عنوان الموضوع : رواية زينة هي الموت و المنعوت و النجوى / كاملة رواية خليجية
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

هلو
اخباركم ؟

طبعا أنا قريت هذي القصة وحبيتها وبعد حبيت آنقلها لتقروها
لأن قليلة عليها كلمة حلوة أو رووعة

تعرفوا إللي مألفة روااية نار الغيره تحرق رجل وآطيها , هذي روايتها الثانية

آحلى من آلأولى صح أنها حلوة الأولى بس هذي خيال

يلا آتركم معاها


قراءة ممتعة لكن


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
( الأخ فواز عمل حادث سياره ..الأخ فواز عمل حادث سياره )
تمثيلها البرود لسنوات ما ساعدها هاللحظات , وطلعت شخصيتها الحقيقيه , طلعت المرأه اللي داخلها , واختفت شخصية الجليد .
فواز ..فواز ..لا تتركني انت بعــد ..طلبتك ..طلبتك ..
قبل لا تطلع كان موجود , ما كان فيه شي , كان بصحه وعافيه .
قبل لا تطلع طبع بوسه سريعه على خدها.
ارفعت ايدها لخدها تبي تتأكد من وجود هالقبله ..وتفاجأت بوجود رطوبه .
نزلت ايدها بصمت وشافت ايدها ..دموع !!
غمضـــت عينها برجفــه ..المرأه ما قالت ان فيه شي ..انا ليش خايفه جذي ..ليش قاعده ابجي ..
بس نبره المرأه ..وعدم رغبتها بالكلام عن حالته ..عدم اتصاله بحد ذاته يخرع .
قلبها زادت دقاته .
يا رب .
يا رب .
شبت إضاءه تليفونها ..
ما كانت سامعه ولا شايفه شي ..
"مدام , انتي تليفون .."
بعدت عينها عن الدريشــه , وشافت السايق , واهي مو مستوعبه كلامه ..
لما دخـل كلامه لعقلها المشوش , نزلت عينها للشاشه .
كانت تضوي بأسم منيــره
ما تقدر تكلمها واهي بهالضعف ..بس تحتاج حق احد ..
خلته صامت .
وتشوشت رؤيتها بالدموع , اللي بدت تنزل من الخوف وحاجتها للأخرين .
لكن بعد لحظات حاجتها لأحد زادت .
حطت التليفون على اذونها وسمعت صوت منيــره الغاضـب والهامس " وينج يا زينه "
قالت بهمــس " منيــره ..منيـره .."
الصوت الراقي لمرة ابوها هدى وقالت " اشفيج ؟ "
حاولت تتمالك نفسها وتطلع قوتها وبرودها جدام مرة ابوها لكن اعجزت وردت تقول بالصوت الهامس نفسه " فــواز ...فواز سوى حادث .. ما اقدر اروح الأستقبال ..حادث سياره .."
منيــره اطلعت من الغرفه اللي فيها جمعة الحريم ..
وراحت لمكان ثاني , واقعدت على كرسي قريب .
ريل بنت زوجها , فواز .
قالت لبنت زوجها بصوت حنون وقلق " لا حول ولا قوة إلا بالله , كيف حاله ؟ "
حاولت تركـز وتسترجع المكالمه وقالت بتوتر " ما ادري ...اللي اتصلت علي قالت.... صوتها ...ما ادري " خذت نفس عميق وبعدين حاولت تقول بتماسك " انا ألحين بروح لمستشفى الأميري , اهو اهناك "
منيـره قالت بكل قــوه , واهي تقوم من مكانها على الكرسي " انا يايتج ألحيــن , وانتي اول ما توصلين طمنيني "
زيـنه ما قدرت بعد ما سكرت التليفون إنها تتحرك , كان حايشها جمود من الخوف ..لكن في جانب منها مرتاح ان مرة ابوها يايه .

