالي والأحمر والاصفر مع شوية سماوي...ولا اجمل من لوحة لأفضل رسام...لوحة الطبيعه خطتها ف مالهاا اي مثيل....





كانت "مضاوي" تمشي مع اختهاا" فضة" والابل من جميع الاشكال والالوان تمشي قدامهم وجنبهم...
مجاهيم ووضح ومغاتير....وحوير وبكار...ومنظرهم غاية في الروعه...وهي تمشي بتهادي راجعه لمكاانهاا..
منظر يخلينا نتأمل بخلقتهاا بدون ملل او كلل....وكل مرة نكتشف فيهاا اعجاز مختلف عن الآخر...
" افلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟؟"
صدق الله العظيم...
وكان بنفس الوقت..فيه اربع جيوب جايه من بعيد...وواضح انهم كانوا مخيمين حول المنطقة....
مضاوي وهي تأشر على الجيوب وهو منظر متعودين عليه: ما ودك في يوم تركبين فيهن؟؟"
فضة وهي تضحك: هههههه....يا وخيتي خلي احلامك على قدك.."
مضاوي وهي تمط شفتهاا: وش بلاها احلامي؟؟....ماتشوفين هالناس اللي يجون يمناا ويخيمون كلهم يركبون فيهن..."
فضة وهي تطالع بأختها وتوقف: يا مضاوي يا قليبي....خلك عااقل وبلاش هالكلام....ترى عمرناا ماراح نتحرك من هنيا..."
مضاوي بضيق: من حقي احلم...!!"
وكملت وهي تتنهد: بدل هالحياة اللي نعيشهاا....ماصارت يا فضة...اهي منثبرة بمكانهاا طول الوقت...واناا نكرف مثل الحمير..."
ماردت عليهاا فضة لأنهاا عارفه ان الكلام بهالموضوع لا يأخر ولا يقدم...وعاارفه ان مرت ابوهاا ماراح تشتغل بيوم...مادام ابوهاا ما يأمرها ولا يقولهاا حرف واحد....
مرت الجيوب من قدامهم...فطالعت " مضاوي" بفضول في اصحابهاا....كانوا عوائل فيهم حريم ورجال....واطفال..
الحريم كانوا كاشفات عن وجيههم...تأملت مضاوي اشكالهم وحست انهم كائنات غريبة عنهم...من وين لهم هالبياض؟؟؟...والخدود الحمر؟؟؟...واناا ليش مانكون مثلهم؟؟..فكرت مضاوي وهي تطالع بيدينهاا..
وتسمعت بفضول للاصوات الطالعه الغريبة من الجيوب...وكانت ما تميز اصوات الموسيقى...وتعتبرهااا شيء عجيب...
قالت يوم بعدت الجيوب لفضة: سمعتيه؟؟؟...يا زين ذاك الصوت...شي(ن) عجيب..."
فضه وهي تتجاهل هالموضوع: مالناا والصوت....خلي الصوت بحاله!!"
مضاوي تضايقت من سلبية خواتها...ليش ما يفكرون مثلهاا؟؟؟...يعني معقولة اهي مختلفه عنهم؟؟؟..طيب كلهم عاشوا نفس الحياه...ومن نفس الأم...ومن نفس الأب...وعاشوا جنب بعض...ولاا تخلوا عن بعض...مع هذا هي الوحيده اللي تفكر باهل المدن وتبي تصير مثلهم...!!
وصلوا اخيرا لبيت الشعر....بس لاحظوا وهم مقبلين عليه...ددسن..واقف عند شق الرجال...
طالعت فضة ب مضاوي: اكيد ضيوف..بس وش جابهم هالوقت؟؟؟...كنه متأخر...؟؟..."
مضاوي باستغراب: ضيوف؟؟؟....ما اتوقع يا وخيتي...يمكن قرايب الحيه؟؟..اهم اللي يجون بهالوقت...لأن ديرتهم بعيده..."
فضه بزعل: عييب....عيب هالكلاام...استحي ذي ام اخوانا...والله يحيهم كانوا هم ولا ماكانوا..."
مضاوي وهي تهز راسها: نسيت...غصبن علي اقول كذي...الموهيم...امشي نعجل...اخااف ابوي يطلع بعقااله وهو يشوفناا نمشي على راحتناا كن ماوراناا شغل!!"
وراحوا بسرعه يم شق الحريم...واول ما دخلوا لقوا مفاجأة غريبة مرة!!




القرية الايطالية
في شوارع صغيرة يتمشون فيهاا العشاق وهم متعانقين...وناسين هموم العالم كلهاا..واهم مافي الدنيا بذيك اللحظات سعادتهم وبس...





كان سعود يمشي وهو لابس معطف اسود ومدخل يدينه بجيوبه...كان ضايق خلقه مرة...خصوصا انه يمشي بهالمنطقه اللي كلها عرسان بشهر عسلهم....او حبايب سوه..عالم رايقه عايشة تحب وتنحب....
اما هو آخر واحد مفروض يكون بهالمكان....له فترة وهو وحيد....من تركته آخر بنت تعرف عليهاا وهو يعيش حياة مملة فضيعه...
يدق عليهااا وتطنشه...ويرسلهاا ايميلات...ولا ترد عليه..ويجي لبيتهاا يدق عليهاا ومع هذا تتمادى وما تفتح له الباب...
يستااهل...ولاااا شلي خلاه يعترف لهاا ان ماعنده نية زواج....اهو الطير الحر...اللي عاش طول عمره طليق...ماتحده اي حدود..ولا يفكر بأي انثى ممكن تعيق طريقة في هالدنيااا...
اي انثى يشوف انهاا بدت تلمح له عن حكاية الزواج...يركنهاا على جنب بكل بسااطه...كأنهاا غرض صغير تافه مل من استخدامه....
او يتعذر باعذار كثيرة..منهاا انه لسه قاعد يبني حيااته...او انه محتاج فرصه عشان يقنع اهله...
ونادرا ما يجري ورى وحده....بس هذي الاخيرة من كثر الملل...اضطر يلاحقهاا ومع هذا طنشته بكل بساطه وكأنه قطعة فستان قديمه..
اخذ نفس عميق....لوو بس يلاقي البنت اللي صدم فيهاا ذاك اليوم!..غمض عيونه يتذكر ملامحهاا الشفافه الغريبة...النمش الناعم على خشمهاا...الشعر الاشقر البرونزي...والبشرة السمراء الناعمه...وعيونهاا الملونة العجيبة...
لهجتهاا العربية الناعمه المبحوحة الغريبة!
ما كانت ابدا جميله...عيونهاا عادية...وخشمهاا مو حلو... وشفايفهاا عريضة شوي...يعني بالنسبة لاي شخص ثاني جدا عادية...مختصر الوصف لهاا...كلمة جمال غريب...يخلي اي رسام يفكر فيهاا...ايه واناا رسااام عشان كذا هي شاغله تفكيري...
فكر شوي وهو يزفر بضيق ويفتح عيونه...هل فعلا لاني رسام قاعد افكر فيهاا؟؟؟...ولااا علشان شيء ثااني؟؟؟...
حك شعره بتفكير...وكشر لمن تذكر دموعهاا الغزيرة...لالالا...الفكه من هالاشكال غنيمة!!








كانت "مارية" تمشي ببطء وهي ماسكه كرتون بيتزاا كبير بيدهاا..وعصير برتقال...لهاا فترة ماذاقت الأكل...والسبب ببساطه نفسهاا مسدودة...بس قررت اليوم تغصب نفسهاا بالقوة...موب كيفهاا...لازم تحافظ على صحتهاا عشان دراستهاا وكل مخططاتها...
سمعت صوت ضحكة ناعمه..فالتفتت واهي تمشي....
وابتسمت بحسرة وهي تشوف وحده تضحك مع واحد....شكلهم عرسان!!...كانت الفرحه مرسومة على وجهها الناعم....وهو بعد كان شكله سعيد فيهاا...
سكتواا للحظات...وغرقوا بنظرات بين بعضهم...نظرات لهاا الف معنى ومعنى...حست مارية بشعور غريب في قلبهاا...وهي تشوف تماسك يدينهم....ومعااني الحب اللي في كل همسة ولمسه طالعه بينهم...
طن صوت عالي براسها...حبي..حبي...حبي...تنهدت بصوت مسموع: ومن وين لي وقت احب؟؟؟..."
وما امداهاا قالت هالكلمه الا وهي خابطه بواحد...صرخت بروعه وهي تنتبه لعلبة البيتزا اللي من حسن حظهاا انهاا ماانفتحت لمن طاحت على الأرض...
رفعت عيونهاا بسرعه تبي تعتذر..في نفس الوقت اللي اهو كان فاتح فمه عشان يتكلم عليهاا....فتحت فمهاا هي بعد مو مصدقه...اكيد حلم!!
قالت بصعوبة وهي تتنحنح: انت!!"
لهاا يومين وهي تفكر فيه صبح وليل...وتفكر شلون صرفهاا وراح لمن صاحت...ما توقعت ابدا انهاا راح تشوفه....على الاقل مو بالسرعه هذي!!
سعود ظل يطالع فيهاا مو مصدق: انتي؟؟"
بلعت مارية ريقهاا بتوتر وبعد لحظات طويلة ضحكت ضحكة قصير جافه: ههه...الظاهر...مكتوب علي اصدم فيك..كل مرة!!"
ابتسم سعود على كلمتهاا وهو يطالع فيهاا من فوق لتحت بتأمل: يمكن!!.."
حست بدقات قلبهاا تتسارع...وقلبهاا كله كأنه بيطلع من مكانه ويوصل لحلقهاا....واحترت بقوووة..والارتباك زاد عندهاا بسبب نظرات هالشخص اللي واقف قدامهاا بدون حركة...
جات بتنزل علشان تشيل علبة البيتزا بنفس الوقت اللي اهو نزل فيه علشان يشيل لهاا العلبة...خبطت راسهاا براسه...وصرخت متألمه عن جد هالمرة...وعيونهاا بسرعه امتلت بالدموع...
اماا سعود غصبن عليه ضحك بقوة: ههههههههههههههههه...الظاهر انك صادقه.."
ابتسمت بحلاوة رغم ان راسهاا يألمهاا وهي قاعده تلمسه: ههه.."
وشالت علبة البيتزاا ومسكت عصير البرتقال زين بيدهاا..وطالت وقفتهم بدون اي حكي...باستنثاء حكي العيون الغريبة..
انتبه سعود لعيونها الامعه...كان واضح انهاا مليانه دموع...معقول انهااا تصيح بهالسرعه؟؟...هذي ثاني مرة ومع هذاا اهي على وشك الانفجار...لازم اروح بسرعه...اكرره ماعلي اسمع صياح بنت!!
في نفس الوقت...مارية كانت تحااول انهاا ماتصيح...بس الم راسهاا قوي مرة...فقررت تمشي بعيد عنه...ماله داعي يشوفهاا تصيح...اهي بتهج منه قبل هو لا يهج...
: آآآه...لازم اروح....هالحين.."
قالتهاا اخيرا وهي تبتسم بتوتر...
رد سعود بعد لحظات وهو متنح
: ايه اكيد..."
وبعد ما استوعب كلامهاا قال بسرعه
: اوووه...مع السلامه.."
هزت راسهاا له
: Bye..."
طالعت بظهره العريض وهو يروح...وابتسمت برومانسية وحالمية وهي تضم علبة البيتزا الحاره لصدرهاا!!
...وش هالصدف!!...لو انك يا ماما عايشه كان فكرتي ان هذا قدري..!!
بينماا سعود كان يمشي ويرجع يطالع فيهاا وهي لسه واقفة تتابعه....روح اتعرف عليهاا يا سعود...ليش جالس؟؟؟..هذي هي الفرصة جات مرة ثانية لك...لا تتركهاا تروح...يمكن عمرك ما راح تقابلهاا مرة ثانية...!!
بس اهي صياحه...واناا اكره ماعلي اقعد مع بنت تبكي على اي شيء...تبكي لفرح..تبكي لحزن...تبكي لالم...وهذي واضح انهاا من هالنوع...انا احب البنت المرحه اللي نادرا ماتبكي...!!

سمع صوت جواته....
سعود...تتذكر حكاية الالهام؟؟؟...تتذكر نصيحه صاحب المعرض...دور عن الالهام.. ؟؟؟..دور عن الالهام...صرخ فيهاا سعود بدون وعي...اناا لقيت الالهام ومع هذا تركته بكل بسااطة...
بعد ماوصل لنص المسافه وبعد كثييييييير...وقف ورجع التفت...وقرر انه يرجع وهو يحس باحاسيس غرريبة....كثيرة قاعده تمتزج بدمه وقلبه ومشاعره....الالهام...ايه هي الالهام...لأنهاا كل الرقة والنعومة بهالدنياا...
قرر انه يركض عشان ماتبعد كثير عن مكانهم اللي كانوا واقفين فيه...مكانهم؟؟؟..الظاهر يا سعود انك طحت وماحد سمى عليك...!!







في القصر


....في الحديقة الواسعه....

الساعه9:00م



كانت جالسه عند المسبح اللي على شكل بحيرة صغيرة...تحوطهاا الزهور والاوراق الخضراء من مختلف الانواع.....واشجار صغيرة وشجيرات منوعة...كان المكان روووعه...ومريح نفسياا...ومع الانوار اللي تحوط المكان...وكأنهاا فراشات ليلة مضيئة...فالمكان ملهم بقوة...

...الذكريات الحزينه..
اهجر نفسي والذكريات..انطوي عند زاوية صغيرة لأجد ذاتي ابكي...
مضى زمن...احلم بحياة لم استطع الحصول عليها...حزينه والدمع يملأ جفوني...
ينفجر البركان...اصرخ لماذا انا؟؟...وعندما اشعر بالوحده يتقلص حزني ويذوب الخوف بداخلي....اسير مسافات وانظر للارض..ويداي جامدتان...لا استطيع تذكر عيد الميلاد..وحديث الصديقات...
اجهل من اكون عندما انظر في المرآة...لن يعرفوا عم ابحث؟؟...ذهب للبعيد تركني بمفردي والألم يفقدني الاحساس بالحياه...

انهت تصحيح خاطرتهاا الرقيقة اللي كتبتهاا بسرعه وهي في الجامعه هذا الصباح...قررت انهاا ترسلهاا للمجله بكرة...بس اول شيء لازم ترد على المعجبين الكثيرين اللي توصلهاا رسايل منهم كل اسبوع..
مع ان عدد الرسايل بدا يقل بشكل ملحوظ...وهالشيء في بعض الاحيان يحبطهاا...لكن مع هذاا...فهي مؤمنه ان لا يأس مع الحياه...عشان كذا ماراح تيأس ابدا...حتى لو وصلت لهاا رسالة وحده اسبوعيا..
بس اللي هي مستغربة منه مرة...بعض الرسايل في بينهاا شبه كبير..وكأنهاا من نفس القارىء...بس الاسماء اللي توصل لهاا مختلفه...معقول يكون معجب مجنون..؟؟!!
ابتسمت برومانسية وخجل...يمكن مستحي يرسل لي كل اسبوع رساله عشان كذاا..يحاول انه يرسل مجموعة رسايل باسماء كثيرة!!
"لازم اعرف حكايتك يا استاذ معجب" قالتهاا نورس وهي توقف عشان ترجع تدخل القصر...خصوصا ان الهواء بدا يبرد مرة...




الصحراء



ضمت فضه بقوة وهي تصييييييييييح بحرارة بين خوااتهاا....الموضوع اكبر من انهاا تتحمله...اهي ماتبي هالشيء...مااتبيه...ليش يا يبه؟؟؟...ليييييييييييييش؟؟؟..





