عنوان الموضوع : دمعة وابتسامة : هي الحياة
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

الجزء الاول

ا شرقت شمس يوم جديد على القرية الصغيرة .نزعت "صفية" نفسها من الفراش نزعا تطرد عنها الكسل الذي غدا يزورها بعض الاحيان بسبب تقدمها في السن، نظرت الى انعكاسها في المراة ، وجدت نفسها امام امراة غزا الشيب راسها و خط الدهر خطوطه بوجهها المتجعد ، الذي تبدو عليه ملامح الطيبة .
" صفية "في العقد السادس من عمرها ، تعيش لوحدها في بيتها الصغير والانيق المرتب في الوقت نفسه ،فقدت ذاكرتها منذ فترة ليست بالقصيرة ، ووجدت نفسها في قرية لا تعرف فيها احدا ، عملت في حياكة الاثواب وبيعها لتعيل نفسها ولكي لا تحس انها عالة على اهل القرية اللذين عاملوها احسن معاملة وفضلوها عن انفسهم واكرموها ،، فكانت تحيك ملابس سكان القرية من اطفال وكبار نساء ورجال بدون كلل او ملل ، ما جعلها محبوبة لدى الجميع ، وبالخصوص الاطفال ، حيث انها كانت تقضي مساءاتها جالسة امام كوخها الخشبي محاطة بشلة اطفال ، ينصتون بصمت وترقب الى حكايا كانت ترويها لهم، هي اقرب الى الحقيقة ، لكنها كانت تكسبها حيوية وغموضا وتشويقا ، ما يجعل الاطفال ينصتون بانتباه وتركيز دون ان يقاطعوها .
باختصار كانت تشعر بان اهل القرية اهلها واحبابها ، يزورونها ويعتبرونها فردا مهما في القرية وهي تساندهم في السراء والضراء وهو ما جعلها تعكف عن البحث عن اصلها وانتمائها وكانت تردد بينها وبين نفسها لو كنت مهمة بالنسبة لاهلي الحقيقيين لبحثوا عني ولوجدوني ، كما انها كانت تشعر بالانتماء لهذه القرية وتكن مشاعر الالفة و المحبة لاهلها واطفالها على السواء . وكانت حياتها مستقرة هادئة بسيطة ، صباحاتها وامسياتها سيان ، اعيادها و مناسباتها سيان ،ولم تكن تشعر سوى بالرضا والراحة،" لكن دوام الحال من المحال"
لم تكد تفطر و تبدا عملها الصباحي بالبيت من تنظيف و طبخ... ، حتى طرقت بابها جارتها السيدة" فاطمة" ، عرضت عليها قضاء بضعة ايام في المدينة المجاورة كسبيل لتغيير الجو ، وكانت من عادة سكان القرية ان يعرضوا عليها مرافقتهم في سفرياتهم ورحلاتهم ، لذلك لم تجد بدا من الرفض وقبلت على مضض وتواعدت السيدتان على اللقاء بعد يومين في محطة القطار . اعدت السيدة صفية العدة للسفر ولم تنسى اخذ ادوات الحياكة ، فالحياكة ليست مهنة تزاولها صفية لكسب قوت يومها فحسب بل هي هواية تمارسها في كل وقت وحين وهو الشيء الوحيد الذي لا تزال تذكره من ماضيها المبهم ، اي قبل ان تفقد الذاكرة.
استقلت السيدتان القطار المتوجه نحو الهدف المنشود ، فاطمة بيدها كتاب تقلب صفحاته و صفية تحيك في صمت وبين الفينة والاخرى تنبسان بكلمات قليلة ، ثم تلوذان الى صمت عميق ،حينما وصلتا الى المدينة كانت الشمس قد شارفت على الرحيل ، توجهتا الى الفندق الذي ستقضيان فيه عطلتهما و لاذت كل منهما الى النوم بعد يوم متعب من السفر ....





احداث ستقلب مسار القصة انتظروني في الجزء المقبل .


قصة دمعة وابتسامة : هي الحياة، تتكون من ثلاث اجزاء ، ها ه ذا الجزء الاول بين ايديكم والجزء الثاني غذا ان شاء الله ، لا تنسوا الردود والنقد البناء فرايكم يهمني ، دمتم بالف خير.

<center> >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
================================== </center>

<h3>>>>> الرد الأول :
كملي القصه حلوه كثييييير
انا في انتظار الجزء الثالث

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثاني :
ان شاء الله بعد ساعتين تماما انزل الجزء الثاني مع اني لم اجد ردود مشجعة ع العموم بارك الله فيك على الرد مشكورة

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثالث :
جذبني في الحقيقه الجزء الاول وانا على شوق لقراءت الجزء الثاني

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الرابع :
عسى ان لا يخيب ظنكم الجزء الثاني

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الخامس :
قبل ان اكتب الجزء اود فقط الاعتذار عن خطا لقد ضغطت على ايقونة &quot;طلب&quot; عن غير قصد


الجزء الثاني
جلست صفية في كرسي في شرفة غرفتها المطلة على البحر ، بعد ان عجزت عن النوم ، احساس غريب خالج كيانها منذ ان وطات قدماها هذه المدينة ، تشعر بوخز في دماغها ، وتتوارد الى ذهنها صور غريبة مبهمة كلما بذلت مجهودا لتذكرها كلما المها راسها ، ويراودها احساس بان زيارتها لهذه المدينة ستجري تغيرات جدرية على حياتها . صدرت منها اهة طويلة ،و انحذرت من مقلتيها دمعة حارة تدحرجت بين خطوط التجاعيد في وجهها ، مهما حاولت اظهار القوة واللا مبالاة لا تستطيع ان تكذب على نفسها ، لطالما تظاهرت بانها سعيدة بحياتها و هي في الحقيقة تعيسة غير انها لا تود شفقة احد ولا تريد ان ينظر لها الناس بعين الرثاء .