منيـــــره

راحت للغرفه الجانبيه , وخذت عباتها الأسلاميه (الخاصه بالمناسبات , لكن عادة تلبس عباة راس ) عشان تسهل عليها المشي وحطتها بسرعه على جتفها , وخذت لفتها وحطتها على راسها .
لا ابو ولا ام فواز موجودين بالكويت كلهم مسافرين بالعطله , وزينه بروحها مع زوجها .
ما تقدر تترك البنت بروحها , شافت الساعه , ألحين بدا الليل وما عندهم ريال إيسنع امورهم وإيشوف المسأله .
الله يستر صـوت زينه ما كان يطمن , أول مره من فتره طويله تحس بأنها بتبجي , زينه تمسك اعصابها بقوه , بس هالمره غير .
دورت عينها بطريقه سريعه وما لقت مضيفتهم ( عادي غنيمه تعذر , وما تشره , ترسل لها رساله بالموبايل أو تتصل عليها بعدين.)
اتصلت على سايقها وقالت له يوقف قدام البيت بالضبط .
وطلعت له .
اول ما ادخلت , قالت " فاروق ...مستشفى الأميري "
وفكرت بزوج زينه وصديق ولدها ..فواز المسكين ...الله يعينه..
يا رب ما تكون فيه اصابه خطيره , زينه ما راح تستحمل , ولا اهله راح يستحملون .
الله يساعده , ويعينه .
خذت تليفونها واتصلت على ولدها الوحيـد من زواجها الأولي ..
وانطـــرت ..
يلا رد .
رد .

بالمخيـــــم :

كانوا قاعدين يتسامرون قبال النار , وكل واحد بيده شايه أو قهوته أو بيبسيـه .
وقاعدين يسمعون ابراهيم يقول قصـة خوي الذيب .
صقركان يشوف النار , واهو يسمع هالقصه العجيبه ..
ابراهيم دايما عنده قصص غريبه , ويتحفهم فيها بكل جمعة بر يتوجهون لها .
حضورهم له اليوم خيره , انه يسمع قصصهم وسوالفهم احسن مليون مره من انه يقضي ليله بالتفكيـر , والقهر , والهواجيس ..
صاير ليله للسهر , الأرق ضيف قديم , يتمنى انه يروح , بدى يطق الأرض بالعصا اللي عنده .
وحس بأهتزاز موبايله اللي بمخباته ..
وطلعه وشاف رقم امه منيره (غالب رجال الكويت لا يسجلون ارقام اهلهم بالموبايل ويحفظون الرقم غيبيا , أو يسجلونه من غير اسم) .
قام من مكانه , والكل شافه , وقال ابراهيم " ها وين ؟ "
قال بهدوء " التليفون "
راح لمكان بعيد نسبيا عن الشباب ورد
وقال بصوته العميق " هلا منيـره "
منيره لما اسمعت صوت ولدها غمرها هدوء , ما تدري ليش لما تسمع صوته تدري ان كل شي بيصير بخير ان شاء الله .
ردت عليه بتعب " هلا صقر , وينك ؟ "
عقد حاجبه اهو امسلم عليها قبل ما يروح للمخيم من اسبوع , وقايل لها عن موعد رجعته , وكل يوم يتصل عليها , لكنه اجابها بطريقه عاديه " بالمخيـم , امري ؟ "
هــزت راسها بذهن غايب , نسـت انه ولدها بالمخيم , شلون راح عن بالها .
سمعت ولدها يقول " امري يا منيـره , فيج شي ؟ "
تنهدت وقالت " متى راح تحدر ؟ "
امه مو طبيعيه , بدى يحاتي ان فيها شي لكن اجاب بطريقه صارمه " ألحين إذا تبين "
سكوت على الطرف الثاني , وبعدين رد هادي " ايه تعال "
عقد حواجبـه بحيره من طلبها , لكن ما علق إلا بكلمه بسيطه " تم "
وتحرك من مكانه واهو يتوجـه , للخيمه عشان ياخذ مفتاح سيارته .
وامه قالت بنبرة من تذكر شي " ..ايه وصقــر ..تعال لمستشفى الأميري "
وقف فجأه بمكانه وقال بصوت حاد من المحاتاة " ليش انتي فيج شي ؟ "
انكرت بسرعه لأنها استوعبت الإنطباع اللي عطته لولدها " لأ ..لأ انا ما فيني شي , لا تحاتي بس أول ما توصل اتصـل , ولا تسـرع ,فاهم .."
رد تحرك وبأسرع شي قد تسمح له فيه ريله المصابه , ودخل الخيمه وخذ المفتاح " منيــره قولي الصج , اشفيج ؟ "
قالت امه بتحلطم " صقـر لو كان فيني شي ما كنت راح اتصل عليك , كان الناس راح يتصلون عليك "
ابتسم ابتسامه جانبيه وقال " انزين , انزين "
ادام امه ما فيها شي مو مهم عنده ليش لازم يروح المستشفى ..
بس طرى في باله شخص ثاني ..معقــوله اهي بالمستشفى ..حس بنفسـه يتوتر ..
لا ..لا اكيد امه مو قاعده تتصل فيه عشانها ..ذيـج عندها زوجـها !!..ضحك بسخريه من نفسه ..ما راح تتصل فيه عشان وحده اهي تدري انها ما تواطنه وما تدانيه .
وأهو ما يواطنها ولا يدانيها !
غضب من نفســه بكل شي بيدخلها ..بكل شي ..
اهو صاير له فتــره ما يفكر فيها ولا اهي على باله , شاللي صار فيه ..هالأيام ..اشفيــه .
يكرهها هذا اللي فيه , ومو مواطنها , ولا يشتهي انها بنفس الديره معاه .
وبعدين اللي بالمستشفى الأميري يمكن احد خواله , أو خالاته ..أو حتى ابوه ..أو اي احد..
لا ان شاء الله لأ .
مر على الشباب , وقال لهم بهدوء يخفي توتر افكاره " انا بحدر الكويت ألحين "
قام عبدالله من مكانه وقال " ليش عسى ما شر ؟ "
هـز راسه وقال " ما شر ان شاء الله , بس الأهل يحتاجوني , وانا مضطر احدر "
التفت عبدالله على الشباب وبعدين لف على صقـر وقال " خلاص عيل , احنا بنحدر وياك "
إهني قال صقـر بصرامه " لا , وهذا اللي انا ياي اقوله لكم , ابيكم تقعدون اليوم بالمخيم وتباتون , ولا واحد فيكم يحدر , باجر اليمعه وعطلتنا مثل ما انتوا عارفين , قعدوا على راحتكم , المكان مكانكم " لما شاف علي بيعارض اهو الثاني رفع ايده وقال بنفس الصرامه " انا ابيكم تقعدون ..وتتصرفون جني انا موجود بالضبط ..لا تردوني "
كان واضح على وجوهم الإعتراض وعدم الموافقه ..
إلا انهم ما يقدرون يردون صقـر بأي شي .
وهذا خلا ابراهيم يقول " لا ما راح نردك يا صقــر "
ابتسم صقــر لإبراهيم , ابراهيم غيــر تحســه اكبــر من الباقي , يمكن لأنه شاف من الهموم نصيبه , اكثر واحد يحســه مثله ويشبهه ..وتوجه لسيارته .
وإلحقــه عبدالله للسياره و قال له " خلني ارافقك يا صقـر , طريج الليل مخطور "
لف عليه صـقر وقال " عبدالله ان صار شي فأنا عندي موبايل وراح اتصل عليكم , لا تحاتي , لاتنسى ان هالطريج انا خابره عدل مو يديد علي " ابتسم له وقال " روح استانس مع الشباب , تلقى ابراهيم ألحين قاعد يقول لهم قصه يديده "
اول ما دخل السياره , دعى دعاء الركوب ..وقعد لحظات يتأمل البر الهادي , وشغل سيارته وتوكل على الله .


