عنوان الموضوع : طفولـــة في بيت النبوة فقه الاسلام
مقدم من طرف منتديات الضمير العربي

طفولـــة في بيت النبوة



الأطفال هم أحباب الله وزينة الحياة الدنيا ...


هم رياحين شذية وأزهار وردية يفوح شذى عطرها الزاكي .


ولقد صدق وبر الذي قال :

نعم الإله على العباد كثيرة ... وأجلهن نجابة الأولاد


هذه النبتة الغضة الطرية بكل ما فيها من رقة تحتاج إلى تعاهد وسقي ومزيد عناية ولا سيما أن مستقبل هذا الطفل تنبني عليه تلك المرحلة العمرية الهامة .


لقد كانت الطفولة منذ فجر الإسلام تحتل مكانة مرموقة ففي العهد النبوي كانت محل عناية منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان أكثر تلطفاً وحباً وحناناً وشفقة على الأطفال .


كان يداعبهم ويحنوا عليهم ويتبسم في وجوههم وإذا مر في طريقه بأطفال يلعبون سلّم عليهم وحياهم .


لقد كان رحيماً شفوقاً محباً للأطفال يداعبهم ويشفق عليهم ، وكم كان يمتطي ظهره الشريف سبطاه ( الحسن والحسين رضي الله عنهما ) وهذا جابر ـ رضي الله عنه يروي لنا كيف كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يداعب الحسن والحسين فيقول :
( دخلت على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يمشي على أربعة ( أي على يديه ورجليه ) وعلى ظهره الحسن والحسين ، وهو يقول : (نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما ) رواه الطبراني .


وها هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ يراعي مشاعر ذلك الطفل الذي مات عصفوره الصغير فغدا حزينا ، فعن أنس : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل على أم سليم فرأى عمير حزيناً فقال : ( يا أم سليم ما بال عمير حزينا ؟ ) قالت : يا رسول الله مات نغيره ، فقال : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( يا أبا عمير ما فعل النغير )) رواه البخاري .


وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب ذلك الطفل الصغير أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ حباً جما حتى اشتهر بين الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بحب رسول الله وابن حبه ، ولذلك كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأخذ أسامة بن زيد فيقعده على فخذه ويقعد الحسين على فخذه الأخرى ثم يضمهما ثم يقول : ( اللهم ارحمهما فإني أرحمهما ) رواه البخاري .


ولما قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً فقال الأقرع : ( إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً ، فنظر إليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم قال : ( من لا يَرحم لا يُرحم ) رواه البخاري .


حتى البنات كان لهن أوفر الحظ والنصيب من عطفه وحنانه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيحدثنا أبو قتادة قائلاً : خرج علينا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فصلى فإذا ركع وضعها وإذا رفع وضعها ) رواه البخاري .


ليس ذلك فحسب بل كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جلال قدره يلعب مع الأطفال ، فعن عبد الله بن حارث ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثير ابن العباس ـ رضي الله عنهم ـ ثم يقول : (( من سبق إليّ فله كذا وكذا ، قال فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم )) رواه أحمد .


وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : ( دخلت على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدعينا إلى طعام فإذا الحسن ـ رضي الله عنه ـ يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمام القوم ثم بسط يده فجعل يفر ههنا وههنا فيضاحكه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله ثم قال : حسين مني وأنا منه ، أحب من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط ) رواه الطبراني .


وهذا أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أرسلته أمه وهو طفل صغير السن ليخدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان يحظى بعناية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحبه وشفقته عليه ، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحسن الناس خلقاً فأرسلني يوماً لحاجة فقلت : والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقفاي من ورائي فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا أنيس ذهبت حيث أمرتك ؟ قال : قلت : نعم أنا ذاهب يا رسول الله ، قال أنس : والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيئ صنعته لمَ فعلت كذا وكذا أو لشيئ تركته هلا فعلت كذا وكذا ) رواه مسلم


إن الرحمة بالأطفال ومحبتهم والعطف عليهم احدى ركائز نموهم نمواً سوياً على المستوى الإجتماعي والنفسي والعقلي والجسدي ، وإذا فقد الطفل الحنان والمحبة في طفولته تولّد في نفسه الإنحراف والتمرد والكره والعداء لكل من حوله ، وقد يشب ناقماً على مجتمعه فاقداً لروح التعاون والمحبة بين أفراده ، وبذلك لن يكون في مستقبل حياته أباً رحيماً أو زوجاً شفوقاً .


وقد يعتقد الوالدان أن تربية الطفل بتعنيفه أو زجره ونهره وربما ضربه ضرباً مبرحاً من مقومات التربية الناجحة ، وما دروا أن هذا من الجهل العقيم إذ أن ضرب الطفل لا يصح قبل العاشرة في أهم أولويات الإسلام وركن من أركانه وهي الصلاة فكيف نبيحه في أتفه الأمور ولا سيما أن الأبحاث العلمية تؤكد أن ضرب الطفل وخصوصاً على وجهه يؤثر تأثيراً سلبياً على مستواه العقلي ونضجه الفكري .


من هنا ضرب لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أروع الأمثلة في تلطفه وحنوه وشفقته على الأطفال ، وكأنه يرسل لأمته رسائل تربوية في حسن التعامل مع هذا المخلوق الضعيف ، وكم كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقف على سلوكيات خاطئة يراها في الأطفال فتدفعه الرحمة إلى انتهاج أروع المثل في حسن التعامل معهم بلا تعنيف أو زجر .


هنا مشهد نبوي يصف تعامله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع ذلك الطفل الذي أكل الطعام في حضرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون مراعاة لأدب الطعام أمام ناظر نبي الرحمة ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فيروي لنا قصة هذا المشهد عمر بن أبي سلمة ـ رضي الله عنه ـ حيث قال : (( كنت غلاماً في حجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) متفق عليه .


قمة التلطف في معالجة الخطأ فلم ينهره ولم يوبخه أو يضربه وإنما لاطفه بقوله : ( يا غلام ) ثم أرشده بأسلوب هو غاية في الرحمة بطريقة فيها إيجاز في العبارة مراعاة لصغر سن الطفل حيث قال : ( سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) .


هكذا كان معلم البشرية مثلاً أعلى في عطفه وحبه وحنانه على الأطفال على الرغم من المهام الجسام التي يقودها ، ومع ذلك لم تشغله كل هذه الأمور عن مراعاة حقوق الطفل ابتداءً من كونه جنيناًً في أحشاء أمه إلى أن يشب ويقوى عوده .


وهكذا كان الأطفال في عهده النبوة يحظون بجل العناية وكريم المعاملة في عصر استقى المسلمون الرحمة والحنان منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأرسلوها سجايا رائعة من دماثة خلقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى مع الأطفال الصغار ، فصلوات الله وسلامه عليك يا من أثنى عليك ربك حين قال : (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) .

.

.

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
مشكوره على الموضوع روووعه

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
سبحان الله وبحمده
خير مااخترت اختي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
طرح جميل .، يزاج الله خير

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

جزاكـِ الله خيراً ،،

(اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد،
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :