عنوان الموضوع : بين الجيران والعصفورة وأنا قصة رائعة
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

العالم الآخر الذي نقضي فيه ثلث أعمارنا،،، و نعيش فيه أحلاما سعيدة أو متعبة أو محزنة و مرعبة،،، و الذي أوقف العلماء عند حدود محيرة: متى و كيف و لماذا و هل…. هو النوم …. النوم بلحمه و شحمه،،، بليله أو نهاره!


إن كنت أحب النوم ليلا فليست العبرة في الحب فما كل ما يحبه المرء يدركه …. و هنا أبدو عديمة الرأي أو الشخصية تماما…. فتارة أضطر إلى النوم في النهار كي _أعيش_ مع أهلي،،، مع أهلي لا في بنسيون مقنع!…. و تارة تجبرني خارطة غرفتي على النوم ليلا،،، غرفتي التي أصبحت في الدور الأرضي بعد أن اتخذ أخواي الدور العلوي… لا أشكو من الغرفة نفسها… و لا من بيت الجيران المقابل لها… و لا من نافذتي التي تطل على شجرتهم،،، بل أشكو من العصافير التي تمضي وقتها ذهابا إيابا على هذه الشجرة.


فمنذ الفجر لا تسمع إلا تسو تسو تسو…. ماشاء الله تبارك الله،،، و كأنه لا شيء يسكتهم على الإطلاق… فسبحان من يسبح كل شيء بحمده. سبحان الله العظيم،،، سبحان الله و بحمده، سبحان الله و بحمده… أعتقد أن هذا ما تعنيه ال تسو تسو الخاصة بتلك المخلوقات اللطيفة. شيء يتعدى حدود الخيال و يجعلني أحبهم أكثر من حجمهم بكثييييييير… و كم أتلهف للقبض على أحدهم و عصره بين إصبعي (طبعا بلطف)،،، حبا لا انتقاما… و من الحب ما قتل.

أحبهم رغم أصواتهم المرتفعة جدا و المزعجة و كأنها تضع مناقيرها في أذني. المذهل في الأمر كيف لهذا الحجم الضئيل أن يصدر هذا الصوت كله… هذا يعني أن ارتفاع الصوت لا يدل أبدا على الحجم،،، إن لم يكن متناسبا معه تناسبا عكسيا… حتى الناس كلما ازداد صغرهم ارتفع ضجيجهم و أصبحت أصواتهم صاخبة و بالكاد تحتمل… الأطفال رعاهم الله.

و لا تستحقرن صغيرة،،، لقد فرضت العصافير رأيها و وضعتني أمام الأمر الواقع. يجب أن أنسى فكرة النوم نهارا، و منذ الفجر.

و كيف نستحقر صغيرة و صغر الحجم من الإعجاز في الصنع!… فبينما نشتري ساعة حائط جيدة ب 15 إلى 300 ريال… نشتري ساعة يد جيدة بمئات أو آلاف الريالات فصغر حجم الأجهزة و المعدات يتطلب مهارة غير عادية. و قد بدأ الكمبيوتر بحجم الغرفة ثم تقلص حجمه مع التطور.
و عندما يفكر العلماء بصناعة دماغ بشري واحد فقط بكل وظائفه فلابد أن يكون بحجم واشنطن أو أكبر،،، يا للهول! يتمتع كل منا بمخ أكبر من واشنطن و رغم هذا فهو بحجم جوزة الهند،،، سبحان الله العظيم.
و أما مصاحفنا، فلا عجب أن تكون بحجمها العادي،،، لكن عندما لا يتعدى المصحف حجم ظفرك،،، محفوظا في علبة تبدو من الكريستال النقي و توضع ب –الحفظ و الصون- في متحف شهير في مصر،،، أكيد سوف يبهرك حجمه خصوصا إذا عرفت أن تأريخه قبل ظهور التكنولوجيا الحديثة! هذا الحجم الضئيل هو مصحفا! غاية في الدقة. صغر الحجم قد يعني حاجة أعظم إلى الدقة و إتقان غير عادي. و هكذا العصافير التي توقظني لأكون بمفردي –بينما الناس نيام- طوال فترة الضحى. ثم يكون لدي الوقت الكافي لأقف على الأطلال و أتذكر بيتنا عندما كان فيه متسعا، و غرفة للخادمة،،، و عندما كانت هناك خادمة. كنت على الأقل أجد أحدا من البشر معي.