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
زينه هي الموت والمنعوت والنجوى





المــــــقدمــــــــــــه

(قلوب الناس مو جنه عشان تناضل لأجلها ..أو تيأس لأنك مو فيها)
(قلوب الناس مو جنه عشان تناضل لأجلها ..أو تيأس لأنك مو فيها)
(قلوب الناس مو جنه عشان تناضل لأجلها ..أو تيأس لأنك مو فيها)

أخذ نفـــس عميــق , عل وعسى يخفف اللي بقلبه من قهـر وحــره وغيظ وكره .
الكلمه مو راضيـه تغيـب عن عقله , والغريبه انها من ابــوه ..
ضحك بسخريه بوقت الشده ما تيي في باله إلا كلمة ابوه ناصر .
قطع ضحكته فجأه , واهو يحس انه ما يقدر ...ما يقدر يعيش وهالنار شابه فيه .
نقـــل نظره للأفق البعيد , ما كان باين شي ..
الرمل ممتد إلى ماله نهايه , والنوير والأعشاب الصحراويه مغطيه أماكن معيــنه بجمال عجيب , لكن هالجمال مو باين ألحين بسبب الظلام .
هالجمال والروعه مو قاعد يخفف عليه .
رد تنهد مره ثانيه ..
رفع راسه بهدوء لما سمع صوت يتردد ..
"بـــــــابا...بـــابا "
غلف مشاعره كالعاده ..
ولف ويهه وناظر لتحت التله اللي اهو قاعد عليها ..
شاف (مرتضى) احد الهنود اللي يشتغلون عنده بالمخيــم , وعقد حاجبــه اهو قايلهم لا احد يضايقه ان شافوه قاعد بروحــه .
ما رد عليه بس قعد يشوفه واهو يتوقع تبرير مقنع لمقاطعة خلوته ..
مرتضى اللي وقف اسفل التله من غير ما يصعدها , قال بهدوء " انت صديق في اكو خيمه "
اصدقائي !!
غمـض عيــنه
ومسـك اعصابه خاصه إنه مرتضى ماله علاقه بالموضوع ..
فتح عينه وقال بصوت صارم " عطهم قهـوه وشاي , وشوف إذا يبون عصاير أو اي شي ثاني , انا ألحين ياي "
هز مرتضى راسه وتوجه للمخيــم البعيد نسبيا بسرعه .
قعد خمس دقايق يحاول فيها انه يتمالك اعصابه , وحط ايده على صدره وحركها فوق تحت ..على امل انه يوقف احاسيس الكره والغضب النابعه من ذكرياته من انها تحرقه ..بعد ما يأس..وقف ايده وتنهد للمره المليون .
و وقف بالأخير وخذا شماغه من الأرض وحطه على جتفه , وتوجه للمخيم .
بعد عشر دقايق كان واقف يم الخيمه , مو حاس بمزاج يقعد مع احد ,لما ألحين الحريجه شابه بصدره , غيبته عن الناس ما طفتها , ولا خففتها , يحتاج الوحده ألحين اكثر من قبل , اكثــر بكثيـــر ..
بالفتره الأخيره الجلوس بروحه ..صاير حلم , ونعمه بعيدة المنال , كانوا الناس محاوطينه بكل الأوقات , خاصه ان المشروع اللي بدى فيه واهو في بداية شبابه كبــر اكثر من النطاق اللي حطه له واهو شاب .
لكن احساسه بالكتمه بدى يزيد من سنتين , بعد اللي صار , خاصه بعد ...
أه ه ه ه ه ه مو بيده يغير شي , مع كل نجاحاته إلا انه مو فرحان مو مرتاح , كلما حقق شي يظن انه ألحين بيرتاح لكن لأ ..
المشكله انه من كان صغير و..استغفر الله ..استغفر الله ..اهو ألحين بيتمالك اعصابه ولا يبي يدمرها قبل لا يدخـل .
بس هذا اللي يفكر فيه مؤخرا ..مؤخرا !! من سنتين واهو على هالحال ..لكن من 10 ايام ...طفح فيه الكيل من كل شي , من شغله ..من حياته الخاصه ..من كل شي .
وعرف انه ان ما طلع من الكويت و راح للبر أو اي مكان ثاني كان راح يذبح له احد , أول ما فكر باللي صار من عشر ايام يحس بنفـس الغليان اللي كان حاس فيه وقتها , لكن حاول يتمالك نفســــه , اصلا اهو ما نسى اللي صار عشان يذكره , اصابة ريله تذكره بكل ثانيه بأن السبب فيها لازال موجود , وكاتم على صدره مثل الغمام..