مضاوي والصدمه اللي لقتهاا...
وش تتوقعون تكون؟؟؟..
ومسلسل لقاء الصدف بين مارية و سعود...
راح يستمر؟؟؟...وقبل لا يستمر هل راح تقبل مارية تعرف سعود عليهاا؟؟؟وتقبل تكون الالهام بحياته؟؟؟
..وقبل هذا كله ..هل راح تكون لسه موجوده بنفس المكان لمن يوصل؟؟؟..
ونورس وحكاية المعجب المجنون....
هل نورس صادقه باحاسيسهاا؟؟؟..وهالمعجب وش يبي من ورى كل هالرسايل؟؟؟...وتتوقعون راح تصير حكاية غريبة بينهاا وبينه؟؟؟
واخيرا...هيفاء...بطلتناا الغريبة والشريرة شوي...هل راح تخرب عرس بنت عمهاا؟؟؟...معقولة بتقدر على شيء قد كذاا؟؟؟...وقبل كل هالحكي؟؟...وش السبب اللي يخلي هيفاء بهالشر؟؟؟...وش اللي صار قبل سنتين ولسه يألمهاا خصوصا ان ناس كثير تشمتت فيهاا؟؟؟..ومين هو اللي مات ومع هذا قاعده تنتقم من الشباب عشان تفرغ حزنهاا وقهرها؟؟؟...
كل هالأجوبة واكثر....راح نلقاهاا بالاجزاء الجاية في قصتناا كلناا...قصة الحب والطبقية والفروقات الاجتماعية الغريبة...
قصة القسوة والجفا وصحاري الجحيم واالالم...
" عز الله ان حبي لك اكبر نقيصه"

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
الفص3ل
"الآم نساء....وخيبات رجال!!"

الصحراء
في نص الليل....والهواء البارد يلف المكان..وكل شيء ساكن في مكانه..مافيه اي حركة...كل البشر نامين في هالمنطقة...حتى الناس اللي مخيمه قريب..
وعلى راس جبل....كانت هي لوحدهاا....طلعت بدون ما حد يدري عنهاا...وتسللت لهالمكان...دوم تحب تجلس فيه....



تسللت دمعه من بين رموشها الكثيفة..وذاب كحلهاا بسرعه على وجهها....بس ما اهتمت انهاا تمسحه او حتى تمسح دموعهاا...
كانت تبكي بصمت...ما تعودت حد يشوف دمعهاا غير خواتهاا...عمر ابوهاا ما شاف لهاا دمعه...وعمر امهاا ماشافت لهاا دمعه...
بعد ما تعبت من الصياح بحجر خواتهاا...قررت انهاا تختلي بنفسهاا...ما تبي اهلهاا يشوفون دموعهاا...اللي نزلت علشان رجال...خلهم على ظنهم القديم....انهاا مضاوي القوية اللي مايهزهاا ريح...ولا يأثر فيهاا شيء.
دايم يظنون انهااا مختلفه...يحسدونهاا على قوتهاا الظاهرة وبرود اعصااابها...لكن خلاص يا يبه...تمااديت...تمااديت كثير....طعنتني وقلت معليش...لكن انك تزيد طعونك وتفنن بجرحي هذا اللي ما اقدر اتحمله...ياربي وش اسوي بعمري؟؟...اذبح نفسي؟؟ ...بسس...ما اقدر...اخااف على عبدالله يضيع من بعدي...
اول ما تذكرت عبدالله..حطت يدهاا على فمهاا وزادت من صيااحهاا...الا عبدالله...وش بيسوي لا بعدت عنه؟؟؟..راح يهملونه؟؟..وما راح يطعمونه؟؟...يمكن يذبحونه...يا ويلي عليك يا عبيد....راح تضيع من بعد اختك!!
غمضت عيونهاا بألم وخلت الهواء النقي البعيد عن التلوث ينساب بحرية..على وجهها الجميل...ويحرك بعض خصلات شعرهاا اللي طلعت من تحت الشيلة حقتهاا...
مسكت حصى صغيرة..ورمتهاا بقوة...سمعت صوتهاا وهي تطيح وتتدحرج...حست ان ابوهاا عاملهاا مثل هالحصى...رماهاا بدون رحمه...
رجعت تتساءل بقوة
ليش يا يبه؟؟؟..لييييييش؟؟؟ ليش رميتني لرجال بالسبعين من عمره؟؟؟..ليش رميتني لواحد اكبر عياله اكبر منك يا يبه؟؟؟....
تذكرت يوم دخلت عليهم...وانصدمت بوجود حريم اخو خالتهاا" شعاع"...من زمان مازاروهم...يمكن من عشر سنين...
ضمت نفسهاا بقوة وكأنهاا تحمي نفسهاا من مجهول...وهي تتذكر " ابو علي"... لمن كان يراقبهاا وهي صغيرة..كانت تكرههه...وما زالت تكرهه...ولا تحب تشوف وجهه...ولا تتخيل نفسهاا مرته...
معقول يبه ترميني علشاان مجموعة نياق؟....لها الدرجه اناا رخيصه يبه...
تنفست بصعوبة وهي تغمض عيونهاا...تتذكر وجه "ابو علي" القذر...بلحيته الحمراء الطويلة....ووجهه المتجعد....وحواجبه الكثيفة الحمر...وابتسامته المقززة...
خلاص يا "مضاوي"...انت بتصيرين زوجته...ما عاد تقدرين تهربين من قدرك وحظك ونصيبك.....هذا نصيبك يا مضاوي لازم ترضين فيه....والحياه كلهاا قسمة ونصيب..
سمعت صوت خطوات وسط افكارهاا خلاهاا تلتفت بسرعه..شافت اختهاا وهي تجي مقبلة لهاا...مسحت دموعهاا بسرعه...وابتسمت بوجه " هيلة"
كانت هيلة شايله بيدهاا تمر بلبن وشوية فطير...جلست عند مضاوي وحطته بينهم...
هيلة وهي تنتفس بصعوبة: اعوذ بالله مدري وش صايبني؟؟..ياله اتحرك وازحر( نفس معنى اتحرك) من مكاني.."
مضاوي وهي تشوف جسم اختهاا الرويان: من المتن..."
هيلة وهي تكش بيدهاا على وجه مضاوي:يا هب.. اذكري الله...لا تحسديني على النعمة ..."
مضاوي واللي كان ودهاا تزيد وتسمن مثل اختهاا: تف تف..مشاء الله عليك......"
هيلة: ايه هذا الكلام الصحيح..."
سكتوا شوي وقاموا ياكلون من التمر..رغم ان مضاوي كانت تغصب نفسهاا...لأنهاا جوعانه ولا ذاقت العيشه بالليل...
مضاوي بتردد: هيلوه.."
هيلة وهي تآكل: هممم.."
مضاوي وهي تفكر: شلون حياتي بتصير مع ابو علي وحريمه وعياله؟؟"
هيلة بعد تفكير: قولي جعله يموت قبل يعرس عليك..."
مضاوي غصبن عليهاا ضحكت: ههههههههههه...آآآمين...مانيب كارهه والله..."
هيلة وهي تآخذ لهاا شوية فطير وتعطيه اختهاا: اكلي اكلي...لا تفكرين بهالجواز...وربي بيحلهاا...من عنده..."
مضاوي بحسرة: وشلون اخلي العيشة تدخل جوفي...واناا افكر بهالنحاسة.."
هيلة وهي تطالع بوجه اختهاا الساحر: ميمتي تقول انه كان حاط عينه عليك من سنين...من يومك صغيرة...وانه خطبك وانت ام سبع...ورجع خطبك وانت تسع...ثمن خطبك على عشر...بس ابوي كان يتعذر له..لكن هالحين ماعاد فيه اي عذر لجلستك معانا..."
مضاوي وهي مصدومة: يعني هالحين اثاري ابوي معطيه كلمته من سنين؟؟.."
وحطت يدينهاا فوق راسهاا وقامت تصيح من جديد...يعني خلاص اذا كان عندهاا امل صغير انه غير كلامه...فهالامل راح من بعد كلام هيلة...
هيلة بجدية: مضاوي....وش هوله هالصياح؟؟؟..اللي يشوفك يقول ميت لك ورع...اكبري ترا مانتيب ورع...والله ان " فطين" اعقل منك..."
فطين هو كلبهم السلوقي ^_^
بس مضاوي ما سكتت...هيلة وفضه هم الوحيدات اللي تقدر تصيح قدامهم...اهي عارفة ان الايام الجايه راح تكتم على انفاسهاا صدق...
تركت هيلة الاكل اللي بيدهاا وهي تشوف وجه اختهاا ممتلي دموع القهر والمرارة...وراحت ضمتهاا بقوة تبي تخفف عليهاا النيران اللي مشتعله بجوفهاا...




في ايطاليا


في شوارع الرومانسية والحب والليالي الغير شكل!!



وصل سعود اخيرا للمكان اللي كان واقف فيه مع البنت....
تطلع يمينه وشماله..ماكان لهاا اي اثر...كان الارض انشقت وابلعتهاا...!!!
دار حول نفسه يدور طيفهاا الاشقر وضحكتهاا المبحوحة...بس للاسف كانت النتيجه وحده...
حس باحاسيس مختلفه من خيبة الامل...والالم اللي استغربه...كان يحس باشياء صغيرة مؤلمه بقلبه....هذا اعجاب؟؟...هز راسه مستنكر على نفسه حركات المراهقين هاذي...كم عمرك يا سعود؟؟؟...33 سنة...ومع هذا قاعد تطامر بالشارع علشان بنت هلفوتة قابلتهاا واعجبتك...
اللي خلقهاا خلق الف غيرهاا...وخلق الف احلى منهاا...والف ارق منهاا..
صرخ فيه صوت صغير...بس هاذي غير...سأل نفسه بحرارة...ليش غير؟؟...
ماسمعت ضحكتها الناعمه..ابتسامتها البريئة...عيونهاا الامعه...هذي هي الانثى...فزمن قلوا فيه الاناث....عشان كذا هي غير يا سعود...
ضرب يدينه ببعض بقهر....وش يفيد هالحكي كله؟؟...
آآآآآآآآآآآآآآه صدق اني غبي...قالهاا وهو مقهور من هبالته...لو انثبرت عندهاا...بس كان لازم اصرفهاا بكل برود...بس هي اللي صرفته...
حتى لووو...لو اني بس طلبت رقمهاا...لو وصلتهاا للبيت مثل اي رجل محترم...لكن ما اقول الا آآآآآآآآآآآآآآه مالت على وجهي....
حط يدينه داخل جيوبه وراح يمشي راجع لشقته...بس ماكان فاقد الامل انه يشوفهاا وهو بطريق الرجعه..
حس بقطرات مطر صغيرة تطيح على خشمه المرتفع....رفع عيونه السود للسما ...وكشر..مطر؟؟...اففف....
رفع ياقة الكوت اللي لابسه...وركض بخطوات كبيرة يقطع الطريق قبل لا يزيد المطر...لكن المطر زاد بثواني وصار قوي مرة...
وصل اخيرا للعماره اللي ساكن فيهاا...دخل بسرعه بعد ما رفع يده يسلم على البواب...اللي هز راسه له باحترام....
راح للمصعد الخاص فيه....وطلع المفتاح من جيبه...واول مادخل المصعد...طالع نفسه بالمراية العريضة اللي داخله...
ومشط شعره باصابعه....وفصخ الكوت المبلول من المطر الغزير...وصل المصعد للدور اللي ساكن فيه...وكانت شقته بالدور الاخير...
خلى المفتاح بالمصعد...ودخل لشقته وابتسم وهو يشم ريحة الازانيا الحاارة الطازجة اللي توها طالعه من الفرن...
يمكن هذا الشيء الوحيد اللي بيهون عليه فقدان ذيك البنت للمرة الثانية...
طلعت خدامته الفليبينية اللي جايه معه من الرياض من المطبخ...واللي امه ارسلتهاا معه من استقر هناا....
قالت ايمي بعربيتها المكسره اللي تحب تستخدمها: تبي ئشا؟؟"
سعود وهو يعطيها معطفه المبلول:yesss..."
وراح دخل غرفة نومه...وتمدد على سريره الابيض العريض بدون مايفصخ حتى جزمته وانتم بكرامه...
غمض عيونه شوي...وشاف وجهها...فتح عيونه وهو منقهر من غباءه...وضرب جبينه شوي عشان يبعدهاا عنه...
قام بسرعه...وراح لغرفه مخليهاا محترف له...وقف عند اللوحه القماشية البيضاء المشدودة على الحامل...
مسك اللون الأصفر وامزجه مع شوية ابيض ولون غريب كأنه نحاسي وبني فاتح... وخربش خربشات صغيرة...كان يبي يرسم شعرهاا الجميل الانسيابي...شعرهاا اللي مثل سنابل القمح في احلى المواسم...
دخلت عليه ايمي: الئشا جاهز..."
مارد عليها...وهي تعودت على وضعه هذا خصوصا لمن يكون واقف عند لوحة من لوحاته...
وحست بسعاده وهي تشوفه يرسم...اهي تعتبره مثل ولدهاا من كان صغير وهي تشوفه يكبر قدامهاا...وله فترة مارسم...فاليوم يعتبر عيد بالنسبة لهاا...
تركته وراحت المطبخ...حطت عشاه في صحن بالمايكرويف..لأنهاا عرفت انه ماراح يآكله خلال الساعات الجاايه...اهو يحب يرسم ويرسم لمدة ساعات لين يهده التعب...
وسعود هالحين مشغول برسم ام الشعر الذهبي...يبي يوثق صورتهاا براسه مايبي ينساهاا...لأنه يعتبرهاا الهاام...والفنان مفروض يستغل الالهام الموجود بحياته...او المتواجد للحظات بحياته...مثلهاا...هي بنت الصوت المبحوح!!







كانت واقفه قبال البيت اللي اهي ساكنه فيه...كانت تمشي وفي عيونهاا نظرة غريبة ...تحس باشياء غريبة بقلبهاا...اكيد اعجاب ايه...اعجاب...كله بسبة هذاك الرجال...كان وسيم..مو بس وسيم...غريب...عجيب..فنان..خطير...ماتدري بايش توصفه؟؟؟..
صدق اني مخفه والله!!...فيه وحده تعجب بواحد ماشافته غير مرتين ومدة ثواني او دقيقة ....اكيد هذي المشااعر بسبب الغربة لا اكثر او اقل...
رجعت تتذكر..صوته البارد...عيونه الواسعه الحاده...حواجبه العريضة المستقيمه...خشمه المرتفع واللي كأن فيه كسر طفيف بالنص...سمرته الحلوة...الشعر الخفيف اللي على ذقنه ...
دارت حول نفسهاا بحالمية...يا رب ارزقني بزوج يكون مثله...مو بس مثله...يكون اهو نفسه...يحق لي اتشرط..دام الموضوع كله حلم...قالتهاا بسعاده لنفسهاا...يا حلو الاحلااام يا "مارية" حاكت نفسهاا من جديد...وبصوت عالي...
عضت شفتهاا بخجل لمن شافت واحد من الجيران يطالعهاا وكأنهاا مجنونة...وهي تدور وتكلم نفسهاا...ابتسمت بنعومة للرجال الكبير بالسن...وراقبته وهو يهز راسه ويروح لبيته...هزت راسهاا تضحك على عمرهاا...وركضت لبيت "ادلينا" بخطوات راقصه سعيده...
طقت الباب ثلاث طقات اول ماوصلت عنده...وانتظرت شوي...كانت مبتسمة بس لمن انفتح الباب كشرت بقرف...بوجه" ايمانويل" اللي كان يعلج السيجارة القذرة بفمه...
كان واقف بوجهها...ما تحرك ولا اي مسافة عشان يسمح لهاا بالمرور...كانت نظراته تجول على جسمهاا بحرية...
حست باشمئزاز كبير يملا كيانهاا...وصرخت بوجهه عشان يبعد عنهاا...وفعلاا بعد عن طريقهاا اول ماسمعهاا تنادي مرته....بس تكرم ورسم ابتسامة متهكمة على وجهه...
دخلت البيت...وهي تحس انهاا استهلكت مقدار السعاده المخصص لهاا كل يوم...اول ماتدخل هالبيت تحس بالكآبة...لو اهي اغنى شوي بس...كان قدرت تسكن بشقة لوحدهاا...لكنهاا للاسف مو اغنى...اهي على قد حالهاا عشان كذا مضطرة تحمل هالبشر المقززين اللي اهي ساكنه معهم...
سلمت على الشباب والبنات الجالسين بالصالة بعضهم يذاكر...وبعضهم يقرا مجلات..
...وطلعت الدرج لغرفتهاا...
ابتسمت ل " كلاريسا" اللي كانت تلعب بالالعاب التركيب عند باب غرفتهاا...ووجهها مليان شوكولاته...وملابسهاا حقت النوم قذرة...بسبب الأكل...
دخلت غرفتهاا الصغيرة مرة...وقفلت الباب...وارجعت تبتسم من جديد بحرية...بدون ماتضايقهاا نظرات" ادلينا" وزوجهاا...
هزت كتوفهاا وهي تحس بطاقة غير طبيعية...وراحت للمراية حقتهاا...طالعت بشعرهاا الناعم القليل..وبوجهها اللي دايم اعتبرته عادي او اقل من عادي..
ياما قالت لهاا جدتهاا انهاا جميلة...بسبب براءتهاا اللي تطفو على وجهها...بسبب انوثتهاا اللي كانت سبب تهكم قريباتها منهاا..بسبب حبهاا للحياة ونعومتهاا بالتعامل مع اي موقف....بسبب غمازاتهاا الحلوين...
مسكت المشط وجلست قدام التسريحه...وقامت تمشط شعرهاا وهي تحلم بالرجال الغريب...وبصوت الرجال الغريب...وبنظرات الرجال الغريب...!!
ونست النوم ذيك الليلة وطعم النوم...!!


...في اليوم الثاني...
...في العصر تقريبا....



في مملكة المرأة
وفي محل فساتين جاهزة...لمصممين عالميين...




كانت "هيفاء" واقفة تدور حول نفسهاا قدام المرايات اللي بالمحل...وهي لابسه فستان من تصميم روبرتو كفالي ب25الف ريال....لونه احمر وناعم جدا وبسيط...صدره فيه شك ناعم...وهو من تحت طبقات..
قالت وهي ترفع ذيل الفستان الحريري بغرور وترجع ترميه باهمال:
وش رايك نورس؟؟"
نورس وهي مشغولة تقرا رسالة على جوالها
: روعه..."
سحبت هيفاء منها الجوال ورمته على الأرض وصرخت فيهاا بتوتر
: طااالعيني لمن احاكيك.."
انفجعت واستغربت نورس من سر اهتمام هيفاء بالزواج لهالدرجه....حتى انهاا من اليوم تصرخ على الموظفات عشان يطلعون لهاا الفساتين الخاصه بالVIP...
نورس وهي تلمس خشمهاا بنعومة:
...جدا ناعم.."
هيفاء وهي ترجع تأمل الفستان
: بس كيف طالع علي؟؟؟...شلون مخلي جسمي..؟؟"
نورس وهي تبتسم برقة
: هيفاء انت اكثر الناس معرفة بجسمك...لو تلبسين خيشة بتطلع عليك فتنة...مشاء الله جسمك مافيه اي عيوب...وهذا ضابط عليك مرة.."
ارتاحت هيفاء لكلام اختهاا مرة...وعضت على شفتهاا بخبث وهي تعيد كل خطوة حتسويهاا من اول ما تدخل الفرح لين ماتطلع منه...
وبعد ما عادت كل الخطوات...رجعت تلمس قماش فستانهاا الحريري...وهزت راسهاا وهي متأكده انهاا بتجيب الهدف المطلوب وببساطة...
دخلت غرفة القياس من جديد...وفصخت فستانهاا بحذر...ولبست ملابسهاا اللي اول..وهي بنطلون جينز ضيق...وبدي ناعم حريري لونه بيج...
طلعت من غرفة القياس واعطته للموظفة...وراحت تشوف الفستان اللي اختارته " نورس" لنفسهاا....
ابتسمت وهي تشوف نورس واقفة عند اللون المفضل عندها دائما وابدا الPink...نورس التفتت اول ماسمعت صوت كعب هيفاء...
ورفعت لهاا الفستان: وش رايك؟؟.."
هيفاء وهي تقلد صوت نورس الناعم
: روووعه!!..."
نورس بضيق
: هيفااااااااء...لا تطنزين علي!!"
هيفاء وهي تمسك الفستان وتقلبه بايدهاا
: ابي اعرف وش سر هالوردي معك؟؟..اوكي لون بناتي وحلوو...بس مو بكل وقت...جربي تغيرين..انت مشاء الله بيضااا..ويناسبك اي لون..."
نورس وهي تضم الفستان لصدرهاا وتحس ببرودة القماش
: لااااء...اناا امووت بالوردي...كله انوثة..وبعدين واذا كنت بيضا مو معناته اني البس كل الالوان..."
هيفاء وفيهاا ضحكة
: ههه...طيب يا انوثة...جربي الفستان...وبدور فاطمه عشان تشتري لناا كوفي..."
طلعت من المحل ووقفت تدور بعيونهاا شغالتهم اللي دايم يجيبونهاا معهم للسوق تقدرون تقولون مثل الديكور الاساسي...
شافتهاا فاطمه الحبشية وتركت الشغالات اللي كانت تسولف معاهم وجات بسرعه ل هيفاء...
اعطتهاا هيفاء فلوس وطلبت منهاا تشتري لهم كوفي...ووقفت تنتظرهاا على باب المحل...وهي مطلعه الجوال من شنطتهاا عشان تتصل على السواق يقرب من البوابة..
سمعت صوت ضحك...لكن هالضحكات اختفت فجأة...فرفعت راسهاا بتلقائية...وابتسمت بخبث واضح وهي تشوف بنات عمهاا يطالعون ببعض...
اجل العروس هنا!!...قالتهاا هيفاء بانتصار...
ابتسموا بوجهها بنات عمهاا بعد ماسمعوا جملتهاا بتوتر شديد..
قالت وحده فيهم: هلاابك هيفاء...وش هالمفاجأة الحلوة؟؟"
هيفاء ردت بنفاق واضح
: وااااو والله مو بس حلوة لكم..حتى لي اناا...الصدق الفرحه صارت فرحتين.."
تكلمت الثانية بتردد
: مشاء الله...شكلك بتحظري.....ن العرس؟؟..هه..."
هيفاء وهي تبتسم بحلاوة
: ولووو...عرس بنت عمي...اللي انتظرناه سنين وسنين...وسنين...وسنين...لابد احظره...."
وركزت على كلمة السنين اللي اعادت تكرارهاا كذا مرة ورى بعض...
لاحظت ان وجيههم سودت من شماتتها الواضحه وضوح الشمس من عمر عروسهم....
كملت هيفاء وكأنهاا ما تدري وش قالت قبل شوي: وووين عروستناا؟؟؟...لالالا...لازم اشوفهااا قبل العرس..."
اسكتوا يطالعون بعض...فكملت هيفاء بخبث
: لا تقولين مخبينهاا علشان نور العروس!!...ههههههه...."
قالت وحده فيهم
: العروس ميب هنا....اهي بصالون التجميل...عشان تستعد ليوم العم...ر"
هزت هيفاء كتوفهاا بحسرة مصطنعه
: اممم....يا حسااافه كان بودي اشوفهاا...المهم...سلمولي عليهااا...ترى لهااا من الوحشه الكثييييييير..."
البنات بصوت واحد: يوص..ل ان شاء...الله.."
هيفاء وهي ترفع يدها بنعومة: اوكي...باي.."
واعطتهم قفاهاا واخذت الكوفي من فاطمه اللي كانت واقفة وراها بصمت...ورجعت تشوف نورس...اللي كانت واقفه على اعصابهاا بغرفة الملابس...
دخلت هيفاء عليهاا ولقتهاا متوهقة بالفستان ما تدري شلون تسكر السحاب اللي على جنب...
ساعدتهاا هيفاء وبعد تقرير الاكسسوارات المناسبة....طلعوا الثنتين من المحل...لبسوا عباياتهم قبال البوابة...
واول ما ركبوا السيارة الفخمة...تكلمت هيفاء بشماته
: مادريتي شفت بنات عمناا...هههه...مخبين عروسهم خايفين عليهاا من العين..."
نورس بضيق
: هيفاء بلييز...لا تتشمتين بالبشر...وبعدين وش فيهاا بنت عمنا...تراها حلوة.."
هيفاء وهي ترفع حواجبها مصدومة من ذوق اختهاا
: ذيك حلووووة؟؟؟..وععععع...ما اقول غير مالت عليك.."
نورس بحساسية وهي شوي وتصيح
: مووو...كل البشر....كاملين مثلك يا هيفاء...فيه ناس كثير جمال...هم متواضع..."
هيفاء وهي تربت على كتف اختهاا وفيهاا ضحكة
: اناا عارفه ان محد مثلي...بس لا تصيحين الله يخليك...اشربي اشربي قهوتك.."
سفهتهاا نورس اللي تجمعت الدموع بعيونهاا...ما تحب الشمااته وتكره اللي تسويه اختهاا بالبشر لكن مابيدهاا اي حيلة...






في الصحراء
وبين الاغنام الكثيرة اللي يمتكلهاا" بنيان"




كانت جالسه تحلب الغنم...وبنتهااا" مضاوي" جالسه عندهااا ساكته...كانت عارفه نفسية بنتهاا بسبب صدمة الزواج اللي جات بدون اي مقدمات...وكانت معزمة تكلم زوجهاا وتقنعه....مع شكهاا بقدراتهاا...لكنهاا بتحاول تضرب على الاوتار الحساسة..وان شاء الله يفيد معه...
اهي ماتمانع ان بناتها يآخذون رجال كبار بالسن...لأن هذي ميب مشكله بنظرهاا...لكن ابو علي...انسان جشع مافيه اي صفه ممكن تنبلع...مافيه لا كرم ولا شجاعه ولا نخوة...مافيه غير البخل والجبن....واذا راحت بنتهاا عنده...
فبتعرف انهاا موب آخذ لهاا حقهاا من حريمه....وبنتهاا صحيح قوية لكن قدام العدد المهول اللي راح تواجهه وهي لوحدهاا فاكيد بتفشل بأخذ شوي من حقوقهاا...
ياما قالت لمضاوي تسفه مرت ابوهاا ولا تراددها....لأنهاا عارفه ان شعاع اذا حطتهاا براسهاا بتقدر توديهاا بمصيبة...
وهذا هي المصيبة...اختارت مضاوي من بين بناتهاا عشان تزوجهاا لاخوهاا اللي اهو اخس منهاا مية مرة...
اختارت اجمل بنااتهاا واصغرهن واذكاهن واقواهن عشان تزوجهااا لاخوها اللي مافيه ذرة خير..او رجولة...
طالعت ببنتهاا اللي تلاعب الجفار الصغيرة....مضاوي لسه صغيرة...والجانب الطفوولي فيهاا كبير...والحنان اللي فيهاا يشيل العالم كله ويعيشه بسلام...
حسبي الله عليك ياا" بنيان"...قالتهاا ام عبدالله بمرارة...
وهي تحاول ان عبرتهاا ماتنزل...بس غصب عليهاا نزلت عبرتهاا...وانتبهت لهاا مضاوي فقامت بسرعه وهي شايلة جفرة صغيرة بايديها...من مكاانهاا وابعدت عن امهاا عشان ماتزيد جروحهاا والآمهاا...
امس سافروا اهل ابو علي....ووبيرجع لهم لوحده بعد يومين عشان يملك عليهااا ويآخذهاا وياه....
راقبت حريمه وعياله الكثيرين وهم يركبون الددسن اللي جا به...وهم يتزاحمون بالحوض...وحتى موب كافيهم...!!
دعت من كل قلبهااا انهم مايرجعون ابد لهناا...لكنهاا كانت عارفه ان دعوتهاا ذي ماراح تتحقق...لأن ابو علي على قول خواتهاا هو نصيبهاا..
تذكرت شكل ابو علي وهو يناظرهاا بعد ماخلص الغدا وطلع يغسل يدينه...
ويمسح وجهه القذر بظاهر يده....تمنت لو تقدر تقطع وجهه وتذبحه وتدفنه ولا احد يدري عنه....
تذكرت حريمه وهم يعاينونها كأنهاا بضاعه معروضة للبيع...ويسألون "شعاع" عن نحفهاا اللي موب عاجبهم...وعن سكوتهاا ونظراتهاا الحاده لهم...وهي تطالع بيديهم المتجعده اللي مليانه ذهب...وفضه...لكن هالشيء ما يهمهاا...عمر هالاشياء ماهمتهاا...وعمرهاا مافكرت فيهاا...يمكن هم يحبون هالاشياء عشان كذا وافقوا يخطبون ل" ابو علي"!!...ولااا مافيه مره تخطب لرجلهاا الا اذا كانت تبي الفكه منه!!
دخلت شقهم...وجلست على الأرض جنب فضة اللي كانت تزيت شعرهااا الطويل...من لية الغنم( شحم الغنم)....
قالت فضة وهي تشوف مضاوي تجلس قبالهاا: زيتي شعرك..."
هزت مضاوي راسهاا رافضه: لااا...حاطه حناا...."
فضة وهي تمشط شعرهاا وتشوف سكوت اختهاا اللي موب طبيعي: مضيوي...وش بلاك؟؟.."
ما ردت مضاوي...على اختهاا...وتركت الجفرة اللي بيدهاا تروح...ومسكت المراية الصغيرة المكسورة...وحاولت تشوف عيونهاا الواسعه...ومسكت المكحلة وقامت تكحلهم...لا ابو علي ولا عشرة من امثاله يخلونهاا تنسى كحلهاا....اللي متعودة تحطه باليوم اكثر من مرة...
سمعت صوت صرخات عبدالله اخوهاا الغالي...وهي تتردد بسرعه والم...وكأنه خايف من شيء!!
تركت المكلحه بسرعه والمرايه حقتهاا على الارض باهمال...
وراحت جري طالعه من بيت الشعر تبي تعرف وش صار له؟؟؟....









في القرية الايطالية
وفي الصباح الباكر
في المخبز
ورائحه الخبز الشهية باشكاله وانواعه المختلفه منتشرة بالمكان..




كانت " مارية" قاعده تنتظر دورهاا وهي شايلة بعض اغراض البقاله اللي اشترتهاا قبل شوي...
اليوم الدور عليهاا...اهي اللي راح تروح وتشتري اغراض البيت...الحمدالله طلعت بدري قبل الزحمه...مع انها لقت زحاام خفيف بسبب كثرة السيااح....
كانت قاعده تعلك وتنفخ بالونات من العلك...وهي تبتسم كل شوي ل" كلاريسا" اللي طلعت وياااهااا....
كانت تشوف ب" كلاريسا" نفسهااا...طفولتهااا...اهمال اهلهاا لهاا....هي نفسها" كلاريسا" مع اب مشغول بملاحقه الحريم...وام مشغولة بمراقبة ابوهاا...
ما تذكر بيوم انهم انتبهوا لوجودهاا..او التفتوا لهاا...كان جل اهتمامهم انهم يبعدونهاا عن حياتهم...ولو كاانت عندهم المااده الكافيه كان مليون بالمية حطوهاا بمدرسة داخلية..
حست بيد كلاريسا تشدهاا...انتهت انهاا واقفة بمكانها...وشافت ان كل اللي قبلوهاا تحركوا...فمشت بسرعه...واخذت الخبز اللي جات علشاانه...
طلعت من المخبز...وهي ماسكه الأغراض بأيد وايد " كلاريسا" بأيدها الثانية...كان اللي يشوفهم يقول هذي ام وبنتهاا...بسبب حذر مارية الشديد عليهاا...وابتسامتهاا والتفاتاهاا الرقيقة لهاا...
ووقفت شوي بالشارع...وقامت تسوي ملابس كلاريسا المهملة وتحااول تنسقهاا شوي....قبل لا تروح عشان تكمل باقي المقاضي..






