عنوان الموضوع : قصة المبدع كريم العراقي مع القيصر كاظم الساهر قصص
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

قصة المبدع كريم العراقي مع القيصر كاظم الساهر


--------------------------------------------------------------------------------


بدءا من "هذا اللون عليك يجنن"

وصولا إلى "تذكر"حتى "هدد... كسر"


/ ألألوف يرددون وراء كاظم الساهر أغنياته لكنهم لا يعرفون سر هذه
الأغنيات الجميلة.
يكشف سرها صاحبها ومبدعها كريم العراقي الذي كتب لكاظم 60 أغنية, وكريم
ولد في الشاكرية ببغداد وتخرج من معهد المعلمين بالعاصمة العراقية وعمل
معلما في مدارسها ثم عمل مشرفا فنيا متخصصا في كتابة الأوبريت المدرسي.
أما بدايته مع الكتابة والنشر فكانت منذ طفولته حيث كتب وهو في المرحلة
الابتدائية في مجلات المتفرج والراصد والإذاعة والتلفزيون والشباب وابن البلد
ووعي العمال.
وما لا يعرفه أحد عن كريم أنه وهو في المرحلة الإعدادية كان يكتب خطابات
ويرسلها إلى الفنانة شادية في مصر, وكان حلمه أن يكتب لها أغنية لدرجة أنه
اشتري ذات يوم ستين ألبوما لشادية من وسط مدينة القاهرة.
وسألته عن بدايته مع كاظم الساهر فقال: تعرفت إلى صديقي كاظم الساهر في
الثمانينيات ونحن في الجيش الذي قضيت فيه ثماني سنوات, كنت قبل ذلك قد كتبت
أغنيتين لمطرب العراق الأول - وقتها - سعدون جابر لحنهما الملحن الكبير بليغ
حمدى وهي أول كلمات يلحنها لشاعر عربي, وقد طلب مني كاظم أن أكتب له
كلمات تتر لأحد المسلسلات العراقية ووفيت معه بالوعد, ومن يومها وهو معي
وفيا.
\ وما قصة أغنية "هذا اللون عليك يجنن"?
/ "هذا اللون عليك يجنن".. قالتها فتاة بعفوية حين أهدت إلى صديقي قميصا في
عيد ميلاده, قالت له "الله, هذا اللون عليك يجنن".. مما أوقد مخيلتي بفكرة
أغنية غزلية, لم أكملها وحدي بل صديقي كاظم كان هو المبادر المؤلف, حتى
تكتمل الأغنية التي وضعت تلك الجميلة شطرتها الأولى ورحلت,
وبعد أن أكملنا الأغنية ورددها الملايين بعد غناء كاظم لها, كنت كلما استمعت
إليها أتذكر هذه الفتاة التي لم أرها بعد ذلك ولكني أتذكر لوحة رسمها الخالق
تعالى في الأردن في بيت على قمة جبل تسيجه أشجار خضراء تشاكس نوافذه طيور
ملونة وتحتل أوراقي صدر الطاولة العتيدة ويقابلني عود رنان مكافح رافق
أيام الصبر والإبداع.
وتلك المرأة المزيج من عطر وزهر ودفء وثلج وإحساس ذكي وكبرياء, في الحقيقة
هي امرأة بعثت الإلهام داخلي, فجرت حواسي, لو كانت لدى وقتها كاميرا لخلدت
مئات المشاهد والحركات التي فجرت سكوني فرحت أكتب لك: هذا اللون عليك يجنن,
يشبه لون عيونك, نظرات العالم ما تطمن, إحذر لا يحسدونك. يسلم ها الطول
وها النظرة.. وها الجسم المتناسق. أكثرهم معجب بالمرة, وبيني وبينهم فارق.
أولهم أتقدم وأعلن, أولهم مجنونك. لو جمعوا لوحات العالم حتى الموناليزا. ميزه
بوجهك إنت الأجمل من يحمل ها الميزة. أحسن رسامين العالم يتمنوا يرسمونك.
\ من المرأة التي فجرت هذا العمل داخلك?
/ لا أعرف هل تصدقني إن قلت لك أن السر وراء هذه الكلمة طفلة, نعم فقد
حاولت أن أصالحها حين وجدت طفلتي, وأنا مسافر من بغداد إلى الأردن, وهي
حزينة, شاردة, مهمومة, تركت حقيبة سفري على الأرض وجلست بمحاذاتها وحاولت
أن أعرف سر حزنها الذي أعتصر وجهها الناصع البرئ.
لم تجبني, فأخذت حقائب الرحيل ورحلت ولكن نظراتها الحزينة لم ترحل من داخلي
على امتداد الطريق البري الطويل الموحش الممتد عشرات الساعات من بغداد إلى
الأردن.. كنت أردد شاردا مستحضرا الطفلة أمامي "ها حبيبي? ", تري هل هناك
أحد أحزنها وأغضبها سواي? ولكن ماذا أفعل وظروفي أقوي مني, دوما الصغار
يدفعون ثمن آثام الكبار, وحاولت أن أكمل في خيالى ما عجزت أن أقوله لها
فعلا, أحاول أن أسعدها لأكون أنا سعيدا مثلها, وأرد مع نفسي ماذا لو
منحتها رقتي وحناني وحولت دموعها لابتسام ورضا, وكنت أتساءل بيني وبين
نفسي, لماذا كنت أحيطها بالجفاف وهي ظمأي بين يدي وحين فارقتها صرت نهرا من
وجد وحنان يطوي المسافات كي يعانق راحتيها ورحت أكتب:
ها حبيبي مو على بعضك أحسك. ها حبيبي لخاطري لا تأذي نفسك من الزعلك...?
وهكذا تجد الناس يستمعون لها على أنها من عاشق لحبيبته وهي في واقع الأمر
لطفلتي الجميلة.

