عنوان الموضوع : شروووووووووووق قصة حب
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

لدي عادة غريبة منذ ان كنت في الصف الخامس الابتدائي و هي ان اظل مستيقظة بعد صلاة الفجرحتي اشهد مولد فجر جديد ليوم جديد بكر . بدأت هذة العادة الاسبوعية عندما كان علي الذهاب للمدرسة يوما و اصابني الارق فجلست في الشرفة بعد صلاة الفجر في الشتاء كي اظفر ببعض الهواء المنعش المثلج يزيل اعراض الارق و منذ ان رأيت مشهد الشروق و الصمت و الهدوء الذي يحيطان به قررت ان اكرر الامر مرة اسبوعيا . هي تجربة لذيذة و منعشة خاصة في الشتاء و الخريف. فبالامس كان قد مر فترة طويلة لم استمتع بهذة التجربة و الحالة من الانتشاء التي استمر عليها بعدها لفترة كفيلة لتضمن ان اتحمل العالم الخارجي لساعات اخري. فبما ان صدري كان مشحونا بالكثير من الاحزان و كان به مخزون من الكأبة يكفي سكان القارة السمراء فقررت ان استعيد تلك اللحظات النادرة مرة ثانية بعد ان اديت صلاة الفجر و كان المؤذن ما زال بعد يردد من بعيد الاقامة التي لا اسمعها بوضوح الا فجرا..توجهت الي النافذة هذة المرة –فلقد اغلقنا الشرفة الكبيرة بالصالة كعادة المصريين لاضافة المزيد من المساحة للشقة- فتحت النافذة علي مصراعيها و سمحت للهواء المثلج الذي لم يتعلم الفظاظة من الشمس بعد ان يداعب وجهي برقته المعهودة
شارعنا في المعتاد علي قدر من الهدوء لكن فجرا يكون شبه مهجورا فالكل يغط في نوم عميق النوافذ قرر اصحابها اغلاقها و,الشرفات منهم من اغلقها مثلنا و منهم من ظلت علي حالها لكنها مغلقة ايضا حارمين انفسهم من هذا الهواء الذي يخجل من الظهور صباحا ..لن اكذب اعطاني هذا بعض الحرية لا اجدها في اي وقت عندما اريد ان اتطلع الي شارعنا فيكون من وراء خصاص النافذة بعيدا عن العيون
استرجعت مشاهدي و انا في الابتدائي ارتدي المريلة منتظرة شروق الشمس و انا مراهقة بالاعدادي اتفنن في استجداء ما يثير شجني من هذا المشهد كي اجلد روحي القلقة الوثابة بالف سوط من الحزن و الشجن الذي لا سبب له ثم و انا بالثانوية العامة قبيل اختبار الجيولوجيا و انا اتضرع الي الله عز و جل ان يحافظ علي ما برأسي من معلومات حتي اصل لورقة الاجابة و كنت في اثناء شرودي اسمع صوت اقدام عابر سبيل يتخللها سعال فاتجه بنظري ناحية مصدر الصوت لاجده قادما من الناحية الاخري فيضحك صدي الصوت من سذاجتي و قد انطلت علي خدعته مرة اخري . ثم اري القطط كعادتها تجري فوق الرصيف المقابل و تصعد احداهما الشجرة و تريد الاخري اللحاق بها ثم يهبطان من فوق الشجرة و يدور بينهما عراك يغقبه مواء طويل حارق يقشعر له بدني ..مواء تتفنن القطط في اصداره كأنه صوت متألم من الاعماق البعيدة لنفس تتعذب فتمزق نياط قلبك كنت دائما اتعجب كيف يستطيع القط ذلك الكائن الضئيل ان يصدر صوتا عميقا ر خيما هكذا يحمل من المعاني و الاحاسيس الصوتية ما يثير خيال و رعب من يسمعه
ويهب النسيم البارد علي وجهي من جديد فاحاول ان استنشق منه اكبر كمية ممكنة مستمتعة باحساس انني من استطاع ان يلحق هذا النسيم و هو بعد بكر غضا قبل ان يتعلم الخشونة