كان وده يسافر لدوله اوروبيه , ولفتره طويله يتخلص فيها من مشاعره السلبيه , والكتمه اللي بصدره , لكن هالشي مستحيل مع المشروع اليديد , كل اللي قدر عليه انه ايي للمخيم على امل انه نفسه تصفى ..
لكن الظاهر ان اسبوع واحد وايد عليه ..
لأن ربعه كلهم ألحين موجودين عنده .
اهو متأكد ان عبدالله اهو اللي ورى هالسالفه , ابتسم بسخريه من نفســه , عبدالله بعد اللي صار من عشرايام بدى يحاتيه وهذا اللي خلاه يطلع من الشركه وايي للمخيم عقب ثلاث ايام من نظرات عبدالله المتشككه !
يالله , بعد اللي صار وخروج غضبه عن السيطره , صاير مو طايق نفســــه ..
وقف لفتره طويله يم الخيمه يتنعم بلحظات الوحده , بالدقايق والثواني الجميله والهدوء الصافي اللي بعدها بيكون مع ضيوفه اللي يوا له من مدينه الكويت من غير عزيمه , معرفته انهم يايين بس عشانه مخليه مجبــر للترحيــب فيهم
حط شماغه على شكل الجريمبه من غير عقال , تسند على عصاه اللي صارت مرافقه له بصوره مؤقته إلى ان يتخلص من كسـر في اصابع قدمه !
زرع على شفايفه ابتسامه مغتصبــه , و دخـل الخيمه , اللي كانت تنعم بالحياة , والحماس والسوالف ..عم الهدوء ..والصمت .
وردت الخيمه للحياة والترحيـــب الحار , المخلص .. الترحيبات اللي تعبــر عن حب وتقدير للرجل اللي دخــل .
سمعهم يقولون " هلا والله بوناصــر "
وبدى اهو يمثل بأنه طبيعي ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
وقال , والإبتسامه لازالت موجوده , بصوته الرجولي الرخيـم "هلا بالحبيـــب " و وجـه الكلام للكل بعد ما دخل اكثـر " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
عبدالله بدى يتأمل الداخل عليهم .
المبتسم والجالس ألحين بصدر الخيمه ..واهو يقول بصوته الرخيم " حيا الله من يا " وينطق بعبارات الترحيـــب .
اللي يشوفه ألحين بهدوئه وروحه الحلوه الإجتماعيه العاديه , ما يصدق انه نفس الشخص اللي كان فاقد أعصابه من عشرة أيام تقريبا .
بدى ينقل عيونه بصوره سريعه على ويهه , يحاول يشوف اذا كان اهو نفســه , وهل تغير أم لا من الوحده اللي فرضها على نفسه من اسبوع ؟ .
هذي اهي ملامحه ..ما تغيرت ..ما تبدلت ..
لكن عيونه زادت غموض ..
تنهد بهدوء ..كان يشوف ان صاحبه قاعد يتجنب النظر له , يمكن لأنه الشاهد الوحيد على اللي صار من عشرة ايام .
اهو اللي دفع اصدقائهم لزيارته بالمخيم , وشجعهم على هالشي , شافه واهو يقعد بقربه بعد ما رحب فيهم بعبارات الترحيب المعتاده , ولاحظ اشلون بكل مهاره وسلاسة المضيف المتمرس فتح للباجي موضوع , وخلاهم يتناقشون ويندمجون فيه يتبادلون الآراء من غير لا اهو يتدخـل إلا من وقت للثاني بتعقيب يبين فيه اندماجـه معاهم .
ولاحظ اشلون لما شاف الباجي يستغرقون بالنقاش بدى يلعب بعصاه , ويطق فيها الأرض واهو يتأمل الأفق الممتد جدامهم إلى ما له نهايه .
كان مستغرق بملامح صاحبه , لدرجه انه بالنهايه صاحبه لف عليه وألتقت عيونهم ..
للحظه طويله ..ما احد فيهم وخر عينه عن الثاني ..
اعيونه اهو فيها تساءل , وعيون صاحبه فيها غموض .
عيون الصقر ..
من كانوا صغار واهو يتعجـــب من سواد بؤبؤه عيـــــن الصقـر , كان سوادها غريب وشديد ..
وهذا الشي كان يعطي نظرته حده , وقســوه , خاصه ان كان معصــب .
وخر الصقر عيونه ورد يتأمل الأفق..وقال بصوت منخفض ولكن قوي لإذن عبدالله بس , وبإبتسامه بسيطه " انت اللي قايل لهم اييون صح ؟ "