بعد الحب
\ وماذا عن أغنية "بعد الحب "?
/ كيف تريد مني أن أصف لك ما جري بين عاشقين ذابا واتحدا معا ثم إذا بالرياح
تبعثرهما وتنثرهما بعيدا, كيف لهذي الرياح مهما بلغ عتوها أن تقتلع جذور
حبيبين? لكن هذا ما حدث..
عاشقان أعرفهما جيدأ كانا بغنائهما الهادئ يسخران من ضجيج العواصف
وهمجيتها, أمسكا بخيوط ضوء القمر وتسلقاه فجعلاه أرجوحتهما بعيدا عن عيون
الناس.. وطارا على بساط الأغاني الجميلة فعزلا الغيوم ولوناها بألوان قوس
قزح. وكان لابد أن تأخذهما الريح إلى المدينة لإتمام مراسيم العصر والامتثال
لقاضي الحضارة, وأمسكت بهما المدينة فتعطلت عربة الأحلام في أزقة ضيقة خانقة,
كان لابد من لجوئهما إلى شقة مثل ملايين الشقق الشبيهة بعلب الكبريت, وتألفا
مع مطارق الحدادين والنجارين وشربا من صخب المدينة فانسحب ذلك على
هدوئهما الجميل فاختلفا ومرضا وتشاجرا, وهبت عاصفة المدينة بترابها الأصفر
ومعها قطع الحديد فهبطت على سريرهما الأخضر الرقيق, فنهضا من السرير كل
يتهم الآخر ويمسك بيده قطعة من حديد مهددا بتحطيم مرآة الشقة.. إن ما هو
أقوي من العاصفة أن يحطما مرآتهما الجميلة القديمة فكانت:
" بعد الحب وبعد العشرة , نلتقي مثل الأغراب , واحد ما يعرف بالثاني , ولا
كأنا كنا أحباب, ماتت لهفتنا المجنونة ما أقساه وما أقساني. أتساءل وحدي
وأتألم , يا تري من فينا الجاني\ قصيدتك "كثر الحديث عن التي أهواها " تؤكد مرحلة مهمة في كتاباتك اليس
كذلك?
/ هذه القصيدة يرجع الفضل فيها إلى صديقي الفنان الكبير كاظم الساهر,
فبعد جولة في جنان لبنان ومن طرابلس إلى صيدا وصور إلى بعلبك وبحمدون ومن
صفاء غابات الأرز رجوعا إلى زحام بيروت حصدنا مع كاظم الساهر تألقا ونجاحا
قل نظيره, وبدأنا نحزم حقائبنا ونعود إلى بغداد ولابد لنا المرور بالأردن فهي
نقطة الانطلاق , كنا نعد لأغنية, عن العراق,أردناها مميزة تبتعد عن صخب
الأناشيد الحماسية, كي يفتتح كاظم حفلته الكبري في مهرجان بابل الدولي في
العراق.
وبين بحر "جونيه " وأشجارها رسمت الكلمات الأولى وكنت فرحا مسرورا بما كتبت,
وإذا بصديق عمري كاظم الساهر يصدمني قائلا:
للأسف هذا ليس كريم الذي أعرفه, يبدو أنك نضبت..