, كنت اعشق تلك اللحظات القليلة التي تسبق بزوغ اول شعاع للشمس لاني كنت اشعر اني اتنازل عن ماديتي بأريحية كي اتحرر من قيود الخلايا و العضلات التي تربط روحي و اتوحد مع الكون في سيمفونيته التي تعزفها عناصره التي ابدع الخالق صنعها فتبدأ العصافير التي تعج بها اشجار شارعنا في الاستيقاظ و يعلو صوتها ليمتزج بصوت صياح الديكة التي حالفها الحظ و لم تقضي عليها سياسة الحكومة قبل انفلونزا الطيور و من بعيد اسمع صوت الدراجة البخارية لموزع الجرائد الذي يقذف الجريد بحرفنة في الشرفات التي مازالت علي حالها و يرحل مسرعا ليعود الهدوء للمسرح الكوني من جديد استعدادا لظهور بطل المسرحية
ثم تبدأ السحب في التباعد رويدا رويدا مفسحة المجال لاشعة الشمس الوليدة التي تظهر علي استحياء اولا ثم ما تلبث ان تنفض عن نفسها الخجل و تمتزج السماء بلون الليل الاسود و لون الفجر الازرق في مزيج فريد خلاب حتي يزداد تصفيق الحضور اعجابا بأداء بطل المشهد فيعود صياح الديكة من جديد و تعود شقشقة العصافير من جديد و تستمر الشمس في ادائها المسرحي الرائع و تظهر في المشهد الاخير و حولها اشعتها تتمايل فوق السحب لتصل الي المشاهدين الارضيين الذين يرنون لها باعجاب و قد تملك الصمت منهم ..فلا املك الا ان اتمتم " سبحان خالق هذا المشهد البديع"!
و تبدا الستار في السدول بانتهاء المسرحية الكونية و يبدأ الناس في الاستيقاظ و قد فاتهم هذا المشهد الرباني الفريد و يفتحون نوافذهم فاسارع انا باغلاق نافذتي و يبدأ عدد المارة في الزيادة تدريجيا بالطريق ذاهبين الي الماراثون اليومي و اسمع خلفي دقات الساعة السادسة و النصف فاذهب بدوري للاستعداد للمشاركة معهم في الماراثون
ستقولون انه مجرد شروق لكنه بالنسبة لي ليس كأي شروق انما هو حفنه من الحواس التي تتأجج لرؤية كل هذا الابداع الرباني فيكفيني ما يثيره بداخلي من شعور لمواجهة ما يدور بالخارج



بقلم

عروس النيل

<center> >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
================================== </center>

<h3>>>>> الرد الأول :
قصه جميله من قلم رائع
الله يعطيكي العافيه عزيزتي
ومكانها قسم القصص القصيره هو الانسب
ولانها بقلمك تستاهل التثبيت <script async src="//pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js"></script> <!-- First and second Post --> <script> (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); </script>

تحياتي
وكل عام وانتي بخير

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثاني :
الله يعطيك العافيه ,,
قصه رائعه ,,...

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثالث :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *مزون شمر* قصه جميله من قلم رائع
الله يعطيكي العافيه عزيزتي
ومكانها قسم القصص القصيره هو الانسب
ولانها بقلمك تستاهل التثبيت
تحياتي
وكل عام وانتي بخير




مرورك هو الاجمل اختى

ربنا يخليكى ويبارك فيكى

وشكرا على التثبيت
وكل عام وانتى فى اتم الصحه والعافيه

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الرابع :
مشكورة
و ربي يسلم هالانامل

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الخامس :
جميله هذه الهمسات من قلبك
الجميل مما قرأت انك تجعلي القارىء يتخيل
كل كلمه
ابدعتي بحق القول سلمت اناملك