في نفس الوقت...كان بطلنا " سعود" يركض بسرعه...على الجانب الثااني من الشارع. .يحس بنشاط مو طبيعي اليوم..
يبي يفرغه بأي شيء...ومافيه مثل الرياضة لتفريغ الطاقات الكامنة....وخاصة رياضة الركض والجري بالهواء الطلق...فيهاا تجديد ممتاز للدورة الدموية...وبعد عن الكآبة اللي ممكن تصيبك بسبب رتابة الحياه...
خلص لوحه للبنت اللي صوتهاا مبحوح...
لوحة جميلة جدا...صحيح ان لسه تنقصهاا بعض اللمسات النهائية...اللي تميز رسمه عن رسم الباقيين...
تنقصهاا التداخلات العجيبة في خلفية اللوحة....والبريق المميز اللي لسه ما اضافه لعيونهاا...اكتفى انهاا رسمهاا ببساطة...بس لازم يضيف لهاا شوية سحر...عشان تطلع اللوحة تحفه فنية مالهاا مثيل...
كانت اللوحه عبارة عن بنت تمشي وسط حقل قمح....وهي لابسه فستان ابيض واسع طويل...والشمس تشرق من وراء الحقول وتعطي اضاءة عجيبه...
من زمان ماخلص لوحه بالسرعه الفضيعه هذي...كان جالس عليهااا فوق العشر ساعات متواصلة...واكواب القهوة متراكمة جنب علب الالوان...وبعض الخبز الاسمر القاسي متناثر هناا وهناك....
حتى ايمي من كثر فرحتهاا كانت تراقبه وهي مسحورة...واهو ماكان يمانع تواجدهاا فوق راسه وهي تطالع برائعته اللي لسه ما اكتملت...
ايمي مربيته من كان صغير...ولو يتخلى عن اشياء كثيرة بحياته هي بالذات مايتخلى عنهاا...
ايام ماكانت امه تندب حظهاا وتبكي...كانت ايمي تضمه لصدرهاا وتنومه عندهااا...اهي اللي علمته كل شيء...علمته كيف يآكل؟؟..كيف يلبس؟؟...كيف يتكلم؟؟؟...
لا يمكن ينكر فضلهاا عليه...ويشكر امه انهاا ارسلتهاا له...
وقف بتعب...بنهااية الشارع..ومسح جبينه...وشرب من الموية المثلجة اللي معه...شاف الاشارة وهي خضراء...وبعض السيارات تنطلق تمشي بسرعه....
دارت عيونه بين النااس بشكل طبيعي...
ولمح شيء خلاه يغمض عيونه بسرعه ويرجع يفتحهاا...شاف شعر اشقر قمحي..قدام عيونه...بالشارع الثااني...
طالع فيهاا...اهي نفسهاا...ايه ملهمته....اهي اللي محتاجهاا عشان يكمل لوحته...صاحبة اللوحه...!!
رفع يدينه يأشر لهاا بس ما كانت تطالع فيهاا...كانت تكلم بنت صغيرة معاهاا...وكان واضح انهاا مو منتبه لأي شيء ثاني...
طالع بالسيارات وهو مغتااض...كان يبي يقطع الخط...بس مافيه اي مجال يقطعه مع السرعة المجنونة لبعض السائقين...
طالع بالاشارة...يا ربي ليش علقت على اللون الأخضر؟؟؟..افففف...
رفع صوته: هااااااااااااااااااااااااااي....هنااااا...."
لاحظ ان ناس كثير تلفتت وهي تسمع صوته القوي ...وطالعوا فيه باستهجان...الشارع مو ملك ابوه عشان يصرخ فيه بهالطريقة....!!!
بس هو ما اهتم بهالشكليات...بالطقاق بالناس وبالشاارع..المهم هي تلتفت له....
ضرب جبينه بقهرر...وقام يدعي على مخترع الاشارات وساعة الاشارات....وسنين المرور وتنظيم الطرق...وهو يشوفهاا ما تسمع اي اثر لصوته وهذا باين على حركااتها اللي ماتغيرت..وهذا بسبب السيارات المزعجه اللي تقطع الطريق...
قرر انه يقطع ولا همه بالسيارات...بسس..اول ما حط رجله عشان يقطع الشاارع...سمع صوت صفارة شرطي المرور..
التفتت ببطء...وشافه وهو يأشر له انه ما يمر....فزاد قهرره على هالحظ اللي مو موافقه ابد..
التفتت من جديد يبي يملي عينه منهاا ويدعي رب العاالمين انهاا ماتروح لين تقفل الاشارة ...
بس لمن التفت لقااهاا بكل بساطة راحت واختفت....طالع زي المجنون بالشاارع اللي كانت واقفه فيه...لالالا...مو معقول انهاا اختفت بهالسرعه؟؟..استحااله اساسا..اكيد دخلت واحد من هالمحلات...
قطع الشارع وهو مو مهتم لا بصفارة الشرطي ولا بواري السيارات اللي ارتفعت اصواتهاا وهو يقطع الخط بجنون...
حتى ان كذا سيارة جات تصدمه بس ربي ستر عليه
دخل المحلات اللي بالشارع واحد ورى الثاني...بس للاسف اختفت...ما عاد بقى لهاا اي اثر...
حس باحباط فضيع....وهو يضرب قزاز آخر محل دخله وسأل عنهاا فيه...يعني معقول الفرص تجي وتروح مني بهالسهولة...
ثلاث مرات شفتهاا هالاسبوع...ثلاث مرات...وضاعت مني كل هالفرص بسهوولة....آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حظي!!!






في الرياض
في القصر الخرافي لعايلة سعود
في الغرفة الحمراء
وطبعا الغرف مسمية بالوانهاا بسبب كثرتهاا...فيميزونها بهالطريقة...



قفلت باب غرفتهاا بحذر....وبعد ما تأكدت انه انقفل زين....راحت ببطء وقلبهاا ينبض بشدة...للدولاب اللي بركن الغرفة...من زمان ماراحت له....لهاا فترة طويلة...قلبهاا يعورهاا ما تحب تشوفه...بس هي اشتاقت له كثيير...كثييير...
جلست على ركبهاا...وفتحت الدرج بتردد....بعد مادخلت مفاتيحهاا الذهبية داخله...بلعت ريقهاا كذا مرة وهي تشوف صندوق الموسيقى البني حقهاا قدام عيونهاا..
فتحت الصندوق...فتصااعد صوت الموسيقى الكلاسيكية...وبدوا التماثيل الصغيرة الموجوده داخله بالرقص بشكل دائري....
تجمعت الدموع بعيون" هيفاء" الواسعه الجميلة....وهي تشوف التماثيل اللي على شكل عرسان وعرايس تتراقص قدام عيونهاا بتناغم...
تركت الصندوق يشتغل على جنب..وطلعت الأوراق والصور الموجوده بالدرج...وعلبة العطر الفرنسية....والحلاوة البلجيكية اللذيذة...المحببه عنده...
وآخر شيء...تي شيرت...ابيض..مقاس L..مرسوم عليه صورة نخيل وشاطىء..
تأملت التي شيرت وحست بغصة قوية بحلقهاا ...
ضمت التي شيرت وهي ترتجف بقوة....مو قاادرة تستوعب غياابه...له سنتين غايب...بس مع هذا ما زالت تنتظر قدومه...وتنتظر اسفه...وتنتظر شوفته...
صحيح انه كان قاسي..بس مافيه اي مقاارنه بين نار قربه وناار بعده!!
نار بعده الحارقة...اللي احرقت كل مافيهاا...اللي احرقت ايامهاا الحلوة وسنينها الحلوة...اللي احرقت" هيفاء" القديمه وبدلتهاا بوحده نجسه شريرة..قااسية جاحده...
قالت بصوت متقطع خافت وهي تكلم التي شيرت: اشتقت لك كثيييييييييييييير....اهىء اهىء...حرااام عليك....ليش رحت؟؟...ليييش؟؟...قتلتني ويااك....قتلتني.."
رجعت تبكي بحرارة وهي اللي كانت تحااول تماسك...وطالعت بعلبة العطر الغالية على قلبهاا..عطر مصمم لهاا خصيصا اهي...اهو اللي كان طالبه لهاا...
رشت منه على معصمهاا...وشمته وهي تحااول تمااسك....كان العطر بريحة الورد واريج الازهار المختلفه...كان يقول لهاا انه يشبه لهاا...بس اهو.. كذاااااااب....كذااااااااااااااااااب...خاااين....بس ليته مامات...اناا راضية انه يخووني...ويعذبني ويخليني شماااته بين البشر....بس ما ارضى انه يروح ويرحل بكل هالبساااطة...
طالعت بأغراضه اللي تناثرت من الدرج المزدحم بالذكرياات....وزادت حدة صيااحهاا ودموعهاا اللي انكبتت فترة طويلة!!
وهي تشوف صوره اللي متناثرة حولهاا...وابتسامته المرسومة براحه على وجهه...تذكرت صوته الجميل...وهو يغني لهاا...ويدق لهاا عود...
تذكرت ليالهم الحلوة سوا....تذكرت اشياء كثيرة تجمعهم....نست في ذيك اللحظة الاشياء السيئة اللي سواهاا فيهاا...نست كل شيء سيء...وتذكرت احلى واحلى الليالي ويااه...يامام حطت راسهااا على كتفه ولعبت بشعره....ياما شالهاا ودار فيهاا بالحديقة...حتى لمن كانت تتعب من المشي...كان يشيلهاا على ظهره ويمشي بهاا...
ليش خرب كل شيء؟؟...ليش راح لذيك الحفله؟؟؟...ليييش يا " خالد" حطمت كل شيء بيني وبينك؟؟...وما اكتفيت بكذا...مت!!....ببساطه مت!!




في الرياض
في مبنى انيق جدا
مجلة " اضواء"


طالع بالأوراق اللي قدامه...وهز راسه بغضب وهو يطالع برئيس التحرير اللي كان جالس وهو ينتفض قبااله...مو معقول الشيء اللي قاعد يقراه...اكيد انه بكابوس...ومو اي كابوس...اسوأ كابوس ممكن يعيش فيه اي واحد يشوف اللي بناه بسنين قاعد ينهد قبال عيونه...
: وش ذييي؟؟.."
صرخ" شجاع" في هالكلمه وهو يطالع بأرقام الديون الخيالية اللي عليهم....معظم الصحفيين ما استملوا شيكات رواتبهم...وبعضهم رافعين دعاوى يطالبون بحقوقهم كااملة...وارقام المبيعات جدا منخفض....وقاعد ينزل الرقم اكثر واكثر كل شهر....
شلون صارت هالأمور كلهاا؟؟..اهو بس سافر سنة...وترك المجله وهي على افضل حال..شلون فجأة لمن يرجع يلقى الدنيا سايبه والاوضاع مقلوبة..
لازم اهو يتصرف...ايه...لازم يتصرف ويجدد الادارة كامله...ويرجع سمعة المجله مثل اول....وجديد..
سمع ثرثرة رئيس التحرير...وهو يبرر اخطاءه...بس مالقى لهاا اي بال..وهو يطالع بالخاطرة اللي مكتوبة قدامه...كانت خاطرة غبية جدا من وجهة نظرة المكتبرة والرافضة لأي شيء جديد...

"عاشقة واهية"
بحبك ملأت فراغ وجودي
وبدفء حنانك الودود
اذبت حرماني
واينعت انوثتي بعد صدودي
على نسائم همسك وعطره
وعلى غيث من رقيق الوعود
وفي ظل غزلك وسحره
ترعرعت فرحة صباي..وهل نجم سعودي
*******
والآن صار حبك هاجسا يؤرقني
حين عيي قلبي عن الجواب
صارت هماستك تهددني
بالتحول والانقلاب
وصار غزلك يذرني
بلومك والعتاب
حين يأتي يوم وتسألني
اين انا من الحب والاحباب
*******
وتسألني عن حبي وتنتظر جوابي
وامام خوفي وحيرتي وارتيابي
قلت اذهب بعيدا دون ايابي!!
*******
لست كما تظنني قاسية...
ولكني ماعرفت لشعوري ماهية
فلا تعتبرني انسانة عادية
ولكن اعتبرني عاشقة واهية!!
بقلم" النورس"
اول شيء لازم يبدا فيه....هالصفحه الغبية في آخر المجله.....اللي تضم اتفه خواطر قراهاا في حياته كلهاا...لازم يلغيهاا من الوجود...مثل هالخواطر البشعه مصيرهاا الزبالة..مو مجلة محترمه مثل مجلته...واكيد اهي بداية سبب الخساير اللي لحقت فمجلتهم من كل جهة...






"مضاوي" و"عبدالله"...والله اعلم وش صار له!!
"هيفاء" ودموعهاا وجزء من ماضية القاسي!!
"نورس" واحلامهاا اللي راح تتحطم قريب...وقريب مرة...على يد " شجاع" و"شجاع" بس هو القادر على تحطيم ارق مخلوقة بالوجود...
وأخيرا...سعود وتحطمه بسبب ضياع الفرصة الثالثة ويمكن الأخيرة....

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
الفص4ل


" افراح الحزن"

مرت الأيام والليالي على ابطالناا بهدوء رتيب....كل واحد فيهم ينتظر مصير شيء معين....هيفاء تترقب بصمت زواج بنت عمهاا اللي خططت فيه اسوأ التخطيطات ...ومضاوي تنتظر بخوف رجعة ابو علي ومعاه 20 من مزايين البل اللي ابوهاا طلبهاا كمهر لهاا...بعد اقناع من امهاا اللي كانت عارفة شلون تبعد ابو علي عن طريق بنتهاا وبدهاء...وبدون ما تحسس رجلهاا ان هالطلب راح يبعده.. البخيل للابد..وهذا اللي كانت تدعيه هي وبناتهاا...




اما..بالنسبة لبطلنا سعود...استسلم لقدره وترك شغلة الالهام على جنب...لكنه كمل اللوحة عشان يستفيد منهاا بمعرض الشباب اللي راح يقام بعد فترة...ومارية...كانت مشغولة بخياطة بعض التصاميم عشان تسلمهاا لبوتيك" لولا"...ولكن سعود ظل في بالهاا...يروح ويرجع ويلمع بفكرهاا خصوصا اذا شافت اي رجال يشبهه...




نجي لنورسنا الناعمه الرقيقة...نورس استغربت ان آخر عدد من المجلة ماعرض لهاا الخاطرة اللي ارسلتهاا...وكمان استغربت من شيء ثاني صاار..ان فيه رساله وصلتهاا من معجب...وكانت تمدح آخر خاطرة نزلتهاا في آخر عدد!!!!! وهالشيء خلااهاا تبدا تفك خيوط لغز رسايل المعجبين...لكن قبل كذا كان لازم تروح للمجله وتشوف وش الساالفه بنفسهاا!!
شجاع...كان يحاول ينقذ مجلتهم اللي سمعتهاا وصلت لحضيض بسبب الرشاوي اللي كان يتقبلهاا رئيس التحرير...
وبدا بتجديد شامل لاقسام المجله...ووجه دعوة لبعض كبار الكتاب...مع ارقام شيكات للتفاوض....
لكنه على صعيد المشاعر يحس بكره فضيع للنورس الغبية اللي كانت تكتب الخواطر التافهه خصوصا لمن عرف شلون نشرتهاا بالمجله وكيف قدرت تضحك على رئيس التحرير الغبي....!!!







في قاعة من افخم قاعات الزواج اللي بالرياض..
المقصورة
كانت افراح آل....آل ....على آخرها...
والالعاااب النااارية ماليا السمااء...
خصوصا ان الليلة زواج ثنين من اغلى عيالهم
والعايلتين متداخلة النسل....يعني عم اخذ خالة..خال اخذ عمه...وهكذا..
طبعا....الطق والمغنى واصل لآخر الدنيا...
والفخامه والترف في كل ركن من اركان المكان







في قسم الرجال...
كانوا اخوان العروسة...والعريس واقفين والفرحه مرسومة على وجيههم..
ويتبادلون المزح واصوات ضحكهم تتعالى بالمكان...وفيه بعض الناس تحمد ربهاا وهي تطالعهم...^_^وداخل انفسهم يقولون مسكين ماصدق تزوج!!!
كان واحد من اخوان العروسة واسمه" نواف" مو مصدق ان اخته الكبيرة اخيرا وافقت على ولد عمته الغالي..." هيثم"
من سنين وسنين وهو يخطبهاا ومن سنين وهي تصده بدون ما تشاور نفسهاا....وفي آخر خطبة كانوا متأكدين ان الموضوع نفسه راح يتكرر..
لكن الصدمه اسكتتهم...حتى انهم اليوم وهم بعز فرحتهم مو مستوعبين ان اختهم وافقت اخيرا على الرجال اللي صدق شاريهاا ولا فكر يتزوج غيرها...
حتى ان نواف يدعي ربه ان الزواج يتم على خير....ولا يدري ليش قلبه مقبوض...يمكن بسبب هالموافقة المفاجأة...وهو ادرى الناس بأخته ويتمنى ما تفشلهم وترفض العرس فجأة...عااد وقتهاا ماحد يقدر يغصبهاا خصوصا ان كبار العايلة حلفاءهاا....
وبعدين هالفرحه طعمها غير عن كل الفرحات....هالفرحه جات بعد حزن عميق....حزن تخللهم سنتين طووويلة اطول من اي حزن ثاني...هالفرحه جات بعد موت اخوه اللي الآن يحاولون يطلعون منه...ويستوعبون ملابساته المفجعه....
صدق انه في حياته ماكان غالي بالنسبة للثانين.....لكنه كان بالنسبة ل"نواف" اخو غير كل الأخوان...كان يقدره ويفتخر فيه....حتى وهم يعرفون كل المصايب اللي للاسف كان يسويهاا....كان يحب يلبس مثله....ويحب يقلده....رغم فارق السن الكبير اللي بينهم...
تنهد بحزن وهو يحاول يبعد صورة خالد عن راسه...وصورة جثته المتشوهه.....ورجع يمزح مع العريس اللي كان لابس مشلح سكري انيق...