بعد عبدالله نظراته عن ويه صقـــر وقال " اشتقنا لك "
وتفاجأ لما سمع صوت ضحكة صقر المنخفضه , والعميــقه ..اللي فيها لمحة سخريه بسيطه
ولف ويهه لوجه صاحبه ..بتساءل !!
كان صقر يرسم على الأرض بالعصاة ويشوف اللي قاعد يسويه .
و قال فجأه بعد ما اختفت البسمه " لا تحاتي يا عبدالله " رفع راسه وألتقت العيــون للمره الثانيه " ما فيني شي برجع بعد جم يوم للديره "
شلون ما احاتي يا الصقـــر ؟! كان وده ينطق بهالجمله , لكن اهو أذكي من انه يقولها لأنها ما راح تكون متقبـــله من صاحبه .
الصقــــر , إضافة الألف واللام للأسم كان من باب الأحترام اللي يحسون فيه تجاه هالشخص.
او الزعيـــــم ..اللقب اللي اهم مطلقينه عليه من غير لا يدري عشان ما يذبحهم اطنازه وتمسخر ..واللي يقولونه عبط بينهم ..لكن بالواقع اهم يحسون فيه داخلهم , بأي مشكله اهو اللي ياخذ القياده عشان يحلها.
من ايام المتوسط واهم نفســهم ..نفس الشله ما تغيرت :عبدالله , علي ..والصقـــر اهو الرئيس ..اما ابراهيم فأنضم لهم متأخر , واستمر معاهم , وحتى ابراهيم شخصيته قمه بالغموض , والغرابه , وما احد يفهم له إلا صقـر .
بعد تفكيــر لأ الشـله تغيـرت ..راح منها واحد ..ما قام يختلط معاهم ..فـواز
التفت على صقــر , شخصيته هاديه و ثقــه , الأسرار عنده في بير , ونصايحه دايما تتسم بالذكاء والمعرفه بشخصية الناس , بس ما يدري اش بينه وبين فواز.
الصقر اهو اللي يشكون له عن مشاكلهم , اهو اللي يحلها لهم بفضل الله .
واهو الهادي , المتحكم بأعصابه , اهم ما يعرفون عن مشاكله إلا اللي يعرفونه من الناس أو اكثر شويه من المواقف اللي تصير جدامهم , لأن الصقر انسان خاص , وكتوم على العكس منهم , اهم يبلغونه بكل شي عنهم لأنهم ما يستغنون عن استشارته .
اهو اللي أسس الشغل من ايام الثانويه ...بعقله اللي يوزن ذهـب , خطط , والدنانير , صارت عشره والعشره صارت اميـه دينار , والأميه صارت ألف وهكذا ..
لما ألحين بعمر 31 سنـه صار عندهم شركه أو بالأصح كراج..اهو الرئيس فيه لأن الفلوس كانت منه وبتخطيطه إلا فواز اللي يشتغل مع ابوه , وابراهيم اللي يشتغل بالسلك العسكري.
من تدفق مشاعر الأمتنان قال بصوت منخفض " شلونك عقــب ذاك اليوم ؟ "
للحظه ظن عبدالله ان الصقر ما اسمعه أو بالأصح راح يتجاهله .
صقر اللي سمع السؤال , لف ويهه لصاحبـه , وعيونه اللي قست ألتقت بعيون صاحبه ورفع حاجب , واهو مبتسم بسخريه , وقال بأستغراب " أي يـوم ؟! "
عدم اعتراف صقر باليوم اللي يتكلم عنه عبدالله فهم الأخير المقصــود عدل ..
صقر قاعد يقوله بكلام ثاني ( ما أبي اتكلم عن ذاك اليوم )
طلعوا من عالم النظرات ,على صـــوت ابراهيم الساحر بالألقاء ..
دخـــل لهم بعالمهم وطلعهم منه بهدوء خلاهم يلتفتون ..
ابراهيم كان يقــول بأسلوبه الحلــو , وبإندماج واضح بصــوته العميـــق ابيات من قصيده ويرددها بطريقه مؤثره لعلي من غير لا ينتبــه انه لفت انظار الجميع , ومن غير لا ينتبـــه انه رمى رميــه اصابت واحد من الموجودين الأربع بغيظ ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :
يكره الأسم وصاحب هالأسم المذكور بالقصيده ..
ما يعتقد ان في احد بيوصل لدرجة الكره اللي اهو حاس فيها , لكن ابراهيم ما كان منتبه ان الإسم المذكور بالقصيده مأثر بواحد من ربعه , لأنه لو درى جان ما نطق هالقصيده :