وامتلأ وجهي بالعرق ورميت قلمي والأوراق التي في يدي.. وضحك كاظم محاولا أن
يكسر التوتر بيننا, وطلب مني أن أرتدي ملابسي لأننا معزومان على سهرة
جميلة, ورفضت مبارحة الفندق.. طرق كاظم باب غرفتي وكلف بعض أعضاء الفرقة
بدعوتي وأنا مصر على البقاء في الفندق ومعي حزني.. وبعد أن خرجوا وجدت
نفسي منفردا بالسماء والبحر, وإذا بيدي تمسك القلم الذي ألقته وتكتب:
كثر الحديث عن التي أهواها. كثر الحديث من التي أهواها. ما سرها? ما عمرها?
ما إسمها? ما شكلها.. شقراء أم سمراء? عيناك أحلي أنت أم عيناها?
وعاد كاظم من سهرته فجلست إليه في غرفته وقلت له: اسمع.
وبعد أن استمع قال لي: الله, الله, هذا هو كريم, لقد نجحت في استفزازك.
وأمسك كاظم بالعود وهو يذوب مع نغماته وكنت مستغربا اللحن الذي استهل
به الأغنية فلم أصفق له ورحت أتابعه بحذر ولم يحركني اللحن إلى أن وصل إلى: هي
أجمل من كل جميلة, وزاد حماسي ودهشت من استمرار كاظم في التلحين دون توقف
كما لو كان يحفظ اللحن منذ زمن.. إنه يلحن دون عناء, فوجدته يتوقف عند
مقطع:
عيناها بيتي وسريري, وأعاد وغير وجدد وتجهم وتأوه وابتسم بعد صمت, فقلت له
:
إنك تلحن أوبريتا وليست أغنية.
وظل كاظم يعاني حتى ختمها وقال لي:
مبروك يا كريم, انهض الآن سأحتفي بك, سامحني, كنت أريد استفزازك لأخرج منك
الأجمل, لقد كسبنا أغنية عظيمة سوف تسجل في تاريخنا الفني.
\ هل صحيح أن الكاتب محمد سلماوي وراء قصيدتك "تذكر"?
/ نعم والقصة أننا ظلننا أسبوعا كاملا في جلسات فنية في محاولة منا لتقديم
قصيدة عن أطفال العراق وكان حليفنا الفشل, كنا نبحث عن الأجود حتى هاتفني
كاظم من بيته في حي العجوزة وكنت في شقتي بحي المهندسين بالقاهرة وكنت أطالع
بعض كتب مكتبة الأسرة ذات الأسعار الزهيدة, قال لي كاظم:
هل قرأت جريدة الأهرام الليلة. قلت: لا, فقال إقرأها أرجوك.
جئت "بالأهرام" وتصفحتها وتوقفت عند الموضوع الذي يعنيه كاظم وهو مقال
للصحافي المسرحي محمد سلماوي: "العراق.. من الجامعة العربية إلى كاظم الساهر
".
احتوي المقال على تحليل لقضية العراق بلغة إنسانية قومية صميمة تجعل الصخر
يهب من صومعته ليستحيل شظية في وجه من يلوث حليب أطفال العراق ويحجب عن