ههه...يحسبون ان زواجهم بيرفكت!!
قالتهاا بتريقة وهي تمر بعيونهاا على كل الورود الطبيعية اللي جابوها من هولندا...وتكدست بشكل مرتب في اماكن متفرقة من القاعة الضخمة....
كانت توزع ابتسامات مدروسة للناس اللي تشوفهم بكل لحظة...وهم مهم مصدقين ان اخيرا هيفاء طلعت من قوقعة الحزن على خالد....ورضت انهاا تحظر الزواج اللي ماتوقعوا ابدا انهاا ممكن تحظره...خصوصا وهم يعرفون مقدار العداوة اللي كانت بين خالد واهله...وكانوا يعرفون ان هيفاء كانت ويا صف خالد وكانت ضد كل شخص في العايله يقولهاا الصدق..او يحاول ينصحهاا...
قالت وهي تبتسم لنورس: احس بمشاعر غريبة وانا اطالع فيهم...."
نورس ردت وهي تمسك يد اختها: هيفاااء...ليش حظرررررتي؟؟...كلناا عارفين ان الوضع صعب عليك..."
هيفاء لمعت عيونهاا بقوة: صععب؟؟.."
قالتهاا بصوت مبحوح ومجروح...
الوضع مو بس صعب...الوضع مؤلم مميت...جاارح قاتل..اهي تبي تألم كل شخص آلمهاا...وتبي تقهر كل شخص يقهرهاا...اهي المهاا تعدى المجرات وتجااوز الحدود البعيدة...
المهاا تجاوز الآف السنين الضوئية....وانغرس في اعماق اعماق قلبهاا...
اهي عارفه ان اللي تسويه غلط....اهي عارفه ان خالد مات وانتهى...لكنهاا مو راضية تصدق...تبي تنتقم منه...وتنتقم له في نفس الوقت...
فيهاا طاقة حزن فضيعه تبي تفرغهاا بالأشخاص اللي حولهاا....الأشخاص اللي قالوا عنهاا كلام كثير مؤلم في الماضي...
وبنت عمهاا...اللي هي اخت" خالد" للاسف اكثر شخص آلمهاا...اساسا اهي سبب موت خالد....اهي اللي بحقدهاا حاولت تبعده عن هيفاء...ما درت انهاا ابعدته عن العالم كله....
حست بيد نورس تمسكهاا بنعومة...فطالعت بأختهاا وهزت راسهاا بلامبالاة يعني انا كويسة.. وقامت من كرسيهاا....
قالت لنورس وامهاا: بروح الحمام...عن اذنكم.."
طالعوهاا بتوتر...خاافوا منهاا...وخاافوا عليهاا...اهم عارفين هيفاء اكثر من اي شخص ثاني....وجلست هناء ان مابنتهاا ماتسوي مصيبة...او على الأقل ماحد يشوفهاا...



راحت هيفاء بسرعه...ووصلت عند بوابة الخروج...لاحظت ان خوات العروس مشغولات جوه...شكل بنت عمهاا وصلت...
دقت على رقم...وهي تلبس عبايتهاا بسرعه وتحاول انها ماتثير الشكوك في الناس اللي يطالعونهاا...
سمعت صوت ناعم
: هلااا والله بالقمر.."
هذا كان واحد من اخوياهاا...
قالت وهي تبتسم بخبث
: هلااا حياااتي....هاا....مستعد للي قلت لك؟؟"
رد عليهاا بلهفة
: طبعاا عمري....ولوو...دام الشغلة فيهاا رضا قلبي...فأنا مستعد..."
تنهدت هيفاء وهي تضحك
: كذااااب...ههههه...والله عشاان الفلوس اللي وصلت لك...مااعليناا حلال عليك...شوفني بطلع وبحاول اخذ لك الرقم...."
خويهاا بلهفة للشر
: يله عجلي...نبي نضرب ضربتناا بدري..واعرفي ان العيار اللي مايصيب يدوش!!..."
هيفاء بشراسه
: لااااء....ابيه يصيب ويذبح!!...مفهوم؟؟.."
رد بصوت متردد
: ان شااا...ء الله..."
هيفاء وهي تهز راسهاا
: ...يله باااي.."
قالتهاا وهي تلف الشيلة على راسهاا...شافت وحده من بنات عمهاا تطالعهاا..وقربت منهاا بنت عمهاا..
: هيفاااء...وين بترووووحين؟؟"
ردت هيفاء ببساطة
: ولاا شيء حبيبتي...بس نسيت غرض بالسيارة...وابي اجيبه..."
وكملت وهي تكذب ببراعه وتتمسكن
: حبوبي...متعوودة احطهاا بالسيارة...عشان اذا احتجتهاا..."
وضحكت داخلهاا شلون قالت هالكذبة الغبييييييييه...
هزت بنت عمهاا راسهاا بأسى واضح على وجهها الطيب
:يا حياتي..حبوب الصدااع؟؟.....اوكيه..لا تأخرين...عشان الزفة... مع انك لو تخليني ارسل واحد من هالبزران"
ردت هيفاء وهي تهز راسهاا
: لا يا شيخه...السواق اهبل..ما يدري وين ربي حاطه...اروح اجيبهاا وارجع...انت بس قولي للبواب يدخلني..."
وطلعت بسرعه من الباب....واول ماطلعت..تلفتت يمين...وشماال..شافت عيال عمهاا والمعرس..واقفين في جهة بعيدة شوي...
عضت شفتهاا...يعني لازم تضرب مشواار...قفلت جوالهاا...وراحت تمشي...ليماا قربت منهم...ووقفت كأنها بتدق من جوالهاا...






ههههههههههههههههه
ضحك نواف على هبالة ولد عمته.....وكمل:
ياااخي فششلتنااا...اعقققل...اللي يشوفك يقول اول واحد يعرس!!"
" هيثم" بحرارة
: مبسوووووووووط. يا نواف...مبسووووط...يا شيخ عمرك ماراح تفهم اللي احس فيه...انتظر لين تتزوج وتشوف اذا مسكتك تريقة...وتعليقات...."
نواف وهو يتريق وعيونه تقز البنت اللي واقفة بعيد عنهم شوي
: مخلي الفهم لك يااا حسااااس...بعدين مين قالك اني بعرس؟؟..الله لا يقوله...."
سكت نواف شوي..والتفت لاخوه الصغير وبعد عن هيثم والباقيين وقاله
: تعرف البنت اللي واقفة هنااك؟؟؟..."
ابتسم اخوه الصغير وقال بأعلى صوت
: الحلوووة؟؟؟.."
طق نواف اخوه على كتفه
: اقصر صوتك...فضحتنااا..."
قال اخوه وهو يحك كتفه
: ايييييييي....ايه اعرفهاا...هذي هيفاء..بنت عمي عبدالعزيز..."
سرح نواف وهو يسمع اسم هيفاء......يااااااااه من متى ماشاف هيفاء....هيفاء مرت خالد...وش الطااري؟؟..وغريبة انهاا حاظرة....
طالع بتوترهاا وهي تلفتت وكأنهاا تدور على احد...وقرر يروح يشوف وش تبي؟؟..خصوصا انه يشوف انظار الرجال وهم يقزونهاا...
وصل عندهاا وتنحنح....
التفتت بسرعه وكأنهاا مفزوعه...
قال نواف باعتذار:
آسف اذا افجعتك...وش تدورين يا هيفاء؟؟؟.."
هيفاء استغربت انه عررفهاا...وتساءلت اذا لسه يذكر شكلهاا...اكيد ان غطاها خفيف...حست بدقات قلبهاا تتسارع...
قالت بنعومة
هلااا....نواف...كيفك؟؟.."
رد نواف بخجل غريب عليه...بس لأنه ما سألهاا وهي سألته
: بخير...وانتي؟؟.."
هزت راسهاا يعني واناا بعد وسكتت....
نواف رجع يتكلم
: وش تدورين؟؟"
هيفاء وهي تبتسم براحه وهو يشوف اسنانهاا الحلوة من تحت الغطا الشفاف
: الصرااحه جوالي طفاا...واناا...انااا...ادور عن السواق..."
نواف تلفت حوله
: ما اعرف سواقكم...بس وش سيارتكم؟؟؟.."
اسكتت هيفاء تفكر بجواب وقالت بكذب خبيث
: هه...لا تحرجني يا نوااف!!...ما افهم بانواع السيارات...بس لونهاا اسود.."
نواف قال جواته مالت عليكم يالبنات فالحين تبون آخر موديل وانتم ماتعرفون اسمه...طلع جواله واعطاها اياه...
ووقف قدامهاا...لاحظ انهاا ما تكلمت...فنسى انه حاط قفل...اخذ الجوال من يدهاا من جديد...فتلامست ايدينهم...جزعت هيفاء...وسحبت يدهاا بسرعه..وبعدت عن نواف بتلقائية...ما عمر اي رجال لمسهاا...الا خالد...خالد وبس...
بلعت ريقهاا وهي تشوف وجه نواف يتوتر...وعطاها الجوال وابعد عنهاا...سوت بحث سريع للارقام....وابتسمت براحه وهي تشوف الرقم...وحفظته بسرعه...ودقت على سواقهاا عشان يجي قريب...عشان ماتطلع كذابة...







طالعهاا نواف لمن اعطت الجوال لواحد من الصغار....من اليوم ماشال عينه عنهاا...جميله...وهو اللي يذكرهااا زين...اهو اللي انصدم بخبر خطوبتهاا لخالد...اهو اللي كان ينتظر لحظة تخرجه من الكلية الحربية...عشان يتقدم لعمه عبدالعزيز....لكن الصدمه هزته....اخوه ومو اي اخو اغلى اخوانه على قلبه...وهيفاء...الحبيبة المستحيله ....تزوجوا...وش كان يقدر يقول؟؟..كان اناني وحسدهم كثير...وكانت نيران بقلبه مجنونة تشتعل لمن يشوفهاا تبتسم لخالد...او اي حركه حميمة طبيعية تسويهااا له...آآآآآآآآه ياا الزمن...هذا هو خالد ماات...لكن حتى بموته كان لسه مآخذ هيفاء منه..!!
والدليل انه لماا فكر يخطبهاا قبل فترة كل الناس عارضوه وقالوا له ان هيفاء صارت اشلاء بعد وفاة رجلهاا...وانهاا ماراح تكون ابد معه جسم وروح....
شاف الولد وهو يمد يده للجوال...وحس انه بعالم ثاني...
اخذ الجوال...وقام يطالع فيه...ويحس فيه شيء تغير...وكانت ريحة هيفاء مالية جواله الملبس بالقطيفه.....
حس بيد ثقيلة على كتفه....فانتبه لهيثم...اللي كان يطالعه...وكأنه عارف وش يفكر...
هيثم ببساطة: هذي هيفاء بنت عمي عبدالعزيز...صح؟؟"
بلع نواف ريقه: وشووو؟؟...ايه...مشاء الله كيف عررفتها؟؟"
هيثم بكل برود: اعررفهااا زين..من زود الغطاا..اللي اهي حاطته؟؟.."
نواف استغرب برودة لهجة هيثم...وحس برغبة في الدفاع عن هيفاء...مسكينة كلن جااي ضدهاا..حتى خواته يكرهون سيرتهاا...
نواف بتوتر: مااعليناا منهاا....ما قالوا لك متى بتدخل على العروس...؟؟؟"
هيثم وجواله يدق ومو راضي يسكت: لاااء....ياربي هالرقم ذبحني...خلني برد عليه...وارجع لك...وانت دق على خواتك واسأل.."
هز نواف راسه...ودق على خواته...وهو يسولف ويمزح معاهم...سمع صوت صرخة من هيثم...والتفت بسرعه....لاحظ ان المعازيم كلهم يطالعون جهة هيثم...اللي كان شاد على الجوال بقوة...ووجهه سود...استغرب نواف من التغير اللي صار فجأة عليه...
وراح يمه بسرعه....بس هيثم ما اعطاه مجال...ركض قبل لا يوصله وركب سيارته ورااح....
وقف نواف مفجوع يراقب سيارة هيثم اللي راحت...وش يسوي ذااا؟؟؟





في الصحراء
والليل يغطي المكان
والأجواء مخيفه نوعا ما للناس اللي ماتعودت على الصحراء
لأن الظلام دامس...ويهيء للناس اشياء كثيرة
بس الجو كان رووعه....خصوصا انه نزل شوية مطر من سااعات...
فطلعت ريحة الأرض والاعشاب البرية القليلة