أه مــــن اللي بلاني
أه من اللي بلاني بالهــوى بلــوى
عوقي ترى منه ....عوقى ترى منه
وأنا في العرب عوقه
وأشكيله الحــال لــكن.... ضـــــــــاعت الشكوى
واللي بيشكي لظـــالم.... مضيع حقوقــه

زينه
زينـه هي الموت والمنعوت والنجوى
مــن زينها.... القلب ذاب… وعذبـه ...شوقه
سوت بقلبي الذي ...مــا احد قبل ســواه
وثياب صبري ...وثياب صبري ...من الهجران مشقوقه


بعد ما انتهى ابراهيم من ترديد الأبيات .
كانوا كلهم مبتسميـن له , ما عدا واحد ..كان يتمنى يكون بمكان ثاني غير هالمكان ..بمكان ما يسمع فيه قصيد بأسمها ..ما يسمع فيه طاريها ..
لكنه بالأخير ابتسم , عشان ما يحس فيه احد , ما يلاحظ اللي فيه احد .
هالأبتسامه كلفته وايد بميزان اعصابه وهدوءه .
اهو حاس انه بيموت ..بيموت ..
علي اللي اندمج حيـــل مع القصيده قال " صح لسانك بو خليـــــل "
ابتسم ابراهيم وقال " صح ابدنك "
دخــل الهندي ..وقرب من صقــر اللي كان قاعد يلعب بعصاه على الأرض , وقال بإذنه شي ..وانصرف .
بعد خمــس دقايق وقف الصقر وقال " حياكم على العشا "

اتمنى لكم قراءه ممتعــه

إن شاء الله إذا المقدمـه أعجبتكم , راح انـزل البارت الأول اليوم .

