رائعة تلك السماء التي انتثرت فيها النجوم كغطاء اسود اتثر فيه اللؤلؤ، اراها كلوحة فنية طغى جمالها قدرتي على وصفها ، يزيدها بهجة رسم الجبال التي تحرس مدينتنا في الافق البعيد....أعشق الساعات التي انظر فيها إلى ذلك المشهد ،إذ تبدأ صورتها تتشكل وسط تلك السماء شيئا فشيا، بإبتسامها التي اعشقها وإحساسها المرهف الذي يجعل منها فتاة رائعة ولا انسى ثقتها بنفسها التي ميزتها في نظري كن الكثير غيرها.
اشعر بإنجاز عظيم عندما نجتمع في محاضرة سويا واقوم بفعل طائش امامها لتبتسم لما فعلت ،اكون سعيدا جدا لكوني سببا في تلك الابتسامة وهي بدورها تنظر لي تلك النظرات التي اعشقها ،تلك التي تحمل كلمات عديدة ...ليتها تنطق بها.
جل ما افكر به في هذه اللحظات هو اعترافي لها بحقيقة مشاعري , يجب ان تعلم بأنني احبها , ولم اعد قادرا على تمان ذلك ورسمت خطة متكاملة لتلك اللحظة , سأفعلها غدا , لابد من ذلك , عندما تراني ستسأل عن حالي كما المعتاد ولكنني سأخالف اجابتي المعتادة , هذه هي الخطة ... ستقول لي صباح الخير وإجيبها بكل جرئة " احبك " , اعلم انه سيظهر الخجل على وجنتيها الناعمتين ثم تصمت لحظات وتتظاهر بأنها لم تسمع
لتسألني بعدها ...كيف اصبحت اليوم فأجيبها بهمس " احبك "... ويزداد خجلها اكثر والمحاولة في اظهار قوتها وسيطرتها على مشاعرها وكأنها تحاول ترويضها , تتظاهر بالغضب , فتسألني بعنف ...هل انت بخير!!! , لن اهاب من تلك النظرات وسأردد امامها " احبك" ............. حينها ستتوجه نظراتها للاسفل وقد طغى الخجل على ملامح وجهها ..ليحل صمتها لحظات طوال لم يعد لمحاولاتها الكثيرة اي جدوى " وانا ايضا" تقولها بهمس , بخجل , ببسمه , وباجمل وارق احساس , هو احساسها ... نعم انها خطة جيدة , سافعلها غدا، سادخل جنتها، ستكون لي الماضي والحاضر والمستقبل , ستكون ليومي الشمس وتكون لليلي القمر , ستصبح كل حياتي كما سأكون انا لها ( ورددت ذلك كثيرا ) .
في تلك الليلة غفل النوم ان يطئ عيناي لوقت متاخر ولم يكن في مخيلتي سوى ذلك المشهد عندما تجيبني " وانا ايضا " ومدى سعادتي وقتها وكأن الكون لا يسعني لردها الذي لطالما انتظرته , بقيت كذلك حتى غفوت منتظرا اشراقة يوم جديد ......وكذلك حتى اشرقت.
استيقظت بنشاط شديد ،اهتممت بمظري اكثر من العادة ، وصلت إلى جامعتي وانا اردد في خاطري كلماتي وردود افعالي امامها , واثقا بنجاحي ... نظرت حولي لأراها في احدى اركان الجامعة وكانها تنتظرني , اشرقت ملامح وجهي واقبلت باتجاههاوعندما اتجهت انظارها نحوي بدأت ابتسم , لكنها سبقتني بإبتسامتها .... تفائلت بذلك وبدأ العد العكسي لدخول جنتها ,اقتربت اكثر واكثر , قالت صباح الخير........
تشتت حروفي
ضاعت كلماتي
انطفئت ملامح وجهي
لم استطع اجابتها بتلك الكلمة
نظرت خلفي لأجد جرأتي تقف بعيدة عني تختبئ خلفها شجاعتي
لم اشعر بتلك الوحدة من قبل , كان كل ذلك في لحظات
وقبل ان تشعر بتأخر ردي اجبتها بثقل وكأنني لا استطيع النطق " صباح الخير "
بقيت اسألتها كالمعتاد , " كيف اصبحت اليوم "
لم اعد وحيدا بعد سؤالها , بل وقف بجانبي المي وضعفي وخيبة أملي , استقر الصمت على شفتاي , لم اجبها , التزمت الصمت , او كأنني اجبرت على ذلك
فسألت " هل انت بخير ؟ "حركت رأسي مجيبا نعم لا تقلقي ، لكن يبدو انني لم انم ليلة الأمس جيدا
استمعت إلى ردي وبدت عليها ملامح خوف , اتجهت انظارها للاسفل , ثم قالت وانا ايضا !!
لم تفسح لي مجالا حتى اعلم السبب
وقاطعت سؤالي مباشرة .... قائلة , فلنذهب إلى محاضرتنا , لم نملك الكثير من الوقت , قالتها ولا تزال ابتسامتها تتوسط ملامحها البريئة
"سأتبعك بعد لحظات " هكذا اجبتها , لتذهب ويبدأ صوت وقع اقدامها ينخفض شيئا فشيئا , نظرت خلفي
"لم فعلتم بي ذلك !! " ..... لم تملك جرئتي الجرأة على الاجابة , وخافت شجاعتي من التعليق على ما حدث , لم اجد منهم اي عذر , نطق صمتي قائلا ( لا تحزن يا ولدي ... فالفشل اول خطوات النجاح ) كان لابد لي ان اقنع نفسي بهذا الرد , إذ لا اريدها ان تشعر بشيء , استجمعت قواي ، وجمعت اجزائي المبعثرة , وانطلقت إلى محاضرتي , مطلقا على تلك اللحظة اسم " لحظة فشل " , لمحتها تقف بقرب البوابة تنتظرني , اشرقت ملامح وجهها عندما رأتني وبدت الابتسامة تشق طريقها على شفتيها , ولكن هذه المرة ... كانت ابتسامتي هي الاسبق
تمت
رد مع اقتباس