كانت جالسه هي وخواتهاا.....واصوات ضحكهم وسواليفهم مالية الجوو...وعبدالله نايم بحظنهاا....من زمان ماحسوا بهالراحه....ابوهم رايح يبيع بعض من غنمه..وهذا تعتبر احلى فترة عندهم...لأن مافيه احد يضايقهم ويزن فوق روسهم....واذا على " شعاع" فهم معطينهاا الخصران اللي بيقطع مصرانها
قالت مضاوي وهي تضم عبدالله اقوى لصدره وهو متضايق
: اذا تجوزت ان شاااء الله...بآخذ معي عبيد...."
هيلة وهي تشرب شاهي
:من صدقك؟؟؟.. ابوي بيعيي.."
فضة وهي تآكل فطير وتغمسه بلبن
: لاااا....موو معيي...اهو يبي الفكه مناا واحد ورى الثااني.."
مضاوي وهي تبتسم بوجيههم ووجهها منور
: ومن قال انه بيفتك مني؟؟...بجيبه هنيا وبنسكن يمكم..."
فضة تتريق
: ههههههههه...ايه مرررة بيطيعك ابو علي..."
مضاوي بغرور
: يا شيخه....ابو علي مو بس بيطيعني...الااا بحركه كأنه خويتم في اصباعي الصغير.."
واشرت لهم على اصباعها الصغير وهي جاده بكلامهاا
هيلة وهي مقهورة من غرور اختهاا
اسكتي اسكتي بسس....لا تسمعك شعاعوه الحين وتبلشناا..."
سكتت مضاوي وهي تطالع حولهاا...صح اذا سمعتهاا شعاع بتسود عيشتهااا صح...وموو بعيد تقول لبوهاا عن الحكي ذا...يااااويلي وش بيسوي ابوها اذا درى انهاا تكلم عن الزواج بالشكل ذااا؟؟؟*_*
ابتسمت فضة فجأة
: يااااااااااااااه...مين يصدق ان مضيوي تجوز قبلناا؟؟؟..."
وكملت
: اذكر يومنك صغير....كان حمدان يشيلك ويرفعك...كنك بنته...ويطير بك في السمااا...ويدور بك...كنت احسدك..."
هيلة وهي تغمض عيونهاا بقوة عشان ماتبكي
: ومن زين جوازة مضيوي..؟؟؟...كل اللي صار لناا بسبب حمدان...و...و"
ولا قدرت تنطق الأسم....وبلعت ريقهاا بتوتر
مضاوي وهي تصب شاهي لخواتها
: اذكرن الله..وانسن هالسيرة...واذا على الجواز...نصيبك يجيك لو انك في آخر هالأرض..."
هيلة والعبرة خانقتهاا
: من بيتجوزناا وعيال عمنا هجوا عنا واتركوناااا؟؟؟....تكلمي....كلن يظن ان العيبة فيناا...مضااوي انت صغير...ما تعرفين النيران اللي بصدورناا..."
فضة وهي تحاول انهاا تكون متماسكه لأنها الكبيرة
هيلوووه...خلاص عااد...من باعنا بعنااه لو كان غالي...."
هيلة بحرقة وغيرة من مضاوي
: ليش ابوووي يجوز مضاوي قبلنااا؟؟؟....اناا احق...واكبر.."
حست مضاوي بنيران تغلي بصدرهااا....
وقالت ببرود
: اذا بتحسديني على ابو علي....فعز الله انك ماتعرفين الحق..!!"
هيلة وهي تنفخ بوجه مضاوي بعصبية
: من يومني صغير...وكل شيء لمضااوي...حتى شعاع اول ماتجوزهاا ابوي...كانت تحبك..تذكرين يا فضة يومهاا تخبي العيشة لمضاوي..وتطردناا.."
فضة بصعوبة
: خلاص يا هيلة....هذااك اول....بس الحين....تبدلت الاحوااال..."
مضاوي حست بغيرة خواتهااا منهاا....وتجمعت الدموع بعيونهاا....بس ما بكت...اناا ماراح ابكي...وليش ابكي؟؟؟...والله اني قايله ان ابو علي خيرة....
وطالعت بعبدالله وكلمته جوات نفسهاا
: شفت شلون اناا وياك؟؟؟..كلن ضدناا...محد وياناا..."
اذا هيلة اللي مضاوي تبديهاا على نفسهاا طلعت تغاار منهاا وتحسدهاا على شيء تاافه ماله اي قيمه بذكرى مضااوي...
تحسدهاا على محبة العقرب شعاع....محد فااهم ان شعاع ماكانت تحبهاا...كانت تمثل قدام ابوهاا...لأن ابوهم كان يغلي مضااوي على الباقييات...ويحبهاا زود عنهم...
طلعت شعاع من بيت الشعر
وصرخت عليهم بأعلى صوت ودعت
: ناامن جعل التربان تنام عليكن...اصواتكن تصحي الورعاان..."
ردت مضاوي بحرة
: وانت معاناا...آآآمين..."
ردن البنات بصوت واحد ورى مضاوي
: آآآآآآآآآآآآآآآآمين..."
شعاع وهي تحط يدهاا على خصرهاا وتهز
: اييييييييييييه الحين طلعت حسوسكن...ويوم ابوكن فيه...ما تقدرن علي...ما كون شعاع اذا ماخليته يربيكن من جديد...."
مضاوي بغضب وكره دفين
: خليه يربيك اول..."
شعاع وهي تخبط صدرهاا
: الله يا مضيوي...وووين ذاك كله امس وقبله؟؟؟.."
مضاوي ببرود
: ترى موو بس انتي اللي تمسكينين...حتى اناا صرنا نتمسكن..."
سكت شعاع وهي طالع فيهم مقهووورة...وكانت تبي تكلم زود...بس سمعت صوت واحد من اطفالهاا يصيح...
قالت بأعلى صوتهاا وهي ترفع يدينهاا لسماا وكنها مظلومة
: حسبي الله عليكن....حسيبن كافي..."
تنهدت فضة وهي تشوف شعاع ترجع تدخل بيت الشعر...ووقفت
: اناا بنام....لا تاخرن بالسهر...."
هيلة بعد وقفت
: واناا بروح معك...."
مضاوي ما ردت على خوااتهاا..وجلست مكانهاا تراقب خطواتهم بصمت وهم يروحون لبيت الشعر..
ضمت عبدالله بقوة وهي تزيد النيران اللي قداامهاا...وتغطيه بالبطانية حقتهاا لأن ماعنده وحده....
سمعت صوت ذيب يخترق الأجواء من حولهاا...بس كانت متعودة على مثل هالأصوات...وما تأثر فيهاا لأن اولا... قلبهاا قوي بالأيمان...وثانيا....عيشة الصحارى زادتها قوة...مشطت شعر عبدالله باصابعهاا...كانت تطالع الجروح اللي على وجهه من اثار العقال حق ابوهاا....ضربه قبل كم يوم وبدون سبب واضح..كان عبدالله يلعب مع الصغاار...وطيح واحد بدون مايدري...وشافه ابوهاا...فمسكه وضربه ضربه...وجلده بكل قسوووة...وخلاه بالشمس حاافي....ومضاوي تتوسل ابوهاا وترجااه يخليهاا تدخله...بس ابوهاا عيى ولا لان قلبه وهو يسمع صياح ام عبدالله....وهي تدعي ان ولدهاا يموت ولا يغربلونه بهالطريقة...
مضاوي بحسرة
: شلووون يدعون عليك بالموت وانت ولدي؟؟؟..ما يعرفون غلاة الضناا؟؟.."
وضمته بقوة وهي تحاول انها ماتصيح اذا تزوجت ابو علي راح تآخذ عبدالله...ماراح تتركه ابد...وهي متأكده ان ابو علي ماراح يعيي عليهاا...






ايطاليا

قريةCourmayeur
في الصباح الحلو.....مع زخات المطر الخفيفة النقية...
ومع رائحة القهوة الأمريكية المحببه عندها...

كانت" مارية" تشتغل بحماس....في بوتيك مدام" لولا" وهي ترتب قطع الفستان الأحمر الساحر اللي يصلح لمرافقات العروس...على المليكان( عرايس العرض)...
وطبعا كانت تشتغل في واجهة المحل...وحاسه بحماس حلو...خصوصا وهي تشوف اعجاب المارة بالقطع اللي ركبتهاا...كانت تشوف تعابير وجههم...وحست ان هذي بداية الالف ميل للوصول لحلمهاا....
بداية حلمهاا...وهي عارفة ان حلمهاا كبير...واكبر من انهاا تتخيله...لكن وش العيب في الاحلام...غير انهاا احلام؟؟....
خلونا نترك "مارية" تشتغل شوي على قطعها...وتعالوا ندردش عنهاا...." مارية" بنت سعودية من ام اسبانية لها اصل مغربي....
التقى ابوهاا المتوسط الحال بأمهاا في " ماربية" في اسبانيا...وانهبل بجمالهاا اللي يمزج بين الغرب والشرق في أحلى صوره....
اعجبته كثير....وكان يبي يكون معهاا علاقة ويروح...لكنهاا كانت قوية...ورفضت كل محاولات استمالته...
كان ابوهاا اساسا مرافق لأحد الشخصيات الهامه...ومثل مانعرف المرافقين وضعهم المادي جدا عادي....صحيح انهم يعيشون برفاهية في السفرات...لكن وضعهم المادي في البنوك جدا عادي....
قرر انه يستشير الرجال اللي يشتغل عنده وهو الخبير بعلاقات الحريم...فقاله هالخبير بكل بساطة...تزوجهاا...ايه نعم...تزوجهاا...عيش معهاا فترة وبعدهاا طلقهاا...وكل واحد فيكم يرجع لديرته....!!!






اخيرا وقع اتفاق مع راعي معرض الفنانين الشباب في ميلانو...بعد ماوراه اللوحة اللي رسمهاا مؤخرا...وهي اللوحة اللي تتوسطهاا مارية بكل حلاوة...
اعجب الفنان الكبير بالسن باللوحة ومدح سعود كثير...وطلب منه يرسم اكبر عدد من اللوحات اللي فيهاا مثل هالأحساس الحلوو اللي ينبض في الوان اللوحة الذهبية....
وافق سعود على الموضوع ببساطة وبدون نقاش....حاليا ماعنده اي موضوع يشغله غير هالبنت...وصراحه له فترة ماشاف وحده تلفت نظره بنفس الطريقة....
كان يمشي وهو يطالع حوله بملل...مشتاق للسعودية كثير...له فترة ماراح لهاا...يبي يجلس مع امه وخواته....يبي يسولف مع ابوه عن شركات العيلة....
يبي يحس ببرد الرياض الجاف والقارس.....يبي يمشي بزحمة شوارعهاا...ويقابل اصحابه ويحظن عيال عمه الصغار ويلعب معهم....
الصراحه طفش من هالغربة....كم له وهو في ايطاليا؟؟؟..سنين وسنين....وحقق حلمه؟؟؟..لااااء...شكل حلمه عمره ماراح يتحقق...
" مشكله الفنان ماتنعرف قيمته الا اذا مات"
قالهاا بسخرية وهو يحك شعره الناعم..
وكمل وهو مقهور
: يله وقتهاا بيكون في زوجة وعيال يستفيدون من موتي"
مر بمحل يبيع القهوة بأشكالها وانواعها المختلفه....والروائح الشهية منتشرة بالجهة هذي من الشااارع...
دخل المحل اللي كان مزحوم...وقعد ينتظر دوره ويتسلى بقراية المنيو اللي على الجدران..
شاف اطفال صغار قدامه....يتهواشون على الدور....ضحك على شقاوتهم وحلاوة روحهم وبراءتهم الواضحه من تصرفاتهم العفوية...
ابتسم الطفل الأشقر لمن ابوه شاله...وبانت له غمازات حلوين وواضحين بخدوده....غمض سعود عيونه ثواني وهو يبتسم للطفل....سبحان الله يشبهااا كثير...كأني اشوفه فيهاا...اللي ضحك انه لمن علم صديقه عن هالبنت...صديقه صفق وهو مبسووط...يقوله والله وعرفت تختار وتحب يا سعوود...
صدق ان خويه مخرف...شلون يحب؟؟؟...يحب وحده مالمحهاا غير كذا مرة...هذاا موب حب..الحب عشرة ومواقف....عمر الحب مايتكون بهالطريقة.....الحب بعد الزواج...في معظم الأحيان...وهذا اللي شافه بأصحابه...معظمهم كانوا كارهين الزواج وطاريه... وهالحين مرابطين ببيوتهم اربع وعشرين ساعه....







طاحت منهاا الدبابيس الصغيرة اللي كانت تشتغل فيهاا على الفستان...كانت مو مصدقة نفسهاا...لزقت وجهها بالشباك...هذا هوو...نفسه ايه...الرجال ابو شعر اسود..الحلووو...آآآآآآآآآآآآآه...تنهدت مارية وهي تغمض عيونهاا وتفتحهاا من جديد...
طقت على القزاز بعجز وهي تكور يدينهاا...وتطالعه ينتظر دوره في المقهى القريب مررة...واللي قدام المحل ومايفصل بينهم غير مسافة قصيرة تسمح بمرور سيارة وبس....تحس بخدر بجمسهاا مو قادرة تتحرك وتروح للباب وتطلع منه وتركض له...وتقوله" اخيرا شفتك"
سمعت صوت العامله من وراهاا وهي مستغربة وقوف مارية كذا....التفتت لهاا مارية...وسألتهاا بحالمية: كيف شكلي؟؟.."
ولمن تذكرت كالعاده انهاا بايطاليا مو بمكان ثاني...طالعت بقزاز لواجهة اللي واقفة وراهاا...ورتبت شعرهاا الناعم القليل المبعثر...
مشطته باصابعهاا...وطلعت منديل ومسحت وجهها المعرق...وابتسمت براحه وهي تقفل الأزارير العلوية للقميص الحريري الأبيض اللي لابسته...عشان يترتب شكلهاا...وشدت تنورتهاا القصيرة الفوشيا...
وحاولت تتحرك عشان تنزل...بس حست بشعور غريب ثاني...وماقدرت تحرك رجوولهاا اللي كأنهاا انصبت في قالب اسمنت...
طالعت فيه وهو أخيرا...يآخذ كوب القهوة بأناقة...ويسلم العاملة الفلوس وهو يبتسم ....كان مذهل...بقميصه السماوي...وبنطلونه الرماادي الحلو...والجاكيت اللي شكله مفصل خصيصا لجسمه باللون الأسود الفخم....
تعلقت عيونهاا فيه تحاول تشبع عيونهاا من هالجمال...من هالسحر...من هالكاريزما..من هالجاذبية اللي نادرا ماتشوفهاا...
وغمضت عيونهاا بقوة وهي تشوفه يقرب من المحل اللي اهي فيه...اكيد تحلم...اكيد تحلم...اكيييييييييييييييد حلم!!






كان نازل من المبنى الأنيق اللي يحاول ينقذ سمعته...اليوم متعب....والموظفين مو قادرين يتأقلمون مع سرعته....صدق تعودوا على الكسل....
" لو اجيب عماله صينية اوفر"
قالهاا بتريقة وهو يشوف سيارته الفخمة واقفه على بعد مسافة قليلة منه...حس بوجود شخص وراه...
فالتفتت ببطء...وشااف!!!

















تبون تعرفون وش صار !!

بكره ان شاء الله اكمل ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :
الفصل الخامس
( وبدأت الحكاية!!)


شفناا في الفصول اللي فاتت شلون تصادف سعود مع مارية...وشفناا بعد كيف حاولت هيفاا تنتقم من بنت عمهاا وعرفناا قصتهاا كامله...وتوضح لناا بعد ان نورس...كانت تلاقي الدعم من اهلهاا مو من معجبين حقيقين...وان رئيس التحرير الجديد...قرر انه يشيل الزاوية اللي تكتب فيهاا....
على مستوى آخر من القصه....عرفناا مضاوي وشفناا كيف حياتهاا ويا اهلهاا في البر....وشفناا بعد ان ابو علي اللي يصير اخو مرت ابوهاا كان يبيهاا...يبي يتزوجهاا...وان ابوهااا طلب منه مهر خيالي...

بنبدا الفصول الفعليه لحكايتناا.... بعد ما اخذنا نبذة عن شكل الأحداث وطبيعة الحياه والأبطاال...
ومن هالبداية راح نعرف وش صار بالضبط في الأحداث اللي ما اكملتهاا بالفصل السابق...


بعد شهرين...

"سعود"



طالعت بالبنت اللي جالسه جنبي...كانت الحسرة تآكلني...احس بنيران تصاعد بصدري واناا اشوفهاا على بعد مسافه قليلة مني...
شلون تهورت وتزوجتهااا؟؟....شلون نسيت اهلي وسمعتهم ووزنهم بالبلد؟؟...وش راح الناس يقولون عنهم؟؟..صح اني ابيهم يندمون على اللي سووه...لكن مو لهالدرجه...ابيهم يحسوون فيني...يحسوون بمشاعري...لكن مو بهالطريقة..دووم انا كذا شخص متسرع ما احسب اي حساب لأي شخص في الدنيااا....
مسكت علبة الموية الشفافة وشربت منهاا شوي ليتهاا تطفي شوي من الأحاسيس للي تعصف فيني...الأحاسيس اللي محتاجه لمستهاا...
لمستهاا هي مو احد غيرهاا...لمست الحبيبة....لمست الغالية...لمست عيوني ونور قلبي " مارية"
بلعت ريقي واناا اشوف هالمخلوقة اللي مفترض تكون زوجتي متربعه بكل وقاحه على مقعد السيارة...كان جسمهاا متثني وهي حاطه يدهاا على ذقنهاا وتأمل الطريق...وعععع...هذا اللي حسيت فيه بهالحظة...خصوصا لمن شفت يدينهاا السمرر اللي فيهاا حنا...
ركزت على الطريق عشان ما ارتكب فيهاا جريمه هي واخوهاا اللي منسدح وراي...اخوهاا المعاق جسديا وذهنيا...الصرااحه كان قلبي يعورني عليه...لكن ماتوقعت انه بيعطوني اثنين بسعر واحد...
اناا طلبت بنتهم بس..ما طلبت هالولد...لكن يله....هي كلهاا فترة ونااوي اطلقهاا...بس بعد ما يندمون اهلي ويعرفون ان الله حق!!!!
دورت CDلمحمد عبده...هو الوحيد اللي بيهدي اعصابي...هو الوحيد اللي يقدر يسيطر على هالمشاعر المؤلمه...صوته مثل السحر...يمتلكني كلي...لقيته اخيرا..ابو نورة...احبه حيل.. ياااه مالقيت غير هالأغنية...هالأغنية اللي تمثلني كلي من فوقي لتحتي..وتذكر قصتي وياهااا بكل اختصار...
دخلت السي دي...وحاولت اني اتمااسك..خصوصا ان معي مره بالسيارة لوو مامعي احد كان صحت وصحت بدون ما اندم...بس لااا ما باقي غير اني اصيح وهالبدوية معي...عشان تخليني قصة بين العرب...
وش يهمني فيهاا؟؟..خلهاا تقول قصتي للناس...اساسا مين اللي بيسمعهاا..ماحد سامعهاا غير ابوهاا وحريمه...بسس...لالالا..لازم ما اتهور اخاف تعلم خواتي...اناا ناوي اني ما اخليهااا تختلط مع اي احد...
بس لنفرض انهاا اختلطت...ما ابيهاا تمسك علي اي كلمة او تصرف سخيف راح يصدر مني...

