زيارتنا للمغارة العميقة في قرية لايشنجن في 8 مايس 2016
د . عدنان جواد الطعمة
إعتدت منذ سنوات طويلة أن ادرس كل موضوع و رحلة أقوم بها من كافة الجوانب
و أحصل على المعلومات السياحية و الطبيعية و عن المناطق السياحية التي تتمتع بها كل مدينة و قرية و منطقة . إستلمت زوجتي الكريمة من جمعية الأطباء المختصين في
الطب البديل بأن تحضر في دورؤة طبية لمدة ثلاثة أيام في مدينة لنداو المطلة على بحيرة بودن سي الألماني من يوم 9 إلى 12 مايس 2016 . و سألتني عما إذا كنت راغبا
للسفر إلى هذه البحيرة الجميلة فأجبتها بنعم . بدأنا بإجراء الإتصالات بالمؤسسات الإعلامية و بإبن خالة زوجتي و ببنت عمها ، اللذان يعيشان بالقرب من البحيرة لكي نقوم بزيارة خاطفة لهما إما قبل بدء الدورة أو بعدها . و علمنا بأن هناك في مدينة بلابويرن
العين الزرقاء جدا جميلة وبالقرب منها قرية إسمها لايشنجن تحتوي على أعمق مغارة صخرية تحت الأرض بعمق 60 إلى 80 مترا تقريبا . و قررنا حجز غرفة لنا في مساء 7 مايس 2016 لليلة واحدة ثم نقوم بزيارة المغارة في قرية لايشنجن في طريقنا إلى بيت
إبنة خالة زوجتي وعائلته . وهكذا توكلنا على الله في صباح 7 مايس 2016 في الساعة الثامنة و أربعين دقيقة غادرنا مدينتنا باتجاه مدينة بلاوبويرن فوصلناها في
الساعة الحادية عشر والنصف قبل الظهر . كانت الأمطار تهطل بغزارة
و بشدة طيلة اليوم و كان الجو باردا قبل مجئ برد العجوز . وضعنا حقائبنا في الفندق ثم خرجنا نتجول في المدينة . وقبل كل شيئ ذهبنا إلى متحف المدينة الجميل ، لكن السيدة أخبرتني يمنع التصوير . فقلت لزوجتي سأذهب إلى رؤية العين الزرقاء و أطلال
المعبد و الكنسية و الحديقة و أتجول في شوارع المدينة السياحية الصغيرة و نلتقى في المقهى أو المطعم المطل على العين الزرقاء . وهكذا خرجت من المتحف و توجهت إلى العين الزرقاء و دهشت بمناظرها الخلابة الساحرة و لونها الأزرق ، يا
سبحان الله . كانت المنطقة حول العين الزرقاء مزدحمة بالسواح و الضيوف و كنت أرى جماعات متفرقة تشرف عليها سيدات و يشرحن لها مواصفات هذه العين الزرقاء و أنا سمعت من إحدى السيدات قصة حب لأمير كان يتمنى من زوجته أن تلد له ولدا . فقيل أنها جاءت إلى العين الزرقاء و استحمت ثم رزقها الله طفلا . تخيلت هذه القصة واحدة
من قصص ألف ليلة و ليلة أسطورية . بدأت بالتقاط الصور للعين الزرقاء و الماء الذي يبدو أنه أزرق و للشلال الصغير أمام ناعور كبير ملصق و بالقرب من جدار ورشة الحداد و جدار المقهى والمطعم . وكنت أسمع خرير الماء و تدفقه . و بعد قيامي بالتقاط عدة
[
url=https://www.gulfup.com/?vXYQpV]

[/url]
صور للعين الزرقاء و الأشجار الجميلة و الكنيسة و أطلال المعبد قدمت زوجتي و ذهبنا للفندق و قررنا أن نتناول فيه طعام الغداء . و بعد الغداء عدنا في طريقنا إلى أطلال المعبد و دخلنا فنائه و شاهدنا حديقة جميلة لا بأس بها ثم دخلنا في متحفه و خرجنا
منه و اتجهنا إلى مقهى العين الزرقاء و شربنا القهوة و استمتعنا بالهواء العذب بعد أن توقفت الأمطار . والتقطت عدة صور جميلة للغاية . ثم دخلنا ورشة الحداد ، وهذه
الورشة ملاصقة بالمقهى و كان الحداد شابا وسيما متزوجا له ولد صغير . إرتاح الأخ معنا وبدأ يحدثنا عن قصة حياته الأليمة كيف أن والديه لم يهتما به منذ الطفولة وكانت أمه تضربه طول الوقت الأمر الذي قام جده بإخذه إليه و تبناه بصورة أو أخرى . كان جده يعمل حدادا في هذه الورشة وكان يأخذ هذا الطفل صاحبنا ، معه يوميا و علمه فن
الحدادة بحيث درس في مدرسة مهنية وحاز على شهادة مهنة حداد . وقال لنا بأنه عاش مع جده رحمه الله 13 سنة . و أردف قائلا أنا مدين لجدي بالفضل والعرفان وكل يوم عندما أدخل ورشتي أحس بأني أرى و أشعر بأني معي جدي نعمل سوية .
شعور فياض بالحب و الوفاء لجده . تأثرنا بقصته التي كان يرويها لنا وكانت دموعه تسيل على خده أثناء عمل سكينة خاصة لي من قطعة حديد و عمل حية كوبرى لزوجتي أيضا من حديد . و عندما انتهى من صنعهما قدمنا له مبلغا يستحقه ، إلا أنه رفض ولكنا رجوناه أن يعتبره هدية منا مثل هديته .
و بعد ذلك ترجلنا و مشينا إلى الفندق وارتحنا شوية ثم تعشينا أكلة خفيفة . و بعد العشاء هيأنا حقائبنا للسفر إلى إبن عم زوجتي وقبل ذلك نقوم بزيارة المغارة العميقة . وفي صباح الثامن من مايس 2016 غادرنا مدينة بلابويرن في اتجاه قرية لايشنجن
و دخلنا المغارة في الساعة 11 . إشترينا في الحال تذكرتي الدخول و تجولنا بالقرب من شباك التذاكر في قاعتين جميلتين و بدأنا بالنزول على درجات و سلم المفارة الزاهية
و المرعبة . كان الجو فيها باردا نوعا ما 8 أو 10 درجات مئوية . بقينا في المغرة ثلاث ساعات إلتقطت فيها مئات الصور الخيالية الجميلة و خرجنا من الغابة في الساعة الثانية بعد الظهر و حمدنا الله على سلامتنا .
و تفضلوا بقبول مني فائق ودي واحترامي
د .عدنان
ألمانيا في 25 أكتوبر 2016