الكاتبه
black widow



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :
البارت الأول
*** يا ونتي ونت كسير الجباره ... ليا وقف ما احتال وليا قعد ون ***


طاااااااااااااااااطو
طااااااااااااااااااطو
طااااااااااااااااااطو
صـــوت عالي ينذر بوجود اصابه , ينذر بوجود شخص حياته قد تكون بخــطر ..
صــوت اعلن للممرضات , والأطباء اللي داخل المستشفى الأميري ان جرحى الحادث اللي صاير على شارع الخليج اوصلوا .
وهذا خلاهم يتحركون بسرعه لبوابة الطوارئ لإستقبالهم ..
الحركــه السريعه , ريحه الدم والخوف من اصدقاء واهالي المصابين كانت ماليه الجو ..
الأهالي والأصدقاء اللي اتبعوا سيارة الأسعاف اللي انقلت أحبابهم للمستشفى .
هذا اول يوم شغل من شهر يكون بهالوضع السئ , ما تدري ان كانت راح تتعود على هالجو ولا لأ ..
كانت تتابع النقالات بعيونها .
لما حست بشخص يوقف عند راسها , نقلت نظرتها لهالشخص اللي الواضح عليه التعب , والأرهاق ..شرطي ..وصغير بالسن , يمكن بعمرها .
الظاهر كان حاضر الحادث .
قال لها بهدوء " السلام عليكم اختي "
وقفت تأملها له وقالت " وعليكم السلام "
رفع كيـس من ايده وحطه على طاولة الأستقبال اللي اهي جالسه وراها ..وقال " هذي الأغراض الشخصيـه لأحد المصابين .."
سكت واهي يتنهد بتعب " اصابته خطيـره ..اهو الوحيد اللي غايب عن الوعي ..ما في احد معاه يقدر يفيدكم بأسمه أو غيره من المعلومات..اكيد المعلومات اللي موجوده بالجيس بتساعدكم تتصلون على اهله "
شافت الكيس اللي بيده , وخذته , واهي تهز راسها بالموافقه .
عطاها ظهره وتوجه للباب .. فقالت بهمس " يعطيكم العافيه "
افتحت الكيس وشافت بوك ..وموبايل ..
خذت البوك وافتحته وطلعت البطاقه المدنيه , اللي طاحت معاها بطاقه ثانيـه ..
نزلت ايدها تلتقط البطاقه اللي طاحت :

في حال اصابتي بأي نوع من انواع الحوادث او غيابي عن الوعي يرجى الإتصال على ابي عبدالعزيز منصور على الأرقام الأتيه :
1-96....
2-22..
أو على زوجتي زينه خالد على الأرقام الأتيـه :
1-99...
2-22...

قرأت الأرقام بسرعه , واحمدت ربها على وجود البطاقه ..مع استغرابها ..معقول أن في أحد يكتب بطاقه جذي !!

بأحدى السيارات التي تخوض شوارع الكويت :