ليت ربي ماكتب لحظة وداع...لا فراق ولا دموع ولا ضياع...
وليت كل الناس خلن مع خليل...وكل ماقيل النهاية بين الاحباب الرحيل
قلت احبه حييييييييييييييييل...

اييييييييه والله ليت كل الناس خلن مع خليل...وينك عني هالحين؟؟؟...
وكيف حياتك مع زوجك؟؟..معقولة مبسوطة وياه...تحسين بنفس الأحاسيس اللي كانت بيناا...يعجبك مثل ماكنت اعجبك...ولااا..لسه تحبيني والود والمشاعر كلهاا محفوظة بقلبك لي...ولا وهبتيهاا له؟؟؟...

كل ما ادفن خيالك يا عنيد...تمطر الدمعه وينبت من جديد
شفت وش سوه بي حبك يا بخيييييييييييل...


آآآآآآآآآآآآآآآآآه...ضربت الطاره حقت السيارة بانفعال....هالمقطع بالذات كانت تعشقه" مارية" كان يعجبهاا الوصف الغريب فيه...غمضت عيوني بقوة...احاول اتمااسك...وما اتهور وافضح نفسي عند هالمره...هالغريبة...هالمخلوقة...
طالعت فيهاا من جديد وانااا حاس بحقد عليهاا...ليش وافقت علي؟؟...ليش ماردتني؟؟؟...
سعود وش فيك متنااقض؟؟؟...انت اللي كنت تبيهاا توافق عليك...
انت اللي رحت تدور لبوهاا على مزايين البل عشان تآخذ البنت...انت اللي حفيت عندهم عشان يوافقون عليك ويعطونك بنتهم...سعود وش فيك تنسى التفاااصيل وتذكر النهايات بس؟؟؟...
اصحى يا سعود...انت هالحين زوج هالمره رضيت ولا انرضيت...

لو نويت اعاتبك القى الكلام....يعتذرلي منك ويلوم الملام...
والقى حتى كلمه احبك قلييييييييييييييييل

زدت سرعه السيارة واناا احس بقلبي بيطير من مكانه ويروح لهااا...
تعديت قطيع من الغنم ..سمعت حركه جنبي...
فالتفت بحده وشفت المخلوق اللي مفروض يكون زوجتي...تلفت وتطااالع فيه...شكلهااا متحسره على مفاارق هالحيوانات....
رجعت ركزت من جديد بالطريق...واناا احس بشعور من الأشمئزاز يزيد بداخلي...شكلهاا مقرف هالانسانه...بثوبهاا الأحمر...وسروالهاا الطويل المطرز...وبرقعهاا اللي كله قروش...وجلستهاا واكيد ان صوتهاا بعد مقرف مثلهاا...صح...
هي اللي بتخلي روس اهلي بالتراب...خصوصا لمن تحظر اجتماعات العايلة الأرستقراطية...هه...مووو قادر اتخيل شكل عماتي وبناتهم وخالاتي وهم يطالعون فيهاا من فوق لتحت....صح بيتشمتون بقوووة بأهلي...
عشان يعرفون ان " مارية" كانت راح تكون الزوجة المثالية لي...الزوجة اللي بتشرفهم عند الناس...كانت باختصار...راح ترفع روسهم فوق...لكنهم اغبيااااء...آآآآآآآآآآآآه...
رجعت امسك الطارة بقوة احاول افرغ فيهاا هالمشاعر المكبوتة داخلي....




" مضاوي"



كنت احاول اغير من قعدتي كل شويه....ما كنت مرتااحه ابد...واناا اشوف هالرجال اللي جنبي...ينوح كل شووي ويتأوه..مابقى الا يحط اللطمة ويصيح...مثل الحريم..
الصدق مانيب متعووده على مثل هالاشكااال...
صدق ان رجال المدن مثل الحريم...ما بينهم اي فرق الا هالشوارب واللحية...
طالعت بيدياتي...كنت حاطه حنة حمرا...الله يهدي ميمتي...
قلتلهاا ماله لزمه...
اهل المدن ذولي مايعرفون زينتناا...بس عيت...
ارتحت واناا اشوف وجهها منور...
وواضح على وجهها الرااحه اللي كانت مفارقتهاا سنين طوال...
مدري على وش مرتااحه؟؟...مرتااحه اني صرت مرت واحد من هالرجاجيل اللي مايعرفون حتى كيف يتكلمون كلمتين على بعض.....
مثل رياجليناا....
تمقلت فيه بدون ما ينتبه...انااا ماصدقت افتكيت من ابو علي وعياله رجعت ب،،،يوووك...ياااويلي ويلاااه اثاااريني نسيت اسأل ابوي عن اسمه..!!!
وش اقوله هالحين؟؟...اقوله يالاجودي تراااني ما اعرف لك اسم!!....
طيب ذا رجلي يعني اقلهاا الله يهديك يا يبه كان قلت لي اسمه...
صديت عنه بسرعه يوم لاحظت انه التفت لي....
قلبي يرقع بقوة بصدري...احسه بيطير من بين ضلووعي..
بلعت ريقي...حلقي جاااف..ما شربت شي من الصباااح...ولا نزلت اللقمة ببطني...انااا اللي عييت ان آكل واذوق العيشة...
كااان خوفي على عبيد مهبل بي...
بس زين ان هالرجال طلع فيه خيرة...
ورضاا اني آخذ وخيي....بعد قليبي عبدالله...
تلفت اشوفه...وارتحت واناا اشوفه يمسح عيووونه بيدياته ويمد بوزه...
كان الجوو بريد...وتمنيت لو معيي بطانيه اغطيه فيهااا...
رجعت اتربع على هالمقعده العجيبة...الصرااحه انهاا مريحه...شين غريب...موب مثل مقعدات الددسن حق ابوي...
كبيرة وريحتهااا زينه....تقل فيهن طيب...تلمستهااا بلقااافة....واعجبني هالقمااش اللي فوقهن...
رجعت اطالع حولي...واشوف لكم ذاك الشيء الغريب...شين معلق...مدري وشووو؟؟...معلق فوق مراية صغيرة شكلهاا غريب...لونه احمر...ومدري وش اوصفه لكم....اعجبني حيل...ومديت يدي ببطء...ابي اتلمسه...
بس اول ما مديت يدي...زعقت واناا مفجوعة يوم حسيت بيده....يمممه..
يده كانت كبيرة وبيضا ماهيب مثل يديات ابوي...
وبعدين كانت بااااردة...عكس يدياااتي...
قال لي وهو يطالع فيني من فوق لتحت..كني مانيب عااجبته...
: لا تلمسين شيء.."
سحبت يدي منه بقوة...وحطيتهن بحجري...
وبلعت ريقي...
هاااووو وش بلاه يتكلم معي كذاا؟؟؟..كني سارقتن له حلال؟؟؟...
حسيت برجفه واناا احاول اني ما افضح عمري...لاحظت انه عود يطالع الدرب..
كان بالحيل مزيووون...اشهد اني عمري ما شفت له مثيل...
كنه امير...كنه صقر...او حصان عربي اصيل....
سبحان الله...هذاا اللي قدرت اقوله واناا ارجع اطالع بلقاافة بالمكان اللي قداامي...
كاان فيه...صووت عجيب...صووت تسمعه ما تمله...
مدري وين اللي يطلعونه؟؟؟...مااا فيه احد غيرنااا....تلفت حولي...يمكن يكونون ورى؟؟...بس ماشفت شي...عودت اسمع الصوت واحااول اني افهم الكلمات الزينه اللي يقولونهاا...
يااااااااااااااااوه
ابك ذي وش تقووول؟؟...ماني فااهمه حرف من اللي تقوله...وراه تمجغ( تدلع) تقل ماالهاا والي؟؟؟..الله لا يفضحناا....ذي مالهاا ابو يلمهاا ويربيهاا...
يومهاا تكلم مع رجليي؟؟...هذلي حريم المدن...الله لا يبلاناا مافيهن حياا...
يوووووك... اسمعوا....اسمعوووا وش تقول؟؟؟....تكلم عن العشق بدون حياا... الصحيح اني متجووزه واحد ماهوب صاحي...
ولا وش هوله ما يوقفهاا عند حدهاا؟؟؟!!مير يمكن عاجبه اللي يصير؟؟؟
حطت يدي على ذقني واناا اطالع فيه...اناا لربيك يا ولد الحظر...واربي عشر مثلك...بس اصبر عليي...
عودت اتلمس الركن اللي قبااالي...كان فيه زي الفتيحه الصغيرة...
يطلع منهاا هوااء وش زينه بااردن حيييل....
ايه شلووون يصير؟؟..ما اخبر ان بددسنااا مثله.....
ايه ابوووي قال لي ان لرجلك حلال وش كثره....
يمكن ذي من درااهم حلاله...!!





" سعود"




مدري وش صار لي يوم رفعت صوتي عليهاا...ما كان مفروض اعاملهاا بهالطريقة...بس اهي الله يهديهااا قامت تلقف...
ولمست شيء غاالي على قلبي....هذا القلب هدية شوق القلب " مارية" هي اللي اهديتني اياااه حتى انهاا هي اللي خاطته بنفسهاا وحااطه جواته صووورتهاا...
انتبهت للمخلوق اللي مفروض يكون زوجتي...هذا هي تلمس المكيف وكأنهاا شايفه لهاا عفريت...
ولااا المصيبة تدخل اصابعهاا جواته...وترجع تفحصه....
حاولت اني ما اضحك ولا اعصب بنفس الوقت..
ومسكت ايدهاا للمرة الثانية وابعدتهاا...وكأني اعامل لي طفل صغير...
لاحظت انهاا سحبت يدهااا بسرعه...
اول مافهمت وش قصدهاا بهالاسلوب...بس يوم لاحظت كيف انكمشت...
ولصقت في الباب....
حسيت باشمئزاز...لا يكون تحسبنني...
ووووووووووععع هذا اللي ناقص بعد!!
رجعت اركز بالطريقة واناا ادور لي على سيجاره...اناا ما ادخن...ابدا لكن مراات اضطر اني ادخن...خصوصا اذا مثل هالاشكال تركب سيارتي...لقيت سيجارة مدعوسة داخل ثوبي...فطلعتها ورميتهاا بفمي...ووولعتهاا..
وصلت للطريق السريع....وحسيت براحه...
يله كلهاا ساعه ونوصل للرياااض...وبشوف اهلي وش بيسوون؟؟..
قلت للمخلوق اللي جنبي
: امم...اسمك؟؟.."
لاحظت انهاا طالعتني من فوق لتحت...ولا اهتميت...
مع اني احتريت شوي مابقى الا هالاشكال تناظرني كذا!!!
ردت بعد لحظات وكأنها ما كانت فاهمه السؤال
: مضاوي..."
صح ان نبرة صوتهاا بدوية بحته...وصوتهاا مرتفع حيل....
لكنه كان رفيع بطريقة غريبة....يعني لو توطي صوتهااا بيطلع جدا ممتع...للاستمااع...
سألتني شيء وما انتبهت وش اسألت؟؟..فرجعت قلت لهاا
: وش سؤالك؟؟..عيديهPlz.."
لاحظت انهاا رمشت بعيونهاا بسرعه...وكأنهاا مافهمت وش اقول...
بغيت اضرب جبيني بقوة...بس تماسكت...وش فيك تنسى يا سعود...اترك الأتيكيت على جنب...وكلمهاا باختصار...
قالت وهي تهز راسهاا وكأنهاا تكلم واحد خبل
: ترااني مافهم وش تقوول؟؟..تكلم معي زييين...انت وشهو اسمك؟؟؟"
حكيت رقبتي بقوة وابتسمت
: سعود طال عمرك..."
حسيت ان رقبتهاا ارتفعت..وكأن كلمة طال عمرك كان لهاا مفعول سحري عليهاا...هذي هي المرأة دايم المدح يغيرهاا مهما كانت.... بدوية!!
غيرت جو الكآبة اللي مسيطر على الجيب...وخليت المخلوقه العجيبة تتفحص السيارة مثل ماتبي...حطيت اغاني اجنبية...
وزدت سرعه السيارة...ابي اشوف الأنكسار بوجه امي وهيفاء اللي دمروني بكل بساطة وقالوا ليش؟؟..لمصلحتك يا سعود..
بكره بتعرف اننا سوينا الشيء الصح...اناا بعد بقولهم اني تزوجت لمصلحتي وبكره راح تفهمون ليش سويت اناا فيكم كذاا؟؟؟...
شفت اللوحة الزرقاء اللي على الطريق...
ومكتوب فوقهاا باختصار..الرياض 40 كيلو...
ربطت حزام الأمان واناا اشوف نقطة التفتيش من بعيد...ورجعت اطالع بالشيء اللي مفترض يكون زوجتي..وحسيت بكره فضيع لهاا...جلستهاا بشعه...وهي جالسه بكبرهاا فوق مقعد السيارة...
" مضاوي...ياليت لو تنزلين رجولك..."
طالعت فيني وبعيونهاا بريق غريب...وبكل بساطة سفهتني!!




" مضاوي"




اسمي عجيب بلسانه...كنه اسم عجم...موب اسمي اناا...شكله ما يعرف ينطقه...اصحح له...ولااا عيييب..؟؟...لااا موب عيب...هذا اسمي...اسمي مضاوي...موب مضاوي...
قلت واناا اسنع من قعدتي
: اسمي مضاوي..."
طالعني ببرود وابتسم وعود يطالع بالطريق...حسيت بخنقة وشيء يكتم على صدري...ودي اتكلم مرة ثانية...بسس سكت مضطرة...شفت رجال واقفين على جنب...ويوقفون السيارات اللي قدامناا...ومدري وش يآخذون منهم؟؟؟...
قال لي سعود بعصبية وبصوت مرتفع
: عدلي جلستك...عدليهااا بلاش فضااايح.."
عدلت قعدتي رغم اني ما عرفت وش الفضااايح اللي يقصد...؟؟!!...وش فيهاا قعدتي؟؟..كنت باسأله...بس شفت انه وقف يم الرجال اللي كان لابس له ملابس ذكرتني بحقين الأمن اللي كانوا يمروناا عليناا كل فترة ويتقهوون عند ابوي ويتعشون عندناا...
قال الرجال كلمتين لسعود ما سمعتهم....شفت سعود يمد يده...لعندي...جزعت وكنت راح اصرخ...وش يبي ذاا؟؟؟..اناا اشهد انه موب صااحي!!..
بس مسكت نفسي..وقلت يا بنت يا مضااوي موب كذاا تصرف المره العاقلة...والحمدالله ماسوى لي شيء...بس خذاله اوراق من مكان غريب عندي بالركن...ما كنت منتبه له...
شفته يعطي الرجال هالأوراق...ورجعت اناا انبش بالدرج...ابي اشوف وش فيه؟؟؟...شفت فيه علبة قزاز غريبة...وشفت اوراقن كثيرة...ثمن...شفت..
شفت فيه فرد( مسدس)!!!حطيت ايدي على صدري...اناا ماخاف من الفرد...بس ياااخوفي هالخبل...يكووون قاتل له احد...
لااا طالعت فيه مو مصدقة...لالالالا...ذاا موب وجه انه يقتل احد
...شكله حبيب وش زينه..وضعيف وولد حلال!!
شفته الرجال الثاني..وهو يرجع الاوراق ل سعود رجلي...رجعهم سعود...ويوم قرب مني...شميت ريحه غريبة منه...كانت ريحة اول مرة اشمهاا...
غمضت عيوني غصبن علي...وش هالطيب؟؟؟...شكله عود...
من الغاالي حق الملوك والامراء...ماهوب اللي ابوي يشريه لشعاع!!
كملناا الدرب....ولاحظت ان هالسيارة ...
تمشي بسرررعه موب مثل ددسناا الله يرحم ايامه....شفت السيارات بدت تكثر حولناا....والصدق اشكالن زينه...كبار وصغااار...وشفت بعد واحد مثل ددسنا بالزبط...مابينهمم فررق كنهم اخواان!!
وصلناا لمكاان غرريب....وبديت اشوف اشياء عجيبه....طالعت بسعود بلقااافة ابيه يقولي وش هالشيء اللي قاعدتن اشوفه؟؟؟...بس والله الرجال موب يمي...مدري وش حاط بفمه...الرريحه مالييه الجوو...
شفته يطلع شيء من مخباته...شيء غريب...هالكبر...كبر يد عبيد...ويحطه جنب سموعه( اذانيه) ثمن بدا الرجال يسولف...علي..!!
لالالالا ذا مايسولف معي...يااااويلي شكل الرجال عقله موب برااسه...
وش هولة يتكلم مع نفسه؟؟؟...طيب هذااني مقعية(جالسه) عنده تقل جني...ليش ما يسولف معي بدال ماهوو يسولف لحااله...
قسم بالله ان اهل المدن يشيبون بالواحد وهو بعز شبابه!!
سفهت هالمجنون...وقمت اطالع بها الخلق اللي اشوفهم حولي...كل شيء كان غريب في عيني...الناس تختلف عناا...والمبااني حقتهم على كثر ما حكالي ابوي واناا صغيرة...بس ابد موب مثل اللي شفت....بيوتهم شوي وتوصل السما!!....يا زين الوسع...ان شاالله بيت هالخبل اللي جنبي يكون كبر هالبيوت الزينه...اناا الصدق احب الوسع...!!