تدعي انها لا تبالي بمعرفة من هي و ابنة من تكون وهل لديها عائلة ، وهي في الحقيقة تتوق لمعرفة ذلك وهي الان اشد رغبة في ذلك من ذي قبل خاصة بعد ان طوت من الحياة صفحات كثيرة وما تبقى بينها وبين القبر سوى خطوة ، فهي تود ان تموت في احضان اسرتها و بين اهلها و احبابها ....
بعد عناء طويل استطاع الكرى ان يداعب اجفان صفية اخيرا ، وخلذت لنوم بعد تعب واعياء شديدين ، وبرغم نومها في ساعة متاخرة من الليل استيقظت باكرا كعادتها ، شعرت برغبة ملحة في ان تشاهد الشروق عن قرب ، لذلك ارتدت ملابسها و ذهبت امام البحر فوق الصخور ، وغرقت في التامل لدرجة انها لم تشعر بمرور الوقت ، فجاة توالت الكلمات على لسانها مشكلة اغنية ، بلحن مميز واحست بنبضات قلبها في تسارع عجيب تلاها وخز خفيف في راسها ، تشعر وكان لهذه الاغنية دلالة ما في حياتها ،تلفظت بها بصوت مرتفع دون ان تعري بالا للطفل الجالس بالقرب منها فوق الرمال يلعب و الذي لم يتجاوز بعد الرابعة من عمره : &quot; خطوة خطوة ، اقدم للامام ، خطوة خطوة ارجع للوراء ، رجلي الصغيرة تساعدني على المشي و امي الحبيبة .... &quot; توقفت عند هذه الكلمات لم تعرف ما التتمة لكن الطفل الجالس بالقرب منها اكمل : &quot; وامي الحبيبة معي على الدوام &quot; التفتت صفية مذعورة الى هذا الطفل وسالته بتردد : من اين تعرف هذه الاغنية ، فاجابها بغرور الاطفال و فتخار بان اباه كان يغنيها له حينما كان يتعلم المشي ، وقبل ان تستطيع صفية ان تنبس بحرف واحد ، تقدمت امراة في مستهل الثلاثين بخطوات غاضبة من الصغير تؤنبه على ازعاج&quot; الخالة &quot;
و قدمت اعتذارها لصفية ناعتة طفلها بالفضولي والمزعج ، اما الصغير فقد وقف محتجا على كلام امه رافضا ان تتهمه بازعاج الاخرين بينما هو لم يفعل شيئا سوى مساعدة صفية على تذكر الاغنية التي كان يغنيها له والده حينما كان يتعلم المشي فالتفتت المراة بدهشة تبحث في ملامح السيدة الجالسة بالقرب منها عن ما يؤكد او ينفي ما قاله الصبي ، لكن الصدمة الجمت لسانها ، لقد كانت طوال هذا الحديث لم توجه نظرها الى وجه السيدة وحينما نظرت في تلك اللحظة الى وجهها ، بدت عليها تعابير شخص كان يبحث عن شيء ووجد ظالته اخيرا لم تكد تتمعن في ملامح صفية حتى اتضح الشبه بينها وبينه ...، بعد صمت دام دقيقتين ، ذهبت المراة مهرولة في اتجاه خيمة قريبة من الشاطئ ، وعادت في لمح البصر تتابط يد شاب على ما يبدو في اواسط الثلاثينات من عمره ، حينما مثل الشاب امام صفية. وقفت من على الصخرة التي كانت تجلس علييها وتقدمت من الشاب بخطوات مترددة وهي لا تعي ما تفعله ، لا تعلم شيئا سوى ان رؤيتها لهذا الشاب حركت بقلبها وراسها اشياء كانت مدفونة منذ ثلاثين سنة ، تواردت الصور الى ذهنها ، صور لطفل بمثل ملامح هذا الشاب ، صور مصحوبة بالام حادة في الدماغ ، لم يتمالك الشاب نفسه بل رمى نفسه بين احضان صفية مرددا &quot; امي !!! امي &quot; وهو يجهش ببكاء حاد كما لو كان طفلا صغيرا ، اشتدت الام الراس على صفية ولم تكد تمر ثوان معدودة حتى سقطت مغشيا عليها .....




نهاية الجزء الثاني انتظروني في الجزء الثالث والاخيير غذا ان شاء الله ، اراؤكم. نقدكم يهمني. دمتم بالف خير