و لكن لا بأس فليس كل ما هنالك سيئ،،،، فالعصافير تقوم بالواجب و تؤنس وحدتي …. فأنا أو إياهم نلعب و نرتع و لا أحد سوانا في الحوش،،، و كأن العالم يتكون مني و منهم. أراقب حركاتهم كيف يقفزون بخفة و يلتقطون فتات بسكويتة أو أي بقايا طعام، بينما هم يرقبوني خوفا أن أقترب منهم فألتهمهم. صحبة ممتعة حقا، و كلنا نراقب بعض و إن اختلفت الأسباب. و كم أتمنى أن تعرف هذه العصافير ما أكنه لها في نفسي،،، فتأتيني مطمئنة،،، كم أتمنى أن أمسك أحدها بين إصبعي،، ثم أقبل ريشها و منقارها،،، و أطعمها حبيبات السكر ثم أطلقها…. أتوق إلى فعل ذلك لكن أين السبيل! أتمنى أن أتوصل إلى هدنة أو اتفاقية مع هذه الأمة الخفيفة الرشيقة بإزعاجها و إعجازها و جمالها و شقشقتها و تسبيحها…. خصوصا أنه لا يبدو أن هناك سوانا فبقية الخلق لا تسمع لهم حسا و لا ركزا… و لا نفس و لا همسة… حتى الجيران أشششششششششش. بهدوووووء،، الجميع نيام


الجميع نيام،،، و أحيانا أجد حر النهار عذرا لهم لكي يقضوه في النوم في أحضان المكيفات…. و رغم ذلك فقد ضيعوا في النوم أجمل و أحلى أوقات اليوم كله، ساعات ما بعد الفجر إلى الضحى أو إلى أذان الظهر… حتى الدنيا تكون بلون أجمل سبحان الله العظيم.



و المشكلة (يبدو أن مشاكلي قد كثرت) أن أياما كثيرة تمر علينا أنا و أختي لا يوجد حتى فرصة نتحدث فيها معا مع أننا في بيت واحد… حتى خلت نفسي أني أنتمي إلى معشر العصافير أكثر من أهلي و أني عاشرتهم أكثر. فأختاي تنامان في النهار بينما أكون مستيقظة… و عندما أخلد للنوم يكون وقت استيقاظهما.

و الآن أصبحت في حيرة من أمري….. ما الحل؟


هل أنام في حر النهار و أسهر طوال الليل>>> و أكون مع أختي؟

أم أنام في الليل و أسهر! طول النهار!>>> و أكون مع العصافير؟



أو العصافير و أنا نسهر طوال الليل و ننام في النهار مع الخلق؟


لكني بدأت فعلا –حاليا- أسهر الليل و أنام النهار مع الخلق. و أعرف أننا غيرنا سنة الله. و حولنا النهار سباتا،،، و الليل معاشا أو فلنقل لهوا لأنه غالبا لا يمكن أن يكون معاشا. و أكثر من هذا كله لم نكتفي بعكس سنة الله تعالى،،، بل أصبحنا نعيب على من يتبعها. فمن ينام في الليل ننعته بالدجاجة. و بناء على هذه النظرية يجب أن ينام الناس في النهار و يسهرون الليل حتى لا يتحولون إلى دواجن! و ليتنا عندما نسهر نسهر على طاعة الله. (كان يصير هالسهر مخلوف على الأقل). و سلامتكم.
سلاآف

<center> >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
================================== </center>

<h3>>>>> الرد الأول :
~~ همس العيون ~~


تواجدك اسعدني ,.,,

دمتي لنا وللمنتدى ,,., <script async src="//pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js"></script> <!-- First and second Post --> <script> (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); </script>



تقبلي تحياتي ~~ عاشقة الربيع

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثاني :
شكرا لكي

سلااااف


يعطيك العافية تحياااااااتي

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الخامس :