"سعود"




كنت اسوق على مهلي...واحاول اني ابطأ من السرعه اكثر من البطء اللي قاعده تمشي فيه السيارة...
كنت على كثر ماني متشوق لشوفة اهلي ورد فعلهم...على كثر ماني خاايف من اللي سويته....ما اذكر ان الخوف دخل قلبي من قبل...بس هاالحين احس انه بدا يسكنه ويدور لها اماكن داخله...
طالعت بمضاوي واللي كانت ملصقه وجهها بالشباك...وقاعده تطالع واناا متأكد انهاا فاتحة فمهاا من اللي تشوفه...
كنت اشوف نظرات الناس المستغربة وهم يطالعون للجيب الأنيق اللي راكبته هالحرمه المغبره!!ويرجعون يطالعون فيني...وبعضهم يأشرون...خصوصا الأطفال اللي كانوا مستغربين شكلهاا واللي اناا متأكد انه مخرعهم...خصوصا مع هالبرقع اللي كله قروش من العصر الحجري!!
تنفست بعمق...واناا آخذ آخر لفة توصلني للقصر...واحاول اتخيل كل ردات الفعل اللي ممكن تصير من اهلي....ممكن يطردوني من البيت...ممكن امي تجيهاا جلطة...او سكته قلبيه لا قدر الله....ممكن في احسن الأحوال...يطردون المره ويخلوني عندهم...ويمكن...ويمكن...ويمكن...!!
ماابي افكر كثير عشان راسي ما يصدع...لأنه خلقه مصدع...سمعت حركه بالمقعد اللي ورى...فطالعت بالمرايه...شفت عبدالله المعااق...يحك عيونه وشعره المغبر...حسيت بقرف واناا اطالع بوجهه...وهزيت راسي بقوة عشان اشيل صورته عن عيوني...
انت وش سويت بعمرك يا سعود؟؟؟....دخلت مع بوابات القصر الكبيرة....بعد ماشافني السكيروتي اللي بره...وفتح لي البوابة اللي بالنص...
سمعت شهقة مضاوي المرتفعه وهي تطالعني وترجع تطالع في المكان من حولهاا...وتصفق خدودهاا من الانبهاار...
دخلت بين المجسمات الكبيرة للطيور الجارحة والأسود...ووقفت الجيب بخفة واناا اتنهد واقفل المفتاح واحظر نفسي لأكبر المصايب اللي جبتهاا على راسي...قبل راس اهلي...!!








"هيفاء"




كنت جالسه بغرفتي...ازين مكيااجي...وامشط شعري اللي كنت ملفلفته على فوق بطريقة حلوة...
عندي حفل بعد شوي...ولازم اكون على آخر اناقة...خصوصا ان هذا مو اي حفل...هذا حفل رجعة رند من شهر العسل...اهي راجعه من اسبوعين...بس اهم كانوا يحظرون لحفل كبيير عشان يشمل كل النااس اللي ماحظروا بالعرس...
طبعاا لا تعتقدون اني استسلمت...صح ان خططي...فشلت...فشل ذريع عمره ماصار ولا استوى بحياتي...
صحيح اني كنت ابيه يطلقهاا...لكن للاسف طلع هيثم شهم وبزيااادة...استغرب تصرفه الغير منطقي...رغم اني حبكت الحكااية...وقدرت احيك خيوط مضبوطة على قصة حبهاا المزيفة...شلون ماصدق خويي رغم انه وصف له رند من فوقهاا لتحتهاا وقال له كلام جدا قذر...
ما اقدر اوصف لكم فرحتي...لجزء بسيط نجح من الخطة...وهو الشوشرة اللي صارت بالعرس لمن اختفى هيثم...ورااح!!
الكل صار يتكلم وينغز بالحكي عمتي وبنااتهاا وبنات عمي بعد كانت وجيههم سوود...خصوصااا ان رند والله اعلم درت وقلبت لهم الدنياا منااحه...
عندي احساس انهم يدرون اني اناا اللي ورى هالمعمه كلهاا...بس اناا مو مهتمة...لأني اعرف انهم مايقدرون يأذوني ابد...خصوصا ان ماعندي شيء اخسره بعد خالد...اهم خسروني خالد...لكن اناا راح اخسر كل وحده فيهم اغلى ماعندهاا لو كلفني هالشيء عمري كله...لو كلفني حيااتي ووقتي وجهدي وفلووسي...
اناا عارفه انكم تظنون اني حقوودة...لاااا يا بشر... انتم ماتعرفون رند هذي شلون طعنتني....شلون قتلتني وقتلت اخوهاا بكل غباء...!!ليتكم تعرفون الحكااية عشان تعذروني...رغم اني مو محتاجه احد يعذرني لأني مقتنعه باللي اسويه!!
غمضت عيوني بقوة....ماابي اصيح...اناا اليوم حطيت خطة ماحصل لهاا مثيل...اناا قررت ولأول مرة...اني راح آخذ هيثم ...واخليه لي اناا...واناا وبس...خلاص دامني ماقدرت ابعده عن رند بهالطريقة....فراح الجأ للخطة الثانية....راح اغري هيثم...واخليه يحبني...وفوق هذا كله يمكن اخليه يتقدم لي...
بس راح يكون شيء صعب جدا اني اغري هيثم...لأن هيثم للاسف عاارف الاعبي زييييييين...خصوصا انه مررة اكتشف اني اناا السبب في بعد اخوه عن مرته...وهذاا بعد واحد من اللي لعبت فيهم...يمكن والله اعلم احكي لكم عنه...بس هالحين..ادعوولي ان كل شيء يضبط...
رحت لغرفة الملابس الكبيرة حقتي...واللي كانت دوالايبهاا باللون الأحمر المفضل عندي..دائما وابدا...
يقولون ان من صفات محبين اللون الأحمر الشراسة خصوصا لمن يتعلق الشيء بحقوقهم...واناا من اليوم بعتبر هيثم..حقي اناا وبس!!
طلعت لي فستان من الحرير الأورنج والأحمر المتداخل بقوة وبطريقة غريبة...وفيه لمعه بسيطة باللون الذهبي...والثاني فستان ذهبي ساده...وهذا اللون...اللي احبه بعد الأحمر...يمكن لأنه بكل بساطة لون ملفت للنظر...
لبست الفستان الذهبي...ودرت حول نفسي في المرايه اتمل جسمي اللي مافيه اي عيب...تصدقون مررة قريت في مجله ان مافيه حرمه راضيه بجسمهاا...وينهم عني هالدراسة؟؟؟..هذا جسمي ولاا افضل عارضة ازياء...
حسيت ان الذهبي رغم حلاته...بس ماكان مثير علي...واناا ابي اغري عريس...ومووو اي عريس...عريس متيم بعروسه...
مسكت الفستان الثاني...وحسيت بالقماش الباارد على جسمي وارتجفت..واناا البسه..كان بدون اكتااف...ضيق على الصدر...بفتحه كبيرة مرة...ومن تحت الصدر وااسع لحد الركب...طلع علي ولا احلى...لبست معه صندل ذهبي انيق عاالي بكريستالات حلووة...
وطلعت من غرفتي ورجعت للتسريحه ورشيت عطر على شعري وجسمي وفستااني...وبعد مالبست ساعتي الذهبية....اخذت شنطتي الصغيرة الذهبية...وطلعت عشان بناادي وحده من الشغالات...عشان تكوي عبايتي قبل لا البسهاا...
نااديت ونااديت بس استغربت انا محد يرد علي...رحت للدرج اللي بنص الدور الثاني...ونزلته ببطء...واناا مستغربة وين البشر...حسيت البيت فاااضي مافيه اي احد...وشفت باب القصر الرئيسي مفتوح على وسعه...ولاحظت ان فيه زحمه هناك والخدم مجتمعين وياا بعض...
وصلت لعندهمم واول ماشافوني بعدوا عن طريقي بسرعه...طالعت واناا قلبي يعورني..توقعت ان فيه احد صار له شيء...هالمشهد ذكرني بموت خاالد...خصوصا لمن كانوا محتارين شلون يقولون لي؟؟؟..
غمضت عيوني واناا اشوف اخوي سعود ومعه....معه...معه......!!






" نورس"




كنت جالسه في بلكونة غرفتي...واناا ماسكه كتاب شعر...لأمير الحلم سعود بن عبدالله...شاعري المفضل...واميري المفضل بعد...
كنت اقراا بلهفة...واحاول اتمعن بالألفاظ الشعرية الراقية...والدرر اللي تصدر عنه......
تمنيت لو ربي يعطيني شووي من هالألهاام....اناا احب الشعر..واحب الخواطر...بس بعد تجربتي مع شجاع...حرمت اني اكتب اي خاطرة من جديد...
خفت انه ينقال نفس الحكي عن خواطري من اشخاص ثانيين...." شجاع" ما علمتكم عنه؟؟؟..صح؟؟؟...هذاا شخص جدا همجي...بدون اي اسلوب حظاري...
من الرجال اللي عندهم المرأة هي البيت والمنزل وعباية الراس...يعني المرأة اللي تلبس عباية على الكتف او ما تحط غطى مثل حالاتي اناا وهيفاء وتروح مع السواق لوحدهاا هي امرأة سيئة بجمييع المقاييس...
لمن رحت اقابله في مبنى" اضواء" قبل شهرين...كانت السعاده تسكن كل خطوة مني...كنت امشي واناا حاسه بخوف بس برضه حاسه بثقة وسعاده اني راح اوريه رسايل المعجبين اللي يتهلفون على خواطري الراقية
... لكن..للاسف الشديد كانت كذبة...محبوكة من ثلاث اشخاص مهمين بحيااتي...ديمه بنت خالتي...وسعود اخوي...وهيفااء الحماارة...
الصرااحه لمن انكر انوا توصلهم اي رساله على المجله...اناا كنت راح انجلط...
صرخت بوجهه انوو كذااب...ايه انا عارفه اني غلطت بس غصب علي طلعت الكلمه..
يعني مو معقول دايم تجيني رسايل تمتدحني بحرارة وبالأخير اكتشف انهاا تشجيع من الأهل...
وليت اهلي اكتفوا بكذا...الا زادوا الطين بله...لمن رشت هيفاء رئيس التحرير هي وامي عشان يخصص لي صفحه او زاوية مثل مايسمونهاا بالمجله..
الأخ شجاع كان سعيد وهو يعلمني بتمشت واضح انوا اهلي للاسف رشو الرئيس الساابق وماحيقدرون يرشونه اهوو...
ولييييييييييته اكتفى بكذا...تنهدت واناا اتذكر اسلوبه لمن طلب لي السكيروتي وطردني بدون اي رحمة...
انا من طاحت عيني بعينه...عرفت اي صنف هو...صنف رجل الكهف...اللي المرأة عندهم لهاا مقامهاا الوااطي...
اوكيه...صحيح اني تعبت كثير...خصوصا اني جدا حساااسه...ولكني هاالحين بدت اساامحهم...بس موو مرة..كنت ابيهم يعرفون ان هالشيء غلط واني رغم حساسيتي قووية...
وقفت عند هالحد من افكاري بشجاع اللي لي شهرين واناا افكر فيه...ولااا تعبت من التفكير بامثاله من هاضمين حقوق المرأة!!
سمعت اصوات صراخ وصوت هيفاء وسعود...وماما وبابا...وهذا الأخير غريبة انوا يرفع صوته...عااده ما نحس بوجوده...كمان سمعت صوت بكاء طفل...انقبض قلبي بقوة..وطاح الكتاب من ايدي...قمت بسرعه وربطت الروب اللي لابسته...وسويت نظارات القراءه اللي فوق عيوني... وقربت من حافة البلكونة....ومن بين الزحاام الشديد للخدم وماشبههم تحت...واللي تجمهروا حوول...حول....حووول سعود ومعه...وش ذاا اللي معه؟؟؟...
شلت النظارات من فوق عيوني واناا احس اني بطيح عليهم من فوق...وقررت اروح واعاين الحدث بنفسي*_*





" مارية "


لمست شعره الأسود المبلل ببطء..ناظرت ملامحه الجميلة الملونة....بحكم الأعراق الأجنبية اللي بجهة امه...
مع هذا كان....وسيم وفوق ماهو وسيم حبيب...وفوق هذا كله يحبني...لكن مو قادرة احس بسعاده...
من تزوجت وانا تايهة...
ندمت اني تزوجته...وماا ندمت...حبيت قهر سعود ومرارته بيوم عرسي...لكن ماحبيت اني رميت بعمري عشان اقهره مع ان هذا مو اسلوبي..لكن...
صدمتي بسعود كبيرة....صدمتي فيه زلزتني...ما ادري ليش سوه كذا...؟؟...ليش حب اني اعرف هالاشياء من الناس...من اخته اللي ذلتني ذل....ولعبت باعصابي...وكرهتني بعمري...خصوصا انها استخدمت الفاظ يا سااااتر...ما حد يستخدمها في الوقت الحالي على حسب علمي... وفوق هذا كله استخدمت وسائل لابتزازي بجميع الاشكال والالوان...ياربي ماتوقعت انه في حريم يغارون على اخوانهم بهالشكل!!
تنهدت...دائما اقول ان حظي شين...لكن حبي لسعود والطريقة اللي تقابلناا فيه...نستني الحظ الشين واشكاله وفوق هذا اسعدتني وطيرتني بسابع سما وفوق هذا كله آآآآآآآآآآآآآآآه....تخيلت وتخيلت واناا وياه اشياء لمن اتذكرهاا هالحين احس بقلبي ينزف بقوة....واحس انه يفقد الاحساس اللي يحببه بالحياة....
شفت زوجي يتحرك على السرير...خفت يشوفني سرحاانه بافكاري ويبدا التحقيق اليومي معي...قمت من على السرير ورحت على طول الحمام...
وانا بالحمام غسلت وجهي كذاا مرة قدام المرايه...تذكرت جملة كان يقولهاا لي سعود اذا شافني واناا صايحه من النوم، كان يقولي وكأنchinese grl....لأن عيوني تنتفخ فيصير شكلي فعلا مثل التشاينيز...حست بدموعي تحرقني عن هالحد...لالالا ماا ابي ابكي..كاافي لي فترة كل ماقمت من النوم واناا اصيح...حاولت اتماسك لكن بالأخير دخلت تحت الشاور بعد مافتحته اقوى شيء وقمت اشاهق بقوة واحااول اني انسى انسى...انساااك يا سعود

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :
واااااااااااااااو هذ القصه حييييييييييييييييل حلوه

يسلموووووووووووو

انا قريته والحين في نهايته

\

رآحله