عنوان الموضوع : " إبن القبيلة .. " قصة رائعة
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

ولد مساء حين انشغل عنه الجميع بالنظر إلى القمر الذي لم يعد يأتي إلا مرة كل حلم.
كان صغيرا كحبة فول , تملأه تجاعيد الرضع, ويتسلل خارج فمه رضاب دبق, وأصابعه المضمومة بشدة توحي أنه يمسك بشيء ما, بسر ما لا يجب أن يعرفه الآخرون.
أمه النائمة لم يوقظها أحد, وظلت على هذه الحال إلى أن فوجئوا بزرقة يتوسدها عرق جبينها, وبأن عينيها لم تكونا مغمضتين تماما, بل كانتا تنظران إلى الفراغ, أما صدرها فقد كان رخاما لا ينبض, تركله يد الطفل أحيانا إذا تململ في القماط وحاول بشتى وسائل ضعفه أن يتحرر من تلك الأصفاد القماشية البيضاء.

كانت أمه ميتة حينها, تعجز عن إخراج ثديها الأيمن كي ترضعه,
كانت ميتة, لا تستطيع تقبيله أو ضمه إلى قلبها الذي انتظر كثيرا بزوغه من نطفة العدم.
كانت ميتة, تحوم حول شفاهها المجمدة ابتسامة غريبة وكأنها قبل أن تسافر إلى تلك الدنى تركت رسالة بين شقوق الشفاه مفادها أنها أخيرا , وبعد طول الصبر والجلد قد رزقت بالطفل الذي كان قبل أشهر قليلة محض إسم مدون في قائمة المستحيلات.
تركته وحيدا, بين أناس لا يحبون منه سوى ذكورته , وأنه شرف العائلة المستقبلي, وأنه هو الصنديد الذي سيقف مع الحق ويزهق الباطل بساطور الأضاحي.
ظل محاطا برعاية لم يكن يشعر أنها حقيقية كحضن أمه,
ظل ملك الكبار الصغير , الذي يصحو بمجرد هروب الأحلام من رأسه, كي تستقبله كسرة الخبز الساخنة ورشفة القهوة الدافئة على أطباق من قصب تقدمها له كل مرة امرأة لا يعرفها.

شعر أن الوجوه أمامه متشابهة, وأن ضحكاتها نتنة الرائحة, مستعارة, مسروقة من عيد قديم.
شعر أن يديه ترغبان بتغيير العالم , فكان منذ نعومة أظفاره يجمع علب السردين ويصنع منها ألعاب الصبا, ويرسم على التراب بيت أحلامه الذي لا يريده أن يكون كتلك الخيام التي ضجر من النوم في أفيائها كل ليلة, لأنه دائما يظن أن أحد الذئاب سيأتي ويلحس وجهه قبل أن يقضم منه ما لذ وطاب.

ز.م
08-12-2017

<center> >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
================================== </center>

<h3>>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثاني :
مشكوووره عزيزتي

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الخامس :