افففففففف يا ربي تأخرت !!
رفعت ايدها للمره المليون بدقايق , عشان تتأكد من الوقت !!
الساعه تسع ألحين !! يا ويلي من منيره ..
تأخرت على الإستقبال .
شافت ساعتها جنها بجذي تقدر توقف الدقايق .
يا الله !
ارفعت عينها وشافت روحها بالمنظره الأماميه من مكانها بالمقعد الخلفي , ومثل ما توقعت ويهها مو واضح عليه القلق أو الربكــه , وبالعكس كان ينقل البرود ..والغرور..
نزلت عينها بعجل واهي تبعد نظراتها عن هالصوره اللي صارت تمثلها من صار عمرها 20 سنه ..وألحين اهي تبلغ من العمر 22 واهي على نفس الحال .
ردت ارفعت عينها للمنظره الأماميه ..وشافت ويهها للمره الثانيه ..جمالها الكل يتكلم عنه .. ألحين اهي واثقه من هالجمال على عكس لما كان عمرها 20..ألحين اهي واثقه من قوته , واثقه من عيونها المتوسطه الحجم والمدعوجه واللي يميزها ارموشها الطوال , واثقه من خشمها الصغير , من شفايفها المتروسه بجمال واللي تزينها حبة خاله على الجهه اليمين من فوق ,و غمازه على الطرف اليسار من تحت , واثقه من جمال وكثافة ونعومة شعرها القصير الواصل إلى كتفها , واثقه من بشرتها الحليبه الناعمه , واثقه من طولها المتوسط , من جسمها اللي الكل يقول عنه حلو , اللي ساترته بالوقت الحالي بفستان طويـل اوف وايت مطرز على اطرافه بورده ذهبيه , وخيوط ذهبيه بسيطه وراقيه , تدل على ماركه عالميه , مع جاكيت ذهبي قصير لتحت الصدر , كمه طويل , اهي واثقه وما تحتاج حق اي احد عشان يعلمها بهالشي ..ما تحتاج لأحد .
( شالسؤال ..إيه حلوه ) ...(شالسؤال ..إيه حلوه)
سكـرت هالصوت الساخر اللي هاجمها من اعماق ذكرياتها وبقوه ..الذكريات اللي تحاول تمحيها خاصه انها على ذمــة ريال ثاني .
ريال طيــب وحنون , ريال ما راح تلقى مثله بالدنيا كلها .
ابتسمت بحنان غير ملامح ويهها الجميل , البارد عادة , وزاده جمال لطاري هالأنسان..
فواز
فواز ما خلاها بيوم تندم على زواجها منه , ولما توفى ابوها وقف معاها , وكان قمه بالحنان والحب , صحيح انه متغيـر من اول ما ردوا للكويت , لكن يظل حنــون , وما يرضى على زعلها لفتره طويله .
موبايلها دق بنغمه هاديــه ..خلتها تنقل نظرها للشاشه ..الرقم غريب .
لكن مو رقم موبايل ثاني ..كنه رقم بيت ..
تجاهلته لما سكــت .
وشافت ساعتها ..ورفعت راسها للدريشه ..بعد ما رجع لتفكيرها تأخيرها على الأستقبال ..
رد التليفون يرن ..ولاحظت ان نفس الرقم متكرر .
واهني قررت اترد لأن احتمال ان الشخص يكون غلطان بالرقم مرتين صعب !
بس قبل لا ترد على الموبايل , وجهت امر للسايق ببرود " محمد أسرع , ترى وايد تأخرنا , وانت قاعد تمشي حبـه حبـه "
تنهد السايق واهو يتلحطم بقلبه وهز راسه بغضب غير واضح وقال " جيـــن مدام "
رفعت الموبايل لأذونها , وردت ببرودها المعتاد الذي تقابل فيه الناس كلهم " نعــم "
كان الرد على الطرف الثاني صوت انثوي قمـه في الهدوء " السلام عليكم اختي , معاج المستشفى الأميري "
عقـدت حواجبها بأستغراب لكن كملت بنفـس البرود " مستشفى الأميري !!! , خــير "
" حضرتج الأخت زيــنه خالد , حرم الأخ فواز عبدالعزيز "
تعمقت عقدة الحواجب , ويت الإجابه الهاديه من لسانها " اي نعم ..معاج "
كان الرد من الصوت الهادي " احنا قاعدين نتصل فيج بخصوص الأخ فواز عبدالعزيز .." وسكت الصوت كنـه صاحبته متردده تنطــق .
وهذا خلى قلبها يرجــف .
لكن صوتها تكلم ببرود قارص " فــواز ...اشفيه فـــواز "
ما تحملت التوتر اللي كلى قلبها , والخوف من ارتباط اسم فواز بالمستشفى خاصه لما تذكر اخر مره شنو صار فيه , ردت تقول ببرود " تكلمي بلا لعب بالأعصاب لو سمحتي"
" ممكن تشرفينا بالمستشفى لوسمحتي ؟ " وبعد ثانيـه قالت " الأخ فواز عامل حادث سياره "
ردت بعد لحظات بصوت هادي يخفي وراه قلق كبير "حادث ..انزيـن .. شلــونه ؟ "
تردد الصــوت ..لكن اجاب " شرفينا المستشفى "
هذي شكلها ما راح تعطيني اي معلومات ..
حاولت تركـز ..قلبها قاعد يعورها ..
قالت بصوت صارم " انزين واللي معاه ..ابي اتكلم مع اللي كان معاه..السايق ..أو ..."
انقطع كلامها بصوت المرأه اللي قالت " عفــوا بس مافي احد معاه , الأخ فواز كان بروحه , اهو اللي كان يسوق !! , تفضلي شرفينا المستشفى " وتسكر الخط من غيـر لا تنتبــه .
فواز كان يســوق !!!!
يســـــوق !
ليـــش ..ليش يا فواز ..ليـــــش !
تذكرت اول حادث , وخافت اكثـــر .
بدت ترجـــــف .
شرفينا المستشفى !!
شنو يعني !!
ونزلت التليفون من اذونها وسكــرته .
ما تبي تعرف شنو يعني ؟ ما تبي ؟
الصوت ما كان يطمن ..ما تبي تعرف !
عينها بدت ترمــش بسرعه ..وايدها بدت ترجـف ..
مخها كان يشتغـــل بإطار ثاني غير عن احساسها ..لأنها سمعت روحها تقــول لمحمد السايق بصوت غريب عنها " محمد روح مستشفى الأميري "
عارضها السايق بتذمــر " بس مدام ..."
قاطعته بقوه " روووووووح "