أمهاتهم الدواء والخبز والحرية.
وحملت سماعة الهاتف:
اسمع يا كاظم:
الله الله أكبر, دعي أكتب أن شعر جسمي كله وقف..
وبدأ كاظم يلحن في اليوم التالى حيث كنا في مطار القاهرة بانتظار الطائرة
الإماراتية إلى دبي حيث يقام مهرجان Art للفنانين العرب مباشرة على الهواء
عبر المحطات الفضائية.
وأسعدنا التأخير في موعد انطلاق الطائرة, حيث تأخرت ساعتين وأخذ كاظم يلحن
وبيده العود وهو جالس في صالة الانتظار و الموزع الموسيقي منشغل بالتنويط
وأنا أضيف وأحذف وأمامي حزمة أوراق, غير آبهين بعيون المسافرين.
وحين حلقت الطائرة كانت الأغنية قد اكتملت تماما, وغامر كاظم بعد نزولنا في
مطار دبي إذ لم نستقر ساعة في الفندق حتى جمع الموسيقيين وبدأ يحفظهم لحن -
تذكر - أما موعد الحفلة فهو غدا, لم يبذل الموسيقيون جهدا في حفظ الأغنية بل
سبقتهم دموعهم في الإعلان عن التصاقها بضمائرهم.
وعرضت الأغنية مباشرة فكانت مفاجأة, وبعد انتهاء الأغنية أعلنت الإمارات
عن سفينة دواء تشق أمواج الخليج باتجاه البصرة..
ووصلت صرختنا إلى أسماع الأمم, ولفتت نظر منظمة اليونسيف وخصتها بجائزة
أفضل أغنية تعبر عن معاناة الأطفال., وحدد موعد استلام الوسام في قصر
المنظمة في لندن بحضور الأميرة - آنا - ولكن رفض تأشيرة الدخول إلى لندن حال
دون استلام الجائزة , وتسلمها بعد فترة كاظم الساهر من مقر المنظمة في باريس
.
تذكر, كلما صليت ليلا, ملايينا تلوك الصخر خبزا, على جسر الجراح مشت وتمشي
وتلبس جلدها وتموت عزا. تذكر قبل أن تغفو على أي وسادة أينام الليل من
ذبحوا بلاده? أنا إن مت عزيزا, إنما موتي ولادة. قلبي على جرح الملائكة
النوارس. إني أراهم عائدين من المدارس. باست جبينهم المآذن والكنائس.
كتبوا لكم هذا النداء:
وطني جريح خلف قضبان الحصار. في كل يوم يسقط العشرات من أطفالنا. فإلى متي
هذا الدمار? ما هزكم هذا النداء? هذا النداء, رقت له حتى ملائكة السماء.
جفت ضمائركم وما جفت دموع الأبرياء".
اللعب على الاعصاب
\ ومن التي تطلب منها أن تهدد وتكسر وتلعب على أعصابك?
/ هدد, كسر, "دمر" والعب على أعصابي ثور, وحول بيتي, سمع كل أصحابي هي
أطلقت صرخة من لهب بوجه من? بوجه الذي كان بستانها وعبيرها, شمعتها وسقفها:
لا حيلة لي , فعلى صخورك تحطمت سفينة صبري.. خطفتني صبية حالمة أتمرد فيرقص
قلبك لشدوي, مددت لي بساطك الأخضر فطرت بي إلى قصر الأحلام مدعيا بأنك تفهم
لغة البلابل وأدخلتني زنزانتك فأنسيتني لون القمر. كل تلك الأوامر المستبدة
أنزلتها على رأسي كالسياط وباسم الرجولة, سنة, سنتان, وماذا أنتظر?
يا راجل إيش يغيرك, بأي لغة نحاكيك. مشككتني بنفسي يا خيبتي فيك. صح إحنا
داخل بيت بس كل منا بهمه. إيش لي فعبوديتك أنت على نقمة. شطاك, مالك ثقة
وفي داخلك مهزوز. والتضحية من طرف واحد أبدا ما يجوز. أنا مو لعبة طفل.
وفي غرفتك محجوز
*
*
*
*
*
منقول


==== الأمير المميز ====

<center> >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
================================== </center>

<h3>>>>> الرد الأول :
يعطيك العاافيه على هالنقل المتميز
<script async src="//pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js"></script> <!-- First and second Post --> <script> (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); </script>
يسعدك ربي

ينقل للقسم المناسب

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الخامس :